ما وراء الخبر

خارطة طريق قدمتها المعارضة.. هل تساهم في انفراج الأزمة الجزائرية؟

ناقشت حلقة (2019/3/24) من برنامج “ما وراء الخبر” اقتراحات المعارضة الجزائرية تشكيل هيئة رئاسية لإدارة مرحلة انتقالية، وتساءلت عن مدى استعداد السلطات للتجاوب مع تلك المقترحات.

حذر المحلل السياسي توفيق بوقاعدة من عواقب وخيمة قد تصيب الجزائر بحلول الأسبوع القادم، في حال لم تتوصل السلطة الجزائرية إلى حل للأزمة خلال هذا الأسبوع.

وقال بوقاعدة -في تصريحاته في حلقة (2019/3/24) من برنامج "ما وراء الخبر"- إن خارطة الطريق التي قدمتها المعارضة تفتقر للآليات التي يتم على أساسها  تنفيذ الخارطة، وتحدث عن توجس الجزائريين من بند يخص تدخل الجيش في المشهد السياسي بالمرحلة.

وأوضح أن الحراك الشعبي يرغب في أن يظل الجيش والمؤسسة العسكرية خارج التجاذبات السياسية، وأن يظل في موقف الحياد.

وعبر بوقاعدة عن قناعته بأن على المعارضة توسيع دائرة مشاوراتها لتشمل السلطة الجزائرية، وتعمل كـ"خط وصل" بين الشعب والحكومة لإحداث التغيير الحقيقي.

ودعا السلطة الجزائرية أن تكون أكثر جدية في إدارتها للمشهد السياسي والوسائل التي تفتح من خلالها حوارا مع المعارضة والحراك الشعبي، وأضاف أن عليها تقديم بوادر الثقة وإعلانها بداية مشاورات جديدة تتأسس عليها خارطة طريق جديدة حتى يتم تجاوز الأزمة.

ويعتبر بوقاعدة أن الحراك الشعبي فك العقد الذي كان يربطه بأحزاب المولاة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ بداية تصريحاتهم المتباينة، مرجعا سبب تضارب التصريحات إلى وجود أزمة داخل السلطة نفسها، متوقعا ازدياد ذلك النوع من التصريحات خلال الأيام القليلة المقبلة.

صناعة القرار
أما الأكاديمي والمحلل السياسي بوزيد بومدين، فقال إنه "لا يوجد حزب حاكم حقيقي في الجزائر" بالصورة المتعارف عليها، مضيفا أن الحزب الحاكم الذي يشكل أغلبية داخل البرلمان لا يملك صنع القرار بنسبة 100%، وقال إن تركيبة صناعة القرار الموزعة بين أكثر من طرف هي التي تسببت في تعليق حل الأزمة الآن.

وتحدث بومدين عن أهمية وجود هيئة رئاسية تسد ثغرة التفاوضات مرحليا لمدة ستة أشهر، مضيفا أن التحول إلى مرحلة انتقالية تخلو إثرها الجزائر من الاستقرار السياسي هو خيار يمثل أخف ضررا من خيار التصادم  أو المواجهة بتدخل الجيش في الأزمة.

ورأى أن هناك إخفاقا إعلاميا في التواصل من قبل أحزاب المعارضة والموالاة، حيث ظهرت الخلافات الذاتية على واجهة المشهد السياسي، واعتبر أن أحزاب المعارضة ارتكبت خطأ لغويا وانزلاقا مضمونيا فيما يتعلق بالبند المتعلق باتخاذ الجيش دورا لإنهاء الأزمة.

كما تحدث المحلل السياسي عن عدم إدراك مسؤولي الأحزاب والسياسيين كيفية إيصال تصريحاتهم المهمة للمتلقي بشكل صحيح وواضح، واعتبر أن ذلك أدى إلى وجود لّبس لدى كثير من الجزائريين في فهم فحوى بعض التصريحات.

وقال إن "الغموض والسرية" كانا عاملا قوة لدى نظام الحكم بالجزائر، لكنه أصبح نقطة ضعف ضده في الوقت الحالي، وأضاف أن ذلك الغموض يظهر في عدم قدرة السلطة على التواصل مع الشعب، الأمر الذي زاد الفجوة بينهما.