ما وراء الخبر

هل أوشكت عداوة أميركا وطالبان على النهاية؟

تساءلت حلقة الأحد (2019/1/27) من برنامج “ما وراء الخبر” عن أبرز القضايا التي تجاوزها الأميركيون وطالبان خلال جولة المفاوضات الأخيرة بالدوحة، وما الشكل الذي ستكون عليه أفغانستان بعد اتفاقهما؟

أعلن المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد أن المباحثات التي جرت بالدوحة مؤخرا وجمعت بين الولايات المتحدة وطالبان، قد أفضت لغاية الآن لتقدم ملموس لم يسبق للطرفين أن توصلا إليه، معربا عن تفاؤله بمزيد من التقدم بالمفاوضات التي ستستأنف بين الطرفين الشهر القادم.

برنامج "ما وراء الخبر" تساءل بحلقته بتاريخ (2019/1/27) عن أبرز القضايا التي تمكن الطرفان من تجاوزها، والتي ظلت طول السنوات السبع عشر الماضية أحد اسباب الحرب والعداوة بين الطرفين، كما تساءل عن شكل "أفغانستان" الجديد الذي يريده كل من الطرفين بعد توصلهما لاتفاق.

اتفاق وخلاف
بحسب السفير الأفغاني السابق لدى باكستان عبد السلام ضعيف، فإن أبرز ما توصل اليه الطرفان بعد أيام من التفاوض في الدوحة، هو الاتفاق على سحب القوات الأميركية من أفغانستان، فيما تتعهد طالبان بعدم السماح للحركات الإرهابية مثل "تنظيم القاعدة" وغيرها من القيام بأي عمليات "إرهابية" انطلاقا من الأراضي الأفغانية.

بدوره أكد المحلل السياسي والباحث احمد ماجديار بأن طالبان تعهدت خلال مفاوضات الدوحة أيضا بقطع العلاقة كليا مع تنظيم القاعدة، ومع كافة التنظيمات الإرهابية.

وفيما يتعلق بأبرز القضايا التي لا زال الطرفان مختلفان بشأنها، أشار ضعيف إلى أن طالبان لا زالت ترفض طلب واشنطن بالتفاوض مع الحكومة الأفغانية، لأنها لا تعترف بشرعية هذه الحكومة وتمثيلها للشعب الأفغاني، وهي تنظر لها باعتبارها دمية بيد الولايات المتحدة.

كما نوه إلى أن طالبان لا زالت ترفض طلب الأميركيين بوقف كامل لإطلاق النار وإنهاء والصراعات مع كافة الفرقاء الأفغانيين، لأنها تريد ضمانات أولا من الولايات المتحدة على أرض أفغانستان، بحيث تكون الحركة مطمئنة بأنها ستكون قادرة على المشاركة بالحياة السياسية بالبلاد.

خيارات أميركا
ولكن ماذا عن خيارات الولايات المتحدة، فيما لو أصرت طالبان على موقفها برفض الجلوس للحكومة الحالية ووقف إطلاق النار مع بقية الفصائل والقوى على أرض أفغانستان، هل ستواصل الحرب؟ وتترك طريق السلام؟

من وجهة نظر ماجديار فإن هذا الحل ليس مطروحا أمام الولايات المتحدة، التي باتت تدرك تماما بعد 17 عاما من وجودها بأفغانستان، بأن الحل العسكري لن ينهي الأزمة بالسودان، وانه لا بد من حل سياسي، مشيرا لتعهد الرئيس دونالد ترامب بإعادة قواته للأراضي الأميركية.

وردا على سؤال بشأن كيف ستضمن أميركا أن تلتزم "طالبان" بعدم السماح لـ "القاعدة" أو غيرها من الحركات "الإرهابية" من تنفيذ عمليات "إرهابية" انطلاقا من أراض أفغانستان، أكد أن الأميركيين لن يخرجوا من أفغانستان قبل أن تقدم لهم طالبان آليات عملية تضمن ذلك.