إمكانية الحياة على المريخ سبقت الأرض

Said سعيد - إمكانية العيش على المريخ سبقت الأرض بنحو 500 مليون عام - بيكساباي - دراسة حديثة: القابلية للحياة على المريخ سبقت الأرض
إمكانية العيش على المريخ سبقت الأرض بنحو 500 مليون عام (بيكسابي)

عبد الحكيم محمود

في الوقت الذي يبذل فيه علماء الفضاء جهودا للبحث عن الحياة في كوكب المريخ، توصل فريق علمي دولي إلى استنتاج بأن إمكانية العيش في المريخ قد سبقت الأرض بنحو 500 مليون عام.

جاء ذلك في دراسة علمية نشرتها مجلة "نيتشر جيو ساينس" في عددها الصادر يوم 24 يونيو/حزيران الماضي تحت عنوان "تراجع تأثيرات النيازك العملاقة على المريخ قبل 4.4 مليارات عام وفرصة مبكرة للعيش فيه".

أجرى الدراسة مجموعة من الباحثين من مختلف أنحاء العالم، يقودهم فريق من جامعة ويسترن الكندية.

وقد توصلت هذه الدراسة إلى أن كوكب المريخ كان صالحا للحياة قبل نحو 4.4 مليارات عام عندما توقفت النيازك العملاقة التي تمنع الحياة عن قصف الكوكب الأحمر.

المريخ يتعرض للقصف النيزكي
وفقا لموقع فيوتشاريزم، تعرض المريخ في فترات مبكرة من تكوينه إلى قصف نيزكي من نيازك عملاقة ضربت كل جوانبه.

وتعتبر فترة القصف النيزكي على المريخ أشبه بالقصف الذي تعرضت له الأرض وكذا القمر فيما يسمى بالقصف الثقيل المتأخر، أو ما تدعى في كثير من الأحيان "الكارثة القمرية"، وهي فترة امتدت إلى ما قبل 4.1 إلى 3.8 مليارات عام.

ومن المعروف أن الصخور الناجمة عن فترة القصف الثقيل المتأخر تحمل السجل الأحفوري لتاريخ نشأة الكوكب.

تحليل حبيبات المعادن
حلل الباحثون أقدم المعادن المريخية المعروفة بعد تصويرها إلى المستويات الذرية، والتي كانت دفينة في نيازك.

ويعتقد أن المعادن نشأت في المرتفعات الجنوبية للمريخ، كما كانت ذات يوم جزءا من المريخ، ولكنها توغلت في الفضاء أثناء تصادم عنيف وهبطت على الأرض.

ويوجد نحو 120 عينة منها معروفة في العالم يدرسها الباحثون للحصول على لمحات من تاريخ سطح المريخ.

ولأن حبيبات المعادن المريخية الدفينة لم تتغير منذ أن تشكلت، وهو ما يعني أنها لم تتبلور، فإن ذلك يمكن أن يساعد على الكشف عن طبيعة سطح المريخ قبل مليارات السنين.

وقد ساعد ذلك الباحثين على تحليلها واستنتاج أن النيازك التي حالت دون نشوء الحياة قد توقفت غالبا عن قصف المريخ قبل 4.48 مليارات عام، وبناء على ذلك فقد أعاد العلماء تعديل الجدول الزمني للسنوات التكوينية على سطح المريخ، واستنتجوا أن كوكب المريخ ربما كان موطنا للحياة قبل أن تكون الأرض صالحة للعيش.

‪فترة القصف النيزكي على المريخ أشبه بالقصف الذي تعرضت له الأرض وكذا القمر فيما تسمى 
‪فترة القصف النيزكي على المريخ أشبه بالقصف الذي تعرضت له الأرض وكذا القمر فيما تسمى "الكارثة القمرية"‬ (رويترز)

الساعة البيولوجية للنظام الشمسي
كما تشير النتائج التي توصلت اليها الدراسة، إلى أن القصف العنيف للمريخ انتهى قبل تشكيل المعادن التي تم تحليلها.

ويعني هذا أن سطح المريخ كان يمكن أن يصبح صالحا للسكن بحلول الوقت الذي يعتقد فيه أن المياه كانت وفيرة هناك.

وكانت المياه موجودة أيضا على الأرض بحلول ذلك الوقت، لذلك من المعقول أن الساعة البيولوجية للنظام الشمسي بدأت قبل ذلك بكثير.

وقال الدكتور ديزموند موزر أحد مؤلفي الدراسة، إن آثار النيازك العملاقة على المريخ منذ 4.2 و3.5 مليارات سنة مضت قد عجلت بالفعل بإطلاق المياه المبكرة من داخل الكوكب، مما مهد الطريق لتفاعلات تشكل الحياة ولنشوء إمكانية العيش المبكر على المريخ.

المصدر : الجزيرة