السدود وخزانات المياه تقطع جريان ثلثي أنهار العالم

Said سعيد - 63% من أنهار العالم الكبرى تقطع جريانها السدود وخزانات المياه - بيكسلز - السدود وخزانات المياه تقطع جريان ثلثي أنهار العالم
أوضح الباحثون أن هناك فقط 21 نهرا ما زالت تحافظ على طبيعتها موجودة بالأمازون والكونغو والقطب الشمالي (بيكسل)

هشام بومجوط

كشفت دراسة علمية جديدة -نشرت بمجلة "نيتشر"- عن أن من بين 246 نهرا كبيرا في العالم، هناك نحو 37% فقط تجري دون انقطاع، أما البقية فإن مياهها تصطدم بالسدود وخزانات المياه الكبيرة التي يشيدها البشر.

أول دراسة من نوعها
تعاون على إنجاز هذه الدراسة 34 باحثا من جامعة "ماك غيل" الكندية، وبتمويل من الصندوق العالمي للطبيعة، حيث قاموا بتحليل معطيات عن 12 مليون كيلومتر من الأنهار الجارية عبر مختلف أرجاء العالم.

وتعتبر هذه الدراسة الأولى في هذا المجال، ويمكن أن تصبح مرجعا لصناع القرار والباحثين عن الحلول المستدامة في استغلال ثروات الأنهار والمحيطات التي باتت مهددة بالزوال.

وأوضح الباحثون أن من بين 91 نهرا، التي يتجاوز طولها ألف كيلومتر، هناك فقط 21 نهرا لا زالت تحافظ على طبيعتها، ونجدها في حوضي الأمازون والكونغو، أو في القطب الشمالي.

كما وجدت الدراسة أن عامل التغيرات المناخية له تأثير سلبي جدا في الحفاظ على الخدمات الإيكولوجية للأنهار، لأن حكومات دول العالم اختارت الطاقة الكهرومائية كطاقة نظيفة وإنتاجها يعتمد على بناء السدود.

نحو 60 ألف سد
يقول ماك غانتر، الباحث الرئيسي لهذه الدراسة في تصريح للجزيرة نت، إن هناك نحو ستين ألف سد كبير يقطع أنهار العالم، ونحو 3700 سد آخر في طور الإنجاز.

وحولت هذه السدود الأنهار عن طبيعتها الأولى، سواء من حيث جريانها أو من حيث اتصالها ببعضها البعض، لتحرم بذلك ملايين البشر من الموارد التي توفرها لهم كالأسماك والخدمات الإيكولوجية العديدة كالتقليل من خطورة الفيضانات.

وأضاف غانتر أن المطلوب اليوم هو مراقبة هذه الأنهار ومجراها الطبيعي، خاصة في ما يتعلق باتصالها ببعضها البعض؛ حتى نتمكن من المعرفة الجيدة للأدوار التي كانت تؤديها سابقا وماذا يجب أن نقوم به في المستقبل.

ولأن بناء السدود وخزانات الماء التي تقطع جريان الأنهار حيوية جدا للإنسان المعاصر، فإن المطلوب اليوم هو إيجاد حلول ذكية ومستدامة لتسيير هذه الأنهار من خلال تشييد السدود في الأماكن الجيدة أو حتى هدم السدود الحالية التي تسببت في قطع جريان الأنهار واتصالها ببعضها البعض إن أمكن ذلك.

وقال غانتر "نحن مطالبون بالتفكير الجيد والذكي في إيجاد الحلول المستدامة في طريقة تسيير الأنهار، لدينا قاعدة بيانات كبيرة ومهمة لكل أنهار العالم، وهذا مدخل جيد سيسهم في إيجاد الحلول الكفيلة للحفاظ على هذه الأنهار وخدماتها الإيكولوجية".

10 سنوات من العمل
قال البروفيسور بيرنار لينار من جامعة "ماك غيل"، و أحد الباحثين المشاركين في الدراسة؛ "هذه الدراسة ثمرة عشر سنوات من العمل، وأعتقد أننا قمنا بعمل كبير من خلال جمع المعطيات حول هذه الأنهار لأنها ستسمح لنا بإنشاء خارطة رقمية لملايين الكيلومترات من الأنهار التي تجري على كوكبنا، وهذا سيسمح لنا في الأخير بدراسة التغيرات التي أحدثها الإنسان على هذه الأنهار".

وأضاف "نحن لا ندعو إلى وقف النمو الاقتصادي لبلدان العالم، لكننا ندعو إلى إيجاد حلول ذكية تسهم في التعايش المنسجم بين البشر وهذه الأنهار، مثل الاعتماد أكثر على طاقة الرياح والطاقة الشمسية في توليد الطاقة".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية