وحدات حماية الشعب

تحالف الاتحاد الوطني الكردي مع المعارضة السورية
الأكراد تحالفوا مع فصائل في المعارضة السورية (الجزيرة-أرشيف)

وحدات حماية الشعب، هي مليشيا كردية سورية منتشرة في مناطق الأكراد بسوريا، وتحديدا في شمال وشمال شرق البلاد، وينظر إليها على أنها الفرع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وموالية لـحزب العمال الكردستاني، وتقاتل حاليا في عين العرب (كوباني) ضد قوات تنظيم الدولة الإسلامية.

ويرجّح المحلل في مؤسسة "جيمستاون الأميركية" فلاديمير فان فيلغينبورغ أن يكون عام 2004 هو تاريخ تأسيس وحدات حماية الشعب بعد المظاهرات الكردية المعارضة للحكومة السورية التي اندلعت في ذلك العام، إلا أنه لم يتم الإعلان عنها حتى يوليو/تموز 2012 حين جرى كشف شعارها علنا، بعد أكثر من سنة على بدء الثورة السورية.

وتزامن هذه الإعلان مع انسحاب القوات الحكومية السورية من الجزء الأكبر من المناطق الكردية، وتحول وحدات حماية الشعب -بحكم الأمر الواقع- إلى جيش هذه المناطق في محافظات الحسكة (شمال شرق) والرقة وحلب (شمال). ويسيّر مقاتلو "وحدات حماية الشعب" دوريات على حدود المناطق الكردية ويشرفون على العديد من حواجز التفتيش، وقد أدوا دورا رئيسيا في القتال ضد تنظيم الدولة.

يقول خبراء وحكومات إقليمية إن حزب الاتحاد الديمقراطي ومجموعة "وحدات حماية الشعب" يرتبطان بحزب العمال الكردستاني، لكن حزب الاتحاد وجناحه العسكري ينفيان ذلك

مصدر الدعم
يقول خبراء وحكومات إقليمية بينها الحكومة التركية، إن حزب الاتحاد الديمقراطي ومجموعة "وحدات حماية الشعب" يرتبطان بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض نزاعا داميا منذ عقود في تركيا بهدف الحصول على الحكم الذاتي، لكن حزب الاتحاد وجناحه العسكري ينفيان وجود أي ارتباط مباشرة مع حزب العمال الكردستاني الذي يصنف في تركيا ومعظم الدول الغربية على أنه "تنظيم إرهابي".

وعلى الرغم من هذا النفي، يقر حزب الاتحاد وجناحه العسكري بوجود تقارب عقائدي مع حزب العمال الذي يحظى زعيمه المسجون في تركيا عبد الله أوجلان بشعبية كبيرة في المناطق الكردية السورية.

وتقول الخبيرة في الشؤون العراقية والكردية في مجموعة الأزمات الدولية، ماريا فنتاباي، إن معظم قادة وحدات حماية الشعب -ورغم أنهم يحملون الجنسية السورية- تدربوا في مخيمات حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل شمال العراق. فيما يذهب فان ويلغينبورغ أبعد من ذلك، معتبرا أن هذه الجماعة الكردية تمثل الجناح المسلح لحزب العمال الكردستاني في سوريا.

وتتعامل تركيا أيضا مع "وحدات حماية الشعب" على أنها فرع من فروع حزب العمال الكردستاني، وترى في محاولات الأكراد فرض حكم ذاتي في المناطق الكردية في سوريا "خطوات خطيرة".

خاض المقاتلون الأكراد معارك ضد النظام إلى جانب المعارضين في أماكن محددة، لكن المعارضين ينظرون بشكل عام إلى الأكراد بريبة

ارتباطاتها
قاد انسحاب القوات السورية من المناطق الكردية في سوريا منتصف عام 2012 إلى اتهام حزب الاتحاد الديمقراطي و"وحدات حماية الشعب" بالتعاون مع نظام الرئيس بشار الأسد، مما أدى إلى سيطرة التوتر على العلاقات بين المقاتلين الأكراد والمعارضة السورية، خصوصا بعد رفض هؤلاء المسلحين السماح للمعارضين للنظام بمحاربته من المناطق الكردية.

غير أن خبراء يرون أن العلاقة مع النظام لم تصل إلى مستوى التحالف، بل تعكس تفاهما إستراتيجيا أو مجرد التقاء مصالح أبعد القوات الحكومية عن فتح جبهة جديدة وسمح للأكراد بالتركيز على مسألة تحقيق حكم ذاتي.

وخاض المقاتلون الأكراد معارك ضد النظام إلى جانب المعارضين في أماكن محددة، لكن المعارضين ينظرون بشكل عام إلى الأكراد بريبة، ويتهمونهم بوضع رهانهم على السعي لتحقيق حكم ذاتي فوق مسألة العمل على الإطاحة بالنظام.

التمويل
ذكرت "مجموعة الأزمات الدولية" في بداية العام أن "وحدات حماية الشعب" تدفع رواتب شهرية تبلغ نحو 150 دولارا لما بين 25 و30 ألف مقاتل، لكن خبراء آخرين يقرون بعدم وجود إحصاءات رسمية لأعداد هؤلاء المقاتلين.

وأوضح تقرير لمجموعة الأزمات الدولية أن المقاتلين يتلقون ثلاثة أشهر من التدريبات في واحد من تسع أكاديميات عسكرية تتوزع على المناطق الكردية الثلاث في سوريا.

ويقاتل في هذه الجماعة الرجال والنساء. ورغم أن الوحدات تضم بشكل رئيسي عناصر مدربة، فإنها استقطبت أيضا عائلات بأكملها يقاتل أفرادها جنبا إلى جنب في مدينة عين العرب.

ويقول فان ويلغينبورغ إن وزراء الدفاع في المناطق الكردية السورية الثلاث، عين العرب والجزيرة (الحسكة) وعفرين في حلب، يقودون قوات "وحدات حماية الشعب" من مناطقهم.

نطاق القوة
وتقول عناصر من وحدات حماية الشعب في مدينة عين العرب إنهم يملكون أسلحة خفيفة فقط، ويقاتلون بشراسة في مواجهة الأسلحة الثقيلة التي يستخدمها تنظيم الدولة وبعض مصادرها القواعد العسكرية التي اقتحمها في العراق وسوريا. ويعتقد أن وحدات حماية الشعب تمتلك بعض الأسلحة الثقيلة والدبابات التي غنمتها من مجموعات مسلحة أخرى أو من قوات النظام في سوريا.

أما بالنسبة إلى مصادر التمويل، فيؤكد خبراء أن المجموعة تعتمد على الضرائب التي تجبيها في المناطق الكردية وعلى دعم حزب العمال الكردستاني الذي يحظى بمساندة شبكة من الممولين في أوروبا وتركيا والجالية الكردية في مناطق أخرى من العالم.

المصدر : الفرنسية