منع التدخين بالأماكن العامة بتركيا


شددت تركيا اعتبارا من اليوم الأحد قانون يمنع التدخين في الأماكن العامة المغلقة ليشمل المقاهي والمطاعم والنوادي الليلية. وقد قوبل القرار باعتراض أصحاب هذه المصالح التجارية رغم التأييد الشعبي له وفق استطلاعات الرأي.
 
وقالت وكالة أنباء الأناضول إن التدخين ممنوع اعتبارا من الأحد في المقاهي والحانات والمحلات التي تسمح بتدخين النارجيلة والأندية والمقاهي وسيارات التاكسي ووسائل النقل في الطرق السريعة ومحطات القطارات وفي الخطوط الجوية والبحرية.
 
وسوف تفرض غرامة قدرها 69 ليرة تركية (45 دولارا أميركيا) على الذين يضبطون وهم يدخنون في هذه الأماكن، وغرامة أخرى تتراوح قيمتها بين 560 و5600 ليرة تركية (366 و3660 دولارا) على أصحاب المقاهي والفنادق والمطاعم والشركات الذين يسمحون بالتدخين في أماكن عملهم.
 
وسيترافق هذا المنع مع حملة تثقيف صحي للتحذير من مخاطر التدخين على شبكات التلفزة والإذاعة لمدة لا تقل عن 90 دقيقة شهريا.
 
ويتطابق منع التدخين في تركيا مع معايير الاتحاد الأوروبي الذي تسعى تركيا للانضمام إليه، وقال وزير الصحة التركي رجب أكاج "نعمل على حماية مستقبلنا لوقاية شبابنا".
 
وقد شكلت لجنة في العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول مكونة من 4500 شخص لتطبيق قرار المنع وبدأت على الفور شن عمليات تفتيش مفاجئة في الحانات والمطاعم وفق وكالة أنباء الأناضول.
 


undefined

رد قانوني

في المقابل قال اتحاد أصحاب المقاهي إنهم بصدد محاولة إسقاط القانون الجديد –الذي هدد بانهيار أعمال 70 ألف مقهى ومطعم- بطرق قانونية.
 
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس الاتحاد حسين منكيسي أن
"95% من زبائن المقاهي مدخنون، ومنع التدخين سيجبرها على الإغلاق واحدا تلو الآخر لأن المدخنين سيتوقفون عن ارتياد المقاهي".
 
ويستعمل العديد من الأوربيين تعبير "يدخن مثل التركي" للتعبير عن المدخنين الشرهين.
 
وتشير الإحصاءات الرسمية في تركيا إلى أن واحدا من كلّ ثلاثة بالغين يدخّن التبغ, وأن هذه النسبة تصل إلى 48% بين الرجال، وبذلك تكون تركيا في المرتبة العاشرة عالميا من حيث استهلاكُ السجائر، حيث يقتل التدخين والأمراض المتصلة به سنويا مائة ألف شخص.
 
تاريخ قديم
ويعود تاريخ محاولات منع التدخين في تركيا إلى القرن السابع عشر، حيث يقال إن عقوبة الإعدام كانت تطبق على المدخنين في إسطنبول.
 
ويقال إن السلطان مراد الرابع جاب الشوارع وكان يصدر أوامر بإعدام من يتحدون حظرا للتدخين كان يهدف إلى الحد من التحريض على الفتنة في المقاهي، لكن هذا الحظر الذي فرضه السلطان فشل في النهاية.
 
undefinedوفي العصر الحالي يعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان -الذي يتمتع بشعبية واسعة- هو القوة المحركة وراء المرحلة الجديدة من حظر التدخين.
 
ويواجه أردوغان الذي منع التدخين في اجتماعات مجلس الوزراء منذ فترة طويلة معارضة من قبل ملاك آلاف المؤسسات في أنحاء البلاد.
 
وحين تم تدشين حملة مكافحة التدخين للمرة الأولى عام 2007 قال أردوغان إن الكفاح ضد استخدام السجائر "بنفس أهمية الكفاح ضد الإرهاب" وهي كلمات تلقى صدى قويا في تركيا التي تعاني من تمرد دموي للأكراد منذ 25 عاما.
 
وتشير دراسات إلى دعم شعبي نسبته نحو 90% لحظر التدخين الذي بدأ العام الماضي في أماكن العمل ومراكز التسوق، وتؤكد السلطات أن هذا أدى بالفعل إلى خفض استهلاك السجائر خفضا طفيفا.
المصدر : الجزيرة + وكالات