هل أنت مدخن؟ ماذا بقي من رئتيك؟

السعال المصاحب للتدخين، والذي يغفله الكثير من المدخنين باعتباره عرضا طبيعيا، قد ينذر بالإصابة بمرض خطير، مثل الانسداد الرئوي المزمن، والذي قد يؤدي إلى الوفاة. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية "dpa". لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها. ) عدسة: dpa
مرض الانسداد الرئوي المزمن يدمر الرئتين ببطء (الألمانية)

بمناسبة اليوم العالمي للتبغ في 31 مايو/أيار، نتعرف هنا على أحد مضاعفات التدخين، وهو مرض الانسداد الرئوي المزمن الذي يطال ثلاثة من بين كل 15 مدخنا أو مدخنا سابقا.

ونشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا للكاتب الصحفي داميان ماسكري، يوضح هذا المرض التنفسي المنتشر ولكن غير المعروف، رغم الأضرار الكبيرة التي يسببها.

ويقول فريديريك لوغيو -اختصاصي أمراض الرئة في لاروشيل- إن مرض الانسداد الرئوي المزمن مسؤول عن 17500 حالة وفاة في فرنسا كل عام، وعن تكلفة تقدر بنحو 3.5 مليارات يورو (3.92 مليارات دولار) في السنة".

وقالت الصحيفة إن الاحتفال باليوم العالمي بلا تدخين هذا العام مناسبة مهمة للفت الانتباه إلى هذا المرض المزمن الذي يهدد المدخنين بشكل خاص، لأن 85% من حالات هذا المرض تقع بسبب التبغ، ويلاحظ لوغيو مستغربا "لا ندري لماذا لا يصاب بعض المدخنين (80%) بالمرض".

وقالت الصحيفة إن مرض الانسداد الرئوي المزمن يطال ثلاثة من بين كل 15 مدخنا أو مدخنا سابقا جاء اختيارهم بشكل عشوائي، ولكن واحدا فقط من الثلاثة هو الذي يدرك إصابته.

مرض مخادع
وأرجعت الصحيفة السبب في ذلك إلى شيوع "السعال والبصاق" بين المدخنين، وإلى أن ضيق التنفس يعزى غالبا إلى قلة التمارين أو التعب أو النوم المضطرب أو زيادة الوزن أو التقدم في السن.

ونتيجة لذلك، أظهرت دراسة أميركية في عام 2011 أن غالبية المرضى لا يجري تشخيصهم إلا في مرحلة يكونون قد فقدوا فيها بالفعل نصف قدرات الرئة لديهم.

ولأن هذا المرض مثل ارتفاع ضغط الدم يتطور بصورة مخادعة -حسب الصحيفة- فإنه يسد تدريجيا الشبكة التي يمر عبرها الهواء المستنشق في طريقه إلى الحويصلات الرئوية حيث تحدث أكسجة خلايا الدم الحمراء، مما يعني خطر منع دخول الأكسجين كما يقول لوغيو.

ومن ناحية أخرى، فإن مرض الانسداد الرئوي المزمن يدمر الرئتين ببطء، حويصلة بعد حويصلة بصورة لا رجعة فيها.

ويقول لوغيو إن الأعراض الأولى لمرض الانسداد الرئوي المزمن يمكن أن تظهر في سن الأربعين تقريبا، وعادة بعد التدخين لمدة تتراوح بين 15 و20 عاما.

خمسة أسئلة
ومن أجل الكشف عن هذا المرض، هناك خمسة أسئلة في الرد عليها يكمن الجواب على وجوده أو عدمه، وهي:

1- هل تسعل في كثير من الأحيان (كل يوم)؟
2- هل غالبا ما يكون لديك سعال دهني أو بلغم؟
3- هل أنت تلهث بسهولة أكثر ممن هم في عمرك؟
4- هل تجاوزت أربعين سنة؟
5- هل كنت تدخن أم أنت مدخن؟

فإذا كان الجواب بنعم على ثلاثة من هذه الأسئلة، فقد تكون مصابا بمرض الانسداد الرئوي المزمن.

ويقول لوغيو إن هذا المرض عند تفاقمه يتميز بهجمات مفاجئة مصحوبة بحمى وزيادة في السعال وضيق التنفس والبلغم، ينتهي الحال بنصف أصحابها في المستشفى.

وعندما تتكرر هذه الهجمات أكثر من مرتين في السنة، فإن متوسط المتوقع ينخفض بنسبة 30%.

وقالت الصحيفة إن علاج مرض الانسداد الرئوي المزمن إذا جرى تشخيصه، يمكن أن يقلل من تفاقمه، خاصة أن هذا التفاقم يعود غالبا إلى الالتهابات، خاصة في فصل الشتاء، ولذلك يعد لقاح الإنفلونزا أمرا أساسيا وكذلك التطعيم ضد المكورات الرئوية، كما يوصى بالتمرينات الرياضية لأنها تحفز المناعة وتقلل الوفيات والعلاج في المستشفى.

وأشارت الصحيفة إلى أن التوقف عن التدخين أمر بالغ الأهمية، لأن الإقلاع عن التدخين لا يقلل من الوفيات فحسب، بل يقلل أيضا من ضيق التنفس والبلغم والسعال، كما أنه يقلل من تراجع وظيفة الرئة.

المصدر : لوفيغارو