الناتو وأميركا يتوعدان روسيا بعد استفتاء الانفصال وتقدم أوكراني جديد في الشرق

دبابة روسية مدمرة جراء المواجهات مع القوات الأوكرانية (الأوروبية)

طالب مسؤول أوروبي رفيع الجمعة بتعليق عضوية روسيا في مجلس الأمن الدولي، في حين أعلنت القوات الأوكرانية تحقيق تقدم جديد في دونيتسك (شرقي أوكرانيا).

وفي إشارة إلى الحرب الروسية على أوكرانيا، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إنه "عندما يشن عضو دائم بمجلس الأمن حربا غير مبررة وبلا سبب، ونددت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ فيجب تعليق تلك العضوية تلقائيا، من وجهة نظري".

وقال في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن "استخدام حق النقض (فيتو) يجب أن يكون استثناء لكنه أصبح القاعدة، كما نرى، والمطلوب إصلاح ذلك وبشكل عاجل".

يذكر أن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وتتمتع بحق النقض على قرارات المجلس هي: الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا.

والخميس الماضي، شهد مجلس الأمن مواجهة حادة بين الولايات المتحدة وروسيا على خلفية الحرب التي تشنها موسكو على أوكرانيا منذ فبراير/شباط الماضي، وتهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام أسلحة الدمار الشامل.

واتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن روسيا بتمزيق مبادئ القانون الدولي وارتكاب فظاعات في أوكرانيا، في حين شن نظيره الروسي سيرغي لافروف هجوما على سياسات وممارسات الغرب.

تقدم أوكراني

ميدانيا، وبعد نجاحه في تحقيق مكاسب في الجبهة الشرقية تلت هجومه المضاد على القوات الروسية، أعلن الجيش الأوكراني تحقيق تقدم في محور ليمان (شمال دونيتسك)، للمرة الأولى منذ مايو/أيار الماضي، بعد سيطرة الجيش الروسي على المنطقة.

وفي جبهة خاركيف، قال حاكم المقاطعة الأوكراني إن القوات الروسية حاولت شن هجوم في منطقة كوبيانسك، لكنها تكبدت خسائر كبيرة وتراجعت.

في المقابل، قالت السلطات الموالية لروسيا إن الدفاعات الجوية تصدت لهجوم صاروخي أوكراني استهدف خيرسون.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قضت على أكثر من 320 جنديا أوكرانيا في مقاطعة دونيتسك.

وأضافت الوزارة أن قواتها شنت هجمات على القوات الأوكرانية في زاباروجيا وميكولايف، وتصدت لهجمات صاروخية أوكرانية في مقاطعة خيرسون.

بدء الاستفتاءات

في غضون ذلك، بدأت الجمعة عمليات الاستفتاء على انضمام المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية في أوكرانيا إلى الاتحاد الروسي.

وشملت عمليات الاستفتاء 4 مناطق في جنوب وشرق أوكرانيا، في مقاطعات دونيتسك وزاباروجيا وخيرسون، وفي عموم مقاطعة لوغانسك.

وتقتصر الأيام الأربعة الأولى من الاستفتاء -الذي سيمتد حتى 27 من الشهر الجاري- على اقتراع جزئي لسكان تلك المناطق.

وفي كييف، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك -في تعليق له على استفتاءات الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية- إنه لا يوجد إجراء قانوني يسمى "الاستفتاء" في الأراضي المحتلة؛ مبينا أن ما يجري ليس سوى عرض دعائي للتجنيد في القوات الروسية.

من جهته، قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن القضية التي تقلق الجميع الآن هي التعبئة الروسية واستفتاءاتها الوهمية؛ إلا أنها لا تغير شيئًا بالنسبة للأوكرانيين من حيث الأهداف الإستراتيجية، حسب قوله.

وأكد شميهال أن أوكرانيا ستفعل كل شيء لتحرير أراضيها، وأن شركاء أوكرانيا مستعدون لدعمها في ذلك، إضافة إلى استعدادهم لدعم تعافي البلاد وبناء دولة أوروبية قوية جديدة، وفق تعبيره.

تنديد دولي

وفي ردود الفعل الدولية، طالب الرئيس الأميركي جو بايدن بفرض عقوبات اقتصادية إضافية سريعة وشديدة على روسيا.

كما قال البيت الأبيض إن هذه الاستفتاءات التي تنظمها موسكو في أوكرانيا انتهاكٌ صارخ للقانون الدولي وإهانة لمبادئ السيادة، مضيفا أنه إذا ضمت موسكو أجزاء من أوكرانيا فلن تعترف الولايات المتحدة بذلك أبدا.

ودانت مجموعة السبع بشدة هذه الاستفتاءات، وقالت إن روسيا تريد استخدامها ذريعة لتغيير وضع أراض أوكرانية ذات سيادة.

وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أن الحلف سيكثف دعمه لأوكرانيا ردا على الاستفتاءات التي وصفها بالزائفة.

بدروه، جدد مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل رفضه الاستفتاءات في دونباس وخيرسون بأوكرانيا.

ورأى -في مقابلة خاصة للجزيرة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة- أن روسيا بصدد خسارة الحرب.

المصدر : الجزيرة + وكالات