عودة تدريجية للعمل بمرفأ بيروت.. دعوات دولية للإسراع بتشكيل الحكومة ومباحثات لاختيار رئيسها

Debris are seen in the port area after a blast in Beirut
تفجير بيروت خلّف دمارا هائلا في المرفأ وعدة مناطق في المدينة (رويترز)

طالبت الأمم المتحدة السلطات في لبنان بالتسريع في تشكيل الحكومة وضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين،  بينما شددت ألمانيا على أهمية تجنب فترة طويلة من الفراغ الحكومي. وتستمر الاتصالات بين القوى السياسية لبلورة تفاهم على شكل الحكومة الجديدة واسم رئيسها.

وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن رفضه أي عنف ضد المتظاهرين اللبنانيين، مضيفا أن المنظمة الدولية تدعو إلى تحلي قوات الأمن بضبط النفس والسماح للناس بالتظاهر السلمي في جميع الدول.

ونقل عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قوله إن شعب لبنان يريد أن يُسمَع له، ولذا فإن من المهم أن يُسمح للناس بالتعبير بحرية وسلمية.

وتجددت مساء أمس الثلاثاء المواجهات بين محتجين وقوى الأمن قرب أحد مداخل البرلمان في وسط بيروت، بعد أن حاول المحتجون الغاضبون لليوم الرابع على التوالي الوصول إلى مقر البرلمان.

وشدد المنسق الأممي الخاص في لبنان يان كوبيش على أهمية تجنب فترة طويلة من الفراغ الحكومي، وحث على الإسراع في تشكيل حكومة تلبي تطلعات الشعب وتحظى بدعمه.

وأضاف أن على الحكومة الجديدة أن تكون قادرة على وضع حد للفساد والتصدي للتحديات الملحة والعديدة التي تواجه البلاد، مؤكدا على أهمية معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة والقيام بالإصلاحات الضرورية لاستعادة ثقة الشعب والمجتمع الدولي في دعمه للبنان.

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن القيام بتغييرات واسعة النطاق شرط لتقديم مساعدات طويلة المدى للبنان، مضيفا -خلال زيارة قام بها إلى مرفأ بيروت- أن لبنان بحاجة حاليا لانطلاقة قوية وإصلاحات اقتصادية عميقة.

وسلم وزير الخارجية الألماني الصليب الأحمر اللبناني شيكا بمليون يورو، كجزء أول من المساعدات الفورية التي تعهدت بها برلين.

وكان ماس تعهد بإيصال المساعدات الألمانية بشكل مباشر إلى المواطنين، من خلال الأمم المتحدة وعبر منظمات إغاثة ذات خبرة.

وفيما أحيى العشرات من اللبنانيين أمس في المرفأ المنكوب ووسط العاصمة، ذكرى مرور أسبوع على الانفجار، قال الجيش إن وحداته تواصل رفع الأنقاض والركام من الموقع.

وأضاف في بيان أن وحداته باشرت العمل في المنطقة الأكثر تضررا والملاصقة للمرفأ، على أن تنطلق بعدها المرحلة الثالثة من عمليات رفع الأنقاض في المناطق الأقل تضررا.

وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت أن عدد ضحايا الانفجار ارتفع إلى 171 قتيلا، ونحو 6 آلاف مصاب، إضافة إلى أكثر من 30 مفقودا.

في الأثناء، تستمرُ الاتصالات بين القوى السياسية اللبنانية لبلورة تفاهم على شكل الحكومة الجديدة واسم رئيسها.

وبينما ينحصر البحث بين حكومة حيادية وحكومة وحدة وطنية، تُطرح مجموعة من الأسماء لترؤس هذه الحكومة، في الوقت الذي تراجع فيه الحديث عن مطلب إجراء انتخابات نيابية مبكرة.

وتعليقا على بعض الأخبار التي راجت بشأن نقص مواد التموين، قال وزير الاقتصاد اللبناني في حكومة تصريف الأعمال راؤول نعمة إن مخزون القمح في البلاد يكفي لمدة شهر.

وأضاف أن هناك حوالي 30 ألف طن من القمح في المخازن، إضافة إلى 110 أطنان ستصل خلال الأسبوعين المقبلين، وهذه الكمية الأخيرة ستكفي البلاد 4 أشهر.

وبعد اجتماعه بالرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري، أكد نعمة أن مرفأ بيروت بدأ يعود إلى العمل تدريجيا.

المصدر : الجزيرة