قره باغ.. توسع المعارك بين أذربيجان وأرمينيا وحراك دبلوماسي لوقف الاقتتال

قالت أذربيجان إن عددا من مناطقها قرب الحدود مع جورجيا تعرضت لقصف من داخل أرمينيا، في حين قالت قوات ما يسمى جمهورية ناغورني قره باغ إن القوات الأذرية قصفت مناطق سكنية داخل الإقليم المتنازع عليه، بينما تتزايد الجهود الدبلوماسية من دول الجوار لوقف إطلاق النار بين الجانبين.

وقالت وزارة الدفاع الأذرية إن بلدة توفوز على الحدود مع جورجيا، ومدن غاداباي وداشكيسن وقبادلي تعرضت للقصف من داخل الأراضي الأرمينية، وتحديدا من بلدات بيرد وجامبارك وفاردينس صباح اليوم، كما ذكرت الوزارة أن منطقة "أغجة بدي" تتعرض لقصف أرميني شديد.

وفي وقت سابق من ليل أمس، قالت باكو إن الجانب الأرميني استهدف مناطق سكنية في قرى وبلدات مدينة باردا القريبة من إقليم قره باغ مستخدما منظومة سميرش (Smerch) الصاروخية، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص بينهم أطفال وإصابة العشرات من النساء والأطفال.

وجاء في بيان وزارة الدفاع الأذرية أن أرمينيا "تنشر بيانات كاذبة حول استهداف الجيش الأذري للمدنيين في قره باغ، بينما تبادر هي بقتل المدنيين واستهداف قراهم". وقالت وزارة الخارجية الأذربيجانية إن أرمينيا "تستبق مفاوضات جنيف بهذه الجريمة الدموية وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم رغبتها بأي حل سلمي للأزمة".

4 Azerbaijani civilians killed in alleged Armenia missile attack
نسوة من بلدة أذرية قرب إقليم قره باغ يبكين فقيدهن الذي قضى جراء قصف صاروخي أرميني (الأناضول)

مناطق سكنية

بالمقابل، قالت وزارة الدفاع في جمهورية ناغورني قره باغ -غير المعترف بها دوليا- إن الجيش الأذري واصل قصف المناطق السكنية في قره باغ، وتحديدا في بلدة مارتوني، والقرى في المنطقة الفرعية العليا من منطقة أسكيران، لكنها أوضحت أن الليلة الأخيرة عرفت وضعا مستقرا نسبيا في مناطق المواجهات. وقالت الوزارة إن معارك محلية في بعض اتجاهات خط المواجهة ما زالت مستمرة.

وشدد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في خطاب للشعب الأرميني على أن "الحرب يجب أن تكون أولوية بالنسبة لكل الأرمينيين حتى تحقيق النصر". وقال باشينيان إن العالم "يدرك الآن أن أذربيجان وتركيا هما المعتديتان"، مؤكدا أن باكو غير مستعدة للتسوية السياسية للنزاع في الإقليم، و"هو ما يضفي الشرعية على حق الشعب الأرميني في القتال".

وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية إن أذربيجان استخدمت طائرات مسيرة لمهاجمة مواقع حدودية بالقرب من حدود البلاد الجنوبية مع إيران، وهو ما نفته وزارة الدفاع الأذربيجانية.

ويأتي هذا التصعيد من طرفي الصراع عقب انهيار سريع للهدنة الإنسانية الثالثة المتفق عليها بين باكو ويريفان عقب وساطة الولايات المتحدة، وكان يفترض أن تسري الهدنة بداية من صباح الاثنين الماضي.

Armenians Count The Costs Of War Over Nagorno-Karabakh
جنود أرمينيون في العاصمة يريفان يحملون جثمان رفيقهم الذي قتل في المعارك بإقليم قره باغ (غيتي)

موفد إيراني

من جانب آخر، وصل عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني والمبعوث الخاص لإيران لحل أزمة قره باغ إلى العاصمة الأذربيجانية باكو ضمن جولة إقليمية تشمل يريفان وموسكو وأنقرة، وذلك للدفع بمبادرة إيرانية لحل النزاع في إقليم قره باغ.

وقال عراقجي إن جولته ترمي إلى عرض مقترح بلاده بهدف التوصل إلى حل دائم للنزاع بين أرمينيا وأذربيجان، وتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، وأضاف المسؤول الإيراني أن المقترح ينص على إنهاء احتلال الأراضي الأذربيجانية، مؤكدا أن إنهاء الاحتلال يعتبر عنصرا مهما في هذا المقترح، وأشار إلى أن المقترح ينص كذلك على احترام حقوق الأقليات، وضرورة وقف القتال، وإطلاق حوار سياسي.

تركيا وروسيا

وفي سياق متصل، أفاد مراسل الجزيرة في أنقرة نقلا عن مصادر في وزارة الخارجية التركية بأن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف ناقش خلاله التطورات الميدانية الأخيرة في إقليم قره باغ.

وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي أمس مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان عن قلقه إزاء اتساع انخراط من وصفهم بإرهابيين من الشرق الأوسط بالنزاع في قره باغ.

وأضاف بيان للكرملين أن بوتين أطلع أردوغان على اتصالاته مع القيادة الأرمينية والأذرية، والخطوات التي تتخذ من أجل تحقيق الهدنة ووقف التصعيد بأسرع ما يمكن.

وقال مدير مكتب الجزيرة في أنقرة عمر خشرم إن أنقرة تدعم أي تسوية سياسية للنزاع تضمن استعادة أذربيجان لأراضيها المحتلة من قبل أرمينيا، وعودة المهجرين الأذريين إلى ديارهم في الإقليم، ويقدر عددهم بمليون.

وفي السياق نفسه، اتصل أمس وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو برئيس وزراء أرمينيا ورئيس أذربيجان إلهام علييف، ودعاهما للالتزام بتعهداتهما بوقف العمليات القتالية، والسعي لإيجاد حل دبلوماسي للصراع في إقليم قره باغ.

المصدر : الجزيرة + وكالات