الرؤية الاستشرافية لمستقبل فلسطين حتماً هي: “التحرير وعودة اللاجئين وبناء الدولة وعاصمتها القدس”، أما الرؤية التي نطرحها هنا فهي عبارة عن خريطة طريق للمرحلة الآنية القريبة؛ وتتألف من ثلاث مراحل.

كاتب ووزير فلسطيني سابق
الرؤية الاستشرافية لمستقبل فلسطين حتماً هي: “التحرير وعودة اللاجئين وبناء الدولة وعاصمتها القدس”، أما الرؤية التي نطرحها هنا فهي عبارة عن خريطة طريق للمرحلة الآنية القريبة؛ وتتألف من ثلاث مراحل.
تقف غزة أمام مفترق طرق حساس وخطر يرتبط بمتغيرات تمثل جميعها منعطفات حرجة، وتحتاج لإدارة حكيمة حازمة تستطيع حسم خياراتها، والمضي قدماً في إنقاذ غزة المستهدفة في مقومات حياتها وصمودها.
لا يختلف شهر سبتمبر/أيلول عن غيره عندما يتعلق الأمر بالمآسي التي يتعرض لها الفلسطينيون؛ فلكل شهرٍ حكاية ومعاناة من نوعٍ جديد. المسألة إذن ليست في الأشهر وإنما في احتلال غاشم.
مثلت غزة في العقدين الأخيرين وخاصة بعد العام 2005 شوكة في خاصرة إسرائيل، كما مثلت في الفترات الأخيرة جبهة ملتهبة لا تقل خطورة عن جبهة الشمال.
“صفقة القرن”.. هذه هي العبارة الأكثر تداولًا الآن في الأخبار، ونُفضل تسميتها “صفقة ترامب” لتصفية القضية الفلسطينية، عبر مشروع صهيوأميركي منسجم مع مشروع “الشرق الأوسط الجديد” المنطلق من السلام الاقتصادي.
إنَّ منطلق النظرة الغربية للفكر الإسلامي على أنَّه منافسٌ عدائيٌ حمل بذور علاقة الغرب بحماس، فضلًا عن الرعاية الغربية اللامحدودة لمشروع وجود “إسرائيل” في المنطقة؛ جعل من حماس كبش فداء.
انطلقت مسيرات العودة الكبرى في ظروف انسداد سياسي واقتصادي غير مسبوق، ومساع حثيثة على صعيد تصفية القضية الفلسطينية ولغة بعض أطراف الإقليم تجاهها، مع فتح أبواب تطبيع معيبة مع الاحتلال.
على التخوم الشرقية لقطاع غزة المعذب بالحصار والحروب؛ يرابط الجيل الرابع بعد اللجوء الذي لم يعش بفلسطين التي هُجّر منها أجدادُه ولكنها عاشت فيه، فأسقط مقولة: “الكبار يموتون والصغار ينسون”.
الرئيس الأميركي ترمب ذهب بعيداً -بقراره اعتبار القدس عاصمة لـ”إسرائيل”- في شطب “حل الدولتين”، والإلغاء الفعلي لاتفاق أوسلو، وحسم الصراع على القدس مبكراً لصالح “إسرائيل” كمقدمة للذهاب نحو “يهودية الدولة”.
في 21 فبراير/شباط 2016؛ عُقد بالعقبة الأردنية -وفق تسريب لهآرتس- لقاءٌ إقليمي رباعي، ناقش أفكاراً جديدة لحل قضية فلسطين على أساس يهودية الدولة وتبادل الأراضي، والجميع أنكروا الاجتماع عدا نتنياهو!!