على مدار نحو 15 شهرا من حرب الإبادة الإسرائيلية، صمَد الشاب رامي سرور بجباليا، ولم تخط قدماه خارج المخيم، وفي كل مرة تطلب منه، عائلته النزوح يجيب “لست أنا من يرفع يديه ويحمل راية بيضاء للاحتلال”.
جهاد عويص
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
لم يستقبل سكان غزة عام 2025 بالورود أو الألعاب النارية، كما يُصور العالم احتفالاته بالعام الجديد، بل كان صاخبا بأصوات القصف والدمار وبيانات النزوح وصرخات المفجوعين بمجازر الاحتلال.
نعت قناة “القدس اليوم” الصحفيين الخمسة، وهم فيصل أبو القمصان وأيمن الجدي وإبراهيم الشيخ خليل وفادي حسونة ومحمد اللدعة، وقالت إنهم قتلوا “أثناء تأديتهم واجبهم الصحفي والإنساني بقصف إسرائيلي على غزة”.
فاجأت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قوة إسرائيلية تحصنت داخل مبنى في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وتمكنت من طعن وقتل 3 جنود إسرائيليين.
كانت عملية المقاومة الفلسطينية الأخيرة في جباليا، والتي أسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 18 آخرين، من بينهم اثنان بجروح خطيرة، رسالة صمود وثبات، يسطّرها المخيم، بعد 431 يوما على حرب الإبادة.
حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن نحو مليون نازح فلسطيني في قطاع غزة يواجهون خطر البرد والأمطار في هذا الشتاء.
بين تفاؤل وقلق من “استفراد الاحتلال” بهم، يتلقف سكان غزة خبر سريان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، الذي ينهي المواجهات العسكرية التي اندلعت في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تعيد أزمة شح السيولة النقدية، بفعل الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، إلى اعتماد أساليب المقايضة في البيع والشراء.
“تخيّل أن يستيقظ طفلك فجرًا يصرخ من زفرات الجوع ولا تجد ما يروي جوفه، كيف سيكون حالك وقتها؟”، بهذه الكلمات عبر الفلسطيني باسم الحناوي في تدوينه على فيسبوك عن أقسى لحظاته الأبوية منذ بداية الحرب.
وضعت الحرب الإسرائيلية على غزة أحوال الفلسطينيين ومصائرهم في المجهول، لكنها دفعتهم للمقاومة بالأفكار وتحدي الظروف الصعبة وانعدام الخدمات الأساسية بصور مختلفة.