في ظل تصاعد الفوضى في شوارع السودان وسط استمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع يأتي قرار تسليح المواطنين ليثير تساؤلات عدة بشأن أسبابه وأهدافه ودلالاته.

في ظل تصاعد الفوضى في شوارع السودان وسط استمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع يأتي قرار تسليح المواطنين ليثير تساؤلات عدة بشأن أسبابه وأهدافه ودلالاته.
يبدو أن الهدنة التاسعة الهشة بين الجيش السوداني والدعم السريع التي ينبغي أن تستمر أسبوعا، في طريقها إلى الانهيار بعد خرقها في يومها الأول أمس الثلاثاء.
توازن القوى ومخاوف المجتمع الدولي فرضت تفاهمات بين الجيش السوداني والدعم السريع، وهو ما ظهر في بنود “اتفاق جدة 2” الذي يرى مراقبون أن به مواد فضفاضة قد تؤدي إلى عدم صموده طويلا.
جاء قرار البرهان بإقالة حميدتي من منصب نائب رئيس مجلس السيادة بعد 35 يوما من اندلاع المواجهات بينهما، وتصنيف قائد الجيش قوات الدعم السريع بـ”مليشيات متمردة”.
أطلق مصنعو الأدوية والصيادلة تحذيرا من أوضاع كارثية نتيجة توقف غالبية مصانع الدواء وتدميرها، أو تلف الأدوية لانقطاع التيار الكهربائي، ونهب عدة مخازن، مما أدى إلى ندرة في الأدوية المنقذة للحياة.
أصدر الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش رئيس مجلس السيادة السوداني قرارات بإقالة مسؤولين أمنيين وعسكريين واقتصاديين في إطار معركة كسر العظم بين الجيش وقوات الدعم السريع التي دخلت شهرها الثاني.
تحوّلت أحياء في الخرطوم إلى مناطق أشباح هجرها سكانها لقربها من الاشتباكات. في حين أعلنت الأمم المتحدة مقتل 575 شخصا وإصابة 5576، مع نزوح أكثر من 900 ألف داخل وخارج البلاد منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
يرى محللون أن “إعلان جدة” سيحجّم استخدام الطيران والأسلحة الثقيلة، مما يعد مكسبا للدعم السريع، لكنه في الوقت نفسه نصّ على مغادرة هذه القوات الأعيان المدنية بما يمنح الجيش زيادة في الانتشار والسيطرة.
يقول زعيم حزب الأمة السوداني إنه لا مجال للوساطة في الأزمة السودانية، لأن ذلك “مرتبط بقوة تمردت وارتكبت جرائم (في إشارة للدعم السريع)، والجلوس معها يعني منحها وضعا في المستقبل، ولا أرى أن هذا سيحدث”.
ما بين شروط الجيش السوداني وطلبات قوات الدعم السريع تتواصل المفاوضات بين طرفي الأزمة السودانية في مدينة جدة السعودية، وتكشف الجزيرة نت عن أبرز تفاصيلها ورأي مراقبين بشأن نجاحها.