بشار الجعفري.. القافز من السفينة الغارقة

Permanent Representative of the Syrian Arab Republic to the United Nations and head of the government delegation in Moscow, Bashar Jaafari attends a press conference in Moscow, Russia 10 April 2015 after talks between representatives of the Syrian government and the opposition.
Permanent Representative of the Syrian Arab Republic to the United Nations and head of the government delegation in Moscow, Bashar Jaafari attends a press conference in Moscow, Russia 10 April 2015 after talks between representatives of the Syrian government and the opposition.
الجعفري متحدثا خلال مؤتمر صحفي في موسكو في أبريل/نيسان 2015 (الأوروبية)
الجعفري متحدثا خلال مؤتمر صحفي في موسكو في أبريل/نيسان 2015 (الأوروبية)

لم يكن خيال أي متابع للشأن السوري ليذهب -على الأرجح- إلى أن الدبلوماسي المخضرم بشار الجعفري سينقلب ضد "ولي نعمته" الرئيس المخلوع بشار الأسد بهذه السرعة وهذه الطريقة، التي شملت تحولا من الشيء إلى نقيضه، وكأنه لم يخدم نظام آل الأسد، ويدافع عن جرائمهم في المحافل الدولية، مستغلا ثقافته ومهارته، كما لو كان محامي الشيطان.

فبعد ساعات من سقوط نظام الأسد الابن في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي وفراره إلى روسيا، فاجأ الجعفري العالم -وهو في منصب السفير السوري في موسكو- بهجوم على الأسدين.

ففي كلمة ألقاها خلال احتفال في مقر السفارة بالعاصمة الروسية قال الجعفري "ربما تتفاجؤون لو أقول إنه لم يكن هناك نظام بأي مرحلة، لو كان هناك نظام لدافع عن نفسه، بل كانت هناك منظومة فساد ومافيا، رهنت مصالح البلاد لخدمة مآربها الشخصية، ولذلك سقطت بهذه السرعة"!

وفي محاولة للتملص من مواقفه السابقة التي شهدها العالم وعنوانها الدفاع المستميت عن النظام، قال الجعفري: "في الأمم المتحدة كنت ابتدعت كلمة بلادي ووطني، ولم أكن أذكر النظام أو رأسه، لأن بلادنا هي التي تجمعنا، وكان يوجَّه لي اللوم على ذلك"!

إثباتات معاكسة

وبدا وكأن الرجل الذي يقترب من السبعين، يريد دفن ماضيه الداعم للنظام بقوله إن "العاملين في السفارات والجامعات وغير ذلك هم بالنهاية موظفون، وهم غير مسؤولين عن أخطاء النظام السابق، ولا فائدة من صب جام الغضب على مؤسسات الدولة". علما أن تدرج الجعفري في المناصب يقدم إثباتات معاكسة.

فبين عامي 1991-1994 عمل الرجل سكرتيرا أول ومستشارا في البعثة السورية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ثم وزيرا مستشارا بالسفارة السورية في باريس 1997-1998، ثم وزيرا مفوضا وقائما بالأعمال في السفارة السورية بإندونيسيا ما بين 1998 و2002.

وفي العام ذاته تولى إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية السورية، وظل فيها حتى عُين مندوبا لبلاده لدى مقر الأمم المتحدة الأوروبي في جنيف عام 2004، إلى أن اختير عام 2006 مندوبا دائما لسوريا بمقر الأمم المتحدة المركزي بنيويورك، خلفا لفيصل المقداد الذي أصبح وزيرا للخارجية، ثم نائبا للرئيس.

Syrian chief negotiator Bashar al-Jaafari (L), Ambassador of the Permanent Representative Mission of Syria to UN New York, shakes hands with UN Special Envoy of the Secretary-General for Syria Staffan de Mistura during a meeting of Intra Syria peace talks with UN Special Envoy for Syria Staffan de Mistura at the European headquarters of the United Nations in Geneva, Switzerland, March 1, 2017. REUTERS/Martial Trezzini/Pool
الجعفري يهم بمصافحة مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديمستورا في مقرها بنيويورك عام 2017 (رويترز)

وفي إطار سعيه للتبرؤ من ماضيه بتصوير نفسه على أنه مجرد موظف ينفذ أوامر النظام، قال الجعفري "كلنا الآن فرحون بالتغيير، ولا نريد أي تشويش على ذلك.. كنا نعرف أنه كان هناك خطأ.. لكن هناك أناسا مسؤولين عنه، وآخرين لا علاقة لهم به"!

كما حاول استغلال توجه نظام الحكم الجديد نحو المصالحة قائلا "سوريا تحتاج إلى كل أبنائها، وآلية الحوار الوطني ناجعة، لأنها تضم كل مكونات المجتمع السوري، ومهمته النجاح بإيصال سوريا من حكومة انتقالية إلى حكومة تمثل كل السوريين".

ورغم تجاهل الإدارة الانتقالية في دمشق لموقف الجعفري المستجد، فإن آراء السوريين -الذين عاشوا ويلات النظام، ويعرفون دور الجعفري كأحد أذرعه في الخارج- عكست غضبا ورفضا لأي دور للدبلوماسي "التائب"، في عهد ما بعد الأسد.

ووصف ناشطون مناوئون لنظام الأسد ما أقدم عليه الجعفري بأنه "تكويعة الموسم"، حيث تشير كلمة "تكويعة" في اللهجة السورية الدارجة إلى التحول المفاجئ في المواقف من النقيض إلى النقيض

دليل إدانة

بل إن بعض الأصوات اعتبرت أن ما قاله الجعفري -الذي شغل منصب مندوب سوريا في الأمم المتحدة لنحو 16عاما- يمكن استغلاله في محاكمة رموز نظام الأسد، بما في ذلك الجعفري نفسه.

وفي هذا السياق قال محمد نور الموسى رئيس حزب بناء سوريا الديمقراطي وأحد معارضي النظام المنهار، في بيان على مواقع التواصل، "إن تصريحات الجعفري الحالية" تُعد اعترافًا ضمنيًّا بوجود جرائم هو نفسه قد ساهم في الدفاع عنها على المستوى الدولي، والأرشيف موجود لدى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة".

وأضاف "التصريحات الحالية للسفير الجعفري تحمل وزنًا قانونيًّا يمكن أن يُستخدم كدليل إضافي في أي تحقيقات دولية حول جرائم النظام السوري، باعتبارها شهادة من داخل النظام ذاته وصادرة عن مسؤول سابق رفيع المستوى".

مجلة الشراع

يشار أيضا إلى أن الجعفري لم يكتف ببيان الانقلاب على نظام الأسد، بل واصل الإعراب عن تحوله ضد النظام بمقال نشره في موقع مجلة الشراع اللبنانية في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، فقال مخاطبا بشار الأسد "بينما تنعم أنت وزوجتك وأولادك وحاشيتك بأجمل ما يتمنى الإنسان في بلدي… لا تطلب مددا حين تشتري سيدتك الأولى (سيدة الياسمين) آلاف العقارات والأراضي والمشاريع وتتشدق علينا بالصبر، والصمود بينما أقرباؤها يتملكون البلد.. لا تطلب المدد"!

An image depicting Syria's Bashar al-Assad, is damaged, after he was ousted, near the Lebanese-Syrian border, in Syria, January 1, 2025. REUTERS/Amr Abdallah Dalsh
صورة ممزقة لبشار الأسد بعد سقوطه على الحدود بين سوريا ولبنان (رويترز)

ولفت الانتباه بشدة قوله "لما تكون الجبن والنذالة بدمك لدرجة الهروب بلا أي كلمة تعتذر فيها للشعب من أمهات الشهداء.. من جرحى الحرب اللي ياما باعت فيهم واشترت مدامتك على الشاشات وكبوهن بعد التصوير بدقيقة وكأنهم حشرات.. بلا أي تصريح اعف فيه الشعب اللي وقف معك من خبثك وتكبرك ومحورية الكون حولك وإنك الفيلسوف الوحيد اللي ما بيفهم.. إنك العروبي الوحيد والجبل العنيد والحصن العتيد.. لا تطلب المدد"!

عندما يصدر هذا الكلام عن الجعفري يبدو غريبا ومفاجئا، فطالما كال الرجل المديح لنظام الأسد، وحاول تصويره على أنه مظلوم يتعرض لمؤامرة دولية إقليمية، كما حاول وصم المعارضة المسلحة، والثورة الشعبية ضده بالإرهاب، وسبق أن هاجم رئيس الإدارة الانتقالية الحالي أحمد الشرع، ووصفه بالإرهابي.

كبير المفاوضين

علما بأن تولي الجعفري منصب مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة تزامن مع وقوع النظام تحت ضغط اتهامه بالوقوف وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، لكنه لم يشتهر إعلاميا في أروقة الأمم المتحدة إلا إثر اندلاع الثورة السورية ضد النظام منتصف مارس/آذار عام 2011.

وتمثل دوره في هذه الحقبة بتبرير فظائعه التي ارتكبها في حق قوى الثورة التي دأب على وصفها بأنها "جماعات إرهابية"، وهو ما أهله لأن يختاره هذا النظام ليكون "كبير المفاوضين" باسمه للمعارضة السورية في مؤتمر جنيف2 مطلع عام 2014.

صور خاصة للجزيرة تظهر جانبا من الجرحى والقتلى والدمار جراء الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية بريف دمشق
جرحى وقتلى جراء الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية بريف دمشق (الجزيرة)

وفي جولات التفاوض اللاحقة، أي في 2015 و2016 وخلال تلك المفاوضات، كان حريصا على توجهات النظام بألا تسفر عن أي اختراق في ظل المواقف المتصلبة له، وعدم الاعتراف بشرعية المعارضة وبحقيقة الثورة.

وفي إطار دفاعه عن نظام بشار الأسد؛ نفى الجعفري ارتكاب النظام أي مجازر أو انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا، ومن ذلك نفيه لقصف غوطة دمشق بالسلاح الكيميائي في صيف 2013.

كما أنكر وجود أي كارثة إنسانية في بلدة مضايا السورية التي تعرضت لمجاعة تم توثيقها إعلاميا بالصوت والصورة بسبب الحصار الطويل.

وقال الجعفري وقتها إن "الحكومة السورية لم ولن تمارس أي سياسة تجويع ضد شعبها". وادعى أن "التنظيمات الإرهابية سطت على المساعدات الإنسانية التي أرسلت إلى المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها"!

الجعفري التائب ومسألة استبداله

Syrian chief negotiator Bashar al-Jaafari, Ambassador of the Permanent Representative Mission of Syria to UN New York, informs the media after a round of negotiations, at the European headquarters of the United Nations in Geneva, Switzerland, 24 February 2017. The latest round of peace talks of Syria kicked off in Geneva, seeking to broker a political end to the long-time conflict in the war-torn country.
Syrian chief negotiator Bashar al-Jaafari, Ambassador of the Permanent Representative Mission of Syria to UN New York, informs the media after a round of negotiations, at the European headquarters of the United Nations in Geneva, Switzerland, 24 February 2017. The latest round of peace talks of Syria kicked off in Geneva, seeking to broker a political end to the long-time conflict in the war-torn country.
الجعفري متحدثا إلى الإعلام بعد انتهاء جلسة مفاوضات مع المعارضة بجنيف في يناير/كانون الثاني 2017 (وكالة الأنباء الأوروبية)
الجعفري متحدثا إلى الإعلام بعد انتهاء جلسة مفاوضات مع المعارضة بجنيف في يناير/كانون الثاني 2017 (وكالة الأنباء الأوروبية)

وعُرف الجعفري الذي يتقن 4 لغات هي الإنجليزية والفرنسية والفارسية بالإضافة إلى العربية بتصريحاته النارية؛ ففي 5 فبراير/شباط 2012 شن هجوما لاذعا على الأمم المتحدة وعلى دول الخليج العربي وشبكة الجزيرة بعد أن أجهض فيتو روسي وصيني مشروع قرار أوروبي -عربي لحل الأزمة السورية سلميا.

وطالت الحرب الكلامية التي كان يشنها الجعفري من على منبر الأمم المتحدة كبار المسؤولين في المنظمة الدولية، بما في ذلك الأمين العام السابق بان كي مون ومبعوثه الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حيث اتهمها في غير ذي مرة بالانحياز لما وصفه بالجماعات المسلحة.

 في جلسة لمجلس الأمن في الثاني من فبراير/شباط 2012 استشهد الجعفري بمقولة منسوبة لوزير العدل الأميركي الأسبق رمزي كلارك قال فيها بعد حرب الخليج الأولى "إن الأمم المتحدة التي خلقت لوقف الحروب صارت أداة للحرب"، ولطالما اتهم تركيا بما وصفه الرغبة في استعادة أمجادها العثمانية في الحديث عن دعمها للثورة السورية، ومن بلاغات الجعفري الشهيرة، وصفه مسلحي المعارضة السورية في جلسة لمجلس الأمن في أكتوبر/تشرين الأول عام 2016 بأنهم "إرهابيون معدلون وراثيا"

وفي الجلسة نفسها قال "كنت أحب أن أسأل مندوبة الولايات المتحدة الأميركية لماذا لم تفتح حكومة بلادها ممرا إنسانيا لإرهابي فلوريدا الذي ضرب الملهى الليلي فيها.. ولماذا لم يتم تزويده بالغذاء والدواء كي يستمر في إرهابه لدواع إنسانية.. ولماذا لم تقم الحكومة الفرنسية بتزويد الإرهابيين الذين هاجموا مسرح "باتاكلون" في باريس بالمواد الغذائية والإنسانية وفتح معبر لهم كي يخرجوا من باريس لدواع إنسانية؟!".

وفي جلسة لمجلس الأمن في 7 سبتمبر/أيلول قال إن "سوريا تخوض حربا على الإرهاب نيابة عن العالم"، وسبق ذلك أن دخل سجالا مع عبد الله العليمي مندوب السعودية في الأمم المتحدة في 22 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015.

حيث استعرض قدراته البلاغية بتوجيه أبيات من الشعر له ردا على انتقاد العليمي لنظام الأسد:

أوليس يكفينا العراق وبؤسه…. لنسلّم الفيحاء للزعران

من باع للشيطان نخل عراقنا… هو من يبيع الشام للجرذان

لولا الخيانة من قبائل يعرب… ما كانت الغربان في بغدان

لا تنتظر من ضمير العرب قعقعة…. هذا الضمير بذبح الشام منشغل

يبقى العميل عميلاً لكلمات فلا…. تصدقوا أن ذيل الكلب ينعدل

لم يكتفِ الجعفري بالخطب النارية، فقد كان مزورا بامتياز، ففي جلسة لمجلس الأمن في 14 ديسمبر/كانون الأول عام 2016، عرض صورة لجندي جاث على ركبتيه وجعل من ظهره "سلما" لتمكين امرأة نازحة من النزول من شاحنة تقل عددا من النازحين.

لكن ناشطين سوريين أثبتوا زيف الصورة التي كانت تعود للحشد الشعبي العراقي قبل ذلك بنحو 6 أشهر، ضمن حملة لتكذيب الممارسات والانتهاكات الطائفية التي اتهم الحشد بارتكابها في الفلوجة.

وتماديا في إظهار مهاراته، دعا الجعفري كبير مفاوضي المعارضة السورية محمد علوش الذي وصفه بالإرهابي لحلق لحيته كشرط للجلوس معه في إطار المفاوضات التي جرت في مارس/آذار عام 2016.

Mohamed Alloush of the Jaysh al Islam arrives with the delegation of the High Negotiations Committee (HNC) for a meeting with U.N. mediator Staffan de Mistura during Syria Peace talks at the United Nations in Geneva, Switzerland, April 13, 2016. REUTERS/Denis Balibouse
ممثل المعارضة محمد علوش بعد انتهاء واحدة من جلسات المفاوضات بجنيف عام 2016 (رويترز)

وأضاف "لن تكون هناك محادثات مباشرة ما لم يسحب (علوش) تصريحه من التداول ويعتذر ويحلق لحيته". ولم يكشف الجعفري عن فحوى ذلك التصريح الذي قصده، علما بأن الجعفري نفسه له لحية صغيرة!

مانهاتن

ولم يكن الجعفري الذي ندد بفساد نظام الأسد بعيدا عن هذا الفساد وشبهاته، فخلال وجوده في نيويورك ظل يسكن في منزل بضاحية مانهاتن كان مملوكا للرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون وتبلغ قيمته 4 ملايين جنيه إسترليني (5.8 ملايين دولار أميركي تقريبا)، في وقت كانت البلاد ترزح تحت نير حرب ضروس وفقر مدقع.

وفي سبتمبر/أيلول عام 2017 رفع الجعفري، قضية "ذم وتحقير" ضد الممثل مصطفى الخاني "النمس"، طليق ابنته يارا، والمعروف بشخصية "النمس" في المسلسل الشهير "باب الحارة".

وكذب الجعفري منشور "النمس" الذي ألمح إلى اتهامه ونجله، بالخروج عن القانون، واختطاف أحد عناصر قوات الجيش السوري وتعذيبه، بعد أن طلب من نجل الجعفري إبراز هويته الشخصية، وفقا للخاني الذي كان قد نشر على مواقع التواصل صورا لأمير بشار الجعفري وهو يتعدى على أحد جنود الشرطة.

تثبت سيرة بشار الجعفري أنه كان نموذجا للموظف الماهر الذي باع نفسه لنظام، دون أن يفكر يوما أنه سينهار بهذه الطريقة، فكان أن قفز من قاربه الغارق، مدعيا أنه لم يكن ينتمي إليه.

لكن امتناع الحكام الجدد عن استبداله بعد شهرين على سقوط النظام يثير تساؤلا عما إذا كان مرتبطا بحساسية منصبه كسفير لسوريا في دولة تحتفظ بوجود عسكري في سوريا.

السفارات

وائل علوان المتحدث باسم وفد المعارضة السورية في الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف
وائل علوان: موقع الجعفري أقل حساسية من سوسان (الجزيرة)

حول ذلك يقول المحلل السوري وائل علوان "أعتقد أن الإدارة الجديدة تتدرج في التغيير وفي أولويات التغيير، لذلك لم يصل التغيير إلى السفارات وإلى الممثلين الخارجيين". ويضيف "هناك ربما فترة تحتاجها الإدارة الجديدة لكي تصل إلى تغيير البعثات الدبلوماسية والسفراء".

ويستدرك علوان "لا يحمل موضوع ترك بشار الجعفري في موقعه خصوصية موسكو وروسيا ودورها وقواعدها الموجودة في سوريا. أعتقد مثلاً أن حساسية السعودية بالنسبة للإدارة الجديدة أعلى، ومع ذلك بقي أيمن سوسان الموالي للنظام بشكل كامل والذي كان له دور في السياسات الخارجية للنظام بشكل كبير كونه كان مساعد وزير الخارجية".

ويختم قائلا "أعتقد أن الملف كاملاً لم تقترب منه بعد الإدارة الجديدة في عملية التغيير لأسباب، منها ترتيب هذا الملف ضمن أولويات المرحلة".

إعداد: علي حافظ

المصدر : الجزيرة