حوار في الرياضة

أهم أحداث 2001 الرياضية

مفاجآت تصفيات كأس العالم لكرة القدم، هموم اللجنة الأولمبية الدولية، رياضة ألعاب القوى وأبرز محطاتها، دور ألعاب البحر المتوسط والتألق التونسي، إنجازات الرياضة العربية، حضور متميز وتألق عربي في كرة اليد، وغيرها من الأحداث الرياضية.

مقدم الحلقة:

أيمن جادة

تاريخ الحلقة:

05/01/2002

– تصفيات كأس العالم لكرة القدم.. مفاجآت ونتائج
– اللجنة الأولمبية الدولية.. التغييرات والهموم

– رياضة ألعاب القوى وأبرز محطاتها

– دورة ألعاب البحر المتوسط والتألق التونسي

– إنجازات الرياضة العربية ومستقبل أفضل

– أهم سباقات وإنجازات وألقاب الرياضات الميكانيكية

– بطولة العالم في اليابان والحدث الأبرز في عالم السباحة

– كرة اليد.. حضور متميز وتألق عربي

– عالم الملاكمة وتداخل الأحداث بين هبوط وصعود

– كرة القدم.. تألق وتجدد

– نجوم العالم الرياضي لعام 2001م

undefined

أيمن جاده: تحية لكم مشاهدي الكرام، وأهلاً بكم مع هذا الموعد الرياضي الجديد، حيث تعود البرامج الرياضية إلى مواعيدها الاعتيادية في قناة (الجزيرة) بعد فترة من التوقف الاضطراري أملتها الظروف التي ألمت بالعالم، ولا أرى الله الأمة العربية والإسلامية أي مكروه.

العام 2001م الذي انقضى قبل أيام كان حافلا بالأحداث الرياضية على مختلف الأصعدة والمستويات، وشهد العديد من المفارقات والمفاجآت، وعن ذلك كله سوف نتحدث من خلال هذه الحلقة السنوية الخاصة (عام من الرياضة) لكي نرصد أبرز ما شهده العالم الرياضي في العام 2001م.

[فاصل إعلاني]


تصفيات كأس العالم لكرة القدم.. مفاجآت ونتائج

أيمن جاده: نبدأ بالحدث الأهم ألا وهو تصفيات كأس العالم لكرة القدم وما أفرزته من وجوه جديدة وقديمة إلى النهائيات، وما شهدته من هزات ومفاجآت، وما أسفرت عنه قرعة نهائياتها من مفارقات، التقرير التالي يروي تفاصيل ذلك كله.

تقرير/ زياد طروش: كأس العالم كوريا واليابان، ستكون الأولى للصين، والسينغال، وسلوفينيا، والإكوادور، أربعة منتخبات تخلفتا خلال القرن الماضي عن أكبر تظاهر كروية في العالم، لعل القرن الحادي والعشرين يفتح لها في تاريخه صفحات ناصعة تكشف للجميع أن غيابها ربما كان خسارة لكرة القدم ولعشاقها.


[الصين]

حاولت الصين خمسة مرات من قبل إدراك النهائيات لكنها لم تفلح إلا هذه المرة على يد اليوغسلافي (بوراميلوتونوفيتش)، ولا ندري إن كانت فرحة أهل الصين بتأهلهم إلى المونديال تعادل أو تفوق فرحتهم بإسنادهم شرف تنظيم الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008م، إلا أن المؤكد أنهم سيحاولون في كوريا واليابان إثبات أنهم كانوا أجدر بالحصول على الاثنين معاً.

طريق الصين إلى كأس العالم لم يكن محفوظاً بالمخاطر خلال التصفايت، فبعد دور تمهيدي كان عبارة عن فسحة أمام منتخبات ضعيفة، مثل: المالديف، وكامبوديا، وإندونيسيا، أدركت الصين النهائيات بعد تربعها على صدارة المجموعة الآسيوية الثانية أمام الإمارات، وأوزباكستان، وقطر، وعمان.

السنغال

كأس العالم 2002م

المنتخبات المتأهلة عن آسيا

كوريا الجنوبية اليابان

(البلد المستضيف) (البلد المستضيف)

الصين السعودية


[السنغال]

أنهت السنغال تصفيات المجموعات الإفريقية الثالثة في المركز الأول مناصفة مع المغرب، لكنها صعدت إلى النهائيات بفارق الأهداف المدفوعة والمقبولة في مجموعة لم تفارقها صفة الموت حتى الرمق الأخير، حيث ضمت أيضاً كلاً من مصر والجزائر وناميبيا، استفادت السنغال في السنوات الأخيرة من تجربة لاعبيها الاحترافية أوروبا وتحديداً في فرنسا أمثال: مهاجر لانس، الحاجي ضيوف، ومتوسط ميدان أوسر خليل وفاديجا، وتشكيلة المنتخب تضم ثمانية عشر لاعباً من أندية فرنسية من أصل اثنين وعشرين، فالموهبة الإفريقية التي كثيراً ما كانت تفتقر للخبرة، وخاصة للانضباط التكتيكي الأوروبي، ستستفيد بكل تأكيد من هؤلاء ومن قيادة المدرب الفرنسي (رينو ماتسو).

كأس العالم 2002م

المنتخبات المتأهلة عن إفريقيا

تونس السنغال

جنوب إفريقيا

الكاميرون نيجيريا


[سلوفينيا]

انضمت سلوفيينا إلى الفيفا عام 92، وأفضل ما حققته كان التأهل إلى كأس أمم أوروبا عام 2000م وصعودها هذه المرة إلى نهائيات كأس العالم المقبلة تحت قيادة متوسط الميدان السابق لمنتخب يوغسلافيا (سيريكوف تاتانك)، تتميز طريقة لاعبي سلوفينيا بانضباط كبير على مستوى التكتيك، وهو أسلوب يتشابه كثيراً مع ذاك الذي يعتمده منتخبا يوغسلافيا وكرواتيا، ويضم المنتخب ثلة من اللاعبين الشبان، الذين لا تنقصهم الموهبة، ويلعب أغلبهم في البطولات الأوروبية، لعل أبرزهم صانع ألعاب "بلفيك" البرتغالي (إزلادكوزوفيتش). حققت سلوفينيا ترشحها إلى النهائيات بعد احتلالها المركز الثاني في المجموعة الأوروبية الأولى خلف روسيا، واجتياز عقبة رومانيا في مباراتي الملحق.

كأس العالم 2002م

المنتخبات المتأهلة عن أوروبا

فرنسا – (حاملة اللقب) إنجلترا

إيطاليا ألمانيا

البرتغال إسبانيا

بلجيكا السويد

الدنمارك جمهورية أيرلندا

كرواتيا روسيا

بولونيا سلوفينيا

تركيا

[الإكوادور]

بعد بدايات متعثرة في تصفيات أميركا الجنوبية وجد منتخب الإكوادور توازنه انطلاقاً من ربيع 2001م، ووضعته نتائجه في النهاية في المركز الثالث للمجموعة. يعتبر هذا المنتخب من أفضل ما صنعت الكرة الإكوادرية على الإطلاق، وهو يتميز بطريقة أداء تقوم على اللعب في العمق والاعتماد على الاندفاع البدني لمهاجميه، لكن الحديث عن الإكوادور لا يستقيم ما لم يستحضر تعرض مدربه الكولومبي (هيرمان داريو جوميز) إلى محاولة اغتيال في الربع الأول من عام 2001م بسبب رفضه ضم أحد اللاعبين، وهو نجل رئيس سابق في الإكوادور، إلى قائمة المنتخب، وكاد هذا الحادث يبعده نهائياً عن تدريبه، لكنه عاد في النهائية بعد الضغط الذي مارسه اللاعبون ليقود الإكوادور إلى المونديال.

كأس العالم 2002م

المنتخبات المتأهلة عن أميركا الشمالية والجنوبية

الأرجنتين البرازيل

الباراجواي الإكوادور

الأوروغواي الولايات المتحدة الأميركية

المكسيك كوستاريكا

[تونس]

هي المشاركة الثالثة لتونس في نهائيات كأس العالم بعد المكسيك عام 78 وفرنسا 98، وإنك أن مونديال المكسيك يبقى محفوراً في ذاكرة التونسيين والعرب بشكل عام، فإن كأس العالم في فرنسا لم نحفظ منها لتونس شيئاً أكثر من أنها شاركت وكفى.

لم يكن مشوار تونس في التصفيات شاقاً، حيث تصدرت مجموعتها الإفريقية الرابعة أمام كلٍ من الكوت ديفورا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومدغشقر، والكونغو.

طريقة لعب التونسيين لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها في شمال إفريقيا، ولو أن المنتخب لا يتوفر على نجوم بأتم معنى الكلمة كأولئك الذين تزخر بهم الجزائر أو المغرب، ومن الأشياء الإيجابية في هذا المنتخب أنه حافظ بنسبة كبيرة على الهيكل الذي أُسس عليه منذ عام 96 إبان نهائيات كأس أمم إفريقيا في جنوب إفريقيا، حيث نجد إلى حد الآن كلاً من حارسيه شكري الواعر المحترف في جنوة الإيطالي والمتألق سراج الدين الشيحي متوسط ميدان "الترجي" الرياضي، إلى جانب لاعب (بشيكتاس) التركي زبير بيا، وعادل السليمي مهاجم (فرايبورج) الألماني، وتكتمل بداعة اللوحة حين نضيف إلى خبرة هؤلاء الدماء الجديدة في الفريق أمثال زياد الجزيري، وعماد المهذبي، وعلي الزيتوني.

[السعودية]

بعد أن خرجوا من الدور الأول لكأس العالم في فرنسا 98 وضع السعوديون كأس آسيا لعام 2000م مرمى هدفهم، لكن اليابان حرمتهم من اللقب حين فازت عليهم في الدور النهائي بهدف مقابل لا شيء، فولوا نظرهم بعد ذلك إلى تحقيق تراشحهم الثالث على التوالي في تاريخهم إلى نهائيات المونديال بعد أميركا وفرنسا، ورغم أن مشوار السعودية في التصفيات كان في الحقيقة متميزاً إلى أبعد حد بأحد عشر فوزاً وتعادلين وخسارة واحد إلا أنها استحقت في النهاية لفوز البحرين على إيران في آخر جولة من التصفيات لتحقيق الصعود إلى النهائيات.

يجمع المتابعون أن الكرة السعودية تبرز كواحدة من أفضل ما هو موجود في آسيا، وإن كان البعض يعتبرها خليطاً غير واضح المعالم من الكرة الأميركية الجنوبية والأوروبية والإفريقية، إلا أنهم يقرون في الوقت ذاته أنها كرة تمتع العين بحق، وإذ يفرض الحديث عن السعودية قسيراً ذكر أسماء الساحر المخضرم سامي الجابر أو الفنان نواف التمياط، والمتألقين عبيد الدوسري، وأحد الدوخي، وطلال المشعل، فليس ذلك إلى للدلالة على قيمة الرصيد البشري الذي يتمتع به هذا المنتخب، والذي جمع من الخبرة الدولية ما يكفي لتشريف العرب مثله في ذلك مثل تونس.


[خُطَّاب على الباب]

ككل مواسم الهجرة إلى نهائيات كأس العالم يتسابق الخطاب للركع تحت أقدام سمو الأميرة علها ترضى فتمد يدها إلى أحدهم، وإن تخلص هؤلاء المتسابقون من إزعاج أصحاب اللون البرتقالي، ونعني هولندا التي سقطت في المجموعة الأوروبي الثانية وتركت البطاقتين الأوليين إلى البرتغال وجمهورية أيرلندا، فإنهم سيشقون كثيراً في إقصاء بعضهم البعض.

أقوى المرشحين على اللقب العالمي هي طبعاً فرنسا، ليس بحق الوراثة كما قد يذهب إلى ذلك البعض بوصفها حاملة اللقب، وإنما لكون الكرة الفرنسية اعتلت القمة العالمية من حيث طريقة اللعب والسبيل التي قطعتها خلال التسعينات في التأسيس والبناء حتى وصلت إلى هذا المستوى، كما أن الناظر في الملاعب الأوروبية سيشهد حتماً الفرق الذي صنعه اللاعبون الفرنسيون في مختلف البطولات، في إنجلترا كما في إيطاليا، وفي ألمانيا كما في إسبانيا.

المرشح الثاني أتانا من أميركا الجنوبية: الأرجتين. فهذا المنتخب لا يضم بين أضلاعه سوى النجوم، دفاعاً نستذكر (أيالا) و(صمويل)، في الوسط (زينتي)، (سنيوني)، و(فريون)، وفي الهجوم (كلاودي لوبيز)، و(كرسبو)، و(أورتيجا)، و(باتستوتا)، و(سافيولا)، والقائمة تطول ولا تأفل أبداً.

الأرجنتين ستسعى في كوريا واليابان إلى رفع لقب المونديال الثالث في تاريخها، وهي تبدو أقرب اليوم إلى صنع ذلك من أي وقتٍ مضى بعد أن أثبت أشبالها ذلك في كأس العالم للشباب الأخيرة التي نظمتها وحازت لقبها.

ثالث الخُطَّاب على باب أميرة الكؤوس سيكون بدون شك المنتخب الإنجليزي، فبرغم معاناته في التأهل في فترة ما بسبب خصمه الألماني الذي تخلص منه بعد ذلك حين فاز عليه في عقر داره بخماسية تاريخية، تبقى إنجلترا من أقوى المنتخبات الحاضرة في المونديال ديدنها في ذلك قوة الدوري المحلي وقيمة لاعبيها أينما وليت نظرك على الميدان.

قائمة الخطاب لن تتوقف عند هؤلاء طبعاً وسيغضب الكثيرون من عشاق البرازيل إذا استثنينا منتخبه منها، لكن البرازيل لم تعد على الأقل في هذه الفترة هي البرازيل التي نعرفها، أفلا يكفي للتدليل على ذلك ما عشناه من خوف من إمكانية عدم ترشحها إلى النهائيات لأول مرة في تاريخ كأس العالم وانتظارنا آخر مباريات التصفيات حتى نتأكد من صعودها إلى المونديال، ولكن بأي مستوى تحقق ذلك؟

وقد نستبعد ألمانيا فيغضب البعض الآخر كما سيفعل شق مماثل من عشاق الإيطاليين، لكن ما نرد به على الجميع هو أن لا فصل في كل هذا قبل مشوار تصفيات المجموعات ونتائج الأدوار المتعاقبة فيما بعد، وفي الانتظار نقول فقط: أن كل من وضع قدمه في المونديال له الحق في أن يتقدم لخطبة الأميرة ليبقى عليه أن يقدر مهرها حق قدره.


قرعة نهائيات كأس العالم 2002م

المجموعة الأولى

فرنسا، السنغال، أورغواي، الدنمارك

المجموعة الثانية

إسبانيا، سلوفينيا، باراغواي، جنوب إفريقيا

المجموعة الثالثة

البرازيل، تركيا، الصين،كوستاريكا

المجموعة الرابعة

كوريا (ج)، بولندا، الولايات المتحدة، البرتغال

المجموعة الخامسة

ألمانيا، السعودية، ج أيرلندا، الكاميرون

المجموعة السادسة

الأرجنتين، نيجيريا، إنجلترا، السويد

المجموعة السابعة

إيطاليا، إكوادور، كرواتيا، المكسيك

المجموعة الثامنة

اليابان، بلجيكا، روسيا، تونس


اللجنة الأولمبية الدولية.. التغييرات والهموم

أيمن جاده: في العام الذي مضى شهدت اللجنة الأولمبية الدولية تغييراً مهماً على مستوى القمة، كما شهد العام 2001م التصويت على اختيار المدينة المضيفة لأولمبياد 2008م الصيفي، وهو الشرف الذي حظيت به العاصمة الصينية.

تقرير/ لطفي الزعبي: حتى أكثر المتشائمين لم يتوقع أن تذهب رئاسة اللجنة الأوروبية بعيداً عن الطبيب الجراح البلجيكي (جاك روج) في المنافسة على رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية خلفاً للإسباني (خوان أنتونيو سمرانش) الذي بقي على عرش اللجنة واحداً وعشرين عاماً. فجأك روج الذي ينتظر طرق باب الستين من العمر أصبح الرئيس الثامن للجنة الأولمبية بعد انتخابه لمدة ثماني سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة لأربع سنوات، ويوم الانتخاب حصل روج على 59 صوتاً –رقماً يوازي عمره بالسنوات- متقدما على الكوري الجنوبي (كيم وان يونج) في الجولة الثانية.

بالعودة لتاريخ روج الرياضي فقد بزغ نجمه منذ سنوات عدة مبدياً كفاءة عالية في مجال الإدارة على الصعيد الرياضي، فقد مارس رياضة الألواح الشراعية كلاعب فشارك في ثلاث دورات أولمبية وتُوِّج بطلاً للعالم مرة واحدة، وحل في المركز الثاني مرتين وبطلاً لبلجيكا ست عشرة مرة.

انضم جاك روج للجنة، الأولمبية عام 91، وعمل في لجنة تنسيق دورة (سيدني) فأشاد الأستراليون بدوره وكفاءته، كما رأس لجنة التنسيق التابعة اللجنة الأولمبية لتنظيم أولمبياد أثينا.

روج الذي يجيد التحدث بخمس لغات يتحسس من الظروف التي مرت بها اللجنة الأولمبية بعد اتهام بعض أعضائها بتقبل الرشاوي والعنصرية، بالإضافة لتعاطي المنشطات، لذا أولى هذا الجانب عناية خاصة للقضاء على كل ذلك، وجاء تسلُّم روج لمنصبه من الإسباني (خوان أنتونيو سيمرانش) الذي رحل في السادس عشر من تموز/ يوليو عام 2001م عن اللجنة الأولمبية الدولية بعد أن تسلم مهامها لمدة واحدٍ وعشرين عاماً.

فالإسباني سمرانش من مواليد عام 20 في برشلونة، وله ولدان هما (ماريا تريزا) و(خوان أنتونيو) من زوجته ماريا التي توفت في السادس عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2000 أثناء أولمبياد سيدني. وسمرانش الذي يجيد التحدث بخمس لغات هو الآخر رغم دراسته التجارة في برشلونة والإدارة العليا، لكنه وجد نفسه وسط أجواء لا يستطيع الاستغناء عنها، فتاريخه الرياضي ليس بالهين، حيث قاد بلاده للفوز ببطولة العالم في البطولة الأولى للهوكي باستخدام أحذية التزلج عام 51، وهي اللعبة التي أنشأها بنفسه، كما مارس الملاكمة وكرة القدم.

على الصعيد السياسي شغل (سمرانش) عدة مناصب، أبرزها سفيراً لإسبانيا في الاتحاد السوفيتي السابق وجمهورية منجوليا حتى عام 80، وعلى الصعيد الرياضي عمل عضواً في اللجنة الأولمبية الإسبانية ثم ترأسها عام 67 بالإضافة لعدة مناصب رياضية مرموقة.

التحق بعضوية اللجنة الأولمبية الدولية عام 66 رئيساً للمراسم والبروتكول، ثم نائباً للرئيس حتى عام 78، ثم تسلم رئاسة اللجنة الأولمبية عام 80، لكنه خرج من اللجنة وهو يطمح بالقضاء على آفة من المنشطات، التي كان أحد أكبر أبطالها في عهده العداء الكندي (بن جونسون) الذي اكتشف تعاطيه للمنشطات بعد فوزه وتتويجه بلقب أسرع رجل في العالم في أولمبياد (سيول) عام 88. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبعد عشر سنوات عاشت اللجنة فضيحة أخرى مدوية، فضيحة فساد بعض أعضائها، وفضيحة (سولت ليك سبيتي) الأميركية، الأمر الذي ولَّد لديه قناعة بضرورة النظر في قوانين منح شرف الاستضافة وطريقة تعيين الأعضاء، وتتأرجح اللجنة الدولية حالياً، لكنها تشهد من الإصلاحات ما يكفي لإنقاذها.

ولعل الحدث الأبرز بالإضافة لتخلي (سمرانش) وتولي (روج) رئاسة اللجنة الأولمبية في موسكو كان انتخاب أو اختيار المدينة التي ستنظم أولمبياد 2008م، والذي ذهب للعاصمة الصينية (بكين) بعد منافسة ساخنة مع مدن باريس الفرنسية، ترونتو الكندية، أستنبول التركية، وأوساكا اليابانية. لكن بكين الصينية تعاني من عدة مشاكل، منها قضايا حقوق الإنسان والتلوث الذي يغطي سماء المدينة، وهي قضايا كادت تعصف بفرصة بكين بشرف تنظيم الأولمبياد بعد القادم عام 2008م. وإذا كانت بكين تعاني من بعض مشاكل قبل التنظيم فإن أثينا المنظمة للدورة القادمة عام 2004 لازالت ترزح تحت هموم ثقيلة، فقبل بدء الدورة بأقل من تسعمائة وأربعين يوماً لا زالت غير جاهزة من ناحية التجهيز والبناء، ولقد لفتت لجنة التفتيش في اللجنة الأولمبية الدولية نظرها وأنذرتها أكثر من مرة بسحب التنظيم إذا لم تباشر بالعمل، مع ذلك لازالت حتى الآن تبحث عن الصيغة المناسبة، وإذا كانت 70% من التجهيزات قائمة فإن 30%، وهي الأهم والمتعلقة ببناء القرية الأولمبية التي تضم سكن الرياضيين وعدة ملاعب أساسية هامة لبعض المسابقات، لازالت غير جاهزة حتى الآن، والعمل يسير ببطء شديد فيها.

أيمن جاده: هذه نهاية الجزء الأول من (عام من الرياضة) مع متاعب أثينا العاصمة اليونانية في تنظيمها لأولمبياد 2004م، ولا ندري إذا كان العام 2002م سيحمل حلاً لبعض هذه المشاكل قبل عامين بضعة أشهر من الموعد المرتقب، لازالت في جعبتنا تقارير كثيرة وتغطية واسعة لأهم الأحداث الرياضية في العام 2001م وفي كل الرياضات.

[موجز الأخبار]


رياضة ألعاب القوى وأبرز محطاتها

أيمن جاده: ألعاب القوى كانت بطبيعة الحال من العلامات البارزة في العام المنصرم، وكانت أبرز محطاتها بطولة العالم في (إدمونتون) الكندية حيث ظهرت نجوم واختفت نجوم، مزيد من التفاصيل في هذا التقرير.

تقرير/ جمال جبالي:.. عام 2000م الألعاب الأولمبية في سيدني بفارقها الزمني عن معظم أرجاء العالم، حمل إلينا عام 2001م أكبر منافسة نُظَّمت فيه بفارق زمني شاسع أيضاً بحيث كلفت مدينة إدمونتون الكندية باحتضانها، لكن مبدأ حق الجميع في الاحتضان يفرض أن تكلف مدينة في أقصى العالم ترشحت حتى وإن لم يقبل على الملعب أكثر من أربعمائة ألف متفرج خلال عشرة أيام، فيما يمكن لمدينة أوروبية أن تحقق ضعف ذلك.

بطولة العالم تميزت بنقطة قاتمة فور بدايتها تمثلت في قرار الجمعية الدولية لاتحادات ألعاب القوى، وهي التسمية الجديدة للاتحاد الدولي، من التردد في معاقبة العداءة الروسية (يوجروفا) لثبوت تعاطيها مادة الـ "APU" المحظورة، لا وبل أجري لها فحص ثان مشكوك فيه أكد براءتها ومهد لها الطريق للمشاركة وللفوز باللقب العالمي لخمسة آلاف متر ليعينها بعد ذلك الاتحاد الروسي قبل أيام رياضية السنة في روسيا، وفي هذا السياق لم يحظ الجزائري علي سعيد السياف، رغم تأكد الجميع من صدقه وثبوت خلط مادة "الأندرلون" في مواد مكملات غذائية تباع في الأسواق في عدة حالات، إلا أن الاتحاد الدولي أصر على إبعاده عن المنافسة لمدة سنتين وتجريده من ميداليته الفضية.

البطولة تميزت أيضاً بغياب سيد الأربعمائة متر الأميركي (مايكل جونسون) الذي اعتزل المنافسة، رغم كونه لا يزال في أوج عطائه فاتحاً المجال للمنافسة بعد أن كان حاجزاً في وجه الجميع. ولإن كانت مسابقة رمي القرص غالباً ما تجري خارج المضمار، وبالتالي بعيداً عن الأضواء فإن إنجاز الألماني (لارس ريدل) يستحق أن يكون الأبرز على على صعيد نتائج بطولة العالم حيث توج باللقب العالمي للمرة الخامسة، وهي ليست بالرقم القياسي لأن قيصر القفز بالزانة (سيرجي بوبكا) فاز ست مرات.

عربياً المغرب وحده مسجل في جدول الميداليات بذهبيتين هشام القروج في سباق 1500 متر، ونزهة بدوان في الأربعمائة متر حواجز سيدات، إضافة إلى علي الزين، الذي لم يكتفِ هذه المرة بالبرونز، فأخذ الفضية من الكينيين في سباق ثلاثة آلاف متر موانع.

والمغاربة لم يكتفوا بأخذ الفضية من الكينيين في سباق ثلاثة آلاف متر موانع، بل أخذوا منهم خصوصاً الرقم القياسي العالمي عشرة أيام بعد نهاية بطولة، وتحديداً في لقاء بروكسل ضمن الرابطة الذهبية، عندما قطع (إبراهيم بولامية) المسافة في 7 دقائق و55 ثانية و28 جزءً من المائة ليكون أحد الستة الذين حطموا أرقام قياسية هذه السنة.

أخيراً وفي إطلالة أكثر عدلاً من الاتحاد الدولي لألعاب القوى نهاية السنة، فقد اختار الأميركية (ستيسي دراجيلا) رياضية السنة، فيما عاد اللقب أخيراً لدى الرجال عن جدارة واستحقاق للمغربي (هشام الفروج).


دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط والتألق التونسي

أيمن جاده: ومن الأحداث الرياضية الكبرى التي شهدها العالم الرياضي في العام الذي مضى دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي احتضنتها تونس، ووصفها المراقبون بأنها الأفضل في تاريخ ألعاب المتوسط، والذي يمتد نصف، قرن، لنذهب إلى التفاصيل

تقرير/ معز بو لحية: لم يكن يوم الثاني من سبتمبر/ أيلول من عام 2001م يوماً ككل الأيام في تاريخ الحركة الرياضية التونسية والعربية، فيومها عادت ألعاب المتوسط إلى الديار العربية بعد غياب استمر أربعة عشر عاماً، لتحتفل بالذكرى الخمسين لنشأتها ولتلم شمل ضفتي المتوسط من جديد في نسخة هي الرابعة عشرة.

مهدت تونس لنجاحها بتوفيرها لبنية تحتية فلما حظيت بها الألعاب في الدورات السابقة، في حضور 23 دولة، من بينها الأردن وأندور الضيفتين، دخل أكثر من ثلاثة آلاف رياضي معترك التنافس والتسابق في 23 اختصاصاً رياضياً من أجل حصد 737 ميدالية ملونة.

ومع تقدم المنافسة لاحت بوادر سيطرة أوروبية متوقعة، وبدأت ملامح تصنيف تفاضلي بين البلدان المشاركة في الظهور. فإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وبدرجة أقل تركيا واليونان التي تستعد لاستضافة الألعاب الأولمبية فرضت نفسها بقوة على منصة التتويج بعد هيمنة مشتركة على رياضات كالسباحة، والجمباز، ورفع الأثقال، وحتى الملاكمة، حيث لم تجد منافسة كبيرة رغام التألق الذي عرفه الصنف الثاني من البلدان المشاركة ونعني به العرب ودول ما كان يعرف سابقاً بالمعسكر الشرقي، فيما اكتفت بلدان أخرى منها العربية كذلك بالمشاركة ورفع شعار "الاحتكاك" كالعادة.

التواجد العربي تفاوت بين التألق ومجرد الحضور، فكان الحصاد ملوناً من ذهب وفضة وبرونز، وفي ظل غياب مصري عن الألعاب الجماعية وآخر اضطراري لبعض نجوم الألعاب الفردية وخاصة القوى المغربية، وجد العرب ضالتهم في ثلة من المواهب التي صنعت الفرح على حلبات الملاكمة ومضامير ألعاب القوى، ومنصات رفع الأثقال، وبساطات الجودو، والمصارعة وأحواض السباحة، وملاعب التنس، وقاعات الجمباز، وحتى ميادين الرماية.

إنها ثورة الألعاب الفردية التي جسدتها مجموعة من رياضيين معظمهم من شمال القارة السمراء، تصدرتهم تونس برصيد 58 ميدالية 19 منها ذهبية، تلتها الجزائر بـ 10 ميداليات ذهبية، ثم مصر بـ 7 ذهبيات، فالمغرب بـ 5 من نفس المعدن.

وبالتوازي مع هذا الزخم المتعدد الجنسيات في الرياضات الفردية كان النجاح العربي في الرياضات الجماعية وحيد اللون، حيث اعتلى المنتخب التونسي لكرة القدم أعلى درجات منصة التتويج بعد جهد كبير وعرق غزير أمام عمالقة القارة الأوروبية من فرنسيين وإيطاليين، لينسج على منوال سوريا التي استضافت الألعاب عام 87. أما في بقية الألعاب الجماعية فقد جانب النجاح المنتخبات التونسية التي أخذت على عاتقها الدفاع عن التواجد العربي في الأدوار النهائية، فاكتفى منتخبا كرة اليد والطائرة بالفضة، ومن حسن حظ العرب أن نصيبهم من الآفة التي يبدو أنها مصرة على الحضور في أكبر التظاهرات رياضية ونعني بها "المنشطات المحظورة" كان سلبياً، فسجلت 7 حالات كان أصحابها من بني الضفة الشمالية.

هكذا كانت ألعاب المتوسط الرابع عشرة في تونس: تكريس متواصل لهيمنة الشمال على الجنوب وسعي دؤوب من الرياضيين العرب لخطف الأضواء إقليمياً في انتظار تألق عالمي وأولمبي لطالما شكلت ضفاف المتوسط أولى حلقات نجاحه.


إنجازات الرياضة العربية ومستقبل أفضل

أيمن جاده: وإلى جانب دورة ألعاب البحر المتوسط فإن الرياضة العربية في العام 2001م حققت الكثير وكانت لها ألقابها وإنجازاتها ولقاءاتها واتفاقياتها، مما قد يعد بمستقبل افضل كما يبين التقرير التالي.

تقرير/ حيدر عبد الحق: نتاج الرياضة العربية في العام 2001م لم يكن نتاج العام نفسه، بل هو استمرار لما كان عليه في السنوات السابقة مع بعض التغييرات البسيطة التي حدثت عليه في بعض البلدان العربية، ونستطيع أن نؤشر بعض الإيجابيات التي رافقت الرياضة العربية في العام 2001م، ففي قطر تم توقيع اتفاقية مشتركة بين ثلاثة دول خليجية هي: قطر والبحرين والكويت لمعاملة الرياضي المنتمي إلى إحدى هذه الدول كمواطن في الدولتين الأخرتين، وهي بداية قد تحفز دولاً عربية أخرى للانضمام إليها خاصة وأن العالم يتجه نحو التكتل بين دوله في مختلف النواحي.

وفي الأردن ألغى الملك عبد الله الثاني وزارة الشباب والرياضة لصالح اللجنة الأولمبية الأردنية من أجل دعم الأخيرة للقيام بنهضة رياضية جديدة في الأردن.

وفي قطر كان قرار الأمير حمد بن خليفة آل ثاني بفك الارتباط الرياضي بين الهيئة العامة للشباب والرياضة وتحويل اللجنة الأولمبية القطرية التي أصبحت المشرف الأول والأخير على الرياضة في قطر.

هذان القراران أتاحا للجنة الأولمبية في لعب دورها الصحيح في النشاط الرياضي والقرارات الرياضية بدل تشعبها بأكثر من جهة، والنتيجة هي لمصلحة الرياضة في البلدين، وربما نشهد خطوات أخرى في هذا المجال في دول عربية أخرى وتصبح القرارات العربية الرياضية بين لجانها الأولمبية بدلاً من صيغتها الحالية عبر وزراء الشباب والرياضة العرب.

وفي فهم جديد للاحتراف قرار المغرب إطلاق دوري للمحترفين في كرة القدم بدءاً من العام 2003م، القرار جاء بعد فشل الأندية والمنتخبات المغربية في تعزيز مكانتها المتفوقة على الصعيدين الإفريقي والعالمي، وهي خطوة قد تغري بلدان عربية أخرى في اتخاذها بعد أن أصبحت الهواية في الرياضة شكلاً متخلفاً ويعود إلى سنوات ماضية، ومضيعة لكثير من الأموال التي يصرف عليها دون نتائج تذكر.

ولازالت بعض اللقاءات العربية تخرج عن طابعها الرياضي الأخوي إلى طابع تنافسي عدائي مثلما حدث في مباراة المنتخبين العربيين المصري والجزائري في تصفيات كأس العالم 2002م، وكذلك موجة الانسحابات التي رافقت البطولة العربية السابعة عشر للأندية لكرة القدم التي أقيمت في ضيافة السد القطري حيث انسحب منها العين الإماراتي قبل انطلاقها، وبعد انطلاقها انسحب الفيصل الأردني، وكانت هناك محاولات من الريان القطري ومولودية وهران الجزائري للانسحاب رغم كونها بطولة عربية بين الأشقاء، لكن يبدو أن حسابات الربح والربح فقط هي السائدة حالياً في هذه البطولات.

ولعل إيجاد بطولة عربية واحدة في الموسم القادم هي خطوة على طريق تنظيم أفضل لهذه التجمعات العربية الرياضية. والخلافات لم تكن بين الأشقاء في البطولة العربية فقط، فقط سبقها خلافات حادة داخل البيت الواحد وبالتحديد داخل جدران الاتحاد اللبناني لكرة القدم والتي أدت إلى تدخل الاتحاد الدولي لحلها.

وفي رياضة عربية افتقدنا للرموز و الأبطال الرياضيين في العام 2001م، لكن المغربي هشام القروج مثل استثناء بين باقي الرياضيين عندما أصبح أول رياضي عربي يختار من قبل اتحاد دولي كأفضل رياضي في العالم للعام 2001م.


أهم سباقات وإنجازات وألقاب الرياضات الميكانيكية

أيمن جاده: في العام 2001م وكما في كل سنة كانت الرياضات الميكانيكية حافلة بأنشطتها ومنافساتها وإنجازاتها وألقابها من سباقات سيارات الفئة الأولى، إلى الراليات، وسباقات الدراجات النارية، وسباقات القوارب الآلية، وغيرها مما يلخصه التقرير التالي.

تقرير/ رائد عابد: كان العام 2001م مميزاً في حياة السائق الألماني (مايكل شوماخر) الذي حقق الفوز ببطولة العالم لسباقات السيارات السريعة (الفور ميولا 1) (Formula 1) وتمكن من تحطيم الرقم القياسي بعد مرات الفوز والذي كان مسجلاً باسم الفرنسي (آلان بروست)، ولم يكن فوز الألماني مجرد صدفة، بل كان متوقعاً فهو يقود سيارة الفيراري ويقف من خلفه طاقم فني متخصص يمتلك خبرة واسعة في حلبات السباقات، والفيراري السيارة خضعت لعدة تجارب من قِبَل المعنيين قبل أن تعتمد كسيارة رسمية لسباقات (الفور ميولا 1)، وقد أنفقت الشركة أكثر من عشرة ملايين دولار على السيارة التي اشتركت في سباق جائزة إسبانيا الكبرى والذي اعتمد نظام الناقل الآلي للحركة، حيث احترقت عشرة محركات قيمة الواحد منها مليون دولار.

وبعد هذا الإنفاق اللامحدود كان الموعد مع البطولات الكبرى حيث بدأ شوماخر مشواره في الجولة الافتتاحية من أستراليا، ومضى ليفوز بالمرحلة الثانية في ماليزيا، وبعد أن أخفق في البرازيل توقع الكثيرون ابتعاد (شوماخر) عن الصدارة لصالح البريطاني (ديفيد كولثرد) من فريق (ما كلين أوف مرسيدس) أو لشقيقه الأصغر (رالف) الذي برز هذا الموسم مع فريق BMW وفاز بثلاث مراحل في سان مارينو وكندا وألمانيا. لكن شوماخر عاد بتوة وحسم الأمور لصالحه قبل المرحلة الأخيرة في اليابان، وفاز بسبعة ألقاب أخرى ليجمع في النهاية النهائي ألقاب 9 مراحل من أصل 17 مرحلة، وبينما كان الفريق الأحمر يصبغ البطولات بلونه كانت الفرق الأخرى تتخبط بين الأعطال الميكانيكية وقلة خبرة السائق تارة وتارة أخرى قلة خبرة الفريق الفني يتأخر كثيراً عند تغيير الإطارات أو التزود بالوقود. ومنذ عام 99 لم يظهر فريق (ماكلين مرسيدس) بالمستوى المطلوب، ومن الواضح جداً أن أعضاء الفيراري قد استفادوا كثيراً من أخطاء الآخرين ومن أخطائهم هم أيضاً، وعرفوا كيف يصلون إلى القمة، بل ويحافظون عليها، لأن فوزهم بهذا اللقب وللعام الثاني على التوالي يفتح أمامهم الطريق نحو البطولات القادمة، وهذا ما يجعلهم يتمسكون بالسائق الألماني (مايكل شوماخر) لعدة سنوات أخرى.

وعند الحديث عن انتصارات شوماخر وفيراري لابد من ذكر اسم السائق البرازيلي (روبرز فإركللو) الذي يعتبر السائق التكتيكي للفيراري، وهو صانع الانتصارات الذي يمهد الطريق أمام شوماخر نحو منصات التتويج. وخلال المرحلة الأخيرة لازمه سوء الطالع، حيث كان بحاجة ماسة للحلول خلف شوماخر حتى ينتزع المركز الثاني في بطولة السائقين من الأسكتلاندي (ديفيد كولثرد)، ولكن البرازيلي حل خامساً ليفقد كل آماله في منافسة الأسكتلاندي الذي تفادى كل ما يتعرضه واحتل المركز الثالث خلف الكولمبي (خوان بابلو مونتويا).

وكان الفرنسي (جان إليزيه) قد أعلن اعتزاله قبل مرحلة اليابان التي كانت الأخيرة له هذا الموسم، ولم يتمكن من تحقيق مركز متقدم حيث تعرض لحادث أدى إلى خروجه من السباق خالي الوفاض وشهد موسم (الفورميولا 1) تحطيم الرقم القياسي بعدد مرات الفوز من قِبَل شوماخر الذي فاز بـ 53 لقباً خلال مسيرته الاحترافية، وعادل الرقم القياسي لعدد مرات الفوز خلال موسم واحد، عندما سجّل تسعة انتصارات معادلة للرقم البريطاني (ناجل مارسيل) الذي ظل يحتفظ به لفترة طويلة.

وبعد هذه الإنجازات التي تحققت اختارت وكالة رويتر البريطانية (مايكل شوماخر) كأفضل رياضي في العالم للعام 2001م.

في عالم الراليات أصبحت الألمانية (يوتا كلشمنت) أول سيدة تفوز برالي (باريس- داكار)، حيث تحقق الفوز إثر خلاف مثير للجدل عندما تم معاقبة الفرنسي (جان لوي شيلي سير) الذي فاز بسباق الموسمين الماضيين بحسم ساعة كاملة من توقيته بسبب سلوكه غير الرياضي، حيث كان قد اعترض أحد منافسيه وكاد أن يتسبب في حادث خطير، وبدأت (كلشمنت) مشاركتها في رالي باريس- داكار كمساعدة لـ (شيلي سير) عام 95، وقد خاضت المرحلة الأخيرة بحذر شديد من أجل الفوز بأفضل لقب في مسيرتها الرياضية.

وفي منافسات الدراجات النارية فاز الإيطالي (فابريزو ميوني) بالمركز الأول.

وللمرة الأولى في تاريخه أحرز البريطاني (ريتشارد ديرنس) سائق سوبرو لقب بطل العالم للرايات بعد حلوله في المركز الثالث لسباق رالي بريطانيا المرحلة الرابعة عشرة والأخيرة من بطولة العالم، بينما جاء البريطاني الآخر (كولان ماكراي) في المركز الثاني، والفنلندي (تومان ماكينين) في المركز الثالث.

وقد شهدت مراحل الرالي عدة حوادث جعلت الاتحاد الدولي للسيارات يُصدر بياناً طالب فيه بضرورة توفير السلامة اللازمة للمتفرجين.

أما في عالم الدراجات النارية فقد كانت الغلبة للإيطالي (فالانتينا روسِّي) الذي فاز باللقب العالمي بعد أن حل في المركز الأول في سباق ماليزيا، وتغلب (روسِّي) على بطل العالم السابق مواطنه (ماكس بياجي)، بينما تمكن الياباني (دايجورو كاتو) من إحراز اللقب العالمي لفئة 250 سنتيمتراً مكعباً إثر فوزه بلقب الجائزة الكبرى الماليزي متغلباً على مواطنه (توسويا هارادا) واللقب هو العاشر له هذا الموسم وفي فئة الـ 125 سنتيمتراً مكعباً كان الإيطالي (مانويل دوجلي) في الموعد وفاز بالبطولة.

في البحار والمحيطات برز سباق (فولفو) لليخوت حول العالم كأهم حدث رياضي بدأ عام 2001م وسينتهي في يونيو/ حزيران من عام 2002م، وقد أبحر الأسطول المكون من ثمانية قوارب من ميناء (سان ساوتن) الإنجليزي في الثالث والعشرين من أيلول/ سبتمبر باتجاه كيب تاون في جنوب إفريقيا، وبدأت مرحلته الثانية نحو (سيدني) الأسترالية، ثم فوكلاند وريودي جانيرو ثم ميامي وبالتيمور الأميركية، ثم لاروشيل الفرنسية وجوت برج السويدية قبل نهايته في كيل الألمانية في يونيو/ حزيران 2002م.

وشهد العام 2001 انتصاراً عربياً جديداً في بطولة العالم للزوارق السريعة الفئة الأولى حيث برز فريق الفيكتوري الإماراتي، وحتى الجولة الأخيرة في خور دبي كان التنافس بين الفيكتوري (7) والفيكتوري (1)، وتمكن الفيكتوري 7 من إحراز بطولة العالم بقيادة الإماراتي سعيد الطاير، الذي أصبح أول متسابق يفوز باللقب العالمي ثلاث مرات بعد عامي 95، 96 ليحتل الفكتوري المركز الثاني.

أيمن جاده: استعراضنا لأهم الأحداث الرياضية في العام 2001 مستمر مع حضراتكم من قناة (الجزيرة) في قطر.

[فاصل إعلاني]


كرة اليد.. حضور متميز وتألق عربي

أيمن جاده: نستمر مع عام من الرياضة وكرة اليد كان لها حضورها المميز في الأحداث الرياضية في العام الذي مضى، والألق العربي يظل حاضراً بشكل أو بآخر خلال العام 2001م، كما يعرض التقرير التالي.

تقرير/ طاهر عمر: يمكن القول بأن سنة 2001م سجلت لكرة اليد العربية نقطة هامة في تاريخها، وذلك بعد أن تسلّم عربي ولأول مرة مقاليد التسيير في الاتحاد الدولي لكرة اليد، فقد شكل ترأس المصري حسن مصطفى للاتحاد العالمي خلفاً للرئيس السابق (إلفن لانس) حدثاً هاماً لكرة اليد العربية، والتي بقيت تسعى في العقود الأخيرة إلى اختراق الصفوف الأمامية للعبة على المستوى العالمي، وقد تزامن الوصول إلى رئاسة الاتحاد الدولي مع تواصل زحف كرة اليد العربية المتفاوت على الساحة الدولية، فقد فازت فرنسا بالبطولة العالمية بتغلبها على السويد في دور النهائي المشهود، أكد من خلاله الفرنسيون أنهم الأسياد في كرة اليد كما في كرة القدم. ورغم أن السويد كانت المؤهلة الأولى فإن الديك الفرنسي هو الذي حمل الكأس، إلا أن كرة اليد العربية سجلت حضورها وبقوة ووصول المنتخب المصري إلى المربع الذهبي جاء ليؤكد تطور اللعبة لدى العرب في مد متناسق مع بلوغ رجل عربي إلى رئاسة الاتحاد الدولي، ولم يكن أحد ليتفاجأ لو بلغ المنتخب المصري الدور النهائي وكان يستحق ذلك، كما أثبتت المنتخبات العربية الأخرى -ولو بدرجة أقل- أنها تسير بثبات في نفس المسلك، كما سجلت كرة اليد العالمية في نهاية العام عودة الروح إلى العملاق الروسي الذي استعاد عافيته وبشكل ملفت، ولأن لم يتسنه له أن يحقق الإنجاز على مستوى الرجال، فإن سيداته ختمن الموسم بالفوز باللقب العالمي على حساب المنتخب النرويجي، رغم أن هذا الأخير كان المؤهل لخطف الكأس وذلك بعد مباراة قوية شهدتها بورسانو الإيطالية.

أما على المستوى المحلي العربي وفي سنة خالية من المنافسة الإفريقية على مستوى المنتخبات، فقد سجلت الكرة العربية تألقاً واضحاً عندما فاز النادي الإفريقي التونسي بكأس أبطال الأندية الإفريقية بعد دور نهائي قوي أمام الأهلي المصري خلال البطولة التي أُقيمت في المغرب، كما كانت المغرب فأل خير على كرة اليد التونسية حيث تألق النجم الساحلي التونسي بفوزه بالكأس العربية التي أُقيمت في الدار البيضاء بعد دور نهائي تونسي صرف بينه وبين خصمه التقليدي الترجي، كما بلغ الإفريقي التونسي الدور نصف النهائي أيضاً، وكان النجم قد سبق له أن فاز في نفس السنة بكأس الكؤوس العربية خلال فبراير والتي أُقيمت في تونس، ويأتي هذا التتويج مؤكداً لتتويج المنتخب التونسي ببطولة العرب للشباب التي أقيمت في الأردن والتي فاز بها التونسيون أيضاً.

كما تُوجت كرة اليد القطرية نهاية الموسم بلقب الأندية الآسيوية عن طريق نادي السدّ الذي عاد من إيران باللقب الآسيوي بعد تغلبه على السالمية الكويتي في الدور النهائي.


بطولة العالم في اليابان والحدث الأبرز في عالم السباحة

أيمن جاده: الحدث الأبرز في عالم السباحة خلال العام الفائت كان بطولة العالم التي أقيمت في اليابان، والتي كرست تقريباً نفس الوجوه التي لمعت في أولمبياد سيدني وأكدت من جديد تفوقها في الأحواض الزرقاء.

تقرير/ ليلى سماتي: عام 2001 كان حافلاً بالإنجازات ومعظم العناوين البارزة سُطرت في مدينة (فوكوكا) اليابانية في صائفة 2001م كيف لا وأبرز الأرقام القياسية العالمية وفي كل المسافات تشهد لها مسابح فوكوكا إلى يومنا هذا؟ فالصراع بلغ ذروته بين المدرستين الأسترالية والأميركية، حسمها وبطريقة رائعة السبَّاح الطائر (إيان تورب) الذي قاد أستراليا إلى عرش بطولة العالم عندما خطف ست ميداليات ذهبية مصحوبة بثلاثة أرقام قياسية عالمية جديدة في سباقات الـ 400 والـ 800 والـ 200 متر، وليحقق إنجازاً تاريخياً غير مسبوق أذهل العالم والحضور الذي رُسِّخت في أذهانه –وللأبد- صورة الظاهرة (إيان تورب) الذي ساهم بشكل كبير في اعتلاء بلاده هرم السباحة العالمية أمام منافس تعود على معانقة الذهب واعتلاء المنصبات على مدار سنين طويلة، إنه المنتخب الأميركي الذي جاء إلى فوكوكا بأكبر أسمائه وفي كل الاختصاصات لقهر المدرسة الأسترالية، لكن (إيان تورب) الذي جدد الموعد مع حلاوة الانتصار وانتزع بجدارة واستحقاق إعجاب العالم بأسره بسلسلة من الإنجازات التي اعتبرها البعض ضرباً من الخيال بالنظر إلى قيمة وصعوبة السباقات التي انتزع فيها الميداليات الذهبية الست، منها سباقات الـ 800 و400 و200 متر سباحة حرة أمام منافسة أميركية مثيرة، وشارك بذلك في قهر كبرياء المنتخب الأميركي في سباق الأربع مرات 200 متر تناوب واعتلى منصة التتويج رفقة كل من (جرانث هاكيت)، (مايكل كليم)، و(وليم كيرفي) الذي فاز بسباق الـ 1500 متر. سيطرة الأستراليين على أغلبية سباقات بطولة الفوكوكا العالمية منحتها الصدارة في الترتيب العام بمجموع 13 ميدالية ذهبية، وبـ 3 فضيات وبنفس العدد في معدن البرونز، بينما احتلت الولايات المتحدة الأميركية المركز الثاني بمجموع تسع ذهبيات وتسع فضيات وثماني برونزيات.

ورغم السيطرة الأسترالية في بطولة العالم الأخيرة التي احتضنتها فوكوكا اليابانية فإن أسماء أخرى من هولندا وألمانيا وروسيا خطفت أضواء أكبر المنافسات خلال عام 2001، بينهم الروسي (ألكسندر بابوف) حامل الرقم القياسي العالمي لمسافة الـ 50 متر سباحة حرة. ولن نغادر عالم المنافسة الرجالية دون أن نتذكر وإياكم إنجازات السباح العربي الجزائري سليم إلاس، الذي سطع نجمه في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها تونس، وأكد فيها سليم إلاس أنه الأفضل عربياً بفضل ذهبيتي الـ 50 والـ 100 متر سباحة حرة مصحوبتين برقمين قياسيين لألعاب البحر الأبيض المتوسط.

سيدات السباحة العالمية ورغم قوة المنافسة التي فرضتها أسماء من الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا والصين، إلا أن عروسة المسارح الهولندية وأولمبياد سيدني 2000 (إنجي دوبرواي) تربعت مع نهاية عام 2001م على عرش الترتيب العالمي بفضل تألقها في أبرز اللقاءات وحفاظها على أحد عشرة رقماً قياسياً عالمياً منذ عام 2000م، (إنجي دوبرواي) هي السبَّاحة الأفضل لعام 2002م. رفقة الأسترالي (إيان كورب)، ومهما تحدثنا بلغة الأرقام وتذكرنا إنجازات نجوم ونجمات الحوض الأزرق العالمي، فإن الاختصاصين وكل من تابع موسم 2001م اتفق على أن ابن التسعة عشر ربيعاً الأسترالي (إيان تورب) هو ملك المياه الزرقاء بلا منازع.


عالم الملاكمة وتداخل الأحداث بين هبوط وصعود

أيمن جاده: أبرز الأسماء في عالم الملاكمة من (لينكس لويس) إلى (مالك تايسون) و(نسيم حميد) كانت متداخلة في الأحداث التي شهدتها حلقات الملاكمة في العام الذي مضى، ولم تكن كلها أفراحاً بطبيعة الحال، كما يعرض التقرير التالي.

تقرير/ عماد حامد: لعل أبرز الأحداث الرياضية في عالم الملاكمة للعام المنصرم 2001 كان سقوط الملاكم البريطاني ذي الأصل العربي البرنس نسيم حميد من على عرشه كبطل للعالم في الملاكمة لوزن الريشة طبقاً لتصنيف المنظمة العالمية للملاكمة، إثر خسارته بالنقاط أمام متحديه المكسيكي (ماركو أنطونيو بيريرا) في لاس فيجاس الأميركية في السابع من إبريل/ نيسان الماضي.

سقوط حميد جاء بعد سجل حافل بالانتصارات دام 35 مباراة، بينها إحدى وثلاثون مباراة بالضربة الفنية القاضية، كما جاءت خسارة البرنس حميد الذي هاجر والداه من اليمن إلى بريطانيا في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي بعد ستة أشهر فقط من فقدانه للقب العالم، طبقاً لتصنيف الجمعية العالمية للملاكمة، وذلك بعد أن رفض ملاقاة متحديه المجري (ستيفان كوفيتش) الذي خسر هو الآخر هذا اللقب أمام الأرجنتيني (خوان بابلو تشاكون) حامل اللقب حالياً، والذي اقترح متعهد مباريات الملاكمة (فرانك وارين) على البرنس حميد منازلته من أجل استعادة اللقب، وقد أبدى حميد بدوره استجابته لهذا العرض لكنه أكد أنه ينتظر الوقت المناسب لملاقاة غريمه الأرجنتيني.

وفي الوقت الذي فشل فيه البرنس في استرداد عرشه المفقود حتى الآن. فقد نجح مواطنه (لينكس لويس) في تحقيق هذا الإنجاز في منافسات الوزن الثقيل، فبعد خسارة (لويس) المفاجئة للقبي مجلس واتحاد الملاكمة العالميين أمام الأميركي (حاسم رحمان) في الثاني والعشرين من إبريل الفائت في جنوب أفريقيا، عاد لويس ليستعيد لقبه في الثامن عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعد تغلبه على رحمان في عقر داره في لاس فيجاس الأميركية وبالضربة الفنية القاضية أيضاً، ليكرر إنجاز أسطورة الملاكمة الأميركي (محمد علي كلاي) في السبعينات من القرن الماضي، ورد لويس البالغ من العمر 36 عاماً الاعتبار لنفسه وأخرس الألسنة والشائعات التي ترددت حول أفول عصره والسقوط من على قمة هرم الملاكمة العالمي، وحقق الملاكم البريطاني بهذا الإنجاز انتصاره التاسع والثلاثين في مسيرته الرياضية بينها ثلاثون مباراة بالضربة الفنية القاضية، كما فتح هذا الانتصار شهية لويس لتحقيق المزيد من الإنجازات سرعان ما أعلن قبوله تحدي غريمه الأميركي (مالك تايسون) الملقب بالدبابة البشرية، بل وصل به الحد إلى الذهاب لساحات القضاء لمنع تايسون من منازلة أحد خصومه خوفاً عليه من الإصابة التي قد تمنعه من إقامة النزال المرتقب بينهما، وذلك بعد ما استفزه (تايسون) بتصريحاته العنجهية، والتي أكد فيها أن العد التنازلي للويس قد بدأ، وأن أيامه كبطل للعالم قد أصبحت معدودة كما أعلن تايسون أيضاً أنه يتوق لمنازلة لويس واسترداد عرشه في نزال متوقع له شهر إبريل المقبل والذي وصفه المراقبون بأنه لقاء السحاب باعتباره سيكون الأقوى والأغلى في تاريخ الملاكمة العالمية.

وفي الوقت الذي نجح فيه لويس في استعادة عرشه فقد فشل الأميركي (إيفاندر هوليفيلد) في تحقيق ذلك حسب تصنيف الجمعية العالمية للملاكمة للوزن الثقيل، حيث خسر (هوليفيلد) أمام حامل اللقب مواطنه (جون رويز) الذي حافظ على لقبه، وذلك بعد أن قرر القضاة في مباراته أمام هوليفيلد في السادس عشر من الشهر الماضي احتساب النتيجة بالتعادل، وهو القرار الذي قوبل بصفير الاستهجان وعدم الاستحسان من قبل الجماهير، لأن هوليفيلد سيطر على مجريات النزال، وتعتبر هذه المرة هي الثالثة التي يلتقي فيها الملاكمان، حيث أحرز هوليفيلد اللقب الشاغر قبل عامين، وثأر (رويز) لخسارته في آذار/ مارس الماضي، وبالضربة الفنية القاضية، ليسدل الستار على العام الماضي ليتربع لويس ورويز على عرش رياضة ما يعرف بالفن النبيل رغم ضرباتها القاضية.


كرة القدم.. تألق وتجدد

أيمن جاده: عودة لكرة القدم وأحداثها التي تهم الغالبية العظمى من محبي الرياضة في كل مكان، فعلى صعيد البطولات القارية للأندية كان هناك أبطال جدد وآخرون قدماء جددوا العهد مع التألق وأسعدوا جماهيرهم بحصد الألقاب.

تقرير/ ظافر الغربي: في القارة العجوز كان الشوق أقوى من أي شيء ثان، فدانت الكلمة لمن تلهف كثيراً لمنصة التتويج وشده الحنين إليها، فلم تكشف أوروبا عن زعيم جديد لها في عام 2001، بل قدمت لنا اسمين كبيرين جمعت بينهما لهفة معانقة الفرح، (بايرن ميونيخ) و(ليفربول) الفريق الألماني فتح السجل الذهبي لكأس أبطال الدوري ليدون اسمه فيه لرابع مرة، بعدما تعطلت لغة الإنجازات الأوروبية عنده منذ عام 76 تاريخ تتويجه الثالث في أهم مسابقة للأندية، ولأن تعطشه للألقاب الخارجية كان كبيراً فإن العملاق الألماني لم يكتفِ باستراد زعامة أوروبية فقدها من 24 عاماً، بل استرجع لقباً آخر يغيب عن خزانته للفترة ذاتها، حين توجه نفسه ملكاً للكأس القارية بفوزه على (بوكا جونيور) الأرجنتيني حامل اللقب بهدف غالي أحرزه (صموئيل كوفور) بعد تمديد الوقت الأصلي.

أما ليفربول الإنجليزي فإن اسمه تردد أوروبياً من جديد حين عاد لصياغة حروف الإبهار بفوز على "ألافيس" الإسباني بخمسة أهداف لأربعة في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، وآخر تتويج له في هذه المسابقة كان عام 76، فيما كان تتويجه الأخير في كأس الأبطال عام 84.

في القارة السمراء شهد العام المنقضي فريق شبيبة القبائل الجزائري يرصع جيده بماسة إفريقية خامسة حين أضاف إلى سجله الزاخر كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم التي احتفظ بها للعام الثاني على التوالي، بعد تخلصه من النجم الساحلي التونسي. أما كأس أبطال الكؤوس فقد عرفت أول تتويج جنوب إفريقي في مسابقات الأندية بفوز لفريق (كايزر شيفس) على (إنترجلوب) الأنجولي.

لكن الحدث الأبرز كان في أرض الكنانة حيث لم يتأخر الأهلي المصري في ضرب موعد مع التاريخ حين وقف على عتبة رقم قياسي بالفوز بسابع لقب إفريقي، ولأن الكبار وحدهم يجيدون التعامل مع المواقف التاريخية فالأهلي صاغ مجده الإفريقي بما يليق بمكانته وبثلاثية رائعة في شباك (صن داونز) أطفأ نادي القرن في إفريقيا لهيب ظمأ تواصل 14 عاماً، فكان اللقب الثالث في هذه البطولة والسابع إفريقياً.

آسيوياً تقاسم شرق القارة وغربها لقبي أبطال الدوري والكؤوس، الكوري (سامسونج) كان سفير الجزء الشرقي من القارة الصفراء حين اعتمد بطلاً لمسابقة أبطال الدوري في ختام حوار شرقي خالص جمعه مع (جبيبو أواتا) الياباني، أما الشباب السعودي فكان خير ممثل لغرب آسيا بفوز على (داج يان) الصيني، بأربعة أهداف لهدفين، ليصبح خامس فريق سعودي يُتوج آسيوياً بعد أندية الهلال والنصر والاتحاد والقادسية ومن أميركا الجنوبية نختتم جولتنا مع كأس (الليبر تادورز) التي تزينت بالأزرق والأصفر بعد فوز مضن لـ "بوكا جونيور" الأرجنتيني، فملامح التتويج لم تتحدد إلا بركلات الترجيح بعدما تبادل بوكا ومنافسه المكسيكي (كروز أزول) الفوز بهدف نظيف ذهاباً وإياباً.

[فاصل إعلاني]

أيمن جاده: أهلاً بكم معنا من جديد مع الجزء الأخير من (عام من الرياضة) حيث نبقى مع كرة القدم قليلاً، فعلى صعيد المنتخبات الوطنية كانت هناك بطولات قارية ودولية في الملاعب الخضراء بعيداً عن تصفيات كأس العالم وما أسفرت عنه وشهدته، وكرَّس بعض تلك البطولات تفوقاً معروفاً ومعترفاً به من قبل بينما قدم بعضها الآخر وجوهاً جديدة على صعيد الألقاب.

تقرير/ منقذ العلي: أكدت فرنسا ثبات مستوى كرتها محققة مجداً وإنجازاً تاريخياً عندما أضافت لقب بطولة كأس القارات إلى لقبي بطولة كأس العالم وكأس أمم أوروبا.

الإنجاز الفرنسي الجديد جاء على حساب الدولة المستضيفة اليابان وبهدف وحيد في اللقاء الذي أقيم في ملعب يوكوهاما. البطولة تميزت بشكل عام بتراجع نتائج المنتخب البرازيلي وصيف كأس العالم الذي حل بعد المنتخب الياباني في مجموعته، وخرج على يد الغريم الفرنسي في الدور نصف النهائي في إعادة لنهائي كأس العالم، ولم يتمكن لاعبوا السامبا من التعويض في مباراة المركز الثالث، فكان السقوط مجدداً أمام أستراليا، فيما كانت اليابان الحصان الأسود في البطولة، فتصدرت مجموعتها بقوة ووصلت المباراة النهائية أمام فرنسا التي تفوقت بهدف وحيد ليكتمل المجد الفرنسي بثلاثة ألقاب تاريخية وتنطلق احتفالات فرنسية على أرض يابانية قد تشهد الصورة ذاتها في النهائيات العالمية القادمة.

في النصف الثاني من شهر يوليو/ تموز أخيراً استضافت كولومبيا بطولة كوبا أميركا بعد أن تعرضت هذه البطولة لمخاطر الإلغاء أو النقل بسبب التهديدات الإرهابية، إلا أن الإصرار الكولمبي كان أقوى من أن يتزعزع. وكما كان العزم قوياً لإنجاح الاستضافة كان كذلك في الملعب بتفوق كولمبي تواصل منذ صافرة الانطلاق وصولاً إلى المباراة النهائية التي حملت نهاية سعيدة لأصحاب الأرض بفوز جدير على حساب المنتخب المكسيكي.

البطولة كانت فرصة لمتابعة منتخب هندوراس المفاجأة الذي أوقف مسيرة المنتخب البرازيلي في الدور ربع النهائي وهزم بهدفين ملحقاً إخفاقاً جديداً بكرة السامبا، فيما تكلفت كولمبيا بإيقاف الطموح الهندوراسي في الدور نصف النهائي قبل أن يرفع لاعبو كولمبيا الكأس الغالية محتفلين بهدف وحيد كان أكثر من كافياً لتنتقل كأس كوبا أميركا إلى خزائن (بوجورتا) الكولمبية.

وعودة للتألق الفرنسي والفورة الكروية التي تعيشها فرنسا على صعيد الأندية والمنتخبات في كل الفئات، فبعد منتخب الرجال كان منتخب الناشئين تحت سبعة عشر عاماً على موعد مع التتويج في بطولة كأس العالم التي استضافتها ترينداد وتوباجو في الجزء الأخير من شهر أيلول/ سبتمبر، البطولة شهدت مشاركة عربية هي عُمان التي خرجت من الدور الأول بعد خسارتين وتعادل وحيد. أما التفوق الفرنسي فجاء مستحقاً في النهائي ترجمته الأهداف الثلاثة في مرمى المنتخب النيجيري الذي تعود على التألق في بطولات العالم في مختلف الفئات العمرية، نيجيريا تأهلت للنهائي على حساب منتخب أفريقي آخر هو بوركينا فاسو، فيما تكفلت فرنسا في إيقاف المنتخب الأرجنتيني قبل النهائي بهدفين لهدف، وكان الفرنسيون قد أبعدوا في الدور رُبع النهائي البرازيليين بنتيجة مماثلة. وهكذا كان أستاد (هزلي كراوفورد) في ترينداد وتوباجو شاهداً على بزوغ جيل جديد من اللاعبين سيحلمون الأمانة بكل قوة ليستحقوا خلافة نجوم من وزن زين الدين زيدان وأنيلكا وثيري هنري.


نجوم العالم الرياضي لعام 2001م

أيمن جاده: وبعيداً عن الألقاب وفوز الأرجنتين بكأس العالم للشباب وإحراز مصر المركز الثالث فيها، من هم الآن نجوم العالم الرياضي في العام 2001م؟ ومن هم النجوم الذين سيطرت أسماؤهم على ذلك العام، وبعضهم كرسته الاستفتاءات نجماً للقرن العشرين؟ التقرير التالي يروي القصة.

تقرير/ حسن طه: عندما نتحدث عن نجوم الرياضة خلال عام مضى فإن تحديد هؤلاء يبدو أمراً عسيراً، لأن كثيرين منهم قدموا للرياضة إنجازات وسجلوا أرقاماً ستبقى خالدة في الذاكرة على مر الأيام، ولأنها اللعبة الأكثر شعبية في العالم فمن الطبيعي أن تتصدر أخبار لاعبيها قائمة نجوم الرياضة، وخلال العام الذي انقضى اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم البرتغالي (لويس فيجو) نجم ريال مدريد الأسباني كأفضل لاعب في العالم لمساهمته في تأهل بلاده إلى مونديال كوريا واليابان، ودوره الفاعل في قيادة ناديه الأسباني ريال مدريد إلى مراحل متقدمة في دوري أبطال أوروبا والدوري المحلي وكأس الملك الأسباني.

ولم تكن الكرة النسائية أقل حظاً من نظيرتها الرجالية، حيث تم منح الأميركي (مايا هام) جائزة أفضل لاعبة كرة قدم في العالم من قبل الاتحاد الدولي على حساب مواطنتها (تيفاني) والصينية (صن وين) في بادرة هي الأولى على هذا الصعيد.

ولم يصمد تصميم النجم الأميركي (مابكل جوردان) على الاعتزال طويلاً في وجه حنينه الجارف لكرة السلة، فاتخذ وهو في الثامنة والثلاثين من العمر قراراً صعباً بالعودة مجدداً إلى قاعات اللعبة التي أحبها رغم حصوله على كل ما يطمح إليه أي رياضي من ألقاب ومال بآن معاً، لكن عودته هذه المرة كانت باتجاه (واشنطن ويزاردز) الفريق الذي يملك بعضاً من أسهمه، ومع أن (جوردان) استعاد رقم 23 الذي عرف به المجد والشهرة من أوسع الأبواب إلا أنه لم يستعد بعد مستواه السابق.

وأنهى الأسترالي الشاب (ليتن هويت) الموسم الفائت بالمركز الأول في التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين بعد ما فاز ببطولة أميركا المفتوحة على ملاعب (فلاشن ميدورز)، وكذلك بطولة (الماسترز) رغم فشله على أرضه مع منتخب بلاده في إحراز لقب مسابقة كأس (ديفيز).

كذلك استمر مسلسل انتصارات لاعب الجولف الأميركي الفذّ (تايجر وودز) ابن الخامسة والعشرين ربيعاً مؤكداً هيمنته على لعبة الأثرياء كونه الوحيد حتى الآن الذي أحرز (الجراند سلام) في نيسان/ أبريل الماضي.

ولم يكن الألماني (مايكل شوماخر) سائق فريق فيراري لسيارات الفئة الأولى وبطل العالم أربع مرات أقل شأناً من أقرانه، بل تفوق عليهم بإنجازاته ليكون لقب بطل أبطال العالم للعام المنصرم بحسب صحيفة "ليكيب" الفرنسية الوسام الأغلى في حياته.

ومن سطح اليابسة إلى أحواض السباحة، حيث استطاع اسم السباح الأسترالي (إيان ثورب)، أو ما عرف بـ "التوربيد الشبح" خلال ألعاب سيدني الأولمبية وبطولة العالم للسباحة في اليابان بإحراز ستة ألقاب.

وكانت صالات السينما في لندن على موعد مع العرض الأول لفيلم أسطورة الملاكم العالمي (محمد علي كلاي) وهو الملاكم الذي تُوِّج بطلاً أولمبياً، ثم بطلاً للعالم في الوزن الثقيل بعد ما خاض 60 نزالاً فاز في 56 منها.

وودع لاعب القرن الأرجنتيني (دييجو أرماندو مارادونا) ملاعب كرة القدم مباراة تكريمية جمعت منتخب بلاده ونجوم العالم في العاصمة (بونيس أيرس) ليطوي صفحة لاعب ملأ الدنيا وشغل الناس في كل مكان وزمان مخلفاً إنجاز لقب كأس العالم 86، ولقب الدوري الإيطالي مع (نابولي) إلى جانب العديد من الألقاب الرياضية التي عكر صفوها إدمانه على المخدرات والتي لا يزال يعاني من آثاره المدمرة حتى الآن. وشهدت الموسم الفائت عودة قوية في أم الألعاب للعداء المغربي هشام القروج بطل العالم ثلاث مرات وحامل الأرقام القياسية في أكثر من سباق ليؤكد أحقيته بلقب رياضي الموسم من قِبَل الاتحاد الدولي لألعاب القوى إلى جانب الأميركية (ستيسي دراجيلا) حاملة ذهبية سيدني، والتي حسنت رقمها القياسي في مسابقة القفز بالزانة فحلقت على ارتفاع أربعة أمتار و81 سنتمتراً إلى جانب تحطميها الرقم القياسي العالمي 7 مرات العام الفائت داخل وخارج القاعات.

وفي هذا الإطار لابد لنا من التذكير بالفائزين في استفتاء (الجزيرة) العام الماضي ومن بينهم العداء المغربي سعيد عويطة الذي أهدى بلاده ذهبيتها الأولى على صعيد الرجال في أولمبياد لوس أنجلوس العام 84 في سباق 5 آلاف متر، ومواطنته نوال المتوكل، لأنها أول فتاة عربية تحرز الذهب الأولمبي في سباق 400 متر حواجز في العام ذاته، وكذلك الحال بالنسبة لنجم كرة القدم السعودي ماجد عبد الله الذي أمضى 20 عاماً في الملاعب حافلة بالعطاء والألقاب.

أيمن جاده: أيضاً شهد العالم الرياضي خلال العام الذي انقضى أحداثاً أخرى متفرقة ومتنوعة تستحق التوقف عندها وهذا ما سيفعله التقرير التالي:

تقرير/ لطفي الزعبي: أولى بطولات الجائزة الكبرى في لعبة التنس في أستراليا كانت من نصيب الأميركي (أندريه أجاسي) الذي تغلب على الفرنسي (أرنوكليموند) بثلاث مجموعات دون مقابل بواقع 6/4، 6/2، و6/2، فيما كان لقب السيدات من نصب الأميركية (جينفر كبرياتي) على حساب السويسرية (مارتينا هنجز). وتدخل البرازيلي (جوستافو كويرتيل) ليحسم لقب بطولة فرنسا المفتوحة لصالحه على حساب الأسباني (إلكس كورتخا) بثلاث مجموعات مقابل واحدة بواقع 6/7، 7/5، 6/2 و6/0. وكررت (جينفر كبرياتي) فوزها بعد لقب دورة أستراليا وهذه المرة على حساب البلجيكية (كيمك لسترز) لتحصد ثاني لقب دورة كبرى. أما الكرواتي (جوراني فاني سيفيتش) فوضع يده على بطولة (ويمبلدون) متغلباً على الأسترالي (باتريك رافتر) بعد مباراة ماراثونية انتهت بثلاث مجموعات لمجموعتين لصالح (جوران) بواقع 6/2، و3/6 و6/3، و4/6، و7/5. ولدى السيدات فرضت الأميركية (فينوس وليامز) نفسها بقوة على حساب (جوستن هينان) لتحتفظ باللقب بعد فوزها على البلجيكية.

وفي آخر البطولات الأربع الكبرى فرض الأميركي (ليتن هويت) نفسه مجدداً على حساب مواطنه (بيت سامبراس) وبثلاث مجموعات نظيفة بواقع 7/6 و6/1 و6/1، ثم كررت (فينوس وليامز) فوزها هنا على شقيقتها (سيرينا وليامز) محرزة ثاني لقب دورة كبرى خلال عام 2001م.

وذهب لقب كأس (ديفيز) لفرنسا عل حساب أستراليا في ملبورن بثلاث مجموعات لمجموعتين.

بعيداً من التنس آثار فوز الأميركي (لانس أرمسترونج) بقلب طواف فرنسا الدولي للدراجات ضجة كبيرة يسبب احتمال تناوله مواد منشطة، لكنه نفي كل هذه الادعاءات ليكون هذا اللقب الثالث له. وقد شهد هذه العام نتائج لافتة للأميركي (تايجر ووذر) ابن الخمسة والعشرين عاماً والوحيد حتى الآن الذي أحرز بطولات الجراند سلام في شهر نيسان عام 2001م.

أما (ليلى محمد علي كلاي) فقد أعادت للأذهان ذكرى لقاء والدها مع (جو فريزر) عندما تغلبت على (جاكي فريزر) بالنقاط في مباراة من ثمان جولات جرت في ولاية نيويورك.

أيمن جاده: وغير كل ما ذكرنا كانت هناك أحداث أخرى وكانت هناك طرائف ومآسي ومفارقات ومشاهدات رياضية متنوعة طبعت العام 2001م بطابعها، فلنتوقف عند أهمها أخيراً.

تقرير/ مهند المعاضيدي: وانقضى عام آخر أخذ معه حياة العديد من الرياضيين، وشهدت الأوساط الرياضية فيه سقوط آخرين ضمن منافسات محلية أو دولية، منهم من توفي نتيجة حوادث مثل الذي حصل في البرازيل وبالتحديد في نهر الأمازون، حيث قام 4 شبان بقتل بطل سباقات اليخوت النيوزلاندي (بيتر بلاك) بدافع السرقة، والذي يعتبر بطلاً قومياً في بلاده.

ونتيجة لحادث آخر أثناء إحدى الوحدات التدريبية توفيت بطلة العالم للتزلّج على الجليد الفرنسية (كامانيو) بعد صدامها بمدربها الذي أصيب هو الآخر إصابات بالغة.

وفي إنجلترا فارق الحياة (جيف هرس) أحد أعضاء المنتخب الإنجليزي الحاصل على كأس العام 66، والذي سجل وقتها ثلاثة أهداف من أهداف فريقه الأربعة في مرمى المنتخب الألماني.

أما أصغر الرياضيين الذين فارقوا الحياة فهو اليافع (هاري شوا) من سنغافورة والذي لم يكمل الأربعة عشر عاماً بعد، والذي فارق الحياة بعد تعرضه لإصابة مميتة إثر سقوطه في إحدى بطولات المخاطرة والتحدي.

وهذه هي حال الدنيا فكما هي الأحزان والحوادث هناك الفرح والضحك والسرور، هديتنا لكم بمناسبة العام الجديد هي هذه اللقطات الطريفة التي حصلت هنا وهناك جمعناها لكم عسى أن تمحو ذكرى الآلام وترسم البسمة على وجوهكم.

[فاصل من المشاهد الطريفة]

أيمن جاده: كان ذلك العام 2001م رياضياً كما رأيناه، لكم تحيات فريق البرنامج، نلقاكم على خير السبت القادم -إن شاء الله- مع (حوار في الرياضة)، دمتم بخير، وإلى اللقاء.