أولى حروب القرن

دور هيئات الإغاثة إزاء الشعب الأفغاني

ما حقيقة الوضع الإنساني والطبي في أفغانستان؟ وهل تكفي الجهود الإغاثية الحالية حاجات الأفغان؟ وما المعوقات التي تواجه عمل المنظمات العاملة في البلاد؟ ولماذا انسحبت بعض المنظمات الدولية؟ في الوقت الذي تشتد فيه الضربات الأميركية على المدنيين؟
مقدم الحلقة جمانة نمور
ضيوف الحلقة – عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس اللجنة المشتركة لإغاثة الشعب الأفغاني
– محمد الزجاري، نائب المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي
– رائد أبو ربيع، منظمة الصليب الأحمر الدولية
تاريخ الحلقة 05/11/2001

– دور منظمات الإغاثة في أفغانستان وما تقدمه هناك
– تعثر وصعوبة أعمال الإغاثة في ظل الهجمات الأميركية
– التنسيق بين منظمات الإغاثة المختلفة وأهميته في أفغانستان
– معاناة الشعب الأفغاني من سوء التغذية والأمراض
– الضغوط الأميركية لمنظمات الإغاثة في أفغانستان
– الكارثة المقبلة وكيفية تلافيها والتحديات المستقبلية في أفغانستان

undefined
undefined
undefined
undefined
undefined

جمانة نمور: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من (أولى حروب القرن)، ونخصصها هذه المرة لإلقاء الضوء على الأوضاع الإنسانية في أفغانستان التي حذر الأمين العام للأمم المتحدة من خطورتها في الرابع والعشرين من سبتمبر، ودقت ناقوسها الخطر عشرون منظمة إنسانية في الخامس من أكتوبر، وزادت سوءها سوءاً الحرب التي تشن على أفغانستان، حيث طالت هذه الحرب مستودعات الإغاثة، وزادت من تعقيد توزيع المساعدات الإنسانية.

نناقش في هذه الحلقة أيضاً الجهود التي تبذلها منظمات الإغاثة الإسلامية والدولية للتخفيف من معاناة الشعب الأفغاني، سواء داخل البلاد أو في مخيمات اللاجئين المنتشرة في الدول المجاورة لأفغانستان. كما نتطرق في النقاش إلى مصداقية التصنيف الأميركي لبعض المنظمات الخيرية العاملة في أفغانستان باعتبارها منظمات داعمة للإرهاب.

نرحب بضيوفنا في الاستديو: الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني (رئيس اللجنة المشتركة لإغاثة الشعب الأفغاني)، ومحمد الزجاري (نائب المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي)، ومعنا من لندن عبر الأقمار الاصطناعية رائد أبو ربيع (الدكتور من منظمة الصليب الأحمر الدولية).

نبدأ هذه الحلقة بهذا التقرير لحسن إبراهيم.

تقرير/حسن إبراهيم: تفاقمت المأساة الأفغانية بعد القصف الأميركي إلى درجة غير مسبوقة، فما تبقى من بنى أساسية لم تدمرها الحروب التي استمرت لما يزيد على عشرين سنة تم سحقه تحت القنابل الأميركية غير الذكية، ويزيد المشهد الأفغاني مأساوية العدد الهائل من الضحايا الذين قضوا نحبهم أو جرحوا في بلد يفتقر إلى أبسط مقومات الرعاية الصحية، وتزامنت هذه المأساة مع الجفاف الشديد الذي أدى إلى نقص مريع من المخزون الغذائي. وبالطبع تخلو البلاد من أي نشاط اقتصادي، فأصبحت البطالة مزمنة.

في ظل هذه الظروف كان لابد من تعاظم دور المنظمات الإغاثية، فهناك الهلال الأحمر، والصليب الأحمر، وكثير من منظمات الإغاثة العالمية الأخرى التابعة للأمم المتحدة أو المنظمات المستقلة، وهي في معظمها من هيئة الإغاثة الإسلامية التي تعمل في ظروف صعبة للغاية. ما فاقم الأمور للغاية في الأسابيع التي تلت بداية الغارات الأميركية هو القصف بواسطة القنابل الأميركية التي تدعى بـ "الذكية"، فقد أصابت هذه القنابل مخازن الصليب الأحمر الدولي مرتين، وقتلت وجرحت عدداً من العاملين.

لا شك في أن القصف الأميركي قد فاقم من أزمة اللاجئين الذين أخذوا يتدفقون على باكستان خاصة، بأعداد ضخمة تفوق طاقة تلك البلاد على استيعابها. ومن الأسباب التي عطلت عمل الكثير من المنظمات الإسلامية تصنيف الحكومة الأميركية لها بأنها منظمات تدعم الإرهاب، وهو ما أدى إلى تجمد أرصدة تلك المنظمات، بل ومصادرتها في بعض الأحوال، هذا بالطبع أدى إلى تعطيل الخدمات التي كانت تقدمها هذه المنظمات للمواطنين الأفغان، والأخطر من هذا عجز هذه المنظمات في بعض البلاد الإسلامية حتى عن جمع التبرعات لصالح أفغانستان. ويعتقد المراقبون أن التخوف الأميركي من تحول أموال منظمات الإغاثة الإسلامية إلى أداة في يد تنظيم القاعدة قد وصل حدوداً غير معقولة، فهل يمكن على سبيل المثال اعتبار منظمة الهلال الأحمر الإماراتية منظمة داعمة لتنظيم القاعدة؟ فهي منظمة تعمل في أفغانستان منذ أمد طويل، وكذلك غيرها من المنظمات الأخرى.

أما بعض المراقبين فيتهمون الولايات المتحدة بتعمد مفاقمة سوء أحوال الأفغان حتى يضطروا إلى الضغط على طالبان كي تسلم زعيم تنظيم القاعدة –الذي أتاهم مستجيراً منذ خمسة أعوام -للولايات المتحدة أو حتى إلى طرف ثالث، إلا أن أكثر ما تخشاه منظمات الإغاثة الإسلامية هو أن تؤدي الحملة الأميركية إلى تحريض الحكومات العربية على العاملين في مجال الإغاثة في البلاد الإسلامية، فتمنع هذه المنظمات من ممارسة أنشطتها، وهو ما قد يجفف منابع هذا المنشط الهام الذي أنقذ حياة الملايين من البشر في الماضي.

جمانة نمور: إذاً كان هذا التقرير الذي حاول إعطاء صورة للأوضاع المأساوية والتي تزداد تفاقماً، التي يعيشها المواطنون الأفغاني إن كان داخل أفغانستان أو في مخيمات اللاجئين، وأيضاً حاول إلقاء الضوء على بعض الصعوبات التي تواجه المنظمات الإنسانية في مساعدتها لهؤلاء المواطنين الأفغان، أيضاً تجدر الإشارة إلى أن هذه المعاناة مرجحة لأن تزداد سوءاً مع اقتراب فصل الشتاء ببرده القارس في أفغانستان، ومع ازدياد حرارة وكثافة الحملة العسكرية على ذلك البلد.

[فاصل إعلاني]

دور منظمات الإغاثة في أفغانستان وما تقدمه هناك

جمانة نمور: نبدأ من لندن عبر الأقمار الاصطناعية مع دكتور رائد أبو ربيع من منظمة الصليب الأحمر الدولية. يا دكتور رائد، هل لك أن تعطينا صورة عن عملكم داخل أفغانستان في هذه الظروف؟

د. رائد أبو ربيع: أي نعم، مساء الخير أولاً.

جمانة نمور: مساء النور.

د. رائد أبو ربيع: لا شك إنه الوضع الإنساني في أفغانستان هو وضع سيئ جداً، كل ما ذكرتيه هو صحيح، عبارة عن حرب منذ عشرين عام، ألغام أرضية في كل مكان في أفغانستان، للأسف الشديد لا يوجد مراكز طبية تستطيع أن تقوم بواجبها على أتم وجه، يوجد الصقيع اللي قادم حالياً، ونهاية خروج جميع المؤسسات الإنسانية من.. مناطق مختلفة من كابول، وبالتالي الوضع ازداد سوءاً أكثر مما هو عليه في السابق.

جمانة نمور: وما.. ماذا يمكن أن تخبرنا عن تعرض مقاركم في كابول للقصف؟

د. رائد أبو ربيع: أولاً: أتخيل إنه كما أول خبر وصلنا طبعاً دهشنا لما حصل، لا.. لا شك إنه نحن بلغنا جميع الأشخاص المعنيين في هذه المخازن وأين توجد، ولكن للأسف الشديد قصفت هذه المراكز أو قصفت هذه المخازن، وهو خرق واضح للقانون الدولي الإنساني، وبلغنا من خلال القنوات الرسمية.. المسؤولين الرسميين إنه.. وطلبنا في تحقيق رسمي في هذا الموضوع، ونحن نستنى التفاصيل الدقيقة من المسؤولين.

جمانة نمور: يعني.. لقد مضى أيام على القصف الأول والقصف الثاني لمقركم في كابول، حتى الآن لم يردكم أي توضيح؟

د. رائد أبو ربيع: لأ، ورد تأسف من.. من من السلطات، ولكن نحن لا نريد تأسف، نريد تفسير دقيق لما.. لما حصل، لأنه المخازن محطوط عليها الصليب الأحمر واضح 3 أمتار× 3 أمتار، بلغنا الجهات الرسمية –قبل قيام الغارات- أين توجد هذه المخازن، وبالتالي قصفت، فالتأسف لازم أن يكون أولاً، ولكن نجب ناخد التفصيل الرسمي منهم.

جمانة نمور: طيب، الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن، يعني هل لك أن تعطينا في.. في البداية فكرة عم عمل لجنتكم؟ متى بدأت عملها في أفغانستان؟ وكيف تأسست؟

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: بسم الله الرحمن الرحيم، الحقيقة طبعاً اللجنة هي عبارة عن توليفة بين ثلاثة جمعيات من داخل دولة قطر، عبارة عن الهلال الأحمر القطري وجمعية قطر الخيرية ومؤسسة الشيخ عيد محمد آل ثاني الخيرية، وجاء قرار من سمو الأمير بتشكيل هذه اللجنة المشتركة، بحيث إنها تقوم على جمع تبرعات من داخل قطر، وتوصيلها إلى الشعب الأفغاني المحتاج إلى مثل هذه التبرعات الحقيقة بدأ العمل من خلال تجهيز البرامج الإعلانية، الحقيقة تخدم في جمع مثل هذه التبرعات، وتسهيل وسيلة الوصول هذه المبالغ لمستحقيها من خلال الشعب القطري اللي حاول أن يوصل أو الشعوب الأخرى المتعاونة مع اللجنة من الخارج. الحقيقة بدأ في إعداد برامج مختلفة للدعاية من خلال القنوات التليفزيونية، ومن خلال القنوات الإذاعية، ومن خلال الجرائد الرسمية الموجودة، بالإضافة لتكريس عدد كبير جداً من المتطوعين داخل البلاد لجمع مثل هذه المبالغ، تم البداية بهذا البرنامج من خلال يوم على الهواء كامل لجمع هذه التبرعات من.. خلال متطوعين موجودين في أماكن مختلفة في هذه الجمعيات وفي مكان مركزي حدد له في موقع معين داخل البلاد من خلال استقبال الاتصالات والجمع من جميع الأطراف، سواء من الخارج أو من الداخل من خلال الفضائية القطرية، حقيقة طبعاً تم جمع –لله الحمد- يعتبر عدد.. رقم مميز جداً من خلال نصف يوم فقط في الجمع توصلنا تقريباً الجمع في.. مع عدم وجود دعاية مسبقة لمثل هذا البرنامج، وهذا يمكن ما سبب إن الرقم لم يكن أكبر، وهو رقم على مستوى الجزيرة مقارنة بنسبة عدد السكان يعتبر من أكبر الأرقام اللي جمعت، تم جمع ما يقارب 17 مليون ريال في نصف يوم.

جمانة نمور: يعني 17 مليون ريال، مثلاً هل لديكم إحصاءات؟ ماذا يمكن أن تقدم لكم شخص في أفغانستان؟ كم مواطن يمكن أن يستفيد منها؟ ما هي العينيات التي يمكن أن تصلهم؟

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: نعم، حقيقة طبعاً إحنا عندنا أنواع مختلفة من المساعدات، فيه دعم من سمو الأمير.. –حفظه الله- في دعم لبناء أو لتشييد في.. أو إقامة مستشفيين في جلال آباد بسعة 350سرير. وفي كابول، والآن إحنا في دراسة مثل ها الأوضاع، وتمت دراسة ميدانية كاملة وتقديم تقرير بهذا الطور بحدود 150 سرير في كابول. أما بالنسبة للمساعدات اللي وردت من خلال المتبرعين أو المحسنين فحقيقة هي تتم توصليها من خلال عمل الآبار وتم شراء بعض الحفارات لعمل مثل هاي آبار، بحيث إن الحفار يعمل تقريباً كل 4 إلى 5 أيام يعمل بير، لأن هذا أكثر ما يساعد الشعب الأفغاني، بحيث يستطيع أن يشرب من الماء، يستطيع أن يزرع منه، يستطيع أن يستعمله في جوانب مختلفة. بالإضافة إلى المواد العينية الغذائية، والملابس، والخيام، والبطاطين، وغيرها من الاحتياجات، وطبعاً عندنا رصد كامل لمثل هذه الاحتياجات في الجوانب المختلفة، وحقيقة بدينا إحنا حقيقة في الوصول إلى.. إلى مثل..، الحقيقة طبعاً فيه لجنة أولية وتعتبر من أوائل من دخلوا.. إلى.. إلى أفغانستان في تاريخ –تقريباً- 14/10 الوفد القطري تقريباً دخل من أوائل الناس اللي دخلوا، دخلنا بغير تغطية إعلامية إلى جلال آباد وإلى أفغانستان، وتم دراسة ميدانية لكل أماكن، وهنا أحب أن أنوه وأضع –يعني- خطوط عريضة تحت هذه النقاط المهمة جداً، وهي إن أنا أدعو جميع المؤسسات الخيرية -سواء كان في الوطن العربي أو خارج الوطن العربي- للمساهمة في دعم الشعب الأفغاني داخل أفغانستان، لأن عدم.. لأن دعم الشعب الأفغاني خارج أفغانستان يتسبب حقيقة في نقاط كثيرة، إذا تسمحي لي باختصار أذكرها حقيقة، لأنها مهمة. حقيقة إن.

جمانة نمور [مقاطعاً]: يعني الوقت لدينا في.. في الحلقة للبحث في تفاصيلها، يعني يا ليت تؤجلها شيخ بس نأخذ فكرة عن عمل برنامج الغذاء العالمي، يقول الشيخ عبد العزيز، أنهم دخلوا في أوائل الشهر الماضي، أنتم موجودون هناك قبل هذه الحرب في.. في أفغانستان، ما الذي تقدمونه؟ وكيف تغيرت طريقة عملكم ما قبل الضربة وبعد الضربة؟

محمد الزجاري: أولاً، أريد أن أشكر..، أشكركم وأشكر كذلك الجمهور لاستضافة برنامج الغذاء العالمي هنا في (الجزيرة).

جمانة نمور: أهلاً وسهلاً.

محمد الزخاري: طبعاً برنامج الغذاء العالمي له تاريخ عريق مع أفغانستان، أفغانستان دائماً كنا نشتغل فيه من الستينات، وطبعاً في السنوات الماضية كان هناك جفاف كبير كان جعل أن هناك أزمة غذائية كبيرة، وكنا طبعاً نشتغل في.. لمكافحة الجفاف، ومع الحرب، وطبعاً الحرب في أفغانستان كما الجميع يعلم أنها حرب طويلة جداً مع الأسف، والحرب الحالية طبعاً جعلت الأمور أصعب هي المشكل بالنسبة لبرنامج الغذاء العالمي هو أنه نسلم كميات كبيرة جداً من الغذاء، وتسليم الكميات تحتاج إلى طرق وإلى وسائل نقل متعددة، طبعاً مع الظروف الحالية أصبحت هذه.. هذه الوسائل محدودة، ولكن لازلنا رغم الحرب لازلنا نسلم يومياً الغذاء لأفغانستان، وهذا أصبح ممكناً بمشاركة القطاع الخاص.. لأصحاب النقل، سواء في.. في باكستان، سواء في.. في إيران، سواء في طاجيكستان، سواء في تركمان آباد، إحنا.. نتعامل مع جميع هذه البلدان على المستوى الرسمي الحكومي وعلى مستوى القطاع الخاص، وبالتالي رغم..رغم الظروف الصعبة لازلنا نشتغل.

جمانة نمور: هذا فيما يتعلق بإدخال هذه الكميات التي تتحدث عنها من خارج أفغانستان إلى داخلها.

محمد الزجاري: نعم.. نعم.

جمانة نمور: وتوزيعها في الداخل.. كيف؟

محمد الزجاري: توزيعها هو أصعب شيء، حيث أن.. الموظفين الدوليين تركوا أفغانستان يوم 12 سبتمبر، وبالتالي لازلنا إلى الآن نعتمد على الموظفين المحليين اللي هم المواطنين الأفغانيين، سواء يشتغلون مع الأمم المتحدة، ومع برنامج الغذاء العالمي، ومع المنظمات غير الحكومية. ولنا تعاقد مع.. الآن تقريباً خمسة منظمات غير حكومية لتوزيع الغذاء داخل أفغانستان، ونحن نسلمها سواء في.. في المخازن المركزية، أو سواء الآن منذ.. منذ أسبوعين أصبحنا نسلمها على مستوى القرى، حتى.. حتى توزع داخل على.. على مستوى القرى.

جمانة نمور: دكتور رائد أبو ربيع، يعني أنتم في عملكم أيضاً في الصليب الأحمر في أفغانستان، هل تعتمدون على.. على موظفين محليين، أم أن موظفيكم هم من الأجانب؟

د. رائد أبو ربيع: قد just أعطي فكرة بسيطة، أتخيل إن ما عطيت فكرة بسيط على إنه شو بتعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان، سوف أكون سريع في إعطاء الفكرة. نحن في أفغانستان من الـ 87 موجودين داخل الأرض الأفغانية، كان يعتبر الرصيد المادي لأفغانستان منذ فترة طويلة عدة سنوات آخذة الأولوية في اللجنة الدولية، وبالتالي كان يتعدى الخمسين مليون دولار، ها دول الخمسين مليون دولار أيضاً (…) تقريباً بين 50 لـ 60 مندوب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومعظمهم من الطاقم الطبي، فبالتالي كنا نحن وإلى الآن من خلال الموظفين المحليين نغطي 19 مستشفى مدني، الـ 19 مستشفى مدني منهم 5 مستشفيات نحن مسؤولين عن كل إشي، يعني بما معناه الغذاء، الصحة، الطواقم الطبية، المصاريف، المواصلات، جميعاً يوجد هناك أيضاً مستشفيات عسكرية، لأنه فيها مصابين، وهو من.. من.. من عملنا، 8 مستشفيات برضو إحنا بندعمها من ناحية أدوات طبية، يوجد هناك 14 مركز إسعاف أولي نحن ندعمها في الأدوات، وطبعاً يوجد سيارات الإسعاف اللي بتعطيها اللجنة الدولية من خلال الهلال الأحمر الأفغاني لنقل هذه.. المصابين للمستشفيات، هذه من ناحية طبية، يوجد هناك الأطراف الصناعية للأسف الشديد، كما أعلنت سابقاً، يوجد هناك عدة مئات من الألغام في كل مكان، فبالتالي يوجد هناك أربع مراكز في.. في منطقة طالبان، ويوجد هناك مركزين في الجانب الآخر، هؤلاء يغطي أعداد كبيرة جداً من الأشخاص المعاقين للأسف الشديد حتى منهم الأعضاء.. الأشخاص اللي.. اللي مشلولين شلل تام في.. في نفس الوقت نوزع أغذية لجميع هؤلاء المعاقين، لجميع العائلات، وعندنا شروط معينة مثل إذا كانت زوجة.. المرأة حامل أو عندها 3 أطفال، أو كانت عبارة عن أرملة، فيه ظروف معينة إحنا بنوزع الغذاء، طبعاً بما في ذلك المستشفيات، ولازال اللجنة الدولية تعتقد إنه أفغانستان هي أكبر.. المراكز اللازم إحنا نعطيها عناية، فبالتالي هي.. أتخيل..

جمانة نمور[مقاطعةً]: دكتور، قبل أن ندخل في تفاصيل أعمالكم الأخرى، لنركز قليلاً، نعرف معلومات أكثر مثلاً فيما يتعلق بالمستشفيات، تحدثت عن تسعة عشر مستشفىً ومركزاً وما إلى هنالك، هل لك أن تعطينا فكرة عن هل هذه المستشفيات يعني كما نتعود عليها في بلدان أخرى؟ هل فيها كل الاحتياجات؟ هل.. هل.. هل هناك كل المواد التي يجب أن تكون متوافرة في المستشفيات أم لا؟

د. رائد أبو ربيع: يختلف أين توجد المستشفى، بالفعل السؤال جيد جداً، المستشفيات نحن نحاول قدر المستطاع إنه نضعها في مركز قابلة إنها تستطيع أن تعمل، يختلف من مستشفى لآخر، الخمس مستشفيات اللي إحنا نعتمد عليها كلياً كانت واحدة في (قندهار) مثلاً عندنا طاقم طبي أجانب كامل، بما فيه جراحين، وأطباء، وممرضين كانوا أكثر من 5 أشخاص موجودين ومتواجدين في قندهار، بحيث إنهم يقوموا.. بعملهم على أتم وجه، والفكرة كانت إنه إحنا ندرب الأفغان الشعب الأفغاني إنهم يقوموا في واجبهم، ونحن نعطي جميع الأدوات الضرورية لقيام.. هذه العمليات، فبالتالي بالنسبة لمستشفى طبعاً.. إذا لا يوجد هناك جراحين ولا يوجد هناك أدوات لا تستطيع أن تعمل، والفكرة كانت أنها تخلي هذه المستشفيات تعمل بحيث إنها تستطيع أن تكون معتمدة على نفسها بعد 5، 6 سنوات بدون ما يكون هناك دعم من الخارج، ولكن –للأسف الشديد- الظروف تتغير، يختلف الوضع في كابول، لأنه قندهار لم تُدعم في السابق كما كابول، لأنه كان يوجد هناك أجانب كثير في كابول، يختلف بالوضع السياسي، مثلاً: إحنا فتحنا مستشفى "كارتيسي هوسبيتال"، هي عبارة عن مستشفى عملناها من بيوت خلال القصف في الـ 86، 87، وعملنا منها مستشفى كامل..

جمانة نمور: طيب، دكتور.

د. رائد أبو ربيع: فبالتالي يختلف الوضع بالنسبة للمستشفى.

جمانة نمور: من.. من مكان إلى آخر.

[موجز الأخبار]

تعثر وصعوبة أعمال الإغاثة في ظل الهجمات الأميركية

جمانة نمور: الآن لكي نعرف ما يدور داخل أفغانستان، سوف ينضم إلينا عبر الأقمار الاصطناعية مباشرة من كابول الدكتور خالد دياب من (مؤسسة النجدة العالمية)، وسوف نستغل فترة وجوده معنا -بالإذن من ضيوفنا الكرام- لكي نحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات قبل أن نتابع نقاشنا مع ضيوفنا داخل الأستديو ومع ضيفنا من لندن.

دكتور خالد دياب، هل لك أن تعطينا صورة عما يحدث في أفغانستان؟ كيف يتأثر توزيع عملكم بالضربة؟

د. خالد دياب (مؤسسة النجدة العالمية): بسم الله الرحمن الرحيم. حقيقة فيه عدة.. عدة أمور حابب أذكرها:

الأمر الأول: هناك خوف شديد من عملية إدخال مساعدات، أنا عم بأتكلم من جانب الباكستان إلى داخل أفغانستان، فيه خوف من موضوع الضرب أو تعرض القوافل، سواء الغذاء أو الأدوية، للضرب سواء من قبل الضربات الجوية أو من.. من غيرها، فهذا الأمر الأول أنا حقيقة صار لي الآن في كابول حوالي 9 أيام، بأقدر أقول لك: إنه من خلال.. تواجدي بكابول ما وجدت حقيقة فيه إشكالية كبيرة بعملية توزيع.. توزيع الطعام بالرغم من الضربات اللي هي عم تتعرض لها كابول تقريباً كل يوم، وذهبت أيضاً إلى بعض المناطق الأخرى، مثل: (ننجنهار)، و(لوجر) أيضاً، فهذا شيء يا اللي لاحظته من.. من خلال.. تواجدي بالمنطقة هون.

جمانة نمور: طيب، فيه هناك من أيام في بيان البنتاجون (آدم جون)، (استيف بيم) تحدثا عن معلومات.. عن نية لدى طالبان بتسميم –ربما- المعونات التي يتم إلقاؤها عبر الطائرات أو إنزالها، هل هناك تخوف داخل أفغانستان من هذا الموضوع؟

د. خالد دياب: حقيقة سمعت من إحدى المؤسسات إنه الـ (WFP) طلبت من هذه المؤسسة إنه تأخذ بعض.. الكميات أو.. من.. من القمح وتفحصه، الشيء اللي سمعت منه إنه لم يجدوا أي.. أي شيء بها.. بهذا الخصوص، حقيقة يمكن درجة الفقر الشديدة اللي بيعانوا منها الناس هون بتخليهم يتجاوزوا ها الفكرة، فكرة التسميم أو غيرها، الفقر جداً كبير في.. في جميع المناطق حقيقة أنا بأحب أشير.. بسبب.. بسبب خلفيتي بسبب العمل الرئيسي حقيقة اللي جئت فيه لهون هو العمل الطبي، المستشفيات في وضع يعني أقل ما يمكن إنه نقول عنه إنه مأساوي، والله يعني ذهبت إلى بعض المستشفيات قسم الإسعاف، فما أظن يمكن نسميه "قسم إسعاف"،، الأدوية الموجودة –هذا إذا كانت موجودة- يمكن موجودة بصيدلية كل واحد من بيناتنا ببيته. أمر آخر: وهو وجدته إنه إذا جاهم أي مريض بحاجة لعملية.. عنده جرح كبير.. بحاجة إلى.. لطب، فيقولوا له: إنه اطلع اشتري من السوق الـ (Stitches) وبعدين تعال عندنا ونحن نسوي لك إياهن، نسبة.. نسبة أحب.. أحب أعطي مثال، مستشفيتين المستشفى الأولى هي مستشفى "رابعة البلخية"، يا اللي هي مستشفى النساء تعتبر فيها حوالي 60 طبيبة، و5 أطباء، 250 سرير، عدد الأَسرَّة فقط المشغولة حالياً هي أقل من 40 سرير، ليش؟ ما فيه أدوية، لذلك.. الـ Director.. المديرة تبع المستشفى عندها بعض.. التعليمات إنه عدم قبول مرضى بسبب عدم وجود الأدوية اللازمة، الأمر الآخر إنه فيه عدد كبير من المرضى حقيقة بيخافوا إنه يجوا بالمستشفى، بيخافوا من تعرض المستشفى لأي ضربات.

جمانة نمور: يعني قلت: إنه إذا أراد مريض أن يجري عملية يقولون له: اذهب واشتري القُطب من السوق، هل هناك فعلاً سوق موجود فيها هذه الإمكانيات؟ هل هناك مصدر يستطيع فيه المواطن الأفغاني –حتى لو دفع ثمنه، أو كان يملك، إذا افترضنا، ثمن ذلك- أن يبتاعه؟

د. خالد دياب: أظن.. أظن موجود هذا، نعم، ربما.. ليس بكميات كبيرة، ولكن موجود في السوق، بس ما فيه قدرة حقيقية.. للمواطن الأفغاني.. ليشتري هذه.. هذه المواد.

جمانة نمور: طب، ذكرت أن هناك أمراض كثيرة، هل لك أن تعطينا فكرة عن نوع الأمراض التي تسود في هذه الفترة بالذات –ربما- مع بداية البرد القارس في أفغانستان؟

د. خالد دياب: نعم، هي.. يعني هي أمرين اتنين حقيقة، يعني بسبب أول شيء فيه عندنا عدد كبير من.. من اللاجئين والمهاجرين فبيجلسوا بمناطق غير مهيئة –حقيقة- للسكنى، فبيثير فيه شيء يسمى (Community Diseases) الأمراض اللي بتظهر بالتجمعات السكانية، إضافة البرد الشديد حقيقة، يعني أنا أعيش في شيكاغو، بالرغم من يعني أعتقد إنه أنا متعود قليلاً على البرد، ولكن برد كابول شديد جداً، الثلوج بدأت حقيقة في النزول في بعض الجبال حول كابول، وأيضاً في منطقة لوجر كان هذا الكلام من حوالي ثمانية أيام، وبالطبع التدفئة شبه معدومة، يعني حتى في المستشفيات التدفئة عبارة عن –ربما- مدافئ من الحطب، وأحياناً مدافئ من.. من.. تعمل على الكهرباء، اللي الكهرباء تنقطع ربما في اليوم حوالي 12 إلى 15 ساعة، فالأمراض نرجع للأمراض المنتشرة، يعني هي الأمراض البرد، والسعال، و..و.. وإلى آخره، المضادات الحيوية.. الحيوية غير موجودة.

جمانة نمور: تحدثت..

د. خالد دياب: ..اتفضلي.

جمانة نمور: تحدثت عن انقطاع التيار الكهربائي لا يقل عن اثني عشر ساعة باليوم، الكل أيضاً حذَّر من كارثة فيما يتعلق بالمياه نتيجة انقطاع الكهرباء، هل يؤثر ذلك على النظافة؟ هل هذا يؤدي بالتالي –حسب تقديرك وتحليلك- إلى انتشار الأمراض المتعلقة بهذا النوع، كالإسهال ربما وما إلى ذلك؟

د. خالد دياب: يعني.. يعني أحب حقيقة إنه آخذ الكاميرا، وبس أعمل مسح بسيط على مستشفيتين فقط في كابول، يعني أظن المستشفيات هي مكان.. مكان انتشار أمراض حقيقة، عناية غير موجودة أبداً، يعني بس خليني أعطيك فكرة إنه.. الأطباء، الممرضين، العاملين، ما استلموا رواتبهم منذ أربعة أشهر، أنا ذكرت هذا الأمر حابب أذكره مرة تانية إنه راتب الطبيب أقل من 14 دولار أميركي معناته.. معناته ربما قطعتين بيتزا.. بأميركا بـ 14 دولار!! بالرغم من ذلك ما استلموا أي رواتب، هنا عم يستمروا بالعمل، فهذا طبعاً بينعكس بشكل واضح على النظافة، بينعكس على الخدمات الصحية، بينعكس على كتير من الأمور.

جمانة نمور: طب دكتور خالد، يعني أعرف أنك قلت: إن اختصاصك هو في المجال الطبي، ولكن نود أن تستغل وجودك معنا من داخل أفغانستان لنستفسر عن أكبر قدر ممكن من الأمور، أعود إلى موضوع إنزال المساعدات، قيل: إن هناك –أحياناً- يحدث خطأً في رؤيتها لتقديرهم إذا كانت هذه مساعدة أو بين القنابل الانشطارية التي تسقط في داخل البلاد الأفغانية، هل هذا صحيح؟

د. خالد دياب: والله نفس الشيء سمعته حقيقة من.. من الناس هون من خلال احتكاكي مع الأولاد و.. و.. و.. إلى آخره، سمعت.. سمعت.. بهذا الكلام.

جمانة نمور: يعني هل لك أن.. أن تشرح لنا مثلاً هذه المساعدات التي تصلهم، لونها، هل هي مميزة بطريقة؟ هل هناك وعي لدى الأهالي ربما لكي.. لتعليم أطفالهم أن هذه هي المساعدة وتلك هذه القنبلة التي ربما تنفجر بكم؟ هل زاد عدد الإصابات ربما بالألغام أو بانفجارات هذه القنابل؟

د. خالد دياب: حقيقة بالنسبة لهذا.. بالنسبة لموضوع الألغام يعني والإصابات ما عندي فكرة –يعني- واضحة بهذا.. بهذا الخصوص.

جمانة نمور: طيب..

د. خالد دياب: أنا.. حابب ممكن أسأل بعض المساهمين بالبرنامج، أنا.. خاصة الدكتور ربيع من الصليب الأحمر، حقيقة حابب أفهم إنه ليش الصليب الأحمر ما بيتدخل يعني حالياً؟ الحاجات الطبية شديدة جداً جداً، وأنا من المعلومات اللي سمعتها إنه أيضاً.. السلطات هون يعني سمحت بدخول المؤسسات اللي حابّة تعمل، ولاشك إن الصليب الأحمر بسبب الميزانية الكبيرة اللي بيتمتع فيها، فبأظن بيكون إله عمل جبَّار هون، فممكن.. أوجِّه هذا السؤال دكتور ربيع؟

جمانة نمور: دكتور خالد، سوف أوجه هذا السؤال بالطبع، ولكن بعد أن ننتهي من لقائنا معك، لأننا نريد أن نستغل وجودك معنا، لأنه لفترة قليلة جداً، بعدها نستطيع لأسباب تقنية التحول إلى لندن، أرجو أن تتابع برنامجنا لكي تحصل على الجواب من دكتور رائد أبو ربيع مباشرة بعد انتهاء لقائنا بك، يعني أعود إلى عملك، أنت منذ تسعة أيام تقول: إنك متواجد في.. في.. في أفغانستان، ودخلت إلى معظم البلدان، ما هي الصعوبات التي تواجهكم في الوصول إلى قرى أو ربما مجموعات تسكن في أماكن بعيدة عن قلب المدينة؟

د. خالد دياب: سؤال كويس، حقيقة فيه نقطتين بهذا الأمر.. الأمر الأول: خليني أعطي فكرة صغيرة، ذهبت إلى إقليم لوجر، إلى مديرية أو (District) تسمى (خَرْور)، الطريق 220 كيلومتر أخذ منا 11 ساعة بالسيارة، الطريق وعرة جداً، طلعنا لارتفاعات زادت عن 300 متر فوق سطح البحر، منطقة فيها ما يقرب من 40 ألف شخص، عدد.. عدد المشافي أو الخدمات الطبية الموجودة تقريباً فيه صيدلي واحد فقط موجود بالمنطقة، الحاجة شديدة جداً هي المنطقة اللي زرتها حقيقة نموذج عن أفغانستان، يعني الـ Districts الموجودة في الأقاليم على طول أفغانستان طبعاً تفتقد للخدمات الصحية.. الأساسية، أمر.. أمر آخر بأقدر أذكره بهذا.. بهذا الموضوع، حالة الطرق يعني تكاد تكون حقيقية مستحيلة، يعني يصل الإنسان حقيقة يعني مُكسَّر إلى هذه.. هذه المناطق والقرى.

جمانة نمور: دكتور خالد، يعني سؤال أخير، مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (أندرو نستيوس) قال في رسالة إلى الكونجرس: إن عناصر طالبان يضايقون موظفي المنظمات الإنسانية المحليين، ويصل الأمر إلى حد ضربهم واعتقالهم، هل لديك أي معلومات فيما يتعلق بهذا الخصوص؟

د. خالد دياب: أنا بأقدر أتكلم عن التجربة حقيقة، تجربتي الشخصية، تجربتي الشخصية ما تعرضت أبداً لأي.. لأي شيء، يعني وأيضاً من خلال احتكاكي ببعض المؤسسات العاملة، بأذكر على سبيل المثال جمعية الهلال الأحمر القطري دكتور غانم العلي، كمان حقيقة ما تعرض لأي أشكالية، بالعكس فيه.. فيه نوع من.. من تسهيل لأمورنا وحقيقة يعني ونذهب إلى أي.. أي منطقة، فما تعرضنا لأي إشكالية حتى الآن.

جمانة نمور: دكتور خالد دياب من مؤسسة النجدة العالمية من كابول، نشكر مشاركتك معنا في هذه الحلقة، شكراً لك شيخ عبد العزيز، بعد ما.. هل تؤكد ما قاله الآن دكتور خالد فيما يتعلق بتسهيل أمور عمل المنظمات داخل أفغانستان؟

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: حقيقة طبعاً أؤكد على نفس الكلام، لأنه إحنا يمكن الآن ذهب إلى أفغانستان من بداية الأزمة، بس أنا أحب أنوّه لنقطة مهمة قبل ما أنساها لأنها مهمة جداً في الحقيقة، يعني أعتقد في كلامنا يجب التفرقة بين العمل الإغاثي في أفغانستان قبل الضربة أو قبل 9.. 11 سبتمبر وبعد 11 سبتمبر، القضية إحنا كلامنا تركيزنا في الأمر.. في.. اليوم في البرنامج على ما بعد الضربة ذاتها، أو ما بعد الغارات الأميركية، لأن خصوصاً أفغانستان عاشت أكثر من 20 سنة تحت وطأة الحرب، ثم أكثر من 4 سنوات أو 3 سنوات تحت الجفاف، ثم بعد ذلك يعني لا يوجد دعم من أجل الاستثمار أو تحسين أوضاع الشعب الأفغاني، ثم بعد ذلك –مثل ما قلت- زاد الطين بلّة الضربات أو الغارات الأميركية اللي دمرت كل ما هنالك، يعني ذرة أمل ممكن أن تخلي أي شخص ممكن يعيش هناك.

القضية الثانية إنه فأعود للسؤال حقيقة إن حقيقة ذهبوا إلى أفغانستان الآن من تاريخ 14/10 إلى اليوم أكثر من ثلاث وفود من.. من اللجنة المشتركة القطرية، أول وفد كان ثلاث أشخاص ذهبوا ومسحوا أربع أو ثلاث ولايات مهمة إللي هي جلال آباد وكابول وقندهار، وجمعوا المعلومات الكافية عن الوضع الموجود هناك حتى يتسنّى لنا مستقبلاً والتركيز على التعامل مع الهلال الأحمر الأفغاني وغيره، ثم بعد ذلك ذهب الأربع أشخاص ومن ضمنهم ما ذكر الأخ دكتور اللي هو محمد علي.. محمد غانم العلي، اللي هو موفد من قِبَل اللجنة المشتركة، والحقيقة وجدنا كل مساعدة حقيقة في داخل كابول وفي داخل جلال آباد، بل بالعكس وجدنا هناك حفاوة من قِبَل نفس الناس الأفغان، هذا شخص تأتي له بمعونة ومساعدة تريد أن تطعمه، فكيف يعني ممكن أن يؤذيك أو.. أو أن يزعجك؟ بل بالعكس أنت تكون داعم له في هذا الإطار.

جمانة نمور: ربما لا.. لا تشارككم في بعض المناطق –ليس كلها- المفوضية العليا للاجئين، خاصة في "تشامان".

[فاصل إعلاني]

جمانة نمور: قبل الإعلان سيد محمد الزجاري أشرنا ربما إلى تحفّظات لدى المفوضية العليا للاجئين خاصة في منطقة تشامان بالرد على نداءات أصدرتها إليها طالبان بمساعدة اللاجئين داخل المخيمات الموجودة هناك، ما سبب التحفظات برأيك؟

محمد الزجاري: هو طبعاً بصفة عامة هناك أعتقد إجماع بأنه هو أكبر مجهود ممكن أن يكون داخل أفغانستان، لأن الناس تساعد داخل البلد، لكن هناك كذلك مبدأ قانوني دولي أنه الدول المجاورة يجب أن تفتح حدودها.. حدودها للاجئين، وطبعاً معروف أن الدول المجاورة لأفغانستان الآن لا تريد أن تستقبل أمواج جديدة من.. من اللاجئين، وبالتالي هناك تشجيع للمنظمات الدولية أن تساعد النازحين داخل أفغانستان، وبالنسبة..

جمانة نمور[مقاطعةً]: لكن يعني هل هذا يبرر التحفظ عن مساعدة الذين هربوا أصلاً وصاروا على الحدود، يعني هم ليسوا هنا وليسوا هناك؟

محمد الزجاري: لأنه هو يظهر أنه من الناحية.. من ناحية القانون الدولي أنهم يسموا بأنه غير.. غير راغبين أن يكونوا هناك، أن يخرجوا حتى يساعَدوا، ولكن لا.. ليس..

جمانة نمور: هل يلامون بمحاولتهم الخروج؟

محمد الزجاري: لا.. لا يلامون طبعاً.

جمانة نمور: إذن لماذا المنظمات الدولية تميز بين مدني مضطر أن يبقى في أفغانستان لأنه ربما لم يملك المال لإعطائه للمهربين الذين يساعدون على تسللهم عبر الحدود، والذين استطاعوا الوصول يعني إلى..؟

محمد الزجاري: لا.. لا.. لا نميز بين أحد فيما يتعلق ببرامج الغذاء العالمي نحن نساعد الناس داخل أفغانستان، بما فيهم الناس اللي في الحدود، طبعاً مواد محدودة جداً، المواد الضرورية التي.. الـ Biscuits (….) التغذية العالية، وكذلك بالنسبة حتى لمنظمات الأمم المتحدة أنه تعطي المساعدة الأساسية القليلة، لكن لا تريد أن تكون هناك.. أن تكون هناك تجمعات كبيرة لأنه الحالة الأمنية في المنطقة صعبة جداً، أنه يُعلم أن هذه.. تلك المنطقة تتحكم فيها القبائل التي ليس لها.. ليست تحت سلطة مركزية، وبالتالي حتى يمكن للموظفين الدوليين والعاملين في الميدان الإنساني أن لا يتعرضوا.. وحتى اللاجئين أنفسهم أن لا يكونوا في حالة خطر، هناك مفاوضات حتى يكون مكان آمن لمساعدتهم.

جمانة نمور: يعني الشيخ، كيف تنظر إلى عملية دعوة منظمات أجنبية والمسؤولين الأجانب لفتح الحدود، ومن ناحية ثانية التحفظ ربما على مساعدة الموجودين على الحدود وتفضيل مساعدتهم داخل أفغانستان؟

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: الحقيقة شخصياً أنا أفضل والحقيقة العمل اللي رأيناه من خلال العمل الميداني إن يكون المساعدة داخل أفغانستان، لأن الناس تمتلك منازلهم في أماكنهم، في قراهم أو في مدنهم هو أفضل لهم أن ينتقلون ويعيشون في خيام في العراء أو في البرد على الحدود، طبعاً هذه تسبب مشاكل كثيرة الحقيقة في قضية تحرك اللاجئين، طبعاً أول شيء، إن المعاناة داخل.. إن المساعدات تكون للشعوب اللي في الداخل، لأن المعاناة في الداخل أكبر بكثير من المعاناة على.. على الحدود مع اللاجئين، لعل في اللاجئين إن كثير من المنظمات لا تستطيع الدخول، فهنا دعوة إنها تستطيع أن تحاول وتدخل ولذلك تحرك اللاجئين يمثل إشكال كبير للدول اللي ذكرها الدكتور في قضية إنها تفتح حدودها، فإذا دخلت البلاد الأخرى قد يكون من بينهم ناس يعني تؤثر على الأمن، يؤثر على قضايا كبيرة، تعمل إشكالية، في نفس الوقت الحقيقة إن المساعدة إذا تمت داخل ما ينتج عنها هذا التجمعات اللي تتم فيكون عُرضة لانتشار الوباء، عرضة لانتشار المرض، عرضة لانتشار الفقر، أو حتى عُرضة للسرقات من قِبَل بعض الناس حقيقة، فأنا يعني حقيقة ونحن ندعو دائماً المنظمات، وحقيقة في الوضع اللي رأيناه من تجربتنا إن الأمر ليس بصعيب.. بصعب بالدرجة..، يعني إحنا في تعاقدنا الآن مع بعض المصانع الحكومية في داخل باكستان نتفق معاهم بشحنات معينة من الغذاء، وهم ينقلون لنا من خلال هذه الشاحنات إلى داخل في جلال آباد، ثم بعد ذلك يتم التوزيع من خلال إشرافنا بالتعاون مع أفغان من أهل الثقة، هم يكونون تحت إدارتنا وسلطتنا في هذا العمل، وهو أمر ليس بصعب كثير من خلال توصيل هذه المساعدات للداخل، وهو أفضل بكثير، لأنك تجعل الشعب يستقر في مكانه وهو آمن له بكثير من أن ينتقل للخارج.

جمانة نمور: طيب، ينضم إلينا من جديد دكتور رائد أبو ربيع من منظمة الصليب الأحمر الدولية من لندن، دكتور رائد، يعني هل عملكم يجري بنفس الطريقة السلسة التي أعطانا فكرة عنها الشيخ عبد العزيز؟

د. رائد أبو ربيع: يختلف أين؟ يعني يختلف بأي مكان؟ أولاً بدي أرد أكرر ما حكاه الدكتور خالد، أنا أقدَّر جداً ما تكلم عنه الدكتور خالد، الوضع في أفغانستان لا أعتقد إنه حد يستطيع مننا إنه يعطيه من خلال كلمات، يعني أنا اشتغلت في أفغانستان في 97 و98، يعني الوضع مذري جداً، يعني للأسف الشديد تذهبون إلى المستشفيات، أكرر، المستشفى اللي تكلم عليها الدكتور خالد "ربيعة بلخي" نحنا كنا باللجنة الدولية مع نقاش مع وزيرة.. وزير الصحة، إحنا رفضنا فتح هذه المستشفى لعدة أسباب، منها إنه ما كانت جاهزة هذه المستشفى، ولكن لاشك إنه الوضع الصحي والوضع الإنساني في أفغانستان يحتاج من الجميع –وأكرر- من الجميع بلا استثناء، لأنه الوضع يحتاج للجميع إنه نكونوا مع بعضينا نساعد الأفغان، هذا أولاً، الشغلة الثانية إنه..

جمانة نمور[مقاطعةً]: نعم، لكن دكتور خالد يعني ناشد. ناشد منظمتكم عفواً، دكتور خالد ناشد منظمة الصليب الأحمر التدخل حالياً نظراً إلى أن الحاجات الطبية شديدة جداً، وذكر بأن السلطات قالت إنها سمحت بدخول المؤسسات التي تريد المساعدة، وتسهّل عملها، هل برأيك سيلقى.. ستلقى هذه الدعوة آذاناً صاغية؟

د. رائد أبو ربيع: أولاً أنا أكرر إنه نحن موجودين في أفغانستان ولم نترك أفغانستان، هاي أولاً.

ثانياً: نحن تركنا.. المندوبين الأجانب تركوا المنطقة المسيطر عليها من قِبَل طالبان بعد أن طلبت منا حركة طالبان الخروج، لإنهم لا يستطيعوا أن يضمنوا أمن مندوبينا في.. في كابول، وبالتالي هذا ضد طريقة عملنا، فبالتالي نحن لم نخرج في طوعة أمرنا، طلبنا.. طُلب منا أن نذهب وذهبنا، لكن يوجد هناك 1033 موظف للجنة الدولية يعملون في أفغانستان، وها بعض منهم.. هم موظفون أكفاء ويقومون في الواجب على أتم وجه، ولكن لاشك إنهم قد يواجهون مشاكل في نفس الوقت المندوبين الأجانب اللي إحنا بنبعتهم هم مندوبين يكملوا الموظفين المحليين، وبالتالي نحن لم أسمع إنه.. إلا هلاّ من الدكتور خالد، ولكن أتخيل إنها إذا كان طُلب منا أن نذهب إلى الداخل وضُمن أمننا في الداخل في كابول طبعاً نحن لم نترك الأفغان ولن نتركهم، فأتمنى إنه الكلام يوصل أيضاً للمسؤولين وأنا أكون أول شخص راح ينقلها للمسؤولين في اللجنة الدولية.

جمانة نمور: يعني هناك موضوع أثاره السيد محمد الآن دكتور رائد، موضوع الموظفين المحليين الأفغان لتوزيع المساعدات، أنت قلت أيضاً: إن مؤسستكم تعتمد عليهم، هل يمكن فعلاً الاعتماد عليهم في ظروف عمل ربما انتماءاتهم قد تؤثر على توزيعهم للمساعدات، أو.. أو أمور من هذا النوع؟

محمد الزجاري: والله أعتقد أن الموظفين المحليين لهم دور أساسي لأي منظمة دولية، وبالتالي هم يعتبر.. يعتبر هذا نشاط وطني بالنسبة إليهم، لأنهم يقوموا بمساعدة لإخوانهم، وفي.. في اعتقادي أنهم يقومون بعمل في الظروف الراهنة لا أحد يمكن أن.. أن يعمله في.. في مكانهم، طبعاً نحن نشتغل في جميع أنحاء أفغانستان بما فيه المناطق التي يتحكمون فيها السلطات الواقع، وكذلك المناطق الأخرى في الشمال، وليس لنا مشاكل مع.. مع الموظفين المحليين، بالعكس إحنا نعتبرهم أنهم.. أنهم يعني يقوموا برسالة.

جمانة نمور: يعني هل لك أن تعطينا صورة أكثر تفصيلاً عن طريقة عملكم، وبالتالي عما يردكم فيما يتعلق بأوضاع المدنيين داخل مناطق الشمال، يعني الذين يعانون الأمرين، يعانون ربما من احتمالات القصف والحرب، ويعانون قصف طالبان لهم أيضاً؟

محمد الزجاري: طبعاً منطقة الشمال كانت.. كانت، كان لها وضع غذائي سيء جداً قبل.. قبل الحرب، لأنه الجفاف في تلك المنطقة كانت أعلى.. أعلى درجة من جفاف الـ 3 سنوات الماضية، وبالتالي البرامج كانت طبعاً موجهة لتلك المنطقة كما للمناطق الأخرى ولكن لتلك المنطقة الآن المعلومات التي تأتينا أنهم طبعاً حالتهم (Misery) مذرية مثل.. مثل حالة باقي مواطنيهم وأما عن طريق عملنا، كما قلت إحنا من الآن.. من.. من يوم 11 سبتمبر إلى الآن إلى البارحة 4 في نوفمبر سلمنا 39107 طن، يعني هذه تعتبر كمية مهمة جداً بالنسبة للظروف الحالية، طبعاً هدفنا هو أن.. أن نسلم 52 ألف طن شهرياً، وبالتالي نحن لم.. لم نصل إلى.. إلى هدفنا المطلوب، ولأنه طبعاً تصميم على المستوى.. على مستوى البلد كله لتوزيع في جميع المناطق، وبالتالي عندنا هنا في كل مكان مثلاً من إقليم كابول، إقليم بانشير، إقليم هيرات، أقليم فيزا آباد، أقليم أنكوي، أقليم مزار الشريف، جلال آباد، قندهار، إسبندوهار، هذه كلهم مناطق منها نوزع، وكل مكان نبعث له كمية معينة على حسب السكان المتضررين، وكذلك نبعثه على طريق منظمات غير حكومية معينة لها.. معاها، وكل واحدة لهم.. لها كمية معينة وبالتالي موظفنا هم.. الموظفين المحليين لبرنامج الغذاء العالمي تسلم تلك.. تلك الشاحنات، ثم تدفع إلى.. إلى المنظمات غير الحكومية الأهلية، بأكثرها أفغانية طبعاً، ولكن فيهم منظمات غير حكومية أجنبية لها موظفين محليين كذلك في المكان، وطبعاً فيه هناك كمية معينة من القمح ومن الزيوت ومن القطنيات تصرح لكل عائلة، يعني هي توزيع يكون كل أسبوعين لكل منطقة، والمشكل الأساسي..

جمانة نمور[مقاطعةً]: ما هي نسبة من يصلهم هذه المساعدات من مجمل السكان الأفغان؟

محمد الزجاري: هي إحنا نستهدف 6 مليون شخص، هي هدف البرنامج.. إحنا عندنا برنامج 6 شهور..

جمانة نمور: من أصل 26 مليون.

محمد الزجاري: نعم، لأنه.. لأنه نساعد الطبقات الكادحة جداً، هو طبعاً كلها الناس بائسة ولكن هناك أبأس أكثر.

جمانة نمور: الأمور نسبية يعني.

محمد الزجاري: كلها نسبية طبعاً، وبالنسبة إحنا نستهدف 6 مليون شخص، لكن في.. في الظروف الراهنة ما.. ما ساعدنا إلا.. إلا كم؟ إلا أعتقد مليونين شخص في الشهر هذا يعني لا.. لا نصل..

جمانة نمور: إذن.. إذن يبقى 4 ملايين من..

محمد الزجاري: آه طبعاً لا نصلها، هذا المشكل.

جمانة نمور: من الطبقات المعدمة.

محمد الزجاري: المعدمة.

جمانة نمور: هي من يعني الملايين التي حُذِّر بأنها قد تصل إلى المجاعة بكل معنى الكلمة في فصل الشتاء، وحذر من كارثة إنسانية في.. في هذا الخصوص.

محمد الزجاري: هذا.. هذا ممكن، هذا ممكن مع الأسف، ولكن.. ولهذا نحن نشدد على تسليم قبل.. قبل الثلوج.

جمانة نمور: فصل.. فصل الشتاء.

محمد الزجاري: وطبعاً الشتاء بدأ.

جمانة نمور: على.. على كل حال يعني هذا الدعوة ربما في الثاني عشر من أكتوبر (ماري روبنسون) أصدرت نداءً وحذرت تحذيراً حاداً من.. من هذا الموضوع، ودعت إلى وقف الضربات ليتسنى لوكالات الإغاثة تأمين الطعام يعني هل.. هل تجددون الدعوة إلى وقف الضربات؟ هل سيسهِّل ذلك عملكم شيخ؟

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: حقيقة هذا ما كنت أود أن.. حقيقة أنوه له، لأنه حقيقة الوضع في أفغانستان مأساوي جداً جداً، ما ذكره الدكتور خالد والدكتور رائد أو السيد محمد، حقيقة إن الوضع جداً سيء فوق ما يتخيل أي شخص، ولا يستطيع أي شخص أن يحكم على الوضع إلا من خلال المشاهدة العينية للوضع، حقيقة كل ما نعلمه نحن كجمعيات ومؤسسات إنسانية حقيقة قد لا يزيد عن 5 إلى 7% من احتياج الشعب الأفغاني، لأن الوضع جداً سيء حقيقة، ولذلك أنا أعتقد لا يمكن أن يحل هذا الوضع إلا بوقفة عالمية كاملة لإيقاف مثل هذه الغارات حقيقة، ولو حتى لفترة من أجل يعني الوقوف على هذا الوضع، وتحسين الوضع، إيجاد حل لمثل هؤلاء الناس المعدمين المدنيين الذين لا يجدون حل الحقيقة، وأنا يعني هنا من خلال هذا المنبر و(الجزيرة) وبجميع دول العالم حقيقة، لأن هذه الكارثة ليست إسلامية فقط، إنما هي كارثة عالمية لكل العالم، ويجب أن يقف الجميع مرة في.. كصف واحد من أجل إنقاذ أو منع مثل هذه الكارثة الإنسانية، لأنها يعني ذات بنود مختلفة، مجاعة غذائية، ثم طبية، ثم تتكلم عن قتل، ثم قضايا كثيرة جداً متشعبة يعني، إذا جوعت الشخص قد تقتله من خلال سلاح، مثل ما قال الدكتور خالد، يذهب للمستشفى لا يجد علاج يعني، في الحقيقة الأمر جداً مأساوي، ويجب علي.. أقول لكل المواطنين سواء أو.. أو الأشخاص حقيقة إنهم يساهمون ولو بالقدر اليسير، حتى يستطيع إنجاح مثل هذه الحملات.

جمانة نمور: دكتور رائد، هل تشارك الدعوات لوقف الضربات لتمكينكم من العمل؟ وما.. ما مدى أيضاً صحة الأنباء التي تعرضت عن مخازن –بحسب معلوماتك- بعض منظمات الإغاثة للنهب عدا عن القصف؟

د. رائد أبو ربيع: أولاً بالنسبة لموضوع الضربات دائماً أتخيل منذ بداية الضربات ذكرنا الطرفين بلا استثناء: يجب دائماً احترام القانون الدولي الإنساني في عدم ضرب المراكز التي تمثل الإنسانية، أو المراكز التي تقوم في العمل الإنساني ونكررها للمرة الثانية والثالثة، وأنا.. ودائماً نحن نكون سعداء جداً إذا ما يوجد هناك أي ضرر للإنسانية من أي جانب أو آخر، فبالتالي نحن نؤيد أي شيء يؤدي إلى منع هذه الكوارث.. الكوارث اللي بتحصل على الأرض، هاي أولاً.

ثانياً: بالنسبة للمخازن أنا أتخيل إني تكلمت عليها في السابق، ولكن لاشك إنه نحن -وأكرر- تأثرنا جداً في هذا، لأنه يعتبر بالنسبة إلنا صُدمنا أول هام، لأنه ليس مرة ولكن مرتين، ونحن أؤكد لكِ إنه من خلال القنوات الرسمية بعتنا رسالة واضحة وأتمنى إنها توصل، وناخد الجواب الرسمي خلال فترة قريبة جداً.

التنسيق بين منظمات الإغاثة المختلفة وأهميته في أفغانستان

جمانة نمور: طيب، هل هناك أي نوع من التنسيق بينكم وبين باقي المنظمات في عملكم؟

د. رائد أبو ربيع: دائماً، نحن طبعاً من خلال التليفزيون تبعكم أستطيع إني أعمل نداء لجميع الهلال الأحمر القطري، الإمارات العربية، من جميع الهلال الأحمر، نحن نتعامل مع الهلال الأحمر، الهلال الأحمر الأفغاني نحن اليد اليمنى له، نساعده من خلال.. من خلال اللجنة الدولية، ومن خلال المساعدات الخارجية، نحن نمشي من خلال القنوات وهي وزارة الصحة وأيضاً الهلال الأحمر الأفغاني، وبالتالي نحن نتعامل مع جميع الهلال الأحمر في العالم والصليب الأحمر، بحيث إنه ناخد مساعدات بحيث إنه نساعد القنوات من خلال الهلال الأحمر الأفغاني، لاشك إنه الموظفين المحليين يقومون في أعمالهم أتخيل أنتِ حكيتي كلمة أساسية: بعض.. بعض الموظفين لا يستطيعوا أن يقوموا بعمل مندوب، مثلاً زيارة السجناء السياسيين وهي، أو السجناء الأفغان الموجودين في أفغانستان، واللجنة الدولية تقوم في زيارتهم، فبالتالي فيه شغلات لا يستطيع الموظف المحلي أن يقوم فيها ويجب أن تقوم بمندوب، هاي أولاً.

الشغلة التانية: إنه لا يستطيع الموظف المحلي أن يذهب من مكان لآخر لأنه بيجوز ينظر إله على أساس إنه يتِّبع من محل لآخر، أو يتبع لهذه المجموعة أو لآخر، ولكن المندوب الأجنبي يستطيع أن أعملها، فبالتالي إذا كان الشخص يستطيع أن يقوم في واجبه، الموظف المحلي، وإذا لم يستطع أن يقوم لسبب معين يقوم المندوب في عمل بداله.

جمانة نمور: يعني سيد محمد، موضوع التنسيق بين مختلف المنظمات العاملة، إلى أي مدى يكتسب أهمية في ظل هذه الظروف الخاصة؟ وهل عدمه يؤدي ربما إلى وصول مساعدات لنفس الأشخاص في حين يُحرم منها آخرون؟

محمد الزجاري: طبعاً التنسيق مهم.. مهم جداً في الظروف الراهنة، أولاً من أجل اللوجستيكية، كما.. كما ترون في هذه الخارطة هناك طرق معقدة جداً.. وإمكانيات محدودة، وبالتالي التنسيق ضروري أن يكون مع جميع المنظمات الحكومية وغير الحكومية، وداخل..

جمانة نمور: أرجو أن تَبْقى.. تُبْقي عليها قليلاً أمام الكاميرا..

محمد الزجاري: داخل.. وفي إطار الأمم المتحدة طبعاً هناك تنسيق على مستوى أفغانستان.. في.. في إسلام آباد مع جميع المنظمات، وكذلك مع المنظمات الغير الحكومية، لنا.. لنا كذلك اجتماعات أسبوعية، وحتى على مستوى القيادات، يعني حتى المكاتب الرئيسية للأمم المتحدة ومنظماتها، وكذلك لجنة الهلال الأحمر الدولي اللي الأخ اللي هنا في.. في التليفزيون، لنا معهم كذلك اتصالات مباشرة لنتعرف على الاحتياجات وكذلك على المساعدات التي هي تأتي من كل مكان، ولنا كذلك اتصالات مع الحكومات المانحة، وفي هذا.. وفي هذا.. وفي هذا الموضوع أريد أن أقول: بالنسبة لبرنامج الغذاء العالمي احتياجاتنا لـ 6 شهور هي 257 مليون دولار، حصّلنا إلى حد الآن على 157 مليون دولار، ولا نزال محتاجين إلى 100 مليون دولار، ومع الأسف في لائحة..

[فاصل إعلاني]

جمانة نمور: كنا دخلنا في تفاصيل الصعوبات التي تواجهها بعض منظمات الإغاثة في عملها في.. في داخل أفغانستان ومنها موضوع نهب بعض المقار، يعني الشيخ عبد العزيز، من خلال عملكم هل تعرضتم لهذا النوع من.. من الصعوبات؟

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: الحقيقة طبعاً إحنا دخلنا أفغانستان الوضع جداً مأساوي، والمفروض يعني حقيقة يمكن حتى لو حدثت سرقات لمثل بعض المخازن اللي أحياناً مثل لما رأينا في بعض مثل مكتب الصليب الأحمر لما ضُرب وجدنا يعني مخازن ممتلئة من المواد وكذا، ويمكن الشعب في الخارج يعني جائع جداً يعني، فقد يعني يمكن يُلتمس العذر لمثل هؤلاء إذا تم نهب أو سرقة من هذه المخازن لكن حقيقة يعني لم يثبت لدينا أو لم نرَ إنه.. أو لم نسمع أن.. إنها تم يعني نهب من بعض المخازن في داخل أفغانستان إلا لما تُركت بعد خروج.. بعد ضرب وخرج بعض الموظفين وذهبوا وتُركت المخازن يعني ممتلئة، فالناس يعني دخلوا وأخذوها، لأنهم يريدون يعني أن يعني يتغذون على مثل هذه المساعدات اللي موجودة في الداخل.

جمانة نمور: دكتور رائد، يعني كما ذكر السيد محمد هناك ربما كان نقص بالتمويل أو توفير الأموال اللازمة للمساعدة، وهذا ما أثر على عمل مؤسستهم، وقال: إن هدفهم كان مساعدة ستة ملايين شخص، الذين نجحوا بالوصول إليهم هم مليونين، ما هي نسبة الأشخاص الذين تساعدونهم أنتم في.. في أفغانستان؟

د. رائد أبو ربيع: للأسف الشديد ما بأستطيعش أعطيكِ أرقام واضحة، ولكن بأعطيك –بيجوز- أرقام بسيطة جداً، ويجب أن أقرأها لأنه إذا كان إحنا بنتحدث من ناحية بس بخلال الـ 6 شهور السابقة كان هنالك 25 ألف عملية.. عملية جراحية أقيمت داخل مختلف المستشفيات اللي بتساعدها اللجنة الدولية، من الـ 25 ألف 5 آلاف جريح مصاب، يعني بما معناه ذخائر حية في نفس الوقت منذ الـ 79 لهلاّ الصليب الأحمر أو اللجنة الدولية قدمت 36880 طرف صناعي، يعني بما معناه هؤلاء الأشخاص بحاجة أو بحاجة إنهم يكملوا حياتهم، من الـ 36 ألف 14 ألف نتيجة الألغام، أتخيل هذه أرقام خارجة عن نطاق الفكر بالنسبة لشخص 2، 3..

جمانة نمور[مقاطعةً]: يعني موضوع.. موضوع الألغام عفواً قبل أن ننتقل إلى النقطة الثانية لنركز أكثر قليلاً على عدد المصابين بالألغام، يعني يُقال إن قبل هذه الحرب كانوا يقدرون باثنين إلى ثلاثة في اليوم الواحد، الآن لا يوجد إحصاءات رسمية، ولكن التقديرات تشير إلى أن عددهم أصبح 15 شخصاً في اليوم نتيجة تحركهم المستمر داخل حقول ألغام لا يوجد عليها أي إشارة تشير إلى وجود هذه الألغام هل من خلال علاقتكم بموظفيكم الموجودين في الداخل، هل لديكم أي معلومات تفيد بزيادة عددهم؟

د. رائد أبو ربيع: لا أستطيع أن.. أن أنكر، ولا أستطيع أن أؤكد، لأنه بالضبط الأولويات في الوقت الحالي هو عبارة عن المصاب لما بيصير تحت الألغام يُنقل إلى المستشفى، على آخر علم كان يوجد هناك 40 شخص مصاب نتيجة اختلاف أن يكون قصف أو شغلة آخرة.. شغل آخر، فبالتالي ما بأقدر.. ما باأستطيعش إني أؤكد لك هذا الكلام، ولكن بأستطيع أؤكد لك إنه نسبة الألغام الموجودة في.. في أفغانستان هائلة جداً، بحيث إنه يوجد هناك 6 مراكز للجنة الدولية تقوم فقط في إعطاء الأطراف الصناعية، فهذه أعداد هائلة جداً قبل ما نترك منطقة طالبان يوجد هناك 20 ألف شخص بيستنى الأطراف الصناعية حتى توضع لهم، أو طبعاً زي ما كررت إذا بأتذكر الرقم 14 ألف شخص نتيجة الألغام، هذه أرقام هائلة جداً في بلد مثل أفغانستان فقير جداً.

جمانة نمور: وما هي النقطة الثانية التي كنت تريد الإشارة إليها عدا عن الألغام والإصابات بنتيجتها؟

د. رائد أبو ربيع: يوجد الاستمرارية بعديها، يعني يوجد هناك أشخاص مشلولين كاملة، يعني من الألغام أو من.. من الإصابات، هادولا المشلولين موجودون في البيوت يعتبروا عالة على.. على المجتمع، ونحن من خلال اللجنة الدولية ومن خلال الهلال الأحمر الأفغاني عم بنحاول إنه نبعت لهم شوية حياة من خلال إما إعطاؤهم الأطراف الصناعية، أو من خلال إنه نشاركهم في شغلات في حياتهم العملية، فإذا بتدخلي على جميع المراكز تابعين للأطراف الصناعية في اللجنة الدولية جميعهم اللي بيعملوا داخل المراكز هم معاقين، وليس فقط إعاقة جسدية، يوجد هناك مثل الأشخاص اللي ما بيستطيعوش يشوفوا أو مابيستطيعوش يسمعوا، وبالتالي يعني أتمنى إنه لو تكون معاي كاميرا أستطيع إنه أوريكِ هذه المناظر أتخيل لازم إحنا نُصر على الناحية الإنسانية اللي لازم جميعنا ننتفع من خلالها لأفغانستان.

جمانة نمور: يعني المُلفت أن من يدخل أفغانستان دائماً يريد أن يوصل صورة، دكتور خالد دياب استعمل نفس التعبير يريد لو.. يتمنى لو كان يحمل كاميرا، يبدو أن الكلام لا يصف ما.. ما يحدث فعلاً داخل أفغانستان، نحن نحاول من خلال هذه الحلقة إلقاء مزيد من الضوء عن أوضاع المدنيين هناك سيد محمد، يعني فيما يتعلق بالتغذية بشكل خاص، أيضاً هناك أعداد كبيرة قيل إنها تعاني من سوء التغذية، كيف تضعنا في صورة ذلك؟

معاناة الشعب الأفغاني من سوء التغذية والأمراض

محمد الزجاري: فعلاً هناك الأطفال والأمهات لهم في.. محتاجين إلى غذاء خاص زيادة على المواد الغذائية الأساسية لكونهم أنهم سيتعرضوا لأمراض ولعدم التغذية، وبالتالي يحتاجون إلى عناية خاصة، ولنا في.. في هذا.. في هذا الميدان برامج مخصصة لهذا.. لهذه الأشخاص، ونتعاون بالذات مع الهيئات الطبية حتى تصل إليهم تلك المواد الخاصة، وطبعاً لو.. لو.. لو لم ننجح في.. في الوصول بكميات كافية من الغذاء لأفغانستان ككل سوف يكون طبعاً كما قيل من.. من قبل أن.. أن فصل الشتاء سوف يكون يعني شتاء مجاعة فإن لم.. فإن لم ننجح في.. في عملنا، وعملنا سوف يكون أصعب بكثير في الشتاء كما.. كما قلت، حيث أن هناك أماكن في الجبال تُغلق من أجل.. من.. خلال.. خلال فصل الشتاء من أجل.. بسبب الثلوج، ولهذا نحتاج كذلك إلى آليات خاصة لتنظيف تلك الممرات في.. في.. على مستوى الجبال، حتى يمكن للشاحنات أن تمر كل وقت.

جمانة نمور: يعني الذين يتعرضون لسوء التغذية من المعروف أنهم يصبحون أكثر عُرضة للإصابة بأمراض، فهل يؤخذ مثلاً ذلك في عين الاعتبار شيخ بالنسبة عينية المساعدات التي تقدمونها؟ هل تحتوي فعلاً على ما يحتاجه الفرد لكي يجنّبه هذا الاحتمال؟

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: عادة لتنظيم التوزيع داخل المخيمات أو في الحالات الطارئة يعني محاولة إعطاء الأسرة –عادة يعني- المواد الغذائية التي تكفيها لمدة شهر، وتكون متنوعة من أجزاء مختلفة حقيقة، -عفواً- ففيه منها مثلاً تجد الرز، تجد مثلاً الطحين، تجد القضايا الأساسية اللي تستطيع أولاً هي أقل سعر حتى تستطيع أن توفي أكبر.. أكثر فائدة، في نفس الوقت تستطيع أن تغطي الأسرة لمدة معينة، وهذه الحسبة تكون تقديرية حسب احتياجات الأسرة المختلفة طبعاً.

فيه أنظمة مختلفة للتوزيع، عادة إما أن يكون مخيمات وتحديدها بأشخاص والتوزيع على هذه المخيمات، ويكون هذا المخيم مغلق أو محدد للتوزيع، وإما أن يكون عشوائي في ظل الظروف من خلال التوزيع ومن خلال القروض أو الطرود الغذائية التي توزع على العوائل في بيوتها أو في أماكن سكنها، لكن حقيقة بالنسبة طبعاً.. بأحب أؤكد نقطة مهمة جداً حقيقة: يعني أنا أعتقد إن يعني دعوة لجميع الجمعيات والمؤسسات والصليب الأحمر، الكل حقيقة، وإحنا أساساً في تنسيق مع هذه الجهات حتى داخل باكستان من أول ما وصلنا كلجنة وأتوقع الجميع حتى فيه تنسيق مع الهلال الأحمر الإماراتي والسعودي وغيره، أنا –يعني- أدعو إن بأسرع وقت ممكن أن يتم –يعني- الصرف ودفع هذه المبالغ اللي جمعت أو اللي موجودة في الأرصدة، لأن وجودها في الأرصدة هي غير مكسب، يجب إنها تسهيلها ودفعها من خلال الطعام.. والغذاء، لكن أنا أعتقد إن هؤلاء الناس يعني أنا أتقد بأن يكون هناك حل جذري –يعني- من خلال إيجاد حلول لمثل هؤلاء الناس، مثل ما قال السيد محمد قبل شوية: الآن الشتاء قادم، وإذا لم نستطيع أن نوصل هذا الغذاء بمخزون كافي يكفي هذه الأسر إلى فترة الشتاء فقد يستحيل علينا كمؤسسات أن يمكن نوصل الغذاء إلى هؤلاء الناس في أمكنهم، وبعضهم مش مدن، يعني المدن يمكن أسهل، بعضهم قرى لا تستطيع أن تصلها -مثل ما ذكر الدكتور خالد- بعضهم في الجبال قد لا تستطيع أن تصل له في أوقات الظروف العادية، فما بالك إذا كان فيه شتاء؟

جمانة نمور: هذه نقطة تدفعنا إلى طرح التساؤل التالي على الدكتور رائد، يعني أنتم –تقول- موجودون هناك منذ عام 87، إذاً تعرفون أن أمراض الشتاء ربما تختلف عن أمراض الصيف، فما بالك الآن في ظل هذا الظروف الصعبة؟ مثلاً منظمتكم هل تأخذ بالاعتبار احتمال تزايد عدد المصابين ربما بالتهابات رئوية وما إلى هنالك؟ وهل هناك –كان قبل ذلك- تطعيم للأطفال، وهل الحرب الآن أثرت على عدم أخذهم.. لهذا الطعم أو التلقيح.. بكلام آخر، كيف سيؤثر ذلك على إصابتهم بالأمراض؟

د. رائد أبو ربيع: لا شك كل كلامك صحيح، يعني الحرب في أفغانستان منذ 20 عاماً، الثلج منذ 20 عام، عدم وصول الطفل.. المريض إلى المستشفى هذه أمور.. خلال سنوات عم بتحاول.. نلاقي لها حلول، ولا شك الوضع الحالي راح يؤدي.. لزيادة الأوضاع الموجودة في الوضع في الأرض الواقع.

جمانة نمور: ولكن يعني السؤال: هل تأخذون في الحسبان –مثلاً- إرسال أدوية معينة في في هذا الفصل بالذات؟

د. رائد أبو ربيع: نعم، لا شك Just لازم أذكر إنه حاولنا قدر المستطاع إنه نبعت –حتى لو كنا مش موجودين- مواصلات لكابول، وصلت قافلتين من الأدوية الطبية لكابول على أساس توزع، من الناحية الأخرى في الـ (Alliance).

إحنا موجودين في أرض الواقع يوجد هناك ممرضين وأطباء في الواقع، ويوجد هناك أدوات طبية.. من جانب الطالبان هي المشكلة في الوقت الحالي وأتوقع -إن شاء الله- إذا بنرجع في الوقت القريب، لأنه إنا هنستعمل طائرات لنقل أدوات كما قال الدكتور خالد، المواصلات صعبة جداً جداً، فبالتالي في بعض الأوقات كنا نستعمل الطائرات في نقل الأدوية إلى.. إلى الأماكن الرئيسية.

جمانة نمور: هل لديكم أي معلومات عن ازدياد.. ربما –حالات الإصابة بمرض الملاريا الذي من المعروف أنه يكثر في أشهر أكتوبر ونوفمبر وفي.. حول حقول الأرز؟

د. رائد أبو ربيع: للأسف الشديد ما بأقدر أعطيك، لأني ما عندي معلومات عن هذا الموضوع.

جمانة نمور: طيب، سيد محمد.

محمد الزجاري: بالنسبة للتلقيح ولو أنه ليس له من اختصاص برنامج الغذاء العالمي، إنما داخل اجتماعات التنسيق مع باقي منظمات الأمم المتحدة. علمنا من "اليونيسيف" صندوق الطفولة –أنه له برنامج للتلقيح سوف يبدأ من.. من 6 الشهر إلى 8، وهناك 33 ألف متطوع أفغانيين يقوموا بتلك العملية لتلقيح 5 مليون طفل داخل أفغانستان، هذا يعني عمل مهم جداً كذلك في.. في هذا الوقت.

جمانة نمور: هناك يعني أيضاً بيانات ربما تصدرها الأمم المتحدة وتقارير خاصة تشير إلى أنه أصلاً هناك ثلث الأطفال الأفغان كانوا لا يصلهم التلقيح، الآن النسبة ارتفعت إلى أكثر من 50% ضمن هذه الظروف، مثلاً يعني شيخ، أنتم في أعمالكم طبعاً همكم توصيل الأغذية والمساعدات، ولكن هل ربما تحاولون أو تفكرون في توسيع قاعدة عملكم لمساعدة هؤلاء المتطوعين في تلقيح الأطفال، لأن طبعاً من المعروف أن عدم تلقيحهم يعرض ربما واحد أو اثنين من كل عشرة إلى الموت بأمراض يمكن تلافيها؟

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: حقيقة طبعاً يمكن أنا.. هذه أعطي فرصة أذكر عن قضية المستشفيات، فحقيقة طبعاً إحنا هذه المستشفيات تم –إن شاء الله تعالى- ترتيب إحنا مستشفيات في كابول، مستشفى في كابول، ومستشفى في جلال آباد على مستوى كبير جداً، تم الآن بدأ في صيانتهم وترتيبهم، وهتبعت لهم أجهزة على أعلى مستوى من خلال باكستان، وتم التعاقد لشراء مثل هذه الأجهزة، وحقيقة –إن شاء الله تعالى- سوف يتم التكفل بأدوية هذه المستشفيات لمدة سنة كاملة من الآن من خلال.. اللجنة المشتركة لتغطيتها كامل وهاي تكلفتها بالنسبة لنا عالية جداً قد تفوق الـ 300 ألف ريال شهرياً بالنسبة لكل مستشفى، وهذا مكلف جداً. ونرجع لقضية الدواء حقيقة لا يتخيل المستمع أو الأشخاص حقيقة أنهم محتاجين لأشياء متقدمة من.. من الأدوية وكده، حقيقة هم -مثلما ذكر دكتور خالد- يمكن محتاجين إلى الشاش، محتاجين إلى الإبرة، محتاجين إلى أشياء الأولوية العلاجات الإسعافات الأولوية، ويمكن أن اذكر لبعض إخواننا إن بعض الناس اللي هم موجودين هنا لا بدؤوا يشتغلوا كجراحات أو كجراحين بحكم عدم وجود الأطباء، طبعاً من خلال المستشفيين، إحنا إن –شاء الله تعالى- في نية اللجنة دفع الرواتب المتأخرة كلها لجميع الأطباء الموجودين في المستشفى اللي في جلال آباد والمستشفى اللي في.. في كابول، من أجل إرجاعهم للعمل ورفع مستوى الراتب، لأن في ظل هذا الراتب اللي ذكره وهو حقيقة في حدود 15 دولار فيما يساوي 80 ريال، حقيقة هذا بيساعدنا بشكل كبير في رفع المستوى.

جمانة نمور: من الواضح أن تركيزكم على العمل داخل أفغانستان، وعلمنا أيضاً أنكم تفضلون ذلك، ولكن هناك أيضاً حديث عن حالات إصابة بداء الكوليرا في مخيمات خاصة على الحدود الإيرانية في الأرض الأفغانية داخل.. يعني هذه الأمراض المعدية هي مرشحة للانتشار طبعاً، وبحاجة إلى أدوية وبحاجة..، هل تدفعكم حالات من هذا النوع إلى –ربما- تعديل استراتيجية لمساعدة اللاجئين في تلك المخيمات، وتأمين هذه الأدوية لهم؟

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: حقيقة إحنا درسنا الموقف بشكل عام في أفغانستان، يمكن أنا كان بودي حفرت الخريطة الخاصة بالتوزيع اللي اتحركنا عليها، فوجدنا إن من الأهم إن إحنا كلجنة في الأخير –مثلما ذكرت قبل شوية هذه الأرقام اللي نذكرها ولو كانت بملايين الدولارات- لكن في الأخير بالسبة لاحتياج.. البلد قليلة جداً حقيقة.

ولذلك إحنا ركزنا الدخول من خلال باكستان، حتى ما نتشتت في الدخول من جهتين من خلال إيران أو باكستان، ولذلك -إن شاء الله- إحنا في المخيمات على اللاجئين هنحاول نغطي، وإن كنت أنا أحب أنوه لأن حقيقة أنا متفاجئ في اللاجئين خاصة من خلال (بيشاور) إلى.. مع الحدود الأفغانية، الحقيقة عدد اللاجئين مش كبير حقيقة، إحنا عدد اللاجئين مش كبير حقيقة، إحنا حاولنا نوجد عدد اللاجئين رحنا بحثنا، حاولنا نشوف فيه ما وجدنا الكثير، فحقيقة هذه أيضاً نقطة يعني متخيلين الناس إن كل الشعب الأفغاني يجلس على الحدود ومنتظر المساعدة، وهذا قضية غير حقيقية في.. في الواقع.

جمانة نمور: لكن هناك.. هناك فاكس في ضمن هذا الإطار وصلنا من السيد عبد الكريم.. سمير عبد الكريم من البحرين، يقول: إن الأفغان قرب الحدود الأفغانية في وضع مأساوي بسبب بعدهم عن الإعانات المكدسة بشرق أفغانستان والواردة عن.. عن طريق باكستان يعني. يقول: آخر الأخبار أكدت نية الاتحاد الأوروبي إرسال مواد إغاثة، ولكن تخوف أيضاً من أن يكون هناك أشخاص الغرب يحاول التأثير عليهم، لماذا لا تكون المؤسسات.. المنظمات الإسلامية هناك؟ باختصار لو سمحت.

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: كما ذكرت أنا أقول لك.. كما.. يعني التركيز في حدود.. الحدود اللي مع باكستان بالنسبة لنا إحنا كلجنة للعمل هناك هي أيسر لنا ، لكن هناك مؤسسات أخرى اللي ممكن يعملوه من خلال الجهات المختلفة بالحدود مع.. مع أفغانستان. لكن أحب يعني أؤكد قضية مهمة جداً حقيقة وهي أن تعاون أميركا من خلال الضربات أو الغارات إنها يعني عدم إمكانية وجود أي خطأ لضرب مثل هذه المؤسسات الإغاثية، لأنها في الأخير هي معونة مساعدة.

[موجز الأخبار]

الضغوط الأميركية لمنظمات الإغاثة في أفغانستان

جمانة نمور: سأحاول سريعاً أن أورد بعض المشاركات التي وردتنا عبر موقعنا في الإنترنت منها طبيب أطفال يقول: أنه يود أن يقدم المساعدة للشعب الأفغاني، ما هي الطريقة الممكنة لذلك؟ ماذا تنصحه؟

محمد الزجاري: أولاً يمكن أن يساعد مالياً، ويمكن يتبرع لأي منظمة دولية بما فيها الغذاء العالمي.. برنامج الغذاء العالمي أو منظمات الشيخ.

جمانة نمور: والصليب الأحمر إذا كان من لندن!!

محمد الزجاري: أو الصليب الأحمر طبعاً، أو طبعاً يمكن له.. لا يمكن أن.. أن يذهب في.. في الوقت الراهن –أعتقد- لأفغانستان، بالأقل عن طريق الأمم المتحدة، إنما عن طريق المنظمات الغير الحكومية يمكن.

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: بالإمكان طبعاً، هناك (مجال).

جمانة نمور: هناك.. هناك مجال لكي أطباء ينضموا إلى عملكم.

عبد العزيز بن عبد الرحمن: صحيح، لكن طبعاً إحنا في.. في عملنا نحاول نختصر قد.. قدر ما نستطيع من غير الأفغان، بحيث إن يكون هم فقط مشرفين، وغالب اللي ذهبوا معانا من اللجنة يكونوا من.. من قطر.

جمانة نمور: ولكن يعني ما سمعنا أن ممرضات يقومون بعمل الأطباء، ربما بحاجة إلى أطباء في الداخل.

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: طبعاً.. طبعاً.

جمانة نمور: إذن هناك أيضاً مشاركة نسأل بها الدكتور رائد، يقول يحيى زكريا من الإمارات: هل صحيح أن المنظمات الإغاثية تستأذن أولاً من السلطات الأميركية قبل أن.. أن توزع أعمالها؟ وهناك أيضاً سؤال آخر من عمار ملحم يقول: لماذا لم تقوم مؤسسات الإغاثة الدولية كالصليب الأحمر بمهماتها؟ يقصد ربما بكاملها هل يعني هذا ضغوط أميركية؟ يشير إلى إمكانية وجود ضغوط أميركية، ماذا تريد عليه؟

د. رائد أبو ربيع: أول إشيء شكراً على هذا السؤال. أول إشي نحن مؤسسة حيادية لا نأخذ الجواب من أي شخص، ولا نأخذ الإذن من أي شخص، نحن نمشي من خلال القنوات الرئيسية، إذا نشتغل في دولة مثل أفغانستان نأخذ من خلال القنوات الرئيسية، ونحن إنساني حياديين، وأول دافع عندنا هو الإنسانية، ونحن موجودين على أرض الواقع، وتستطيع أن تسأل الشعب الأفغاني إنه لم نسمع لأي إنسان، ودائماً خلال 20 سنة ساعدناهم.

جمانة نمور: سيد محمد، يعني كيف ترد على.. كثير من المشاركات تتحدث عن استئذان وضغوط أميركية، هل تتعرضوا إلى أي نوع من الضغوط؟

محمد الزجاري: الضغوط لنعمل أكتر، حتى حتى بالنسبة لأميركا مثلاً، مساعدات أميركا التي نحصل عليها المادية هي أعلى مساعدة اللي حصلنا عليها في البرنامج الحالي، وكذلك الدول الأوروبية واليابان كلهم يعني يشجعونا على العمل على.. على تسليم أكثر مساعدة ممكنة، حيث بصفتنا منظمة حكومية، طبعاً تابعة للأمم المتحدة، طبعاً إحنا لنا عمل إنساني ومستقل كذلك، ومسيرين من طرف المجلس الإداري اللي هو منتخب من طرف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

جمانة نمور: يعني البعض أيضاً هنا يتساءل عن مدى فاعلية مساعدات تنزل هي كما يصفها كـ"صيد السمك"، ويقول أيضاً مشاركة أخرى من عاطف إبراهيم حمد: ما هي التدابير التي تتخذ للمحافظة على الأفغان من المعونات التي يقال إنها معالجة وراثياً؟

محمد الزجاري: أولاً بالنسبة للإغاثة من السماء إحنا لا.. ليس لنا أي تدخل فيها، ليس لها.. ليس لها علاقة بالأمم المتحدة ولا ببرنامج الغذاء العالمي.

جمانة نمور: يسأل عن رأيك بها.

محمد الزجاري: يعني رأيي ليس لي رأي، إلا رأيي أنه هناك أي غذاء وصل إلى.. إلى أفغانستان ينفع الناس، أما بالنسبة للمواد الأخرى الإغاثية ليس لنا، إحنا نشتري الآن المواد الغذائية، مثلاً نشتري حالياً من القمح من.. من إيران، ومن باكستان، ومن كازاخستان، كلها يعني مواد صحية وجيدة ما فيها مشكلة.

جمانة نمور: شيخ عبد العزيز يعني هناك سؤال من أحمد محمد هيكل: لماذا لا تتدخل منظمة الدول الإسلامية –يعني ليس لدينا من يمثلها للإجابة عنه -لكن نأخذ رأيكم بها- لدى الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا لمنعها من تجميد أرصدة المنظمات الإسلامية التي تعمل في مجال الإغاثة؟ وهو يطرح نقطة مهمة جداً، تجميد هذه الأرصدة كيف يؤثر على مساعدة هؤلاء الأفغان؟

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: يعني القضية تعتمد على من هي الجمعية؟ وما هي نشاطاتها؟ وهل هنالك ملاحظات أو غيره؟ لكن حقيقة طبعاً أنا أعتقد إن كثير من الجمعيات اللي وردت ذكرها حقيقة أنها جمعيات إغاثية بحتة، ويمكن كان عليها بعض الملاحظات، ولكن حقيقة لابد أن يكون لها تأثير حقيقة على العمل الإنساني، إذا كانت هي من تعمل.. إذا كانت هي من الجمعيات التي تعمل فقط في الجانب الخيري الإنساني، فأنا أعتقد لابد أن يكون لها تأثير، أما إذا كان لها جوانب أخرى فهذا حديث آخر يعني أو ليس مجال لذكره الآن يعني. لكن أنا أعتقد إن العمل يعني أحب أنوه على ما ذكر قبل قليل بالنسبة للطرود حقيقة وبعض المواد الإغاثية، الحقيقة طبعاً لا أحد يستطيع أن يعني يجزم في قضية إن هذا الطرد هل هو معبأ بمواد أو غيرها لها تأثير على البشر، يعني القضية تحتاج أن تؤخذ هذا الطرد ويبحث إشعاعياً، ويمكن هؤلاء يعني لو أحد منا موجود من ضمن هؤلاء الأفغان يمكن أكل كل ما في الطرد ولا يسأل إذا كان فيه مواد أو غيره، لأنها قضية شخص بين الموت وبين أن يأكل هذا، فأياً كان هذا سوف يأكل حتى لو كان سم يعني!!

جمانة نمور: دكتور رائد، يعني أنتم عملتم في.. في أفغانستان على مدى سنوات طوال، ربما كنتم على احتكاك مع بعض هذه المنظمات التي جمدت الآن أرصدتها، برأيك الشخصي كيف سينعكس هذا الموضوع على الذين كانت تصلهم مساعدات من تلك المنظمات؟

د. رائد أبو ربيع: أولاً يجب أن يعمل ماذا كانوا يعملوا، للأسف الشديد بأستطيعش أعطيك كلام شافي لأني على علم في جميع المؤسسات الإنسانية الدولية اللي كانت تعمل، من خلال عملي في أفغانستان تعرفت على بعض المؤسسات كانت تشتغل من خلال مؤسسات إسلامية، وكانت تقوم في عمل جيد، ولكن لا أستطيع أن أجزم هي تابعة لمين؟ وتعمل كيف؟ وكذا، نحن نحاول قدر المستطاع أن نركز على عملنا وحيادنا كمؤسسة دولية، بحيث إنه ما ناخد أي كلام فقط من خلال الكلام، ولكن من خلال إنه.. ننظر على أرض الواقع ونقدم من ناحية إنسانية، فبالتالي جوابك أو سؤالك الصريح لا أستطيع أن أعطيك، لأني ما بأعرف بالتفاصيل عن هذه المؤسسات للأسف.

جمانة نمور: طيب دكتور، الآن عن أي طريق بالضبط تصل مساعداتكم إلى مواقعكم وأماكنكم في داخل أفغانستان؟ وهل فعلاً تتعرضون للقصف من خلال القوافل التي أشار إليها دكتور خالد دياب في.. في حديثه؟

د. رائد أبو ربيع: دقيقة.. لم أسمع السؤال، هل تستطيعي أن تعيدي إذا سمحت؟

جمانة نمور: طبعاً، دكتور رائد يعني ربما سمعت معنا دكتور خالد يتحدث عن تعرض قوافل المساعدات التي تدخل حالياً إلى أفغانستان للقصف، والخطر الكبير الذي يتعرض له الأشخاص الذين يحاولون إيصال هذه المساعدات، عن أي طريق أنتم ترسلون مساعداتكم؟ وهل تتعرضون لنفس هذا النوع من الخطر؟

د. رائد أبو ربيع: بس لازم أعطي فكرة معينة، نحن من خلال نقل الأدوات الطبية، أو من خلال أي قافلة طبية أو غذائية نقوم في إرسالها، نقوم في إعلام القنوات الرئيسية لجميع الأشخاص، بما في ذلك الأشخاص أو المؤسسات، أو خلال الدول الموجودة على أرض الواقع غير.. هناك، وبالتالي نحن نبلغهم إنه فيه هناك قافلة سوف تذهب في اليوم الفلاني للساعة الفلانية، سوف تترك باكستان وتذهب إلى كابول، وللآن وصلت كتير من هذه القوافل إلى كابول، هذا في الوقت الحالي، سابقاً كنا نستعمل الطائرات من بيشاور حتى كابول، فبالتالي برضو الطائرات كانت تبلغ لجميع الأشخاص أو جميع المؤسسات الموجودة على الواقع، بس في الوقت الحالي مضطرين نستعمل الأرض، وبالتالي الطريق فقط مثلما ذكر الدكتور خالد، الطريق من جلال آباد لكابول بيجوز تاخد نص ساعة في الطريق العادي إذ كانت وأخدتها أنا 7 ساعات لن تتخيلي الطريق، فبالتالي القافلة عقبال ما توصل بكابول أتخيل إنه بيجوز نص الأدوات راح تكون تلفت بسبب الطريق الوعر جداً.

جمانة نمور: شيخ، شيخ عبد العزيز، هل وردتكم أي معلومات فيما يتعلق بهذا الموضوع أيضاً؟

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: بخصوص؟

جمانة نمور: بخصوص الخطر في إيصال مساعداتكم.

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: الحقيقة طبعاً الإشكالية مثلما ذكرت الدكتور حقيقة إن هي قضية الطرق حقيقة وعرة جداً، ولا شك حقيقة يجب إن يعني يعلم الجميع أن هنالك خطر باستمرار، لأن حقيقة هنالك تجارب عشناها، بأن قصفت مثل بعض المواقع اللي إحنا (…)، وممكن الصليب الأحمر وهو أكبر –حقيقة- علامة وعلمه موجود، وقصف أكثر من مرة يعني، فالخطر موجود لكل من دخل، سواء كانت من الأفغان أو من غير الأفغان، سواء كان وصل إلى جلال آباد أو إلى كابول، صحيح يمكن الخطر في جلال آباد أخف بحكم قربها من الحدود الباكستانية، لكن مازال موجود.. الخطر موجود هو في قندهار أو كابول. لكن أعيد أكرر على قضية الطرق، هي حقيقة أنا أرجو إن يعني الغارات أو غيرها تبعد عن الطرق حقيقة، لأن هي عصب الحياة، وإذا انقطع سبيل الوصول مثل هذه المواد الغذائية، الحقيقة لن نستطيع إيصالها، لأن لا يوجد طيران، وإذا الطريق انقصف لا يوجد طريق بري، فالنقل كيف هيكون؟ وكيف هنوصل مساعدات للناس؟

جمانة نمور: سؤال ربما يرد على البال، يعني هل تؤخذ في الحسبان حساسية المجتمع الأفغاني في توزيع المساعدات؟ مثلاً ذكرت سيد محمد أن هناك عناية خاصة للأطفال والأمهات، بالنسبة للتوزيع هل توزع نساء بشكل منفصل عن الرجال؟ وهل تختلف نوعية تلك المساعدة؟

[فاصل إعلاني]

جمانة نمور: كنا نستفسر من السيد محمد عن طريقة توزيعهم للمساعدات، هل يؤخذ في.. في الحسبان حساسية المجتمع الأفغاني فيما يتعلق بالمرأة والرجل؟

محمد الزجاري: نعم، هناك طبعاً لبرنامج الغذاء العالمي سياسة رائدة لصالح المرأة، وهناك تعاونية خاصة.. تعاونيات نسائية لتحضير الخبز، المخبزات كلها مسيرة من طرف السيدات، نسلم.. نسلم لهن الطحين وهم يعني يسيرون المخبزة كلها. وطبعاً بالنسبة للأطفال كذلك هناك برامج خاصة للأطفال مع.. مع أمهاتهم تسير من طرف النساء كذلك.

جمانة نمور: وفيما يتعلق بتوزيع المساعدات يعني شيخ، هل هناك مثلاً مراكز مخصصة للنساء يأتون يأخذوا منها مساعداتهم وأخرى للرجال، أم لا تمييز في هذا الإطار؟

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: لا تمييز أعتقد، خاصة في ظل ها الظروف الحقيقة السيئة جداً، يمكن يكون قد يكون في نفس المكان ممكن طابورين، لكن حقيقة لا يوجد تمييز لأن الوضع مأساوي والتوزيع يجب أن يكون مركز، وأحياناً تعدد المراكز قد يكون غير جيد في ظل هذه الظروف وهذه الغارات، والتوزيع اللي أني أعتقد الشخص.. الأشخاص.. يعني الهيئات المنظمات تجلس من الصباح إلى المسا في التوزيع جالسة في نفس المكان، هي توزيع محددة لفترة ثم انقطاع ثم بعد ذلك بعد ما تيجي شحنة حسب ما تأتي يعني، مجرد قبل قدومها تكون هي منتهية أساساً يعني.

الكارثة المقبلة وكيفية تلافيها والتحديات المستقبلية في أفغانستان

جمانة نمور: طيب، يعني دكتور رائد أبو ربيع، هناك دائماً الآن تحذيرات من كارثة إنسانية ودعوات إلى تدخل إنساني ملح، برأيك يعني هذا التدخل هل يمكن من خلاله تلافي الكارثة المقبلة؟ هل من أمل بتلافيها؟

د. رائد أبو ربيع: باعتقادي أي نعم، أتخيل في إيدنا جميعاً أنه نستطيع نساعد من خلال الهلال الأحمر في جميع البلاد العربية، من خلال المؤسسات الموجودة في الوطن العربي، ومن خلال المؤسسات الأجنبية في الصليب الأحمر أيضاً، بنحاول قدر المستطاع إنه إحنا نأخذ المساعدات الضرورية، وكما قلت في السابق اللجنة الدولية كانت أفغانستان ولا زالت من أولويات عملنا، وبالتالي بنحاول قدر المستطاع إذا سمح لنا بالرجوع إلى كابول، يوجد هناك 70 مندوب من اللجنة الدولية بما فيهم 3 طواقم جراحية جاهزين للعمل.. بالسرعة الفائقة في أفغانستان، بما في ذلك معداتهم وطواقمهم الجاهزة، وأتخيل الشعب الأفغاني يعرف بالضبط ماذا أقول، لأنهم بيشاهدونا كيف نعمل، فالتالي نحن مستعدين إن نرجع زي ما قلنا، ولكن في منطقة طالبان أتمنى إنه نرجع تاني مرة، ونحاول قدر المستطاع إنه نقلل من مؤاساة من الشعب الأفغاني في الوقت الحاضر. فأتخيل يعني يد في يد مع الجميع باستطاعتنا إنه نقلل من المهم، لا أقول إنه نستطيع إنه نمنع كل شيء، ولكن نستطيع أن نقلل فيه، أي نعم.

جمانة نمور: يعني الدكتور ربيع يتحدث ربما عن إمكانية فعالية أكثر لعمل لجنة الصليب الأحمر فيما لو كان عمالها الأجانب متواجدون، أنتم تستطيعون الدخول إلى مناطق عمل طالبان. بفعلك على الأرض هل فعلاً يمكن تلافي هذه الكارثة المقبلة؟

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: الحقيقة طبعاً لا شك إن.. مثلما ذكرنا إن الوضع سيئ للغاية حقيقة، يعني النظرة في تلافيها في الفترة القادمة حقيقة تحتاج إلى جهود جبارة جداً ومن كل المنظمات والهيئات، وأنا لا أعتقد أن تكفي فقط جهد المنظمات والهيئات، لأنه في الأخير حتى إما إن كانت رسمية يعني دولية أو كانت أهلية، في الأخير هي برضو محتاجة إلى أكثر من هذا. أنا أعتقد الأمر تعتبر يعني قضية مضلعة، يعني أضلاع في مثلث، فيجب أن تتكامل جميع الأضلاع حتى يتكون هذا المثلث، سواء كان من إيقاف هذه الغارات بأسرع وقت ممكن لإنقاذ مثل هذه.. هؤلاء الشعب البائس والمدنيين الأبرياء ليس لهم ذنب حقيقة.

ثم رقم 2: إيصال هذه المساعدات من خلال دول تمتلك ميزانيات ضخمة من أجل الدعم لإنقاذ هذا الشعب من هذا المأساة.

ثم ثالثاً حقيقة تعاون وتضافر لحين نستطيع عليه أن نقول هذه المؤسسات والجمعيات والمنظمات الأهلية والدولية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الفترة.

لا أحد يستطيع أن يتكهن بما سوف يحدث في المستقبل، لأن أعتقد الوضع يمكن لا ما نستطيع أن ندري ماذا سوف يحدث في الغد، فما بالك بعد شهر أو أشهر أو سنة فالأمر إحنا..

جمانة نمور: إذا.. إذا كنا ذهبنا إلى.. في تفاؤلنا إلى أبعد الحدود، وقلنا: إن اللاجئين عادوا إلى بيوتهم، وأن هذه الأزمة مرت يعني مهما مهما طال أمدها، ما هي التحديات التي تواجه عملكم عندها لإعادة بناء ما يكون قد تهدم، سيد محمد؟

محمد الزجاري: هناك طبعاً أمل كبير أن.. أن.. أن يعود السلم إلى أفغانستان، وأن تعود.. وأن يعود المواطنين إلى بيوتهم، ويشاركون.. وأن تعود بناء أفغانستان، هناك طبعاً برنامج هناك خطة معينة لإعادة بناء أفغانستان طبعاً عن طريق إغناء.. عن طريق الأفغانيين، ولكن بمساعدة دولية.

جمانة نمور: الخطة موجودة وموضوعة؟

محمد الزجاري: هناك.. هناك خطط للعودة لأفغانستان بسرعة.. ولإعادة بناء المدارس، والمستشفيات، والطرق، القطاع الزراعي، وهذا كله يعني فيه.. فيه ناس يفكرون في ذلك، ونتمنى أنه تكون هناك يكون هناك استقرار وسلم حتى يكونوا أبناء أفغانستان يعيشون مثل باقي.. باقي المواطنين الآخرين في العالم بالسلم.

جمانة نمور: إذا ما حدث ذلك يعني دكتور رائد، عمل لجنة الصليب الأحمر الدولي في حال عودتكم وفي حال عودة أيضاً كل اللاجئين إلى بيوتهم، هل ستكثف –ربما- الميزانية لإعادة تأهيل القطاع الصحي وتأهيل الجيل المقبل أم لا؟

د. رائد أو ربيع: لا شك.. أولاً: أكرر: نحن لم نخرج من أفغانستان، ولكن نحن نعمل من خلال موظفين.. الموظفين المحليين في جانب الطالبان، لا شك العمل طويل في أفغانستان، أذكر إنه عشرين عاماً من الحرب يعني كل شيء محطم، كل شيء لا يعمل، طبعاً ذكر الدكتور خالد المكاره الصحية لا شك إنها كبيرة جداً، المياه، لا يوجد كهرباء، لا يوجد.. المستشفيات تقريباً فارغة، فبالتالي العمل مش بس في الوقت الحالي، العمل يحتاج إلى سنوات قادمة جداً، يعني يحتاج أقل إشي 10 لـ 15 سنة من أشخاص بالفعل يدعموا الشعب الأفغاني، ويدعموا الإنسانية الضرورية في أفغانستان، وبالتالي أتخيل فيه مكان للجميع، وأكرر.. مكان الجميع إنه يقدم لأفغانستان، وأتخيل ما قدم إلى الآن ليس كفاية، ولكن نحن أيضاً عندنا طاقاتنا ونطلب من الجميع إنه يساعد، بحيث إنه نستمر مساعدة الشعب الأفغاني، أتخيل إنه ممكن، ولكن هذا يحتاج وقت طويل جداً.

جمانة نمور: شيخ، هل من كلمة أخيرة في نهاية هذه الحلقة.

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني: الحقيقة طبعاً أحب أن أؤكد حقيقة لكل البشر حقيقة بدون استثناء وبغض النظر عن الديانات أو التوجه، حقيقة الانتفاضة من أجل إنقاذ هذا الشعب حقيقة، لأنه إحنا مقبلين على كارثة إنسانية حقيقية قاعدة تزداد كل يوم سوء عن سوء.

من جوانب مختلفة: من مجاعة، من أمراض، من شتاء قارس، من غارات قاعدة تضرب، فمشاكل تكفي واحدة من هذه المشاكل من أجل القضاء على شعب بكامله، فما بالك باجتماع مثل هذه المشاكل الكبرى؟ أنا أدعو الجميع أنه يتحد في حل المشكلة السياسية وفي نفس الوقت حل المشكلة الإنسانية، لأن أعتقد في حل هذه المشكلتين.. الموضوع –أنا أعتقد- إن بعد ذلك نترك الشعب الأفغاني، أنا أعتقد إنهم جديرون أن يعيشون، وأن يقيموا مجتمعهم لوحدهم يعيشون بأمن وسلام.

جمانة نمور: على كل حال يعني في حال انتهت، يقال: إن أمد هذه الحرب هو طويل جداً، وفي حال انتهت يبدو أن أمد البناء أيضاً يكون أطول وأطول وبحاجة إلى صبر أكثر. كل ما نأمله كما تسارعت الكل لدعم ما يحدث أن يتم دعم إعادة البناء.

في نهاية هذه الحلقة نشكر ضيوفنا محمد الزجاري (نائب المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي)، والشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني (رئيس اللجنة المشتركة لإغاثة الشعب الأفغاني)، ودكتور رائد أبو ربيع (من لجنة الصليب الأحمر الدولية) من لندن.

شكراً لمتابعتكم، وإلى اللقاء –بإذنه تعالى- في حلقات مقبلة.