لوس أنجلوس تايمز: أموال السعودية عصاها وجزرتها لعلاقاتها الدولية

A handout picture made available by the Jordanian Royal palace shows Jordan King Abdullah II (R) greets Saudi Deputy Crown Prince Muhammad bin Salman Al Saud (L), at the royal palace in Aqaba city, Jordan, 11 April 2016. The Saudi Prince is on a short visit to Jordan. King Abdullah and Prince Muhammad voiced rejection of Iran's policy of interference in the region and said this policy inflames sectarian conflicts and fuels terrorism. They warned Iran of continuing its current approach, which they said deepens disputes and conflicts in the region and undermines stability. EPA/JORDANIAN ROYAL PALACE / HANDOUT
ملك الأردن عبد الله الثاني وولي العهد السعودي محمد بن سلمان التقيا في أكثر من مناسبة (الأوروبية)

قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن المملكة العربية السعودية تستخدم ثرواتها النفطية عصا وجزرة لجعل حلفائها طوع بنانها.

ونقلت عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد "رويال يونايتد سيرفيسيز" مايكل ستيفنس أن دولا عدة -مثل لبنان والأردن ومصر والبحرين– ستنضم إلى معسكر السعودية حتى لو فقدت نفوذها.

وقال بنبرة لا تخلو من سخرية "ليس بمقدور (تلك الدول) أن تفعل شيئا، فهي تحت كنف السعودية".

وبحسب الصحيفة التي كانت تعلق على تداعيات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول، فإن دول الشرق الأوسط منذ الساعات الأولى لاختفاء خاشقجي اضطرت إلى موازنة مواقفها بحيث تحافظ على حظوتها لدى السعودية، في وقت تشير فيه تسريبات المسؤولين الأتراك إلى تعرض خاشقجي لجريمة قتل وتقطيع أوصال "بشعة".

غير أن مواقف تلك الدول الحليفة ما لبثت أن تعقدت بعد اعتراف السعودية بحادثة الاغتيال.

‪جانب من مؤتمر 
‪جانب من مؤتمر "‬ (رويترز)

"معنا أو ضدنا"
ويرى السفير الأميركي السابق لدى البحرين آدم إريلي أن السعودية "تعيش لحظة شبيهة بما حدث في 11 سبتمبر"، وقال إن المسألة لدى السعوديين الآن هي "إما أن تكون معنا أو ضدنا".

وساقت الصحيفة أمثلة على شراء السعوديين مواقف بعض الدول للانحياز إلى جانبها، فهذا رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان آثر الأربعاء الماضي المشاركة في مؤتمر للاستثمار انعقد في الرياض رغم المقاطعة الدولية للحدث، فكافأه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بستة مليارات دولار.

أما الملك الأردني عبد الله الثاني -الذي شارك هو الآخر في المؤتمر- فقد قادت السعودية حملة دعم خليجية له بمليارات الدولارات في شكل استثمارات ومنح بعد موجة الاحتجاجات الشعبية التي واجهها برنامجه للتقشف في وقت سابق من العام الجاري.

كما حضر مؤتمر الرياض ولي عهد البحرين ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وغمزت لوس أنجلوس تايمز مشيرة إلى الحادثة التي تعرض لها الحريري في الرياض قبل أقل من عام.

تصميم يجمع محمد بن سلمان (يمين) وجمال خاشقجي(الجزيرة)
تصميم يجمع محمد بن سلمان (يمين) وجمال خاشقجي(الجزيرة)

مقتل خاشقجي
وعادت الصحيفة لتستنطق الخبير في شؤون الشرق الأوسط مايكل ستيفنس مرة أخرى، حيث قال إنه من دون الدول الحليفة الأخرى للرياض فإن الإمارات قد تختار مسارا خاصا بها "بعد أن لم يعد محمد بن سلمان بالضرورة في مصلحتها القومية كما كان من قبل"، فالإمارات تشاطر السعودية إصرارها بأن الغضب الدولي بشأن حادثة مقتل خاشقجي لا يعدو أن يكون مؤامرة دبرتها جماعة الإخوان المسلمين.

وهناك السعوديون أنفسهم الذين تقول الصحيفة الأميركية إن مئات الألوف منهم هرعوا إلى موقع التواصل الاجتماعي تويتر للدفاع عن محمد بن سلمان وهاجموا كل من ينتقده.

ووفقا للصحيفة، فإن من العسير قياس مدى إخلاص أولئك السعوديين الذين قد يواجهون حظرا للسفر خارج المملكة وعقوبة السجن وحتى الإعدام إذا ما تجرؤوا بالتحدث في وقت غير مناسب أو على نحو غير حكيم.

المصدر : الجزيرة + لوس أنجلوس تايمز