دراسة إسرائيلية: العالم التزم الصمت تجاه حلب

Buses are seen parked in Aleppo's government controlled area of Ramouseh, as they wait to evacuate civilians and rebels from eastern Aleppo, Syria December 15, 2016. REUTERS/Omar Sanadiki TPX IMAGES OF THE DAY
حافلات بحي الراموسة بحلب الغربية بانتظار إجلاء المدنيين والمسلحين من شرقي المدينة أمس الخميس (رويترز)

قالت ورقة بحثية إسرائيلية إن مدينة حلب تشهد هذه المجزرة المروعة بعد معركة صعبة لفترة طويلة، كانت تجري من شارع لشارع وبيت لبيت وغرفة لغرفة، مشيرة إلى أن التقدير الإسرائيلي يعتبر أن ردود الفعل على مستوى العالم التزمت الصمت.

وبيّنت الدراسة أن الدرس المستفاد مما أسمتها التراجيديا السورية بات أوضح مما كان سابقا، ورغم أن الكلام الآن لن ينقذ أطفال حلب، فإن المجزرة الحاصلة على يد قوات بشار الأسد، والمواقف الداعمة التي يحظى بها من الغرب، تشير إلى أنه يحظر على إسرائيل أن تعتمد على الآخرين.

وأضافت الدراسة التي أعدها المستشرق الإسرائيلي مردخاي كيدار ونشرها موقع ميدا للدراسات، أن ما يأتي من أخبار من مدينة حلب -العاصمة الاقتصادية لـسوريا– يشير إلى أعمال ذبح وقتل جماعي يقوم بتنفيذها الجيش السوري وحزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية القادمة من إيران والعراق وأفغانستان ضد السكان المدنيين في المدينة، بعد أن سيطر عليها المسلحون المعارضون للأسد لمدة عامين، حتى إن التقارير التي تتحدث عن أن مقاتلي حزب الله قتلوا بدم بارد أكثر من مئتين من النساء والأطفال عثروا عليهم وسط الخراب الذي تشهده المدينة.

لكن روسيا قامت من خلال قوتها التدميرية ممثلة في سلاحها الجوي بمحو مدينة حلب، وفي الوقت ذاته تتمتع بحق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي لوقف أي مبادرة لإدانتها، واستنكار ما تقوم به حليفاتها من سوريا وحزب الله وإيران على أعمالهم الفظيعة ضد المدنيين في حلب.

وذكرت الدراسة أن منظمة اليونسكو، التي اعتبرت حلب مدينة أثرية على مستوى العالم، وقفت مكتوفة الأيدي أمام الدمار الذي حل بمعالمها التاريخية التي تعود إلى آلاف السنين.

المستشرق الإسرائيلي مردخاي كيدار:
العالم الذي يقف صامتا اليوم إزاء ما يحصل في حلب ويكتف يديه أمام المعاناة التي يقاسيها الحلبيون، هو ذاته العالم الذي لا يعمل شيئا بشأن حيازة إيران السلاح النووي، بل يرسل إليها المليارات ويمنحها المزيد من الصفقات التجارية.

دروس مستخلصة
كما أوضحت أن ما حصل في حلب درس ينبغي أن يتعلمه الجميع في إسرائيل، السياسيون منهم والإسرائيليون العاديون، بأنه سوف يحصل لنا ما شهدته حلب في اللحظة التي نفقد فيها قوتنا ونعجز عن الدفاع عن أنفسنا، فلن يأتي أحد لمساعدتنا، كما أن أحدا في العالم لم يرسل قوة للدفاع عن الحلبيين.

وتساءلت الدراسة مستنكرة عن عدد المظاهرات القليلة المتضامنة التي خرجت في الولايات المتحدة وأوروبا للتعاطف مع حلب، وعن عدد المتطوعين الذي قدموا للمساعدة للعالقين بين المطرقة والسندان، وعن الصمت المطبق على العالم، وهو ما يمكن أن يتكرر مع إسرائيل إذا شهدت حربا قادمة.

وأشارت الدراسة إلى أن العالم الذي يقف صامتا اليوم إزاء ما يحصل في حلب، ويكتف يديه أمام المعاناة التي يقاسيها الحلبيون، هو ذاته العالم الذي لا يعمل شيئا بشأن حيازة إيران السلاح النووي، بل يرسل إليها المليارات ويمنحها المزيد من الصفقات التجارية.

وختمت الدراسة بالقول: الكثير سيقال بعد سنوات عن مرحلة الثورة ضد الأسد بين عامي 2011 و2016، وسوف تكتب كتب كثيرة ومقالات عديدة عن السنوات الست الأخيرة، لكن الكلمات الجميلة والدموع الساخنة لن تعيد الأمور لما كانت عليه، ولن تمنح مئات آلاف القتلى العودة إلى حياتهم، ولن تشفي جراحات ملايين المصابين، ولن تعيد ملايين اللاجئين السوريين الذين توزعوا في جميع أنحاء العالم، وكل دولة في العالم سوف تعود لمزاولة أعمالها وتنشغل بيومياتها، ولن ينتبه أحد للسوريين.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية