عاصفة سياسية بإسرائيل بعد تحرير علان

Palestinian Naser al-Deen Allan (C), the father of the prisoner Mohammed Allan who is held by Israel without trial and who is on a long-term hunger strike, celebrates with friends following news from Mohammed 's lawyer regarding the suspension of his detention, at the family home in the West Bank city of Nablus on August 19, 2015. Israel's High Court suspended the detention-without-trial order on hunger-striking Palestinian prisoner Allan but said he must remain in hospital pending a decision on his future. AFP PHOTO / JAAFAR ASHTIYEH
ناصر الدين علان والد الأسير محمد علان (وسط الصورة) يحتفل مع أصدقائه بالإفراج عن ابنه بمنزل الأسرة أمس الأربعاء (الفرنسية/غيتي)

عوض الرجوب-الخليل

أولت صحف إسرائيلية الخميس اهتماما خاصا بقرار المحكمة العليا تعليق أمر الاعتقال الإداري بحق الأسير الفلسطيني من حركة الجهاد الإسلامي محمد علان، بعد أكثر من شهرين من إضرابه عن الطعام، وفي ملف آخر تطرقت صحيفة هآرتس إلى إغلاق السلطة الفلسطينية منظمة غير حكومية يرأسها ياسر عبد ربه.

فقد احتل قرار المحكمة عناوين بارزة في أغلب الصحف. لكن صحيفة يديعوت تحدثت عن عاصفة انتقادات وصفتها بالشديدة انطلقت في الساحة السياسية أمس، ردا على قرار قضاة المحكمة العليا الإلغاء المؤقت لأمر الاعتقال ضد علان.

ونقلت الصحيفة عن وزير الداخلية جلعاد أردان اعتباره قرار المحكمة جائزةً لمن يسميهم مخربين، وتحذيره من "الاستسلام" للمضربين عن الطعام، ووصف القرار بأنه يشكل "ثغرة" لإضرابات جماعية يقوم بها المعتقلون الإداريون، غير مستبعد أن يتبنوا هذا التكتيك كـ"سلاح لابتزاز إسرائيل".

وعبر أردان عن معارضته لتحرير علان، لأن ذلك "سيكون جائزة على الإضراب عن الطعام الذي بادر إليه". وتوجه المسؤول الإسرائيلي بالاتهام إلى رئيس نقابة الأطباء لرفضه الإطعام القسري للأسير علان.

كما تنقل الصحيفة عن وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغف انتقادها قضاة المحكمة العليا، واتهامها المحكمة بأنها "استسلمت لابتزاز المخرب محمد علان بدلا من أن تطبق قانون التغذية القسرية".

قدرة الردع
ولم يكن حزب المعسكر الصهيوني المعارض خارج الحلبة، حيث رأى في القرار مساسا بقدرة الردع الإسرائيلية أمام المعتقلين في السجن.

وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغف انتقدت قضاة المحكمة العليا، واتهمت المحكمة بأنها "استسلمت لابتزاز المخرب محمد علان بدلا من أن تطبق قانون التغذية القسرية"

وفي الصحيفة نفسها شن الكاتب اليميني بن درور هجوما على علان ومن وقف لجانبه في إضرابه. بل اعتبر أن "كل من يرتبط بالجهاد الإسلامي ليس جديرا بالهواء الحر"، واصفا حركة الجهاد الإسلامي بأنها "في مكان ما بين القاعدة وداعش".

وقال إن أناسا مثل علان "ليسوا فقط أعداء إسرائيل، بل هم أعداء الحرية والتحرر"، مضيفا أنه حيال نشطاء القاعدة وطالبان والجهاد "لا يمكن لإسرائيل أن تكون وليا أكثر من الولايات المتحدة وبريطانيا".

أما في صحيفة هآرتس المحسوبة على اليسار، فاتهم الكاتب إسرائيل هرئيل وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها لعبت دورا في تصوير علان بطلا قوميا، الأمر الذي رأى أنه ساعد على استسلام وابتزاز حكومة إسرائيل.

وقال إن طواقم وسائل الإعلام الإسرائيلية تواجدت بكثافة في مستشفى برزيلاي حيث يمكث علان اهتماما بوضع "مخرب من الجهاد يهدف لتركيع القيادة الإسرائيلية"، معتبرا أن "اليهود يحولون مخربا إلى رمز".

وتساءل: ماذا سيحدث إذا أضرب عشرات أو مئات المعتقلين الإداريين؟ ثم يجيب: حسب قوة صمود هذه الحكومة، لا شك أنهم سيحققون مطالبهم. وحينها سيأتي دور القتلة المحكومين بالمؤبد، الذين سيضربون عن الطعام مثل "مقاتلي الحرية" ويحصلون على الحرية.

إغلاق منظمة
في شأن آخر، قالت صحيفة هآرتس إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتخذ خطوة جديدة للتضييق على خصومه السياسيين وذلك بإغلاق الفرع الفلسطيني لمبادرة جنيف، التي يديرها ياسر عبد ربه، الذي أقاله عباس من منصبه أمينا لسر منظمة التحرير قبل أسابيع.

وتأسس "تحالف السلام الفلسطيني" وهو منظمة غير حكومية ممولة أساسا من حكومات أوروبية، بعد إطلاق مبادرة جنيف عام 2003 لتعزيز فكرة حل الدولتين في المجتمع الفلسطيني.

وحسب الصحيفة فقد قضى المرسوم الرئاسي بإغلاق مكاتب المنظمة ومصادرة كل أملاكها لصالح وزارة الإعلام الفلسطينية. وأشارت الصحيفة إلى أن فرع المبادرة في إسرائيل شجب الخطوة، وأعرب عن أسفه لإغلاق الفرع الفلسطيني.

المصدر : الجزيرة