تحت الحصار

الشعب الفلسطيني تحت الحصار الإسرائيلي ح1

نافذة على واقع الشعب الفلسطيني الصامد تحت الحصار الإسرائيلي، أبعاد المخطط الإسرائيلي لتصفية السلطة الوطنية الفلسطينية.
مقدم الحلقة: فيصل القاسم
ضيوف الحلقة: سميح القاسم: شاعر فلسطيني
تاريخ الحلقة: 01/04/2002
undefined
undefined

د.فيصل القاسم:
تقدموا.. تقدموا.

كل سماء فوقكم جهنم.

وكل أرض تحتكم جهنم

تقدموا

يموت منا الشيخ والطفل ولا نستسلم

وتسقط الأم على أبنائها القتلى ولا تستسلم

تقدموا

يا حاقدين على انتفاض جراحي

لن تخمدوا بالحقد نار كفاحي

أيغيظكم مني التمرد بعد أن

حزَّت وريدي مدية السفاح؟!!

أنا ثائر من صنع شعبٍ ثائرٍ

لا ينحني للظالم السفاح

أبيات لضيفنا في برنامج (تحت الحصار) الشاعر الكبير سميح القاسم يترجمها أبطال الانتفاضة الباسلة بطولات عز نظيرها، فقد حولوا الأرض تحت أقدام الصهاينة الغزاة جهنمًا حمراء، أما قادتنا التاريخيون (الملهمون) بين قوسين فحسبهم الاستجداء والدعوة إلى السلام، وإن تحركوا منوا على شعوبهم بإقامة بعض التظاهرات وإلقاء الخطابات وتقديم العواطف الجوفاء، وإذا حاول أحد الشرفاء إيصال بضعة بنادق للانتفاضة قطعوه إربًا إربًا. لكن رب ضارة نافعة، فمشاريع السلام العربية التي انهالت على رؤوس الصهاينة في الأسابيع الماضية ذهبت ولله الحمد أدراج الرياح كما يقول لسان حال المقاومة.

هم يطلبون على شعب فلسطين وصاية.

عجبًا فهل أبناؤها أيتام؟!

فهاهم فرسان الثورة ممثلين بمنظمة التحرير الفلسطينية بكافة فصائلها وجماعات المقاومة الباسلة تتحدى أبشع أنواع النازية من قتل وتدمير وتشريد وحصار ضاربة عرض الحائط بالذل والعار الذين يرتسمان على جبين كل عربي يتفرج على شلالات الدم الفلسطينية على شاشات التليفزيون، إلى متى يبقي العرب ظاهرة صوتية فقط؟

مشاهدي الكرام تحية طيبة في هذا البرنامج الخاص (تحت الحصار) الذي نفتحه على الهواء مباشرة أمام مشاركات المشاهدين على الرقم 4888873 وفاكس رقم: 4885999،وعبر الإنترنت على العنوان التالي:

www.aljazeera.net

فأهلا بمشاركاتكم وأهلاً بالشاعر العربي سميح القاسم.

سميح القاسم: أهلاً وسهلاً.

د.فيصل القاسم: الوضع الفلسطيني يبشر بالخير بالرغم من كل شلالات الدم.

سميح القاسم: نعم، أخي لم تكن حالة التاريخ العربي الحديث أكثر وضوحاً مما هي في هذه اللحظات، لحظات التسارع مع إيقاع القلب المتفجر غضبًا وحقدًا وحزنًا وجموحًا وأملاً في ىن. هذا الشعب العربي الفلسطيني الصغير هو الشعب الذي قدم حتى الآن أعلىنسبة شهداء في تاريخ البشرية الحديث، نسبة الشهداء الفلسطينيين أعلى من نسبة ضحايا الشعب الفيتنامي البطل في حربه التحريرية المجيدة وهذا الشعب انتخب قيادة ديمقراطية التزمت بأحكام شرائع الغاب الدولية وتهيأت للتعامل مع آخر احتلال بعد القرن العشرين على سطح الكرة الأرضية بمحاولة للتجانس مع العالم.. مع السياسة الدولية، ولكن لأسفنا الشديد- ها نحن نلاحظ كيف أن اغتيال أرشيدوق في سرايفو كان كافيًا لتفجير الحرب العالمية الأولى..

د.فيصل القاسم: صحيح.

سميح القاسم: والآن يُغتال شعب بأسرة، تذبح بلاد، ونلاحظ أن المؤسسات الدولية منغمسة في مقاعدها الوثتيرة تشاهد سيلان الدم على شاشات التليفزيون وتسمع صراخ الأرامل والثكالى والأيتام، وتسمع نزف الدماء من المناضلين وتكتفي بإصدار الوعود بتحرك ما في المستقبل. والذي يتعرض الآن لهذا الذبح ليس الشعب العربي الفلسطيني وحده، وليس الأخ الرئيس ياسر عرفات وحيدًا وليست قيادة هذا الشعب. هذا الشعب هو ثور العروبة الأبيض، وعلى العرب أن يدركوا مرة وإلى الأبد أن ما يصيب فلسطين هو جزء مما سيصيبهم لاحقًا وفي أسرع وقت. مأساة فلسطين كانت جزءاً من مشروع (سايكس بيكو) الموجه ضد الأمة العربية بأسرها، وليس ضد شعب صغير دون أشقائه، لذلك على العرب الآن أن يخرجوا من الكومة السياسية، أن يخرجوا من الشلل.

د.فيصل القاسم: من الغيبوبة.. من الغيبوبة.

سميح القاسم: من الغيبوبة، من الشلل وأن يدركوا أن عليهم أن يتحركوا ليس فقط من أجل أشقائهم، بل من أجل شعوبهم، من أجل هذه الأمة من محيطها إلى خليجها.

د.فيصل القاسم: لكن السؤال المطروح: كيف بإمكانهم أن يخرجوا من هذه الكومة الشعبية والسياسية يعني؟ هل هناك من طريق؟ ما هو الطريق؟

سميح القاسم: نعم.. نعم، نحن نعلم أن الحروب العالمية السابقة تفجرت في إطار موازين قوى بين قطبين، ونحن الآن في مرحلة القطب الأوحد، ووحيد القرن الأميركي يجعل أية إمكانية لصراع عالمي متوازن صعبة وربما غير واردة بالحسبان، لكن هناك إمكانية، هناك إمكانية لإعادة اصطفاف عربي جديد خارج الإنشاء المعروف، خارج الأكاذيب الإعلامية المعروفة، فنحن قضينا العمر ونحن نسمع عن التضامن العربي،والتكافل العربي،والوحدة العربية، والدفاع العربي المشترك، والتعاون العربي، وكل هذه العبارات يتضح يومًا إثر يوم أنها لم تكن سوى رماد يذر في العيون.

د.فيصل القاسم: طيب، في الواقع يعني.. نشرك الكثير من المشاهدين، مصطفى الجندي من السعودية.

مصطفى الجندي: السلام عليكم أستاذ فيصل.. أخي فيصل والسيد الضيف.

د.فيصل القاسم: يا أهلاً وسهلاً.

مصطفى الجندي: مع ما أصابنا من هلع ولوعة مما نشاهده ونسمعه منذ أكثر من عام ونصف فإن الله تعالى قد هون عليه في قوله تعالى ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) ومصداق هذه الآية اللي حدث يوم الجمعة في ناتانيا واليوم في حيفا إن ذلك قد أثلج صدورنا وأحدث عندنا توازنًا نفسيًا مما يضع أمامنا أملاً في أن النصر قريب، ونتمنى من الله سبحانه وتعالى أن تزيد هذه العمليات حتى يصير عند كل الجماهير العربية والشباب في مصر والأردن وفي كل الدول العربية أمل في أن الله سبحانه وتعالى سوف ينصر المجاهدين في فلسطين مهما حاول الحكام إغلاق الحدود والتواطؤ مع العدو، لأن ده تواطؤ، الحكام الآن ليسوا محايدين إنهم متواطؤون، وإن شاء الله مزيد من العمليات في المستقبل القريب، بإذن الله.

د.فيصل القاسم: طيب، شكرًا جزيلاً. محمد مصطفى فرنسا تفضل يا سيدي

محمد مصطفى : تحياتي لكم جميعًا.

د.فيصل القاسم: يا أهلاً وسهلاً.

محمد مصطفى: وتحياتي إلى أبطال الانتفاضة، ما هذا الذل وهذه الإهانة أيها الزعماء العرب؟ في أوروبا عندما يأسرون عامل من زملائهم يعلنون الإضراب، يعلنون الإضراب ويوقفون القطارات ويوقفون الطائرات من أجل هذا العامل الذي أسروه أو أزعجوه قوات الأمن. الصهاينة يحتجزون زميلاً لكم، يحتجزون رئيس دولة عربية ماذا قدمتم له؟ هل أعلنتم الإضراب عن بيع النفط؟ هل أغلقتم الحدود الجوية أو البرية أو البحرية؟ هل قناة السويس أغلقت؟ ما هذا الصمت؟ ماذا تريدون؟ أن يأتوا إلى قصوركم؟ أن.. أن يقفر الشعب ويأتي إليكم كما أتوا إلى الملك الفرنسي، تحيتي لك أستاذ فيصل وللشاعر الكبير، وشكرًا لكم.

د.فيصل القاسم: شكرًا لحضرتك.

سميح القاسم: شكراً.

د.فيصل القاسم: سالم العطوي السعورية، تفضل يا سيدي.

سالم العطوي: مساء الخير أستاذ فيصل.

د.فيصل القاسم: يا أهلاً وسهلاً.

سالم العطوي: سماء الخير للأستاذ الكبير سميح.

سميح القاسم: مساء النور.

سالم العطوي: والله ما أدري منين أبدأ، أين الأمة العربية؟

سميح القاسم: حياك الله

سالم العطوي: أين الإسلام؟ واإسلاماه!! إنَّ لنا كصلاح الدين يخرجنا من هذا الهوان؟! أين الشهامة؟ أين الكرامة يا ناس؟ اتقوا الله، ما هذا الخنوع؟ ما هذا الجبن؟ أين شرفاء الأمة؟ أين علماء الأمة؟ لماذا لا يعلنوا الجهاد في سبيل الله؟ يا أخي يا إما حياة تسر صديق وإما ممات يكيد العدا، يا أخي نحن كلنا في سبيل.. في سبيل الإسلام وفي سبيل كرامتنا، نحن لا نريد النفط ولا نريد شيئًا، نحن مستعدون لنرجع للناقة ولبيت الشعر في سبيل الحفاظ على ما تبقى من كرامة إذا كان هناك باقي كرامة، ماذا تريدون بعد؟

يا رجل وا.. وامعتصماه!! الرجل رفع.. رفع ثوب امرأة جر المعتصم الجيوش، كل الجيوش الإسلامية كلها، يا رجل حرام، ليتقوا الله، ليتقوا الله في هذا الشعب، ليتقوا الله في مشاعرنا، نحن.. ماذا يريدون منا،‎؟ لماذا لا نفتح الحدود أهم خائفون؟ نحن لا ترعبنا لا أميركا ولا ترعبنا إسرائيل، ولا يرعبنا النووي، ولا الكيماوي لأننا نحن مؤمنين بقضية، نحن ناس مسلمين، نحن نعرف بأن الفوز بإذن الله- سيكون الجنة، لا تهمنا.. لا تهمنا إسرائيل، ولا تهمنا أميركا، ولا يهمنا بوش وكلابه، يا رجل، يا رجل يُقتَّل المسلمون.. يُقتَّل المسلمون وبوش يلعب مع كلابه أهذا.. أهذا شئ؟ ما هذا؟ ليتقوا الله.. ليتقوا الله.. ليتقوا الله. أنا آسف.. أنا آسف.

د.فيصل القاسم: أشكرك يا سيدي.. أشكرك جزيل الشكر. يعني كلمات كثيرة، يعني ذل كلها طبعًا موجهة للأنظمة العربية والزعماء العرب يعني، هناك كما تعلم هُوَّة شاسعة جدًا تفصل الشارع عن الأنظمة العربية، كلمات كثيرة تواطؤ، ذل، خنوع، يعني المتصل الأخير سالم من.. من السعودية، هذه هي حالة الشارع العربي فأين ضمير الأنظمة.. ضمير الحكام من شارعهم؟

سميح القاسم: أخي هذه هي الحالة النفسية والوجدانية والفكرية التي تشتعل في أعماق 1/4 مليار إنسان، 250 مليون عربي وأكثر من مليار مسلم على وجه الكرة الأرضية، لكن ليسمح لي أشقائي أن يدركوا أننا ما زلنا في جوهر الحياة، هذه الأمة لم تمت، قلب هذه الأمة ما زال.

د.فيصل القاسم: ممكن ماتت على.. على المستوى الرسمي..

سميح القاسم: قلب هذه الأمة ما زال نابضًا، ما زال حيًا وما زال قويًا، ولا مبرر للاحتراق في نار اليأس.. اليأس كما قلت قبل أيام هنا في الدوحة، اليأس هو رفاه باهظ التكاليف لا نستطيع تحمل نفقاته، علينا أن نكون متفائلين، علينا أن نحتفظ برباطة جأشنا، علينا نكون مطمئنين إلى أنه ما دام هناك في هذه الأمة إخوة كهؤلاء يعبرون بهذا الصدق بهذه الحرارة عن أوجاعهم فذلك

د.فيصل القاسم: الأمة بخير.

سميح القاسم: يقول أن هناك إيلام للجرح ولسنا جسدًا ميتًا، أما بالنسبة للحكام وللدول وللمؤسسات، أنا أريد أيضًا أن نكون على يقين من أمرنا وألا نكتفي بالنداءات وبالتمنيات، قلت قبل قليل إن الحروب تستدعي وجود الحروب العظمي- تستدعي وجود طاقات متوازنة، للأسف الشديد نحن منذ نكبة 1948 أمة تعيش بلا استراتيجية، يجب أن ندرك هذا وأن نعيد النظر وأن نفكر في هذه المسألة، قد تكون لدى كل دولة.

د.فيصل القاسم: استراتيجيتها.

سميح القاسم: استراتيجية خاصة وإلى أجل محدود، إنما المطلوب استراتيجية عربية شاملة، وهذا يتطلب شكلاً من أشكال الوحدة العربية الطوعية إذا كانت أوروبا ونحن نعرف العداء بين الألمان والبريطانيين والفرنسيين والإيطاليين، إذا كان الأوروبيون قد تمكنوا من إنجاز شكل متقدم من أشكال الوحدة

د.فيصل القاسم: فحرى بنا أن نفعل.

سميح القاسم: للدفاع عن كيانهم وعن وجودهم.

د.فيصل القاسم: مصالحهم ، طيب

سميح القاسم: فحرى بنا أن.. أن نتوصل إلى شكل كهذا.

د.فيصل القاسم: كويس جدًا، في واقع هناك سيل من المكالمات، الشيخ محمد محمد الفزازي من المغرب، تفضل يا سيدي.

محمد بن محمد الفزازي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

د.فيصل القاسم: عليكم السلام يا سيدي.

سميح القاسم: وعليكم السلام

محمد بن محمد الفرازي: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا).

د.فيصل القاسم: يبدو مباشرة قُطع الخط، السيدة جميلة رمضان من فلسطين.

جميلة رمضان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

د.فيصل القاسم: وعليكم السلام.

سميح القاسم: وعليكم السلام.

جميلة رمضان: نحن لا نبكي، ولا نصرخ، ولا نتوجع، لكن نقول كلمة: اللهم اطعمنا الشهادة كما قالها هذا الزعيم الصنديد ياسر عرفات. أين أنتم يا أمة الإسلام؟ أين أنتم يا الزعامات العربية؟ ماذا تفعلون؟ ماذا تقولون؟ ماذا تحملون الأجيال القادمة؟ نحن نساء فلسطين لا نستجديكم، لكن نقول لكم: إلينا إلينا بالسلاح، إلينا بالمقاومة، نريد أن نحرر أرضنا بقول أشهد أن لا إله إلا الله، نموت واقفين، نموت ونحن نرفع رأسنا عالية، لا نريد أن نموت ونحن صادعين لهذا الرجل الكافر، لشارون هذه الإمعة التي تقتل في نسائنا وتدمر في بيوتنا وستقتل أطفالنا، اليوم اغتالت ثلاثين من أطفالنا ورجالنا، كل يوم بهذا العدد.

سيدي، سادتي، أيها السادة الكرام، أفيقوا من نومكم، أفيقوا.. أفيقوا، نحن لا نستسلم، نحن قوة عارمة سوف نقطع الأوصال ونهدم كل شوكة في حلوق هذه الأمة الغارمة في العماء والضلال، أفيقوا من نومتكم، أفيقوا أفيقوا أفيقوا، اللهم أطعمنا الشهادة، اللهم أطعمنا الشهادة كما قالها زعيم هذه الأمة ياسر عرفات وهو محاصر الآن، وهو الآن محاصر خلال أربعة أيام، خلال أربعة أيام ماذا تفعلون يا زعاماتنا؟ ماذا تقولون؟ هذا بوش الذي يعطي أوامره إلى الإسرائيليون: اقتلوهم دمروهم، ماذا ننتظر؟ ماذا ننتظر؟ لا نبكي؟ لا نستصرخكم، قوموا بواجباتكم نحو أمة في فلسطين تموت يوميًا، رُحِّلت في الـ 48 وها هي الآن في سنة 2002 تقتل على مرأى.. على مرأى من جميع العالم، وجميعكم نيام.. نيام نيام، إلى متى؟ تحركوا تحركوا. سيدي. سيدي سميح القاسم، أنشد بشعرك هذا الزعيم العربي ياسر عرفات ومن معه. أنشد بشعرك العربي أطفال فلسطين ونساء فلسطين وقل لهم: مَنْ هم نساء فلسطين، مَنْ هم أطفال فلسطين، هذا يكفيني اليوم. فوقوا يا زعامات العرب. وشكرًا لكم.

د.فيصل القاسم: طيب يا ستي شكرًا.. شكرًا لحضرتك أشكرك.

سميح القاسم: شكرًا.. شكراً.

د.فيصل القاسم: عدنان علاونة الإمارات تفضل يا سيدي.

عدنان علاونة: آلو، السلام عليكم.

د.فيصل القاسم: وعليكم السلام.

سميح القاسم: وعليكم السلام.

عدنان علاونة: تحياتي يا سيدي الكريم وتحياتي إلى الأستاذ الشاعر الكبير سميح القاسم.

د.فيصل القاسم: يا أهلاً بك.

عدنان علاونة: طبعًا بأضم صوتي لأخواني المتصلين في العتب والاستياء وعدم الفهم للموقف الغامض جدًا من رؤسائنا وعمائنا العرب، وأتمنى عليكم أن توجهود نداء عاجل الآن بصوتكم بتوضيح الموقف لا أكثر. وتحية لشهداء شعبنا الباسل الصامد في فلسطين، وشكرًا لكم.

د.فيصل القاسم: شكرًا يا سيدي، أشكرك.

سميح القاسم: نعم، شكرًا

د.فيصل القاسم: طب أستاذ سميح يعني، الجميع يناشد الأنظمة العربية والقادة العرب التحرك إلى ما هنالك من هذا الكلام، لكن ألا تعتقد أنه من الأفضل يعني قد يكون هذا رأيًا متطرفًا، لكنه قد يكون من الأفضل بكثير للثورة الفلسطينية، والمقاومة الفلسطينية، لفلسطين بشكل عام أن ينأى عنها العرب، لأن يعني منذ عام 36 وحتى الآن وهم يتاجرون بالقضية الفلسطينية وبدماء الشهداء وإلى ما هنالك من هذا الكلام. أنت تعلم في.. في عام 36 في ثورة القسام كادت أن تنتصر لولا التدخل العربي ولولا المراوغة العربية، ولولا العبث العربي بتلك .. بتلك الانتفاضة في ذلك الوقت، في الـ 48 أيضًا وهلما جرَّه حتى الآن. الانتفاضة تحرز انتصارات هائلة جدًا ونواجهها بمبادرات سلام وبتطبيع وباعتراف وإلى ما هنالك، يا أخي يعني هناك من يقول: يعني الله يكف شر العرب عنا كي تنتصر الانتفاضة الفلسطينية، فنحن لا.. لسنا بحاجة يعني لكل التدخل العربي.

سميح القاسم: يعني يؤسفني أن أرفض هذا التوجه جملة وتفصيلاً، نحن جزء من الأمة العربية ولا نستطيع ولا يجوز لنا أن نتعامل مع قضية الشعب العربي الفلسطيني أو مع قضية أي شعب عربي دون العمق القومي العربي والعمق الإسلامي والعمق الإنساني أيضًا. لذلك..

د.فيصل القاسم[مقاطعًا]: طيب سيدي.. سيدي ألا تعتقد إنه هذا نوع من الكلام الإنشائي الذي ودَّى القضية الفلسطينية في 60 ألف داهية؟

سميح القاسم: أبدًا أبدًا أبدًا، نحن نشكر لأشقائنا العرب مئات الآلاف من الشهداء من مصر، من الأردن، من سوريا، من لبنان، من العراق، من جزيرة العرب، من شمال أفريقيا، من السودان، مئات الآلاف من الشهداء نحن لسنا مهيئين لانكار الجميل من أشقائنا، إنما على المستوى السياسي هناك إشكالية نعرفها ونقر بها ونتعامل معها، ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن ما يفعله (ارئيل شارون) الآن جاء بعد الحادي عشر من سبتمبر، هذا التاريخ الذي تريد أميركا فرضه كأنه تاريخ هجري أو ميلادي، ولن نسمح بذلك لأن هناك جرائم أكبر ارتكبت قبل هذا التاريخ وبعد هذا التاريخ، أرئيل شارون في كلمته التي وجهها مساء هذا اليوم إلى شعبه لعب في ثلاث ساحات، لعب على الساحة الأميركية أو ما يسمى بالعالم الحر حين طرح نفسه جزءًا من العالم الحر الذي يدافع ضد الإرهاب وضد العنف وضد الهمجية، وطرح نفسه أمام الفلسطينيين أيضًا بأنه يميز بين القيادة وبين الرئيس وبين الشعب، وطرح نفسه أمام العرب أيضًا حين قال لشعبه على طريق أخاطب الجارة لتسمع الكنة، إنه لا يريد لأحد أن يتوهم أنه قادر على قهر مشروعي، إذن هو يهدد الدول العربية، ويهدد الفلسطينيين و.. ويحاول استدراج العالم الغربي برمته، لكن نحن لا نستطيع أن نتجاهل أؤلئك الأحرار في أوروبا وفي الوطن العربي الكبير الذين خرجوا في تظاهرات شعبية طلابية جماهيرية في كل مكان تضامنًا مع شعبنًا.

د.فيصل القاسم: ليس رفع عتب.

سميح القاسم: لا أبدًا.. أبدًا.. أبدًا..

د.فيصل القاسم: هناك من يقول في واقع الأمر إن يعني الأنظمة.

سميح القاسم: هؤلاء على استعداد للشهادة.. هؤلاء على استعداد للشهادة.

د.فيصل القاسم: هؤلاء مستعدون للشهادة، لكن أين الطريق؟ يا أستاذ سميح. أنت تعلم الآن يعني أكثر شيء بحاجة الانتفاضة له هو السلاح، لكن هل تستطيع أن تهرب أو أن تمرق يعني سكين إلى الانتفاضة عبر الحدود العربية الحصينة؟

سميح القاسم: أخي.

د.فيصل القاسم: يعني قبل فترة بضعة أشخاص حاولوا أن يهربوا قليلاً من السلاح ذهبوا بـ60 ألف داهية أيضًا

سميح القاسم: وألقي القبض عليهم، نعم..

د.فيصل القاسم: يعني هناك من يقول: إن الأنظمة العربية أصبحت حامية لإسرائيل يعني وهذا من الفاكسات.

سميح القاسم: أخي أنا قلت من.. قلت منذ البداية أننا يجب أن نعيد النظر في كل تعاملنا مع هذا المشروع الذي ما زال في.. في أوجه، مشروع (سايكس بيكو) هو تجزئة الوطن العربي إلى دويلات والدولة العبرية هي جزء من هذا المشروع، أنت لا تستطيع لا مواجهة الدولة العبرية، ولا أميركا، ولا الاستعمار ما لم تكن صادقًا مع نفسك، وما لم تكن على استعداد لمواجهة هذا المشروع.

د.فيصل القاسم: طيب، كويس، حلو جدًا.

سميح القاسم: يجب إلغاء مشروع (سايكس بيكو) وإيجاد صبغة عربية سياسية قومية ديمقراطية، نحن لا ندعو إلى احتلال أقطار عربية بالدبابات، نطالب بشكل من أشكال الوحدة العربية تحسبًا للمستقبل المظلم جدًا ما لم نفتح أعيننا على وسعها، وأعطيت مثالاً بأوروبا، نعم.

د.فيصل القاسم: كويس جدًا، بالوحدة.. بالوحدة الأوروبية كويس جدًا. كويس جدًا، كم كبير من المكالمات محمد عياش قطر، تفضل يا سيدي.

محمد عياش: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

د.فيصل القاسم: وعليكم السلام يا أهلاً وسهلاً.

محمد عياش: أولاً أحيي الجيل الجهادي الذي تربى في الأرض المباركة أرض الرباط والجهاد في فلسطين، حقيقة أنا عندي أولاً أنه من العجب العجاب أن نسمع اعتذارًا بالذنب عن الذنب، لماذا الأنظمة تتخاذل عن دعم المقاومة المباركة في فلسطين؟ يقولون نحن ضعفاء، نحن مفرقون، نحن لا عندنا.. لا نملك القدرة على فعل أي شيء؟ هذا ذنب يا أخي يا فيصل، هذا ليس عذرًا، هذا هو الذنب، لماذا أنتم ضعفاء؟ ما الذي ينقصكم؟ ماذا عملتم خلال أكثر من 50 سنة من الحرب الباردة بينكم وبين.. الحرب الباردة والحرب الحارة؟ ماذا أعددتم؟ لماذا إسرائيل استطاعت أن تكون لنفسها قوة عظمى في المنطقة نشأت من الصفر؟ أين استعدادكم؟

الله سبحانه وتعالى- يقول: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة، ولكن كره الله انبعاثهم) فهل كره الله انبعاثنا وعدادنا؟ هذا واحد.

الآن ليس وقت عتب للأنظمة حقيقة، نحن نريد أن تقف الأمة بأنظمتها وشعوبها وقفة واحدة، ما العمل؟ العمل هنالك أشياء كثيرة نستطيع أن نعمل إذا لا نستطيع، إذا لم نستطع أن نقاوم مباشرة الهجمة الشارونية السفيهة، فإننا قادرون على إغاظة شارون من خلال إعلان الوحدة العربية وإزالة نقاط التوتر بين الدول والأنظمة العربية نفسها.

يا أخي يا فيصل اسمح لي العناق الذي أثلج صدورنا بين السيد عزت الدوري والأمير الشجاع عبد الله (ولي العهد السعودي) حتمًا هذا العناق وتلك المصافحة التاريخية أيضًا بين رئيس الوفد العراقي ورئيس الوفد الكويتي حتمًا هذا قد أغاظ شارون، ماذا يحصل اليوم لو تجرأ الأمير عبد الله وهو أهل لذلك- أن يطير بطيارته اليوم إلى بغداد ويُعلن أن عهد الصراع الداخلي والنزاع الداخلي قد ولَّى؟ إن هذا سيوقف شارون عند حده، أقول ببساطة إذا لم نستطع أن نقاتل شارون فإننا قادرون على إغاظته. والسلام عليكم.

د.فيصل القاسم: وعليكم السلام.

سميح القاسم: وعليكم السلام.

د.فيصل القاسم: محمد.. محمد خيرات هولندا، تفضل يا سيدي.

محمد خيرات: أهلاً وسهلاً يا أخ فيصل وبضيفك الكريم.

د.فيصل القاسم: يا أهلاً وسهلاً.

محمد خيرات: أريد أن أقول لك يا أخ: إن هذا الوضع الذي وصل إليه إخواني الفلسطينيين هم كلهم من حكام العرب، نعم، كلهم من حكام العرب، لأننا كل يوم نسمع فيه مؤتمرات، كل يوم فيه شعارات في التلفزة من الحكام العرب، ولكن في الحقيقة هناك أشياء كثيرة تدور تحت الطاولة مع أميركا، هم الذين يضغطون على.. على الزعيم العربي.. الزعيم ياسر عرفات ليقولوا: لأ ما تعملش هذا وما تعمل هذا، هم السبب في كل هذه الحروب اللي خربت في البيوت.. البيوت الفلسطينية، أنا عايز أقول لهذه الحكام العرب ابقوا على كراسيكم، دعوا.. دعوا الشعوب العربية هي التي تتحرك، دعونا نعمل مسيرة، مسيرة عربية للقدس، دعونا أن نموت مليون شهيد أو 2، دعونا نحن نذهب إلى القدس بدون سلاح، نحمل راية، نحمل راية بيضاء ونفك الحدود من المغرب إلى الجزائر وإلى المصر وإلى القدس. هذا الذي كنت أريد أن أقوله، الحكام العرب هم يد.. يد مع أميركا ما هذا مفهوم دائمًا مع القمار مع بوش ومع كلينتون وفي أميركا وفي واشنطن. نعم، إنني أحيي إخواني والفلسطينيين تحية نضالية، وتحية للأخ ياسر عرفات، وأظن الآن إن الشعوب.. إن جميع الأحزاب.. الأحزاب الفلسطينية تتوحد.. تتوحد، مهما كانت في الأمس يقولوا في اعتراضات الأخ ياسر عرفات، ولكن الآن نرى إن هناك توحيد واحد للشعب الفلسطيني وهذا ما نريده من أهل الخير، فلسطين للتوحد كلمتهم وإسرائيليين الذي لا.. لا نرى.. نحن نسميهم كإسرائيليين هم وليس لهم اسم يتقطعون في الشوارع ومرتزقة من أين جاءوا؟ من.. من الاتحاد السوفيتي ومن.. من أوروبا ها دول كانوا هنا في.. وشكرًا يا أخ فيصل ولضيفك.

د.فيصل القاسم: طيب شكرًا شكرًا يا سيدي. أشكرك جزيل الشكر. أستاذ سميح سمعت هذا الكلام الكل يعني الجميع يطالب بالتظاهر وبالخروج إلى ما هنالك من هذا الكلام، لكن يعني كيف ترد على الذين يقولان: إن الأنظمة العربية حتى تتخوف من مجرد خروج مظاهرة للتنديد بمجازر شارون وللوقوف مع الشعب الفلسطيني، لأنه يعني ما بأعرف كيف ترد على هذا الكلام إنه هذه التظاهرة إن خرجت ستتحول ضد الأنظمة، وأنت ترى الآن من خلال هذه الاتصالات هؤلاء يعبرون عن الشارع العربي، أنه يعني الوضع بلغ السيل الزبى، لكن لا حياة لمن تنادي، يعني وضع الحكام العرب، وضع الأنظمة العربية حسب هذا الكلام مهزلة أم لا؟

سميح القاسم: نعم، لا بأس يعني أنا سعيد بأن جميع المتكلمين يضعون أصبعهم على موضع الوجع، حالة التشرذم العربي، حالة الاحتراب العربي العربي، حالة العداء العربي العربي، والضغينة، وحالة الوشاية من.. أحدهم قال من تحت الطاولة ومن تحت البساط، و.. ومن.. من تحت المشاريع الدولية، هناك حالة تشجع الولايات المتحدة، تشجع الغرب، تشجع إسرائيل، تشجع حتى دويلة صغيرة بالكاد نشأت على الاعتداء على الأرض اليمنية كما حدث قبل حين، هذه الحالة حالة التشرذم العربي لا يُعقل أن تكتفي بهجائها، لابد من إشعال شمعة إضافة إلى لعن الظلام.

د.فيصل القاسم: وهل تعتقد.. وهل تعتقد أن الوضع مبشر يعني على ضوء هذا الوضع العربي، يعني شمعة شو؟ هذا..نقول هذا الكلام من مائة سنة.

سميح القاسم: سيحترق.. سيحترق.. سيحترق أخضرنا ويابسنا إن لم نستيقظ من الغيبوبة، من حالة الشلل المهين والمذل وعلى هذه الأنظمة كما قلت أن تدرك أنها الفريسة القادمة للاحتلال الإسرائيلي.

د.فيصل القاسم: كويس جدًا، عبد الله السعيد السعودية تفضل يا سيدي.

عبد الله السعيد: السلام عليكم

د.فيصل القاسم: عليك السلام.

سميح القاسم: عليكم السلام.

عبد الله السعيد: أولاً نبارك للانتفاضة ونسأل الله سبحانه وتعالى- أن يشد أزرهم وأن ينصرهم والأمل في الله ثم فيهم. الله سبحانه وتعالى- يقول (إن تنصروا الله ينصركم) وأيضًا اتفق مع الأستاذ سميح في كثير.. كثير مما قاله، وفي نفس الوقت لا أريد أن أتعرض للأنظمة العربية فنحن منهم وهم منا، وهم حكامنا شئنا أم أبينا وهذه حقيقة، ونسأل الله سبحانه وتعالى- أن يدلنا ويدلهم للخير.

وكان السؤال في أول الحلقة وهو السؤال المُلح والصحيح والمهم: إنه كيف نغير.. ما هو الحل؟ الحل إنه تشرذمنا سنين طويلة وأقمنا شعارات كثيرة، و..وإلى آخره، وإن لم نعد إلى ديننا ونكون صادقين مع أنفسنا أول شئ فلن يحصل تغيير، ولن يحصل حل، ويجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، هناك نقطتين عدونا إذا حددناه وصدقنا مع أنفسنا واستعنا بالله وبدأن ا في الطريق الصحيح، بإذن الله تعالى نصل. معلوم أن عدونا أميركا وإسرائيل وبريطانيا، هذا المثلث هو الذي.. هذا زرع وهذاك ربي وهذا هي الشوكة اللي في صدور الأمة العربية والإسلامية ولا.. وأنا ما أريد أن نستبعد البعد الإسلامي لأنه هذا ديننا والمسلمين إخواننا في العقيدة في أي مكان كانوا، وهم يمثلون 54، 55 دولة، أنا أرى وأرجو أن تعطوني المجال وبدي يكون هذا.. هذا يعني موضوع بحث في حلقة وحلقتين أو ثلاث الموضوع إنه : لماذا لا نتخذ مثلاً.. يعني يكون لنا خط معين الدول الإسلامية؟ شبعنا من مجلس الأمن ومن الأمم المتحدة، وظلمنا فيها كثيرًا ومالنا فيها أي صوت، ولماذا لا يكون لنا مجلسنا إحنا؟ ولماذا لا يكون لنا.. إحنا.. أنا أدعو إلى مقاطعة أميركا وإسرائيل وبريطانيا بالذات. هذه الثلاثة دول

د.فيصل القاسم: المقاطعة، طيب.

عبد الله السعيد: والمقاطعة- عفوًا- أراجو إنك ما تقاطعني يا أخي لأنه هذا الموضوع مهم وإذا، كان ترى إنه ليس هو.

د.فيصل القاسم: بس باختصار، بس باختصار لو تكرمت لأنه لسه.. باقي قليل على البرنامج.

عبد الله السعيد: باختصار.. باختصار يا أخي أنا قلت إن هذا الموضوع يحتاج يمكن لحلقتين، ثلاث، أربع.

د.فيصل القاسم: صحيح.. صحيح.

عبد الله السعيد: وهذه البذرة، والأستاذ سميح يعني يدور حول هذا وهي هذه النقطة مهمة، إحنا إذا كان تركنا التعامل مع أميركا نهائي ما هو بالضرورة نقطع علاقاتنا معها، تظل أميركا صديقة أو.. أو يظل لنا علاقات، لكن ما نتعامل معها. فرض الزيت حقنا يُباع مثلاً بثلاث عملات.. ثلاث عملات دينار إسلامي، واليورو، وعملة ثالثة، أوروبا ما توحدت وأكثر توحيدها إلا خوف من أميركا، وكل الدول تخاف من أميركا وتخشاها، أيضًا الدول الإسلامية قاعدة تقفقت في كل محل، والإسلام والمسلمين هم المستهدفون شئنا أم أبينا في كل محل.. فلذلك..

د.فيصل القاسم[مقاطعًا]: طيب، أشكرك سيدي، أشكرك جزيل الشكر، للأسف الشديد أريد أن أدخل.. يعني لدي الكم كبير من من المشاركين، شكرًا جزيلاً. محمد حجازي ألمانيا، تفضل يا سيدي.

محمد حجازي: آلو، السلام عليكم.

د.فيصل القاسم: وعليكم السلام.

سميح القاسم: وعليكم السلام.

محمد حجازي: تحية لك يا دكتور فيصل.

د.فيصل القاسم: يا أهلاً بك يا سيدي.

محمد حجازي: وتحية للزميل العزيز اللي مع حضرتك، بس خليني أنا أخرج حضرتك من موضوع أنا ليَّ هنا صديق حتى هنا في ألمانيا كان بيسألني سؤال أنا نفسي ما عرفتش أرد عليه، السؤال بيقول يعني إحنا عرب من المحيط للخليج بنتكلم لغة واحدة وندين بديانة واحدة وقال لي إحنا هنا الأوربيين اللي بنختلف في الديانات وفي اللغات وفي كل حاجات متوحدين وعاملين فاتحين حدود بينا وبين بعض، السؤال: لحد إمتى إحنا هنا كعرب أو على مستوى العالم لحد دلوقتي أنا علشان أحب أروح أي دولة على مستوى الوطن العربي لازم التأشيرة ولازمًا ولازمًا ولازمًا، آدي خلل برضو في النظم العربية اللي إحنا عايشين فيها، لو رجعنا بالتاريخ لورا أذكر كلمة كان (كيسنجر) قالها للملك فيصل الله يرحمه لما جه بيهدده، قال له: إحنا هنضرب البترول، قال له: إحنا اتخلقنا في البدو وعشنا في الصحراء، أنا هأقلع عفوًا في اللفظ- يعني هأقلع الجزمة وهألبس الخف وأركب من الجمل.. وهأركب الجمل من تاني لما أنت تفكر إنك تعمل حاجة زي كده، أنا الدم العربي.. عمرك ما تتخيل إن الدم العربي هيكون عندي من أغلي من البترول رحمه الله يعني- العصر اللي إحنا فيه، يعني Sorry ما تزعلش مني إحنا كلنا أصحاب قضية واحدة، هل ما عادش فيه رجاله في الأمة العربية؟ هل ما عادش فيه ناس تقدر تقول: إن ده صح وده غلط؟ مش ممكن، الأمير عبد الله ربنا يديه الصحة- والملك فهد والرؤساء بتوعنا كلهم الناس بخير، لكن أنا السؤال اللي الواحد مش لاقي له إجابة لحد وقتنا هذا من 4 أيام الرئيس عرفات -ربنا يدي له الصحة ويقويه على الموقف اللي هو فيه- محصور ومحطوط في قلب الموقف.. في قلب أوضتين، في قلب أوضتين اللي عفوًا الكلب ما يقدرش يعيش في قلب أوضة لمدة 24 ساعة، وده قاعد بقى ساعتين أو4 أيام محاصر ولا ميَّة، ولا غيره، ولا.. ولا أي حاجة، مش ممكن، صدقني يا أستاذ فيصل، صدقني وضيفك العزيز إن العرب بقوتهم بكل شيء يقدروا يركَّعوا العالم تحت رجليهم، إحنا لازمًا لنا السيطرة، لكن لحد إمتى هنفضل المزلة دي، ليه نتذل؟ حد يقول لي إحنا ليه مذلولين لأميركا ولإسرائيل؟ هل هم ماسكين علينا ذلة؟ عشان أيه؟ حد يقنعني بس، حد يجاوب عليَّ ليه إحنا مذلولين؟

د.فيصل القاسم: أشكرك بالعكس، سؤال وجيه. أشكرك جزيل الشكر. الدكتور محمد سيد أحمد من القاهرة تفضل يا سيدي.

رفعت سيد أحمد: رفعت سيد أحمد يا دكتور فيصل.

د.فيصل القاسم: عفوًا رفعت سيد أحمد، آسف جدًا.

رفعت سيد أحمد: مساء الخير يا دكتور.

د.فيصل القاسم: يا هلا.

رفعت سيد أحمد: وتيحة لك ولشاعرنا الكبير، وأسمح لي أن أوجه من خلالكم التحية لشعبنا الصابر الصامد في فلسطين. يعني أنا أريد أن أتحدث في قضيتين وباختصار يا دكتور..

د.فيصل القاسم: تفضل يا سيدي.

رفعت سيد أحمد: القضية الأولى: دلالة ما يحدث في فلسطين الآن. والقضية الثانية: ما العمل تجاه ما يحدث الآن؟

القضية الأولى: إن دلالة ما يحدث يكشف بصراحة وبوضوح عن موت للنظام الرسمي العربي، وموت لخيار التسوية، خيار أوسلو ومن قبل كامب ديفيد وغيرها، إذا لم تلتقط هذا المعني فيصبح هناك خلل في التحليل علينا أن ننبه إليه

الدلالة الثانية: أن الشعب الفلسطيني العظيم ينتصر والمحاصر هو شارون وليس الشعب الفلسطيني، شعب ينجب آيات الأخرس أو عبد الباسط عودة، أو غيره من طابور الشهداء..

د.فيصل القاسم: ووفاء إدريس.

رفعت سيد أحمد: ويعيد توازن الرعب ملح الخلل في توازن القوى هو شعب بالتأكيد ينتصر، فقط علينا أن نلتقط لحظة الانتصار هذه ونتعامل معها بوعي وبدقة.

القضية الثانية التي أريد أن أتحدث عنها : هي ما العمل؟ ما العمل علينا أن نعود..

د.فيصل القاسم[مقاطعًا]: بس.. بس دكتور.. دكتور رفعت بس ممكن أسألك سؤال، يعني أنت تطالب بإنه نلتقط هذه اللحظة، لكن هناك من يقول بأن يعني النظام الرسمي العربي الذي تحدثت عنه قبل قليل يصلي ليل نهار أو يدعو ليل نهار لهذه الانتفاضة أن تخمد لأنها تسبب له إحراجًا كبيرًا، فهو لا ينشد النصر ولا استثمار النصر وإلى ما هنالك من هذا الكلام، فكيف يستثمره؟

رفعت سيد أحمد: هو ده السؤال الثاني بالضبط، دي القضية الثانية، مَنْ الذي بإمكانه أن يعمل؟ من الذي بإمكانه أن.. أن يجيب عن سؤالنا ما العمل؟ اللي بإمكانه أن يجيب عن هذا السؤال هو من تبقي شريفًا عن هذه الأنظمة العربية وما زالوا موجودين والشعوب العربية -يا دكتور فيصل- الشعوب العربية التي هي منذ أسبوعين في الشارع العربي تتظاهر وتحتج وبالملايين، هذه الشعوب قادرة على إحداث هذا العمل والتقاط لحظة الانتصار وتحويلها بالفعل إلى استراتيجية حقيقة للمقاومة إلى عودة حقيقة لخيار المقاومة بمفهومه الشامل، والمقاومة لما بنتكلم عنها حتى لا ترتعد فرائض الحكام العربي- يعني استنهاض كامل للأمة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وصولاً إلى عسكريًا.

الشعوب العربية تستطيع أن تضغط في أكثر من اتجاه، أولاً اتجاه إيقاف التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني اللي موجود في 8 دول عربية مش فقط في دولة أو 2 أو 3، في 8 دول عربية.

2: الدعم المادي والسياسي والاقتصادي للانتفاضة بأساليب عديدة منها تهريب الأسلحة إلى داخل.. داخل فلسطين المحتلة.

اقتراح ثالث باتمناه وبأرجاه…

د.فيصل القاسم [مقاطعاً]: تهريب الأسلحة كيف يا دكتور؟ تهريب الأسلحة ألا تعتقد أن ذلك يعني حلم بعيد المنال..

رفعت سيد أحمد: هو ممكن بس فقط يعني عليك وعلى كل يعني المجاهدين إن يضبطوا الأنظمة التي تعتقل مهربي الكاتيوشا، علينا أن نضبط هذه الأنظمة وأن نتمنى منها أن تتوقف أو تغض الطرف قليلاً على الأقل في الفترة اللي فيها الرئيس ياسر عرفات محاصر بهذا الشكل الذي يهينها.. هي ولا يهين ياسر عرفات. الجانب الثالث اللي أنا بأقترحه: ضرورة الضغط في اتجاه فتح جبهات عربية أخرى، وأتحدث بوضوح عن جبهة الجولان وجبهة جنوب لبنان، هذه اللحظة إذا ما انتصر شارون وهو لن ينتصر إن شاء الله- سيتجه إلى رأس حزب الله، في هذه اللحظة التاريخية على حزب الله وعلى كل المجاهدين في لبنان أن يعيدوا فتح جبهة مزارع شبعا وجبهة الجنوب لتشتيت الجهد الشاروني المنصب على فلسطين، علينا أن ندفع في هذا الاتجاه بكل قوة، أن نسحب السفراء العرب -ولو على سبيل التشاور- من الولايات المتحدة الأميركية يا أخي، يعني مدة أسبوعين مثلاً، علينا أن نضغط في اتجاه إيقاف عجلة التطبيع التي وصلت إلى زيادة 30% من الدول العربية وبين الكيان الصهيوني في العام التاني للانتفاضة، هذه بعض المقترحات العملية لدعم الانتفاضة.

د.فيصل القاسم: أشكرك.. طيب أشكرك يا دكتور، شكرًا جزيلاً سيد ناصر سعد الدوحة، تفضل يا سيدي

ناصر سعد: آلو، السلام عليكم

د.فيصل القاسم: وعليكم السلام

سميح القاسم: وعليكم السلام

ناصر سعد: دكتور لو سمحت أديني فقط دقيقة ونص إذا مش أكثر.

د.فيصل القاسم: تشرف يا سيدي تشرف.

ناصر سعد: أنا أعتقد إن المشكلة الحقيقية ليست بوش الأميركي أو في شارون الصهيوني، أنا أعتقد بأن المشكلة الحقيقية تنبع في أننا أمام أول دولة عربية حقيقية قد ترى.. قد ترى النور قريبًا وهي دولة فلسطين العربية، فالواقع إننا أمام عدد 22 حاكم عربي، وليس 22 دولة عربية، فالدولة كما هو معروف تتكون من ثلاث أركان: أرض وحكومة وشعب، في حين إن الواقع الذي نعيشه إننا في كل الدول العربية أو التي تُسمي بأسماء عربية لا نجد سوى أرض وحكومة ولا شعب لغياب الديمقراطية، فالشعب عندما يحكم نكون أمام ديمقراطية، في حين إننا عندما ننظر إلى فلسطين نجد أننا أمام حكومة وهي السلطة الفلسطينية المنتخبة وشعب، ولكن بدون أرض.

د.فيصل القاسم: صحيح

ناصر سعد: أنا أعتقد بأن الحكام العرب يجب أن يتم تشريحهم من خلال محاكمة عربية، إن شارون وبوش لا يأبه إلى أي حاكم عربي لأنه لا يحكم بالحكم الديمقراطي، أنا أعتقد بأن شارون وبوش متأكدين تمامًا بأن الشعوب العربية شعوب مغيبة أو شعوب غيبت نفسها، أنا أعتقد بأن ما حصل في نكبة 48 وما تلاها من ثوراث وانقلابات في الدول العربية نحن نعيشها الآن، وسوف نعيشها في الأيام أو الأسابيع أو الشهور القادمة لن تبقى هذه العروش العربية البائسة العملية الهابطة الخائُنة البليدة دون أن تهبط، إذا سمحت لي دكتور أنا هأختتم في هذه العجالة، أنا قد كتبت في جريدة "الراية" من حوالي سنتين مقال تحت مسمى " عيب يا عرب" وسوف أبعث لك نسخة منه، لكن الآن أقول في عجالة: كنت قد قلت منذ عامين عيب يا عرب والآن أقول "يا بؤسنا من حكامنا العرب"، نعم الاستعمار الأجنبي بغيض، ولكن استعمار حكامنا العربي خسيس، فقدنا الكرامة نحن شعب العرب منذ أن اعتلى كرسي العرش عواء العرب، هذا حاكم عميل أميركي، وذاك حاكم عميل صهيوني وهذا حاكم خسيس، وذاك حاكم بغيض، نحن نعيش في دول أشخاص حكام عرب بأرض محكومة بشعب دون شعب، العدو هو شارون إسرائيل، لكن حتى نقضي عليه لابد من.. من فتح مقبرة للحكام الذين أكثرهم صهيون وباقيهم خسيس ومنهم العميل ومنهم البليد. والسلام عليكم.

د.فيصل القاسم: وعليكم السلام.

سميح القاسم: وعليكم السلام.

د.فيصل القاسم: رسالة يعني لا. لا أدري إذا كانت تصل، لكنهم المشكلة أنهم يسمعونها ليل نهار، لكن يعني لا أدري بس حسب ما أري أمامي أنه الجلد أصبح أسمك ومن..من يعني جدران الأسمنت المسلح اللي بيستخدموه في المطارات، لا أدري إذا كان يصل هذا الكلام أو يخترق.

أنا أريد يعني السيد ناصر سعد قال كلمة مهمة إنه الدولة العربية الحقيقة التي سترى النور هي دولة فلسطين لأنها تمتلك -فيما لو انتصرت-مقومات الدولة، لأن بقية الدول أنت تعلم يعني، هي أشباه دول -كما قال، والكلام ليس لي- السؤال الآن: كيف تنظر إلى هذا الزعيم الفلسطيني الصامد ياسر عرفات الذي يعني لم يترك الزعماء الرعب والأنظمة العربية صفة سيئة إلا وألصقوها به في السابق، تبين أنه من أذكي الزعماء العرب ومن أكثرهم.. أكثرهم صلابة وقوة، انظر أين هو الآن؟ الصامد الوحيد في وجه الصهيونية ووجه أميركا، والباقي أنت تعرف أين هم، كيف تنظر إلى ياسر عرفات؟

سميح القاسم: أخي وأشقائي جميعًا الذين شاركوا في هذه المداخلات يبدو لي أنكم.. أن الجميع هم الشعراء وأنا الآن المحلل الوحيد بينكم، بالحديث عن الوحدة الإسلامية، أعتقد أن تحقيق الوحدة العربية أسهل بكثير في هذه المرحلة من تحقيق الوحدة الإسلامية..

د.فيصل القاسم: بس باختصار لأنه الوقت يداهمنا.

سميح القاسم: اللغة المشتركة. اللغة المشتركة، التاريخ المشترك، ويجب أن ندرك أن هناك إشكالات بين الدول الإسلامية أكبر من الاشكالات بين الدول العربية، و..

د.فيصل القاسم: طبعًا هذا.. هذا بحر طويل جدًا، بحر طويل

سميح القاسم: نعم، لا أقبل..

د.فيصل القاسم: أريد أن تجيبني باختصار على سؤالي وأنت تبدو يعني كنت شاعر الثورة.

سميح القاسم: (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

د.فيصل القاسم: بس أنت أستاذ.. أستاذ سميح أنت شاعر الثورة الشاعر الذي تربينا على قصائده التي رفعت معنوياتنا، لماذا تبدو دبلوماسيًا إلى هذا الحد؟

سميح القاسم: لا أبداً.. أبداً..

د.فيصل القاسم: أريد أن تجيبني عن الفرق بين الزعماء العرب الذين يعني لا أريد أن أقول شيئًا- وبين ياسر عرفات الصامد الآن في فلسطين؟

سميح القاسم: ياسر عرفات هو قائد منتخب ديمقراطي يقوم بواجبه وهو مهيأ للشهادة قبل أيام فقط كلمته، الرجل يطلب الشهادة ويتمناها وهو مهيأ لها، ليس منذ اليوم، بل منذ بداية تاريخه فهو لم يصل إلى السلطة على ظهر دبابة ولا على ظهر مؤامرة أجنبية، لكن الذي أريد أن أقوله إن كل الكلام العاطفي صحيح وصادق، لكن لابد من وضع استراتيجية عربية تتناقض مع هذه الأنظمة بأغلبيتها الساحقة، والقليل من الأنظمة الذي يريد أن يحمي وجوده مُطالب أن يتجاوب مع الأطر القومية والشعبية، مع الأحزاب، مع الحركات الديمقراطية الثورية القومية النظيفة، والحركات الإسلامية المتنورة، والدينية، وأيضًا لا ننسى أن بيننا الملايين من أشقائنا العرب المسيحيين لهم أيضًا دور كبير في نهضة هذه الأمة، (ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) يجب أن نبدأ بتغيير أنفسنا وأن نبدأ..

د.فيصل القاسم: وهي مهمة صعبة جداً، أشكرك جزيل الشكر.

سميح القاسم: نحن أهل للمهمات الصعبة.

د.فيصل القاسم: أشكرك.. أشكرك جزيل الشكر، مشاهدي الكرام، لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفنا الشاعر العربي الكبير سميح القاسم. كما أود أن أشكر كل الذين شاركوا في هذا البرنامج من الأخوة المشاهدين. تحية طيبة، وإلى اللقاء.