صور من البرنامج – المسجد الاقصى - القدس
فلسطين تحت المجهر

الخيارات الفلسطينية ج2

فلسطين تنأى بجرحها من أنفاق تنقض أركانها ومستوطنات تلتهم ما تبقى منها وما بارك الله حولها وجدار يحتضن المستوطنات ويقتنص من فتات هذه الأرض.

مقدم الحلقة:

جيفارا البديري

ضيوف الحلقة:

إيهود باراك: رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق
ياسر عبد ربه: عضو اللجنة التنفيذية ورئيس التحالف الفلسطيني للسلام
أحمد قريع: رئيس الوزراء الفلسطيني
يوسي بيلين: وزير العدل الإسرائيلي السابق ومهندس وثيقة جنيف
عبد العزيز الرنتيسي: أحد قياديي حركة حماس
وآخرون

تاريخ الحلقة:

11/03/2004

– لعبة باراك في كامب ديفد
– مخططات إسرائيل للسيطرة على القدس

– المستوطنات اليهودية في القدس

– جدوى المفاوضات والعودة إلى حدود1967


undefinedإيهود باراك – رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: الرئيس عرفات وأقول ذلك بكل مسؤولية وأنا أعرف أن الأمر يبدو قاسيا خاصة على محطة عربية ولكن هذا أفضل ما توصلت إليه، لقد كانت هناك فرصة لا يمكن أن تتكرر بسهولة ربما تتكرر في وقت ما في المستقبل ولكن كانت هناك لحظة حقيقة صادقة حيث كان بإمكاننا تكسير الهوة وعبر اتخاذ قرارات مؤلمة ولكن بعيدة المدى أن نتجنب هذه المأساة وعرفات رفض ذلك.


لعبة باراك في كامب ديفد

ياسر عبد ربه – عضو اللجنة التنفيذية ورئيس التحالف الفلسطيني للسلام: كان عرض باراك في كامب ديفد لا يمكن القبول به على الإطلاق أراد أن يقول للرأي العام الإسرائيلي نحن أعطيناهم كل ما يريدوا ولكن أتضح فيما بعد أن ما يريدونه هو تدمير إسرائيل وإغراقها بأربعة ملايين لاجئ فلسطيني للقضاء على طابعها الديمغرافي هذه كانت لعبة باراك الرئيسية وكل ما يقوله عكس ذلك هو كاذب تماما.

جيفارا البديري: إن لم يستطع القادة والساسة أن يجدوا حلا للصراع فنحن بالتأكيد لا نملكه ولكننا وخلال التحضير للحلقتين السابقة والحالية وجدنا أنفسنا في كل مرة في متاهة، الخيارات المطروحة أمام الفلسطينيين سلسلة مبعثرة من المفاوضات لتبقى قضايا اللاجئين والمستوطنات وحدود الدولة القضايا الشائكة والصخور التي تتحطم عندها كل الاتفاقيات وحرب ديمغرافية أوسعها في القدس المحتلة تُدلِل بالتأكيد على أن الصراع لا يزال طويلا ومريرا.

إيهود باراك: بشكل رئيسي شعرت أنه لا يحاول تصحيح 1967 بل يحاول تصحيح 1947 وأنه ليس برجل سلام حقيقي وعند هذه النقطة بدأت أتسأل.

جيفارا البديري: يوليو تموز من عام ألفين أنظار العالم تتجه إلى ما كانوا يعتبرونه لحظة تاريخية، خلف الأبواب انقلبت اللحظة التاريخية إلى أزمة دفينة كشفت عن وجهها الحقيقي.

داني نافيه – سكرتير سابق للحكومة الإسرائيلية ووزير الصحة الحالي: لقد عُرِض على الطاولة مقترحات توصل إلى مراحل بعيدة من السيد باراك، باراك أساسا كان مستعدا للرجوع تقريبا إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967 بما في ذلك أجزاء من القدس ومع ذلك ظل عرفات مُصِراً على قول لا لإمكانية وضع حد للنزاع.

أحمد قريع – رئيس الوزراء الفلسطيني: ذلك غير صحيح على الإطلاق وأنا هنا يعني بطلب فعلا لمن يقول ذلك الكلام أن يسأل باراك ما الذي أعطيته للفلسطينيين في كامب ديفد؟

جيفارا البديري: ماذا أعطاكم؟

أحمد قريع: ولا شيء لم يعط، في الحدود ظل يراوغ بالمحصلة مواصلش 80% إلى 82% في موضوع اللاجئين أنكره في موضوع المستوطنات بده كتل استيطانية إذاً ما الذي أعطاه أنا أقول لم يعط شيئا.

إيهود باراك: بداية هذا ليس صحيحا مع كل الاحترام لأبي علاء ولكن إذا ما كان النقل دقيقا فهذا ليس صحيحا، كنت على استعداد لأن أناقش مقترحا يتم بموجبه كمقابل لأمن إسرائيل والاعتراف بحدودنا يتم وضع حد للصراع، كان يمكن أن يحصل الفلسطينيون على دولة مستقلة لا دولة ناقصة السيادة بل دولة مستقلة حدودها 100% من قطاع غزة وزيادة على 90% من الضفة الغربية مع حق العودة للاجئين إلى الدولة الفلسطينية وليس لإسرائيل وكان يمكن أن يحصلوا أيضا على أجزاء من القدس الإحياء الفلسطينية المكتظة بالسكان وذلك كجزء من العاصمة الفلسطينية.

ياسر عبد ربه: باراك يخادع وباراك يخالف الحقيقة تماما فيما يتعلق بالرواية التي تخص كامب ديفد، لم يزد الرقم الذي عرضوه علينا وكان رقم غير واضح على الخرائط عن 89% من الأرض مع استمرار سيطرتهم العسكرية على كل الخط الذي يمتد على طول نهر الأردن، عرض باراك يمزق الضفة الغربية تمزيقا كاملا لأن 89% بالإضافة لها أغوار الأردن ستعني عمليا أنه لا توجد وحدة جغرافية في الأراضي الفلسطينية وكذلك القدس ليست مشمولة في هذا الترتيب.

جيفارا البديري: كان العرض يبدو سخيا في ظاهره لدرجة توحي أن الفلسطينيين كانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ما وُعِدوا به، ما بين الأرقام والنسب ظلت قضية الحدود تُراوِح مكانها أما القدس فقد علق ملفها ما بين السماء والأرض وما تحتها.

ياسر عبد ربه: فيما يتعلق بالقدس كانوا يريدوا أن تبقى القدس تحت سيادتهم وأن يكون هناك ما يشبه الحكم الذاتي لأبناء الشعب الفلسطيني في القدس بمعنى أن يحكموا أنفسهم كسكان وبالأرض تبقى في هذه الحالة وكأنها تحت السيادة الإسرائيلية.


مخططات إسرائيل للسيطرة على القدس


حل باراك: يسيطر الفلسطينيون مدنيا على بعض الأحياء العربية في القدس بينما السيادة السياسية والعسكرية لما في الجو وما تحت الأرض للدولة العبرية

جيفارا البديري: إيهود باراك أختلق حلا جهنميا يسيطر الفلسطينيون مدنيا على بعض الأحياء العربية في القدس بما فيها الحرم القدسي الشريف بينما السيادة السياسية والعسكرية لما في الجو وما تحت الأرض يكون لدولته العبرية. السماء لها حساب وما تحت الأرض يحسب له آلف حساب كل حارة وشارع بل وكل بيت هو قضية تفاوضية هي لب الصراع الدائر ليس فقط منذ 35 عاما بل يمتد منذ مئات السنين. يواجهون حربا خفية لتهجيرهم وتفريع المدينة المقدسة من سكانها الأصليين إما بالترهيب أو التزوير يقضون سنوات طوال علّ من يدعون العدل يعيدون الحق ولكن نائلة هي مثال حي لبطلان الإدعاء خمسة عشر عاما قضتها في المحاكم الإسرائيلية للمحافظة على بيتها حتى الرمق الأخير ولكن دون مجيب.

نائلة الزرو – موظفة في بيت الشرق ومواطنة مقدسية: ثمانية ونصف ثمانية وربع الصبح إلى الباب بيدق صحيت من النوم قمت إلى كل الأسطحة كل الحارة كل الدنيا مليانة شرطة وجيش ومستوطنين فبين النايمة وبين قاعدة دُخت بأقول للضابط شوية إلا بيقول لي مفيش شوية ممنوع أتطلع من الشباك ممنوع أعمل تليفون ممنوع حدا يدخل عندي من أختي من ابني من كذا من جيران من أي حدا ممنوع جايبين حوالي ثلاثين أربعين عامل إليه الكراتين الأكياس الحداد النجار جاهزين من كله على أساس إنهم بظرف ساعة يكون كله فاضي وفعلا ظرف ساعة ساعة ونص كنت في الشارع كيف بعرفش كيف. اليهود عندها مخطط ومخطط طويل الأمد وبتمشي فيه خطوة خطوة يعني وأهم شيء البلد القديمة وعم بتضيع يوم بعد يوم بيت بيت، بقى لنا سنة عايشين في البيت إتحرم علينا حتى ندخل جوه البيت، إتخيلي يعني هدولا مستوطنين عايشين الله بيعلم كل واحد من أنهي بلد جاي وبعدين يعني يحق لهم يخدوا بيوتنا ويقعدوا فيهم وإحنا قاعدين مش قادرين حتى زيارة نزور بيوتنا. يعني شوفي المعاناة إنه أنا يعني من الشباك بأتطلع على بيتي كل لحظة وكل ساعة وبأتحسر عليه إني كيف كنت عايشة في بيتي وطلعت منه.

جيفارا البديري: أكثر من 35 عاما والمخططات تظهر الواحد تلو الآخر بدأً بتغيير المعالم وتزوير التاريخ مرورا باستبدال الإنسان وصولا إلى اللحظة الحاسمة التي طال انتظارها، نعود إليكم بعد الفاصل فأبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

جيفارا البديري: ملامح عربية وإسلامية يلمحها كل زائر إلى المدينة المقدسة ولكن فقط على الحجارة، النوافذ ليست هي النوافذ والأبواب لم تعد ذات الأبواب خلال سيرنا حاولنا أن نعرف من هم الساكنون الجدد ونستكشف ماذا يدور خلف هذه الأبواب، هل يمكنني أن أسألك؟

مواطن إسرائيلي: أنا لا أسكن هنا ولا أعلم أن كان باستطاعتك الدخول لكن اسأليني لأرى هل يمكنني مساعدتك.

جيفارا البديري: أريد أن أسأل عن الأشخاص الذين يسكنون البيت.

مواطن إسرائيلي: إذاً فاسألي من في البيت.

مواطن إسرائيلي ثاني: لماذا تصورون هنا من أذن لكم بالتصوير؟ ممنوع التصوير هذا بيت خاص.

جيفارا البديري: كمل.

مواطن إسرائيلي ثاني: إذا أكملتم التصوير سأجلب لكم الشرطة.

جيفارا البديري: أبواب تغلق في وجوهنا لمجرد معرفة أن السؤال سيكون جوابه من صاحب البيت لكن المحاولة استمرت وتحدي أكبر ازداد في أعماقنا لكسر صمت الوافدين الجدد.

مواطن إسرائيلي ثالث: هذا بيت يهودي عمره 140 سنة حاخام اسمه ديفد بن شمعون جاء من المغرب وبنى هذا المنزل إذا كان لأحدهم بيت هنا وأراد أحد منزله فيمكنه أن يذهب إلى الشرطة وإلى المحكمة الإسرائيلية وستعطيه الحكومة منزله.

نائلة الزرو: الأصل الملكية لليهود سكانين فيه يهود فيه القانون الفلاني بتضم هذا الشارع للمنطقة الإسرائيلية فيه كذا بيطلعوا لك حتى لو بيوجدوا قانون جديد اللي يحل المشكلة عن طريقه يعني وضع القانون بأي لحظة بيوضعه.


المستوطنات اليهودية في القدس

جيفارا البديري: أصحاب القبعات السوداء غرباء الأرض بسطوا اليد واستولوا على ما بقي فيها، مساحتها لا تزيد عن كيلومتر مربع واحد بدل أن تقاس بالأمتار أصبحت تقاس بالأشبار قُسِمت إلى أحياء أربعة، الإسلامي والمسيحي والأرمني


في عام 1967 احتلت القدس الشرقية وتم ضمها ضمن ما أسمته إسرائيل بالقدس الموحدة

وأخيرا اليهودي، إسرائيل احتلتها في حرب الأيام الستة عام 1967 وبدأت بتهويدها. 48 ساعة من دخول القدس كانت كفيلة لتقوم الآليات العسكرية الإسرائيلية بهدم حي المغاربة وتوسيع رقعة الحي اليهودي والساحة المجاورة بحائط البراق. في عام 1967 اُحتُلت القدس الشرقية وتم ضمها ضمن ما اسمته إسرائيل بالقدس الموحدة لكن الأحزمة الاستيطانية كان قد بدأ بناؤها مبكرا حول القدس لتصبح هذه المستوطنات جزءا منها ضمن ما اسمته إسرائيل بالقدس الكبرى. معلي أدوميم هي إحدى التجمعات الاستيطانية التي تلتف حول القدس والآخذة بالتوسع يوما بعد يوم.

سري نسيبة – رئيس جامعة القدس: هذه المستوطنة معلي أدوميم التي تنظرين إليها اليوم وهي تفوق حجما القدس الشرقية متى بدأ العمل فيها؟ في الثمانينات تنظرين الآن اليوم كي ونحن نتحدث وضع أحجار الأساس للامتداد لمعلي أدوميم من الناحية الشمالية فيما يسمى بالمدخل الشرقي لاستكمال مخطط المدخل الشرقي كما يسمى لمدينة القدس.

إيهود باراك: أعتقد أن مكانا مثل جفعات زئيف أو معلي أدوميم أو إفرات كل واحدة منها هي مدينة بها 25 ألف شخص لن نقوم بإزالتها بأي حال وهي لا تتداخل مع المواطنين العرب ولكن المشكلة الحقيقة هي في المستوطنات المعزولة جدا وفي نفس الوقت في حقيقة وجود الإرهاب ونحن لن نخضع أبدا للإرهاب.

جيفارا البديري: هذه المستوطنات تمثل 80% من مساحة المستوطنات اليهودية وأكثرها كثافة بالسكان إسرائيل وضعتها دوما خارج نطاق التفاوض، على النقيض ظلت الأحياء العربية تعيش أوضاعا متردية ما بين حرمانها من أي تطوير وسلبها هويتها المقدسية بإخراجها خارج الحدود التنظيمية للقدس.

نائلة الزرو: أي إيشي بيكتبوه على الورق لكن تنفيذه على الأرض شيء ثاني، اليهود لا يمكن تستغني عن البلد القديمة لأنه هذا دا مخططها لكن بيخدروا الناس فيه تخدير على إنه راح يكون فيه حل وفي الحقيقة رأيي الشخصي إنه ما في حل.

داني نافيه: أنا أعتقد أنه إذا ما كان هناك حلم فلسطيني بخصوص دولتهم وبخصوص عاصمتهم فعليهم أن يضعوا في اعتبارهم هذه الحقيقة، أنا لا أعتقد أن هناك حلا فعليا لنفس المدينة ونفس العاصمة لدولتين أعتقد أن هذا مستحيل.. مستحيل نظريا ومستحيل على المستوى العملي.

إيهود باراك: علي أن أخبركم بكل أمانة وأنا لم أُخْفِ ذلك يوما أنه لن يتنازل رئيس وزراء إسرائيلي يوما عن السيادة على هذه المنطقة.

أحمد قريع: لا نتطلع إلى أي دولة يعني نتطلع إلى دولة تقوم في حدود الرابع.. على خط الرابع من حزيران عام 1967 عاصمتها القدس وبدون ذلك ليست دولة يعني أي دولة القدس ليست عاصمة لها ليست دولة.

جيفارا البديري: تنأى بجرحها من أنفاق تنقض أركانها ومستوطنات تلتهم ما تبقي منها وما بارك الله حولها وجدار يحتضن المستوطنات ويقتنص ما تبقى من فتات هذه الأرض.

صلاح الغول- لاجئ من مخيم عايدة- بيت لحم: هذه الأرض تبعتنا أجوا اليهود ضموها وفتحوا فيها شارع زي ما أنتِ شايفة بالشكل هاي بيدعوا إنهم بدهم يسوا جدار أمني وللأسف الشديد الجدار الأمني اخذ كل الأرض الفاضية وقسموا الأرض قسمين بالنصف يعني صار نصفها جوه عندهم ونصفها بره.

جيفارا البديري: الجدار الفاصل سد منيع يقف في وجه أي أفق لأي حل أو بوادر انفراج يبقى التخوف بعد أن أصبح قضية دولية أن يلقى أي قرار بشأنه نفس مصير القرارات السابقة.

صلاح الغول: اللي من 1948 جدودنا طلعوا وهم يضحكوا عليهم في 1948 بعدين ترجع 1948 إلى 1967 وبعدين ترجع لـ1967 طلعنا من الـ1967 وصلنا لجدار آمن وبعدين بترجع وبنقيم الجدار الآمن هذه كلها مسالخ هذا عمره ما بينقام.

نائلة الزرو: كله خض وكله ضحك علينا كله حكي فاضي يعني بيبلشوا باتفاقية وبيكونوا في مخططاتهم عم بينفذوا شيء ثاني.

صلاح الغول: قالوا مستعمرة جيلو بدها تنقام وهي قائمة على أرض فلسطينية ما بتنقام ولا عمرها بتنقام كل شيء بيقدروا يخلوه اليهود عمره ما بينقام.

أحمد قريع: كل ما أقامته إسرائيل يعتبر باطل وغير قانوني وغير شرعي يعني هذا يقوم بفعل الاحتلال بقوة الاحتلال بالسرقة التي يمارسها الاحتلال لكن هذه لا يعترف بها الفلسطيني هذه هي معركتنا، الجدار هو عملية قاتلة لن يترك أفقا لحل على الإطلاق القبول به هذا هو ضياع القضية الفلسطينية.

جيفارا البديري: إذا كانت القدس بنظر الإسرائيليين لا تقبل القسمة على اثنين وإذا كان الجدار يجعل الأرض الفلسطينية تقبل القسمة ربما على مائة فماذا تبقى للفلسطينيين ودولتهم المنتظرة من أرض وحدود.

يوسي بيلين – وزير العدل الإسرائيلي السابق ومهندس وثيقة جنيف: أنا يمكن أن أؤمن بشخص لكن لا أستطيع أن أؤمن بحد تسألينني ما إذا كانت حدود عام 1967 يجب أن تكون حدود سلام؟ لا، ليس هناك سبب يفرضها لتكون حدود سلام إذا ما كان بمقدورنا الاتفاق على شيء آخر لا يؤذيكم ونستفيد نحن منه.

إيهود باراك: أنا لا أعتقد أن الحدود يجب أن تكون بالضرورة حدود 1967 وبالتالي أعتقد أنه يجب العمل وفق قرار مجلس الأمن 242 والذي ينص على أنه يجب أن يكون للجانبين حدود آمنة وواضحة ومعترف بها وبحسب رأيي لا يجب أن تكون بالضرورة حدود 1967.


جدوى المفاوضات والعودة إلى حدود1967

أحمد قريع: الدولة الفلسطينية تقام على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس هذه هي الدولة التي من الممكن أن يقبل بها الفلسطينيون وهذه هي الدولة التي من الممكن أن تكون عنصر استقرار وسلام في المنطقة وغير ذلك لن يكون عنصر استقرار وسلام في المنطقة.

قدورة فارس – عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح ووزير الدولة الفلسطيني: إسرائيل ببناء الجدار عمليا تقوض فكرة الحل القائمة على أساس دولتين لشعبين معنى ذلك إنه إذا غاب هذا الخيار لن يكون هناك من خيار إلا إما دولة ثنائية القومية وإما أن نذهب مع الإسرائيليين في حرب حتى.. حرب على قاعدة الإقصاء بمعنى أن طرف يجب أن يغيب عن الساحة إما الشعب الفلسطيني أو دولة إسرائيل.

جيفارا البديري: ما بين الخيارات المطروحة تبقى التساؤلات تتبادر حول كيفية التعامل مع الاحتلال قبل الأخير في العالم في ضوء واقع مفروض على الأرض يقف الفلسطيني معلقا بين حقائق التاريخ التي كفلت له دولته وواقع الجغرافيا الذي يسلبها منه.

نائلة الزرو: يعني بنضحي وبنقدم دمائنا وشبابنا وبيوتنا وأرضينا وكله هذا لكن مفيش نتيجة بنهاية المطاف، إسرائيل كل ما تنازلتِ جزء كل ما ضغطت عليكِ أكثر لتتنازلي أكثر.

حيدر عبد الشافي – رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في مدريد: إحنا مطلبنا المعلن الذي نتمسك به هو دولة فلسطينية في حدود الـ1967 بما يمثل أقل من ربع فلسطين حتى هذا المطلب المتواضع إسرائيل ترفضه وإسرائيل أقامت الحقائق المادية على الأرض كي تعطي نفسها العذر أن لا تسلم لنا بهذا فإذاً إحنا ما هو أملنا؟ إن لم تتنازل إن لم تغير إسرائيل من موقفها الذي تبنته في المؤتمر الصهيوني الأول لا يمكن أن يكون لنا طريق إلا أن نُرغِم إسرائيل على تغيير هذا الموقف.

جيفارا البديري: كيف؟

حيدر عبد الشافي: بالكفاح.


طاولة المفاوضات لن تجلب للفلسطينيين أرضا ولن تعيد الاجئين ولن تعيد المقدسات ولن تزيل مستوطنات ولن تقيم دولة مستقلة

عبد العزيز الرنتيسي – أحد قيادي حركة حماس: طاولة المفاوضات لن تجلب لنا أرضا ولن تعيد اللاجئين ولن تعيد المقدسات ولن تزيل المستوطنات ولن تقيم دولة مستقلة، أنا أتحدى إن كان هناك من يؤمن بأن طاولة المفاوضات يمكن أن تصل بنا إلى شيء طبعا هذا الأمر على حساب الوطن حتى أن تصل بنا إلى شيء على حساب الوطن لن يستطيعوا على طاولة المفاوضات.

قدورة فارس: أنا مع فكرة الحل وأنا مقتنع أن مائدة المفاوضات لا يمكن أن تأتي بحل عادل بالمعني المطلق للكلمة، طاولة المفاوضات يمكن أن تأتي بحلول مقبولة ممكن أن تكون مقبولة ولكن سيخالطها شيء من المرارة وسيخالطها شيء من الإحساس بالظلم لأنه العدل المطلق يحتاج إلى قوة مطلقة تحقق انتصار ساحق وبعد ذلك تعود الحقوق تماما كما هي.

جيفارا البديري: ومن بين الحلول التاريخية والمعروضة هوة كبيرة يقف الفلسطيني في وسطها ينظر إلى ما يمكن أن يحفظ له حقه ويأمل بنقطة التقاء لما هو بالإمكان.

عبد العزيز الرنتيسي: في إمكاننا ألا نتنازل وحتى لا نتنازل يجب ألا نفاوض أو في إمكاننا عند اللزوم إذا يعني هناك كانت حمى المفاوضات موجودة عند البعض ألا تكون المعادلة إما مقاومة أو مفاوضات لا الفيتناميون فاوضوا وقاموا في آن واحد.

عزمي بشارة – عضو عربي في الكنيست: من الذي جلب الدولة الفلسطينية؟ هذا لم يُحصَّل في المفاوضات لم تُذكَّر في المفاوضات اللي أنجز الدولة الفلسطينية هو الشعب الفلسطيني في نضاله مع إضافة إنه إسرائيل بدأت تدرك إنه الاحتلال غير ممكن، الانتفاضات المتكررة أثبتت إنه هذا غير ممكن هي إنجازها الأساسي إنه الاحتلال غير ممكن استنتاجات إسرائيل لم نستطع يعني نحن لم نقنع إسرائيل باستنتاجاتها، هي استنتجت إنه الاحتلال غير ممكن ولكن طريقة التخلص من الاحتلال ما تزال قضية غير محسومة في إسرائيل.

محمد الهندي – أحد قيادي حركة الجهاد الإسلامي: هذا صراع طويل وهذا الصراع ممتد وهذا الصراع معقد وليس هناك صراع في التاريخ مثل الصراع على فلسطين وفي فلسطين ولسنا في عجلة من أمرنا الزمن يعمل لصالحنا ولا يعمل لصالح العدو الزمن على مستوى الوعي الفلسطيني بهذه القضية وتعقيداتها وتداعياتها وأبعادها الأيديولوجية والتاريخية والثقافية والعسكرية والسياسية في المنطقة وأيضا على المستوى الديمغرافي كله يعمل لصالحنا ولكن إدارة الصراع هنا أنا أعتقد يمكن أن تكون على نار هادئة.

حيدر عبد الشافي: هي الجماهير الفلسطينية أقدر من الجماهير اليهودية عشر مرات على تحمل الحرمان والضيق والكذا وهذا هو سلاحنا الوحيد الذي نستطيع أن نفرض على إسرائيل أن تتنازل عن وضعها، في نظري لا يوجد إلا هذا الطريق.

أم نضال فرحات – والدة شهيدين ومعتقل: إحنا اليوم يعني كل حاجة عندنا تضحية تسكير الطريق عندنا تضحية الشعب عمال شوف قد إيش بيعاني يعني الأزمة الاقتصادية الخانقة اللي بتعيشها مناطقنا يعني المحتلة هذه يعني إيش بدي أقول لكِ هذا أكبر من كل التضحيات كمان، لكن إيش بدنا نعمل هذا قدرنا بدنا نصبر عليه بدنا نتحمله ونواصل الطريق هذا عشان إيش نحقق ما نصبو إليه وغير الطريق هذا والله ما فيه طريق بديل إليه مفيش بديل إليه أبداً.

جيفارا البديري: نفق ينتظر الفلسطينيون أن يروا أخره، إسرائيل ذات الأوجه المتعددة لها وجه واحد على ما يبدو في التعامل مع جيرانها ولكن أيضا بين الأمس واليوم والغد مسارات وطرق يتخللها عوائق وكل عائق هو تحدي جديد للفلسطيني الذي يتشبث بأرضه مع كل صباح وسط الضباب ينتظر أن يرى ذلك النور في أخر النفق الذي يضيء الطريق لشعب أختار الحياة، طيب الله أوقاتكم.