للنساء فقط

المرأة والرضا عن الذات

متى تكون المرأة راضية عن نفسها؟ هل اتباع برامج الحمية وأدوية تخفيف الوزن وعمليات التجميل تحقق للمرأة الرضا أم تتجه بها نحو تحطيم الذات؟ وكيف نفسر حالات الانعزال والكآبة وأمراض البوليميا والأنوريسكا التي كثيرا ما تصيب النساء في صراعهن المرير نحو تحقيق مزيد من الرشاقة والجمال؟

مقدمة الحلقة:

منتهى الرمحي

ضيوف الحلقة:

د. ماري تيريز خير بدوي: محللة نفسية – لبنان
فاطمة باركر: رئيس الفرع العربي لجمعية الرضى عن الذات
ندى صالح: أخصائية تغذية – لندن

تاريخ الحلقة:

30/09/2002

– عدم الرضى عن النفس عند المرأة
– أهمية الأمان لتحقيق ذات المرأة

– الجسد ورضى المرأة عن نفسها

– الترويج الإعلامي لأدوات التجميل وابتزاز والمرأة

– علاقة الصحة الجيدة بوزن الجسم

– علاقة الحالة النفسية بالرضى عن هيئة الجسد


undefinedمنتهى الرمحي: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحديث عن موضوع المرأة والرضى عن الذات يستلزم مباشرة الحديث عن علاقة المرأة بجسدها في الإطار الذي أصبحت فيه مسألة إعادة تأهيل الجسد وفقاً لمواصفات عالمية محددة تمثل الهاجس الذي يؤرق أذهان الكثيرات من النساء، وتحدد طبيعة علاقتهن بذواتهن وبالآخرين إلى حدٍ يصل أحياناً إلى نبذ الجسد، وسيطرة مشاعر الانتقاص من الذات كتعبير عن عدم الرضى عنها، وذلك بتأثير كبير من شركات صناعة الجمال وفقاً لمواصفات نمطية عالمية من خلال استراتيجيات اقتصادية وآليات تجارية تقف وراءها ترسانة إعلامية ترويجية تنتهي إلى واقع للجمال، تكون فيه كل الأنوف متشابهة، وكل الصدور متقاربة، وكل الأحجام متماثلة تعكس قدّاً رشيقاً لممثلة، و شكلاً مغرياً لمغنية، وتناسقاً متناغماً لعارضة، الأمر الذي يولد لدى المرأة البعيدة عن هذه النماذج شعوراً بالاختلاف والتهميش والإقصاء.. والإقصاء على صعود شتى، وبما ينتهي إلى أزمة ثقة مع الذات لدى كثيرات تقودهن أو تقودهن تلك الحالة إلى حالة من الكآبة والانعزال وعدم الشعور بالأمان، بل إن بعضهن قد يصاب بأمراض مثل (البوليميا)، و(الأنوركسيا) بعد محاولات متكررة ومضنية من اتباع برامج الحمية وتناول أدوية تخفيف الوزن، وإجراء عمليات تجميل، فما هي العوامل الكامنة وراء هذا الضعف الثقة بالذات عند المرأة مهما كان شكلها ومظهرها؟ ومن الذي يقف وراء تلك الرسائل السلبية المختزنة في ذهن المرأة عن ذاتها وعن شكلها؟ وكيف يمكن للمرأة الاكتفاء في بناء شخصيتها وتحقيق ذاتها على ما تملك من صفات ومزايا ذاتية؟

للحديث عن هذه الظاهرة الشائعة عند فئات عريضة من النساء وتحليل خلفياتها وأبعادها نستضيف اليوم في استوديوهاتنا بالدوحة السيدة فاطمة باركر من الجزائر (رئيسة فرع الدول العربية لجمعية الرضى عن الذات العالمية، والمستشار الأول للجمعية في ولاية تكساس الأميركية).

ومن لبنان عبر الأقمار الاصطناعية الدكتورة ماري تيريز خير بدوي (أستاذة علم النفس في جامعة القديس يوسف، أخصائية في علم النفس العيادي، وهي محللة نفسية ومؤلفة لعدة كتب عن المرأة وعلاقتها بالجسد وبالرجل والحياة) وستنضم إلينا في وقت لاحق من هذه الحلقة عبر الأقمار الاصطناعية أيضاً، لكن من لندن، السيدة ندى صالح (المختصة بعلم التغذية ومؤلفة كتابي "عبير الأرض" و "إغراقات المشرق" واللذين لهما صدىً واسع في المجتمعات الغربية).

أهلاً بكن ضيفات على هذه الحلقة الجديدة من برنامج (للنساء فقط).

فاطمة باركر: شكراً.

منتهى الرمحي: كالعادة قبل أن أبدأ أود أن أذكر مشاهدينا الكرام بأن بإمكانهم المشاركة معنا في هذه الحلقة وفي هذا الحوار بجميع محاوره وأبعاده على رقم الهاتف: 4888873(00974)، أو عبر الفاكس على الرقم: 4890865(00974)، أو عبر البريد الإلكتروني على العنوان: www.aljazeera.net

وبالطبع نرحب بآراء وأفكار الجميع ومن الجنسين.

[فاصل إعلاني]

منتهى الرمحي: سأبدأ على غير العادة من ضيفتي في بيروت الدكتورة ماري تيريز.

دكتورة ماري، إلا أني سأبدأ بتعريف أولاً معنى الرضى عن الذات في علم النفس، من قراءات كثيرة قيل أن الرضى عن الذات مرتبط بعنصرين أساسيين، أولاً: الشعور بالأمان، والشعور بتحقيق الذات، الشعور بالأمان يعني عند الكثيرين يقولون إنه يأتي من إحساسك بأنك مقبول لدى الآخرين بصفاتك الجسدية والمعنوية، أما الشعور بتحقيق الذات، فيأتي طبعاً بالعمل والإنجاز وما قدمته في الحياة، يعني إذا سلمنا بهذا التعريف لعلماء النفس عن الرضى عن الذات، متى يمكن اعتبار المرأة غير راضية عن ذاتها؟


عدم الرضى عن النفس عند المرأة

د. ماري تيريز خير بدوي: بأفتكر إنه كثير مهم نفكر بالمرأة، ونفكر بالمرأة كإنسان، يعني فيه طرق كإنسان يعني كان رجل أو كان مرأة بتعاطيه مع الحياة، فينا نعطي أمثلة مثلاً عندنا رغبة مهنية، أو رغبة عاطفية، أو رغبة بحيللا مجال من الحياة بنحققها كنا رجل أو كامرأة، هلا الشغلة اللي إحنا بنحققها عندها جزء يا اللي هو التصور اللي عندنا إياه بالتصور بطريقتنا، اللي نحنا حابين نحققه، وعنده جزء اللي هو حاجة، يعني (Le besion)، وقت اللي نحنا بنحقق شو ما حققنا، بنحقق جزء من الرغبة يا اللي هو الحاجة بيبقى كل تصورنا اللي هو ما ممكن نقدر نحققه، وقد أيش فيه مسافة بين الرغبة وبين شو حققنا بالحاجة يا اللي نحنا لبيناها، هون الرضى بيكون موجود أو لأ، يعني إذا أنا حققت عندي رغبة إني أصير طبيبة، وصرت طبيبة بأكون حققت شغلة من رغبتي، وبأكون راضية عن نفسي، بس أنا إذا كنت حابة أكون طبيبة وما قدرت، لأنه عندي موانع هلا بنشوف شو هي عند المرأة، بيصير عندي نوع من عدم رضا عن النفس، لأني ما حابة حققت رغبة عندي إياها، وبأكون حققت غيرشي يمكن أنا بيكون ملبي لي رغبة من رغباتي، بس ما ممكن يقدر يعبي لي كل الرغبات اللي عندي، هلا يمكن هندخل لتفاصيله بالبرنامج، ونجرب نفهم شو الرغبة وشو الحاجة.

منتهى الرمحي: طبعاً.. طبعاً، لكن.. لكن أول شيء دكتورة.. دكتورة ماري تيريز، أول شيء: هل هناك أعراض سيكولوجية للتعبير عن عدم الرضى عن الذات؟ يعني ممكن أن.. أن نعرف من خلالها أن.. أن الشخص اللي أمامي غير راضي عن ذاته؟

د. ماري تيريز خير بدوي: هلا بالنسبة للمرأة بنشوف إجمالاً إنه جزء من رغباتها يا اللي هي مختصة بالعام ما فيه اهتمام إنها تتلبى وإنه تصير مثلاً، نعرف إن المرأة إجمالاً مخصصة بالأدوار الخاصة، يعني بالأمومة يا اللي هي أمومة أكيد مقدسة وكتير مهمة، بس إجمالاً بنسمع أوقات زملاءنا بالجامعة، ونحن بنشوف، بتشوفي أوقات بيقولوا لك إنه أحسن تلاميذهم بنات، وبيطلعوا أول، وعندهم كثير طاقات مهمة، بتطلَّعي بتشوفي بالحياة الاجتماعية وبالعامة بتشوفي إنه المرأة.. قليل من النساء يا اللي بيتوصلوا لوظائف عامة مهمة، هون فيه جزء من طاقات المرأة يا اللي هي مهنية أو بالحياة العامة ما عم تقدر تعبر عنها، وما عم تقدر تعيشها ومخصصة بالحياة الخاصة يا اللي هي دورها بالأسرة وكأم، وأنا قلت هايدا أكيد شيء كتير مهم، بس ها الشيء ما عم بيكون عم بيلبي لها كل حاجاتها وكل رغباتها..

منتهى الرمحي[مقاطعةً]: طيب يعني كيف يمكن أن ينعكس هذا على الصعيد الشخصي بشكل أعراض؟ يعني هل يمكن أن تصبح لديها شعور بالكآبة، أو أن يصبح لديها شعور بالعدائية، أو أن يصبح لديها.. يعني أي نوع من الشعور ممكن أن تحس من خلاله كمتعامل معها، وإذا كنت أقرب يعني، إذا كنت فرد من الأسرة بأن عندها إحساس بنقص ما؟

د. ماري تيريز خير بدوي: هلا هون.. هون بنحس إنه المرأة عم تنكب على الأمومة بطريقة إنها بتتعلق بأمومتها، وما بتعود تخلي ولادها عندهم نوع من استقلالية أو نوع.. لأنه ما عندها غير دور، الدور الوحيد اللي عم بيأمنوا لها إياه، اللي عم بيسمحو لها كمجتمع إنها تعيشه بالمجتمعات التقليدية إنها تلبي دور معين، وتوقف هايدوك الأدوار، وعندها نوع من تعلق بأمومتها، وبتعلق بولادها، ما بتعود تخلي عندهم نوع من الاستقلالية العاطفية والاجتماعية.

منتهى الرمحي: يعني ينعكس سلباً على.. على الأسرة.

د. ماري تيريز خير بدوي: على الأسرة.

منتهى الرمحي: دكتورة ماري، سأعود.. طبعاً سأعود لمناقشة نقاط مهمة ذكرتيها في.. بشكل مفصل أكثر، لكن أنتقل لضيفتي بالأستوديو السيدة فاطمة. سيدة فاطمة، أنتم أو أنت عندكم مسؤولة عن جمعية الرضى عن الذات العالمية بفرع المناطق العربية وأيضاً بولاية تكساس كما عرفنا في المقدمة.

فاطمة باركر: نعم.. نعم.

منتهى الرمحي: الجمعية.. في هذه الحلقة، يعني سنحاول أن نخصص الجزء الأكبر من هذه الحلقة للحديث عن الرضى عن الذات الشكلي.

فاطمة باركر: الشكلي.

منتهى الرمحي: الجسدي.

فاطمة باركر: الجسدي، نعم.. نعم.

منتهى الرمحي: يعني أن.. أن تكون راضي عن نفسك كما أنت بمواصفاتك الجسدية، جمعيتكم بتقوم بالعمل على تقبل الذات والاختلاف عند الآخر، وتقوم بمحاربة التمييز على اللي كان أساسه الشكل يعني..

فاطمة باركر: أكيد.. أكيد.

منتهى الرمحي: فيعني هل هناك سياسة واضحة للجمعية، وإلى.. يعني إلى أين وصلتم في جهودكم؟

فاطمة باركر: والله تقدمنا كثيراً، تقدمنا كثيراً كثيراً، إحنا نعتبر إحنا جمعية ضمن حركة، ضمن حركة، أنت سؤالك الأول كان إ نه بالنسبة للرضا عن الذات لازم الإنسان يحس أولاً: يشعر بالأمان. وثانياً: الشطر الثاني كان إنه أيضاً..

منتهى الرمحي: الشعور بتحقيق الذات.


أهمية الأمان لتحقيق ذات المرأة

فاطمة باركر: بتحقيق الذات، نتكلم عن هذا أيضاً، لأنه هذا يعني أنواع ومحاور إحنا نعمل فيها، لأنه الإحساس بالأمان مش.. ما.. ما يأتي مني أنا فقط، أنا أشعر بالأمان عندما أشعر بقبول ممن حولي، بالنسبة للمرأة الأمان مهم جداً جداً جداً، يعني المرأة معروف عنها أنها بالإنجليزي يقولوا: she is very insecure يعني غير راضية أو غير.. غير..

منتهى الرمحي: غير آمنة.

فاطمة باركر: غير آمنة، فتحتاج إلى الأمان، تحتاج الأمان من أهلها، تحتاج الأمان من المجتمع، تحتاج الأمان من زوجها، ok، فإحنا لما نيجي نحكي عن الرضى عن الذات، ولما نتكلم عن المرأة لو وصلنا مثلاً إلى.. إلى سن الزواج قبل ما نرجع إلى الطفولة، نقول الأمان الذي تشعر به المرأة لكي تشعر بأنه هي عندها قدرة، وإنه هي عايشة، يعني ممكن تكون.. تكون عندها ثقة في ذاتها، إنه الزوج اللي هيختارها يختارها مش على شكلها فقط، ولكن يحبها لنفسها، فهمتني؟ يحب المرأة هذه لأشياء أخرى، لأنه إحنا مهما كان بشر والله خلقنا، فإحنا نتغير كما تتغير المرأة في الكبر أو بعد الولادة فيتغير الرجل، الإحساس بالأمان هو إنه لما أنا أبدأ بزواجي، وإن شاء الله يتوفق الجميع في أنه يختيروا أو يختاروا يعني بمن برتبطون على أسس صلبة توفر الأمان، والأمان هذا مهم جداً للمرأة، فبتلاقي المرأة تشتكي من بطنها أو تشتكي من كيلو أو كيلوين، هذه كلها أسباب ليس.. لا..لا داعي لها، البطن ما عنده أي دخل بالزواج؟ الزواج مبني على أسس أخرى والأمان هو شيء ضروري.. ضروري للمرأة لكي تشعر بالأمان.

منتهى الرمحي: بس كثير من حالات الزواج سيدة فاطمة يعني تكون في البداية هي لأنه الشكل شكلها أعجب هذا الخاطب أو حتى شكله أعجبها فوافقت.

فاطمة باركر: نعم.. نعم طبعاً صح.. صح.. صح.. نعم.

منتهى الرمحي: ثم يعني بالعشرة بالتعايش فيما بينهم تصبح الأشياء أكثر تعميماً.

فاطمة باركر: روتينية طبعاً هو..

منتهى الرمحي: وتصبح أكثر تعميماً يحب روحها، يحب تعاملها، يحب بيته.. يعني يحب أشياء كتير.

فاطمة باركر: أكيد.. أكيد يعني هم الناس يقول لك: أنا أختار العروسة أو أختار زوجتي على أساس.. على أساس شكل، طيب يا سيدي إحنا نأخذ.. نقول إنه اخترنا على أساس الشكل، فيه المقولة الشعبية تقول إنه الزواج مثل البطيخة أو مثل القرعة، ما تعرفي..

منتهى الرمحي: اللي حمرا..

فاطمة باركر: اللي حمرا..، طيب بالله عليك أنا لما بدي أختار أولاً أختار بطيختي، أنا أشوف البطيخة قدامي، بدي بطيخة نحيفة، بدي بطيخة سمينة، بدي بطيخة متوسطة، وبالتالي البطيخة لما آخذها لبيتي أنا عارف شكلها الخارجي، أما المضمون الداخلي أنا ما أعرفه.

منتهى الرمحي: أيوه بأكتشفه لاحقاً.

فاطمة باركر: بأكتشفه بعدين، فبالتالي لما يجي في الأخير يقول: والله أنا أتزوجتك وبعدين متنتي أو تزوجتك ونحفتي، فهذا شيء كلام فارغ.

منتهى الرمحي: طيب يعني ليش بكثير من.. في.. في المجتمعات العربية يذهب يعني حتى جيل الشباب والجيل السابق ربما في فترة قريبة في الثلاثين سنة الماضية أنه يذهب الشاب لاختيار فتاة رشيقة نحيفة بحيث إنه المواصفات اختلفت يعني في.. في الماضي أيام آبائنا..

فاطمة باركر: والله نعم، كانوا يبحث عن..

منتهى الرمحي: كان يبحث عن الامرأة الممتلئة.

فاطمة باركر: طبعاً، لأنه يعني المرأة الممتلئة زمان وحتى الآن، يعني إحنا لا مش.. مش نقول سمينة جداً لو أنا كنت أكدح يومياً وتعبانة وما عنديش الغذاء الكافي، تعبانة يعني فيه بعض الشعوب هون بتلاقيها كلها نحيفة، لأنه شعوب ما عندها كفاية تاكل، ok، قلت هذا الكلام وبعدين أرجع أقول إنه في بعض.. بمعظم الأوقات لا يرتبط الأكل أو بأتابع الأكل.

منتهى الرمحي: طبعاً فيه ناس عندها كتير تأكل وتعمل رجيم.

فاطمة باركر: طبعاً أكيد، فهنرجع لهذا، ولكن إنه المجتمع والاختيارات الشاب والفتاة، يختاروا هم مبرمجين نحن نظن إنه إحنا أحرار، متى نستطيع إنه نعمل اللي بدنا إياه، ولكن إحنا.. نحنا مبرمجين، يعني نشوف في التليفزيون هذه المترنحات، الفيديو كليب، إلى آخره، فيه ناس تعمل بجد وبكد ويعني.. إحنا بالنسبة لها عبارة عن أوز تبيض ألماظ، فلما عندك وز يبيض ألماظ هتخنقيها وتقطعي له رقبته! ما بيصير، فبالتالي الناس هذه بيحملوا مئات البليارات مئات البليارات من إحساسنا إحنا بعدم الرضى، ليس فقط..

منتهى الرمحي: أظن الشكل الحجم.. الحجم يعني هل؟

فاطمة باركر: ليس فقط الحجم في..

منتهى الرمحي: هل تقولين بأنه نقل.. نقل إلينا من..

فاطمة باركر: من الغرب.. من الغرب، تعرفي..

منتهى الرمحي: من الغرب حتى قبل الحديث عن مفهوم العولمة.

فاطمة باركر: نعم، تعرفي إنه تحكي الحديث طويل، وأنا ما بدي آخذ وقتكم، يعني تيجي تروحي مثلاً عند الدكتور، يقول لك والله أنت مفروض متر و60 لازم تكوني50 أو 40 كيلو، المقياس هذا.

منتهى الرمحي: المقياس العالمى.

فاطمة باركر: مش مقياس.. هو مقياس اخترعته أو.. أو طلعته شركة (مترو بولتن) مشهورة أميركية، هي تُعني بـ..، هي شركة تأمين، وشركة التأمين، تهمها مصلحتها، وعملت الدراسة هذه واخترعت هذا المقياس.

منتهى الرمحي: تاخد 5 كيلو من..

فاطمة باركر: طبعاً عاملة.. عاملة هذا المقياس لمصلحتها هي الخاصة، وبانية هذا المقياس على الرجل الأميركي الأبيض، فبالتالي أي إنسان أسمر أو إنسان جزائري عم.. إحنا جزائرين.

منتهى الرمحي: أكيد طبعاً.

فاطمة باركر: أو إنسان يعني عربي أو إنسان.

منتهى الرمحي: أوروبي حتى.

فاطمة باركر: أوروبي أو إنسان إفريقي أو صيني أو ياباني، فلا تنطبق عليه تماماً، وشوفي وحاولوا إنه يصلحوها مرة ثانية في السبعينات، وأخيراً الآن من 3،4 سنين طلعوا بـ بويا.. بودي.. (بودي ماس إندكس) (body mass index)، وهو أيضاً إحنا في جمعيتنا ضده، لأنه، لأن نحن لا نؤمن بالتقيد.

منتهى الرمحي: يعني تحركوا بالمقياس شوي؟ غيروا فيه؟

فاطمة باركر: والله عملوا هذا المقياس ومثل ابن عمه لا يصلح.. لا يصلح، فزي ما قلت لك إنه فيها مصالح، ولو دخلنا وشوفنا هنجد أسرار كبيرة، وإحنا بالنسبة لهم زي ما قلت إنه أوزه يبيض الألماظ، فبالتالي بيحافظوا علينا، ويأخذوا شرائح منا مثل مجموعتنا إحنا الممتلئين، ويعاملونا على أساس إنه إحنا يعني بعبع، ها!! لو.. لما هتسمني راحت حياتك، لا هتتزوجي ولا هيحبك حد.

منتهى الرمحي: هذا الغرب.

فاطمة باركر: طبعاً.

منتهى الرمحي: طب الغرب عندهم الولايات المتحدة الأميركية.

فاطمة باركر: الغرب هم اللي مسيطرين، نعم.

منتهى الرمحي: مهولة أرقام الناس اللي عندهم سمنة وبدانة.

فاطمة باركر: طبعاً خليني أنا أشرح لك.

منتهى الرمحي: وعايشين على الأكل السريع والمثلجات.

فاطمة باركر: أكيد.. مش ما هو موجود الأكل السريع في عالمنا العربي؟

منتهى الرمحي: أيه تصدر لنا يعني.

فاطمة باركر: ما هو مش موجود حول العالم؟ موجود في كل مكان، فبالتالي إحنا خلينا نشوف مثلاً أنا بأتكلم عن البدانة، ok بقى فيه.. فيه من 50 سنة لما بدأ.. بدأت الحركة هذه كان معدل البدانة في أميركا، أحكي لك على أميركا لأنه جمعيتنا في أميركا وإحصائياتنا في أميركا، كان عبارة عن 20% فقط من اللي أوزانهم زايدة على (المتروبولتن)، على مقياس (المتروبولتن) ok واللي هو أصلاً لا يصلح، ومرتفع يعني والوزن الزائد، يعني 20% من سكان أميركا كان ممتليء يعني يزيد على مقياس (المتروبولتن) بـ 20% فقط، هذا من 50 سنة، الآن فيه 120 مليون أميركي متين، طيب كيف؟ مادام وجدوا، طلعوا لنا الشيء هذا الحمية اللي اللي ممكن.. تفضلي.

منتهى الرمحي: طبعاً.. طبعاً راح نعود، راح نعود لهذا الموضوع بتفصيل أكثر، وأعود للدكتورة ماري تيريز، أرجو أن تكوني استمعتي إلينا إلى بهاي النقاط بالتحديد، لأني أريد تعليقاً منك عليها.

[موجز الأخبار]

منتهى الرمحي: قبل أن أقدم الفيلم التسجيلي الذي أعددناه أود أنتقل إلى ضيفتي في بيروت الدكتورة ماري تيريز، وتعليقك على ما ورد، خاصة وأننا نريد أن نتحدث في هذا الجزء من البرنامج، على الأقل في الجزء الأول عن رضا المرأة عن ذاتها، عن جسدها، ولنكن نكون أكثر دقة عن الحجم، يعني البدانة من.. والنحافة.


الجسد ورضى المرأة عن نفسها

د. ماري تيريز خير بدوي: حابة أعلق على اللي انقال بالنسبة للنماذج النحافة والجمال اللي جاي من الغرب، أنا بأفتكر كتير مهم نفكر إنه كل المجتمعات من كل العصور كانت تفرض نماذج معينة واللي هي بتتغير من بلد لآخر ومن عصر لآخر، بدنا نشوف شو الغاية منها، كانت جايه من الغرب أو كانت جاية من الشرق، يعني كل مجتمع لقى طريقة إنه يقيد الجسد وخصوصاً جسد المرأة بنماذج معينة، وهي القصد منها القيود.. القيود المجتمعية اللي هي بتتغير بكل العصور، هلا ما بدنا ننسى إنه المرأة بجسدها هي بتحمل ولد، ومن كل.. من أول ما يعني بنعرف لعلماء الاجتماع بيقولوا لنا قد أيش كل المجتمعات كانوا يلاقوا طريقة إنهم يواجهوا إنه الرجل خاصةً يواجه ها الحقيقة يا اللي هي بجسد المرأة والرجل ما عنده إياها، هايدي كونت عند الرجل نوع من قلق، القلق بوجه.. ليواجه جسد المرأة، وعمل لجسد المرأة قيود معينة عبر العصور يا اللي هي تغيرت من عصر لآخر مثل ما قلت من شوي، لا يقدر يواجه ها القلق يا اللي عنده إياه هو كرجل، ليواجه جسد المرأة، كثير مهم نقول إنه هلا.. ها النماذج الاجتماعية اللي نحنا عم بنقول إنه آتية من الغرب ما إنها آتية من الغرب بس، والمجتمعات الشرقية ومجتمعات عبر العصور دايماً كانت تلاقي نماذج من شان لتقيد.. لتعطي قيود لجسد المرأة من شان الرجل يقدر يكون عنده نوع من السيطرة على جسدها، لأنه جسدها بتولد عند الرجل نوع من القلق، لأنه عندما تحمل ولد.

منتهى الرمحي: القدرة على الحمل والإنجاب.

د. ماري تيريز خير بدوي: عندها القدرة على.. على الإنجاب هو ما عنده إياها.

منتهى الرمحي: طيب يعني كمحللة نفسية وأخصائية في علم النفس العيادي، إلى أي مدى ممكن أن يكون شكل.. شكل الجسد أقصد النحافة والبدانة أن يسبب مشكلة ويسبب عقدة تؤدي بالنهاية إلى عدم الرضى عن الذات عند النساء تحديداً، لأنه النساء هن المانيكانات والنماذج، والتي تبحث دائماً عن.. عن الكمال في شكلها؟

د. ماري تيريز خير بدوي: هلا ما بدنا نفهم كمان كيف المرأة أو كيف الإنسان، لأن فيه أشياء مثل ما قلنا فيه أشياء كل إنسان بيتعايش مع جسده فيها، كيف طريقتنا النفسية لنعيش الجسد، كلنا.. كان مرأة أو كان رجل ولنشوف ليس عندنا ها القيود عند.. عند المرأة، طريقتنا النفسية لنعيش الجسد، متكونة من.. من جزءين، عندنا الجسد اللي.. اللي كل الناس بتشوفه، يا اللي هو الجسد الواقع، يا اللي هو بدني، يا اللي هو ملموس، وعندنا فينا نقول التصور الذهني للجسد، يعني بالفرنسي بنقول: (…..) يعني عندنا جزءين يا اللي هو الجسد الواقعي والجسد تصورنا الذهني للجسد، هلا كل ما يكون فيه تواصل بين ها الاثنين بالنسبة شو المجتمع طالب، يا اللي هو ها الأشياء من مجتمع لآخر إنها بتتغير، كل ما يكون فيه تواصل بين ها الاثنين كل ما يكون فيه رضا عن النفس عند الرجل وعند المرأة، كل ما يكون فيه انفصال بين الاثنين، يعني إذا المجتمع طالب إنه نكون نحنا نحيفين، وأنا عندي 10 كيلو زيادة، فيه عندي نوع هون من.. من عدم اتصال بين تصوري لجسدي وبين جسدي الواقعي هون.. بعدم رضا.

منتهى الرمحي: طيب إذاً.. إذاً دكتورة.. دكتورة ماري.. دكتورة ماري تيريز، إذاً قضية علاقة الإنسان بجسده وبشكله لا يحدده رضاه عن ذاته أو.. أورغبته في أن يكون هكذا، إنما يتحدد برؤية الآخرين له أو رؤية المجتمع له؟

د. ماري تيريز خير بدوي: يعني بيعود للطريقة يا اللي انحكى عن جسده من هو وصغير، يعني فيه أشياء استبطنها من هو وصغير بالنسبة للجسد، بالنسبة لشو انقال له عن جسده، شو أمه حكته عن جسده، شو البيت، شو بالتربية، شو المجتمع، يعني كل تكوين ها الصورة الباطنية اللي عندنا إياها عن جسدنا، كل هايدي تكونت بعلاقتنا بطفولتنا مع أهلنا، مع المجتمع ومع كل شيء.. تلقينا من.. من.. من نظرة الآخر علينا وتكون صورة باطنية، فينا نقول باللاوعي تبعنا، هي اللي عم بتخلينا نكون راضيين أو مش راضيين عن جسدنا، هلا بأعطي مثل عندك أوقات بتشوفي أشخاص كثير أو.. أو نساء أجسادها كثير حلوة، تقول لك: أنا بدي عاملة رجيم بدي أضعف 4 كيلو أو 5 كيلو، بتطلعي فيها بتشوفي إنه هي كتير نحيفة، وهي ما إنها عايزة إنها تكون عاملة رجيم وتنحف.

فاطمة باركر: تنحف أكثر، صح.

د. ماري تيريز خير بدوي: 5 كيلو، بس معناته إنه ها الجسد اللي أنا عم بأشوفه يا اللي هو ها الجسد الواقعي ما إنه مناسب مع هي تصورها الذهني عن جسدها، هي شايفة إنه لازم تضعف 5 كيلو، وهون يمكن قلت بدنا نحكي عن الأنوركسيا والبولينيا بعدين.

منتهى الرمحي: والبولينيا نعم.

د. ماري تيريز خير بدوي: نرجع..

منتهى الرمحي: نعم، يعني سنتحدث عنها لاحقاً دكتورة ماري تيريز. الآن يعني سنسلط الضوء على نموذج من النساء تمكن من الوصول إلى التصالح مع الذات، نتابع معاً التقرير التالي من القاهرة.

تقرير/ لميس الحديدي: حول ميدان الأوبرا الشهير بوسط القاهرة تمارس رياضة المشي المفضلة لديها مساء كل يوم، ورغم حجمها الكبير ووزنها الذي يقترب من 165 كيلو جراماً، إلا أن غادة القاضي لا تشعر أن اختلافها عن الأخريات أمر يدفعها للاكتئاب، وعلى العكس فهي تتمتع بقدر كبير من الثقة والرضى عن النفس.

غادة القاضي: كل الرضى، عارفة لما تحسي إن أنت مميزة، فيه شيء من التميز كده بتمشي مع بنانيت كلهم كده عارفة رفيعين بقى، ويعني مع احترامي طبعاً يعني.. للحجم الشريهاني دوة اللي هو كده يعني ok، بس تحسي إن أنت مميزة، ماشية كده بطوطة كده، تحسي الناس راضية تماماً عن غادة.

لميس الحديدي: غادة التي لا يتعدى عمرها الـ 27 عاماً، وورثت السمنة عن عائلة والدها رفضت أن يكون حجمها عائقاً في تحقيق حلمها الكبير التمثيل، واختارت، وربما اختارتها مقاييسها أن تلعب أدواراً كوميدية مع كبار الفنانين.

غادة القاضي: كان حجم غادة أول ما ابتدأت كان عشان جسمها، كان عشان حجم غادة، غادة caracher،style ممتليء، إنما دلوقتي الحمد لله ويكفيني فخراً إن أنا بقى لي بالضبط 4،5 سنين منتسبة لفرقة عادل إمام المسرحية.

لميس الحديدي: وكما أن الحجم عند غادة لم يكن مبرراً للكآبة والعزلة، فلم يكن أيضاً دافعاً للابتعاد عن خطوط الموضة، وإن كان الأمر يحتاج منها إلى بعض الإبداع والكثير من القماش.

غادة القاضي: لما أبص كده بألاقي البنات في الصورة رفيعين كده ومش واكلين ومش عارفه، بس اللبس اللي عليهم حلو، فأنا أظبط بقى، أقوم واخده الموضوع ده كله أتيليه ظبط لي الحياة بقى، هات لي كده وهات لي كده، وأطلع من عنده لابسه اللي في الكتالوج، أنت جمالك في روحك بينعكس على أي حاجة ممكن تلاقيها تكون فيها أي نوع من الـ Drop يعني، فهماني؟ أنت جواكِ روح بتظهر معالم جمالك بشكل تلقائي، مش شرط إن أنا أروح عند الكوافير، وأعمل شعري وأعمل مش عارفة أيه علشان أبان جميلة، وأنا جوايا –Sorry- فيه قبح جامد قوي.

لميس الحديدي: وبعد التمثيل وربما قبله تأتي هواية الطعام، تطهوه بنفسها، وتأكله حتى قبل أن يغادر المطبخ..

غادة القاضي: بأعشقه، فيه عشق ما بيني وما بينه، بمعنى إن أنت بتبقى حابة الأكل اللي بتأكليه، فبالتالي من كثر حبي ليه بان عليَّ؟ بمنتهى الصراحة كده، تحسي إن أنت قدامك أكلاية جميلة كده فيها.. مثلاً أقول لك أيه؟ بطاية حلوة، طبق رز معمر كده يفتح النفس، بذمتك ده يقاوم؟

لميس الحديدي: لأ، جربت تعملي رجيم؟

غادة القاضي: آه، جربت طبعاً ساعتين، ساعتين رجيم، اشربي ميه سخنة، وبعد الضهر اشربي ميه سخنة تاني وقبل ما تنامي اشربي ميه سخنة ثالث، هي أيه موضوع الميه السخنة بتنزل الدهون؟ لأ، مش بأحب الميه السخنة أنا، وبعدين أيه بضاية مسلوقة، أنهي معدة دي اللي بضاية مسلوقة؟ إزاي يعني؟

لميس الحديدي: وبالرغم من حالة التصالح الفريدة التي تعيشها غادة مع واقعها إلا أنها نصبت نفسها رقيباً على رشاقة فتيات العائلة، حيث اعتبرتها مفتاح الصحة.

غادة القاضي: أنا ساعات ممكن بأحس إن أنا عندي إرهاق أزيد من أي حد بيبان علي أثناء الشغل، يعني ممكن أتعب، بأحس إني دايخه أكثر، بأنهج أكثر، الرشاقة هي الصحة، والصحة هي التاج اللي فعلاً ما بيحسش بيه يعني إلا المحروم منه.

لميس الحديدي: لميس الحديد – (للنساء فقط) – (الجزيرة) – القاهرة.

منتهى الرمحي: أيضاً لمزيد من إلقاء الضوء على موقف الشارع من نماذج الجسد المطلوبة في المجتمعات العربية نتابع معاً الاستطلاع التالي من القاهرة أيضاً.

سيدة1: لما بأتخن شويه أنا بأبقى.. بتيجي لي زي حالة اكتئاب بأبقى متضايقة، لأني بأبقى عايزه ألبس مش عارفة، أي لبس بيبقى مش طبعاً.. مش حلو، فيه لبس معين بيبقى شكله مش حلو.

فتاة 1: إنها تكون رفيعة، إنها تكون رفيعة وجسمها كويس، فهو دا مقياس الجمال بس، يعني أي حد دلوقتي بيبقى عادةً كل الناس بتبص للجسم.

فتاة 2: فيه ناس كثيرة قوي ممكن تقلد الممثلات البدينات، يعني شايفاها إن هي كده ملكة جمال بالنسبة لها، يعني حاجة كويسة بالنسبة لها.

رجل 1: أنا.. أنا بأشفق على أي بنت تخينه، أنا بأشفق عليها يعني، لكن البنت اللي هي بتحافظ على جسمها وبتحافظ إنها.. أعتقد دلوقتي ما بقتش.. مش مسألة موضة ولا غيره، الشباب حتى بقى عندهم وعي دلوقتي، أعتقد بس ممكن تكون في الأقاليم أو في الأرياف شوية ممكن يكون بيحب البنت اللي تكون بدينة أو كده، لكن أعتقد كل واحد بيفهم في الجمال مش هيحب بنت تخينة يعني.

رجل 2: تخن البنت أو رفعها ده مش مقياس لاختيار الرجل الشرقي للبنت نفسها، يعني دايماً الشرقي بيختار الأدب، الأخلاق، الذوق قبل ما بيشوف بقى موضوع تخينه أو رفيعة يعني مش.. مش مقياس.

فتاة 3: وبعدين المفروض إن مقياس الجمال يبقى بالروح مش بالشكل، يعني مش.. مش كل بنت رفيعة، ومش كل بنت جميلة ومش.. مش بالشكل، ما هي ممكن تبقى بنت جميلة جداً وفي شخصيتها هي إنسانة معقدة أو إنسانة مغرورة متكبرة، لكن البنت ممكن تبقى مليانة آه، بس يعني روحها حلوة ومحبوبة من الناس أكثر، وده بيديها جمال أكثر من أي حد ثاني.

منتهى الرمحي: وسنبقى مع آراء المشاهدين الآن على الهاتف معي الأخت لمى من ولاية كنساس في أميركا، أخت لمى تفضلي.

لمى: مساء الخير.

منتهى الرمحي: مساء الخير يا هلا.

لمى: أنا بس حبيت إني أتكلم عن دور التربية في موضوع الرضى عن الذات، يعني للأسف أغلب الأسر العربية لا تدرك أهمية التربية، يعني التربية مهمة لدرجة أنها تأتي قبل التعليم، فنقول: التربية والتعليم، أغلب الأسر العربية تربي الفتاة على أنها تحصل على الـIdentity أو الكينونة.. كينونتها وإثبات وجودها من خلال رجل، وطبعاً غالباً يكون هذا الرجل هو زوج المستقبل، فمجرد ما يجي على قولتهم يعني العريس اللقطة O.K، تضرب الفتاة بشهادتها وطموحها عرض الحائط، لأنها تتوهم أنها وجدت فارس الأحلام الذي.. يعني هينقلها إلى عالم وردي وبيده مصباح علاء الدين السحري فهيحقق أحلامها، طبعاً كثيراً ما نسمع: ستعلقين الشهادة على جدار المطبخ، أو أن الرجل يهاب المرأة الذكية، أو أن كثرة الدراسة تهرِّب العرسان، أو كلما كانت المرأة أكثر غباءً كلما أحبها الرجل وما إلى ذلك يعني.

منتهى الرمحي: هذا من الناحية.. هذا من الناحية المعنوية.. من الناحية.

لمى: للأسف يزرعون في عقلها منذ صغرها قصة سندريللا، والعجيب إن هنا في أميركا أساتذتي في الجامعة يشددون على ضرورة عدم تعليم بناتنا قصة سندريللا، لأنها تعكس السلبية والانهزامية، فبدلاً من أنها تسعى وتجتهد للتخلص من وضعها يعني المزري والظلم الذي وقع عليها من.. عن طريق القراءة والاجتهاد والعلم، وإنه تعرف إنها عندها حقوق عشان تعرف تطالب فيهم أصلاً، لأ كيف أنها تتجمل وتبرز مفاتنها لتصطاد عين فارس أو أمير ينتشلها على حصان أبيض وينقلها إلى عالم وردي، والأعجب من ذلك إن نفس الأساتذة هنا في أميركا يشددون على ضرورة تعليم الفتيات قصة شهرزاد، تلك الإنسانة المتعلمة والمحنكة سياسياً، التي استطاعت برجاحة عقلها ودهائها تغيير عقل رجل معقد مثل شهريار والمشكلة الحقيقية أنا في نظري إن يعني تكمن..

منتهى الرمحي: طيب وإنما هذا من الناحية المعنوية اسمحي لي.. اسمحي لي يا أخت لمى.. يبدو أن لمى لا تسمعني.

لمى: بأن هذه التربية بعيدة جداً عن تعاليم الدين الإسلامي وكل الأديان السماوية يعني حقيقةً، لو نظرنا إلى التاريخ، يعني التاريخ مليء بصورة المرأة قوية الشخصية، مسموعة الكلمة، الطموحة، المتعلمة، وكثيراً ما كان يستشيرها الرجل، ويعمل برأيها، وليس يخالفها كما يقولون الآن.

منتهى الرمحي: نعم صحيح، معك حق.. لمى.. لمى اسمحي لي، لمى، هل تسمعيني؟ لمى..

لمى: طبعاً عندي نقاط كثيرة حابة إني أتكلم فيها بالنسبة لو فرضنا إن دائرة الرضى عن الذات..

منتهى الرمحي: لمى.. لمى هل تسمعيني؟

لمى: دائرة الرضى عن الذات، المرأة وُجد إن المرأة تسع أعشار من دائرة الرضى عن الذات تستمدها من الرجل، ولكن يعني عنصر.. عنصر هذه الدائرة بيجردها من صفاتها الشخصية.

منتهى الرمحي: لمى.. لمى، هل تسمعيني يا لمى؟ أخت لمى..

لمى: عفواً.

منتهى الرمحي: أخت لمى، عفواً يعني تحدثتي بنقاط مهمة جداً عن الرضى عن الذات من الناحية المعنوية، عن الإنجاز العملي في الحياة بحيث يكسبك الشعور بأنك حققت ذاتك في.. على مدى المستقبل، لكن أنا حتى ما تدخل الموضوعات في.. في بعض في.. في هذه الحلقة، كنت أتحدث عن نقطة مهمة جداً، وضيفتي في الأستوديو السيدة فاطمة تحدثت عن أن مفهوم الرشاقة والجسد ومفهوم الجسد النحيل، بهذا الذي يعني نعايشه الآن في وطننا العربي، هو جاءنا من مقياس (مترو بولتن).

لمى: أيه.. أيه طبعاً.

منتهى الرمحي: ففي.. في الولايات المتحدة الأميركية يعني هناك نسبة من البدانة عالية جداً يعني في.. في المجتمع الأميركي، يعني هل.. هل تشعرين بأن قضية الجسد، وأن تصبح المرأة رشيقة هي هاجس في الولايات المتحدة الأميركية، أم أنه فقط صُدِّر إلينا في الوطن العربي وأصبحت القضية بالنسبة إلهم قضية.. قضية عادية يعني ومجرد أن أكون أنا راضية عن ذاتي، وليس مهم الآخرين؟

لمى: لا بالعكس، يعني عالم صناعة الجمال وتخسيس الوزن والجراحة التجميلية وما إلى ذلك يعني أصبح ورقة رابحة تدر مليارات الدولارات هنا في أميركا، استطاع الغرب للأسف لأنه عالم مادي إنه يلعب على وتر حساس هو.. يا اللي هو (insecurity) عند المرأة، عدم الشعور بالأمان، أو تعلقها بنموذج (سندريللا) أو (باربي) كما قلتي يعني.

منتهى الرمحي: صحيح.. صحيح.

لمى: فاستطاعت أن.. كلما ازداد عدد المستهلك أو المستهلكة طبعاً درت الأموال في حساب المنتجين، وطبعاً هنا للأسف غُسل دماغ الفتاة العربية عن طريق الدعايات والإعلام الموجه الساقط، وأصبحت تريد أن تقترب قدر الإمكان إلى الصورة التي رُسمت لها، فأصبحت بدلاً من أن تختار طريق العلم والعمل لأنه طويل وشاق، أرادت يعني The easy money الطريق الأسرع والأسهل، حتى ولو طبقت المقولة كوني جميلة واصمتي.

منتهى الرمحي: أخت لمى من ولاية (كنساس) في الولايات المتحدة الأميركية أفكار مهمة ومترابطة معاً، يعني تحدثت عن جانبين، سيدة فاطمة، في.. في هذا الموضوع بالذات، موضوع نموذج باربي والمليارات والشركات التي تصدر لنا أدوات التجميل وأغذية الحمية، يعني كيف يتم التعامل معه في.. في إطار جمعيتكم؟ يعني كيف تنبهون له؟


الترويج الإعلامي لأدوات التجميل وابتزاز المرأة

فاطمة باركر: نحن ننبه إنه يعني ما نعطي أي أهمية للإعلام، نهتم أولاً وقبل كل شيء بصحتنا، لأنه الصحة هي مفتاح الجمال، والصحة مهمة جداً لو عرفنا ما.. ما مدى أهمية الصحة بالنسبة لنا، وما.. ومن..وهذا الجسد اللي أعطاه لنا الله كأمانة إنه نحافظ عليه، فبالتالي لا نتلاعب به، الجماعة هذه اللي تعمل المليارات من ورانا إحنا يعني مش بس العالم العربي، من كل..

منتهى الرمحي: كل العالم.

فاطمة باركر: كل العالم بكل.. كل العالم بأسره، هم شايفين إنه عندهم ورقة رابحة، ورقة عدم الرضى، أو عدم.. أو (Insecurity) فبالتالي يعني يدخلوا في كل المجالات، مش فقط في.. في النحافة أو بالنسبة للمرأة، أي.. حتى الرجل.. الرجل الآن في متاهات كبيرة، حتى الرجل يعني بالنسبة إلى.. إذا.. إذا المرأة مطلوب منها إنها تكون باربي، فالرجل مطلوب منه إنه يكون (أرنولد شوارزينجر) يعني عضلات..

منتهى الرمحي: عضلات.

فاطمة باركر: فبالتالي المرأة تلقاها، يعني بالنسبة (للأنوركسيا)، المرأة تحاول دائماً أنه تكون أنحف، والرجل يحاول أنه يكون مش أتخن، ولكن أقوى..

منتهى الرمحي: أقوى.

فاطمة باركر: عضلاته كبيرة، إلى آخره، فبالتالي الجماعة يعني.. الصناعات هذه صناعات قوية، وصناعات عندها infrastructure يعني..

منتهى الرمحي: بنية تحتية كويسة.

فاطمة باركر: بنية تحتية قوية جداً فيها العديد من علماء النفس، من الباحثين، من.. يعني فيه عندنا إحنا نكتة نقولها مثلاً لو كنت ذبابة على الحائط في إحدى اجتماعات الجماعة هذا.. الاجتماعات التسويقية طبعاً لازم أكون زبابة لابسة نظارة مخفية، لأنه لو شافوني هيقضوا عليَّ لأنه..، فبالتالي تلقاهم ييجوا يقولوا خلاص، إحنا الآن قلنا لهن إنه ريحة فمكم مش كويسة فبعنا مليارات من هذا.

منتهى الرمحي: معجون الأسنان.

فاطمة باركر: معجون الأسنان والتنظيف، إلى آخره، قلنا لهن إنه ورككِ كذا.. صغير، والثاني مش عارفة شو، فيعني يفوتوا.. يدرسوا كل هذه لحد ما يوصلوا إلى.. لأنه فيه.. تعرفي في الغرب يحبوا الحيوانات الأليفة عندهم، فبيقولوا طيب خلاص خلينا إحنا نشوف الحيوانات الأليفة، لأنه كمان شيء آخر، فواحد منهم بدأ يسأل يقول هل الحيوانات الأليفة عندها في أفخاذها دهون، يعني (سيليوليت)، وعشان يطلعوا (سيليوليت) اللي هي أيضاً للقطط، لأنه القطط هلا عندها آيس كريم، والقطط عندها حلاق، وإنه الكلاب عندها حلاق إلى آخره، فيستغلوا أي شيء، يعني يستغلوا حب الناس هذا.

منتهى الرمحي: كسب المادة.

فاطمة باركر: لكي.. كسب.. لكسب المادة، وما.. مافيش عنده أي نفع إلينا إحنا.

منتهى الرمحي: طيب المشكلة.. المشكلة سيدة فاطمة.

فاطمة باركر: نعم، اتفضلي.


علاقة الصحة الجيدة بوزن الجسم

منتهى الرمحي: يعني تحدثتِ عن الصحة، الصحة مرتبطة ارتباط مباشر يعني في.. عندما تذهبي إلى أي طبيب عادة يعني حتى ما بيكشف عليه، بيقول له القلب مثلاً أو الكلي، أو الكبد، أو كذا، بيقول له أول شيء تخفف وزنك.

فاطمة باركر: صح.

منتهى الرمحي: من يشكي من وجع في قدمه يخفف وزنه، من يشكي من وجع في رأسه يخفف وزنه.

فاطمة باركر: صح.. صح.

منتهى الرمحي: فيبدو أنه قضية الصحة مرتبطة بقضية قلة الدهون في الجسد، وهذا يؤدي إنه الواحد فعلاً يدور على أي وسيلة.

فاطمة باركر: والله هذا.. لأ هذه.. هذه نظرية، نظرية إحنا بنسميها (الفات فوبيا) Fat phobia يعني كراهية.. كراهية البدانة، كراهية السمنة، خليني أشرح لكِ بالنسبة للبدانة، إحنا.. على العموم ما عندناش وقت، فيه عندي.. فيه عندي..

منتهى الرمحي: فيه كوليسترول عالي، فيه أشياء.. كتير منها البدانة.

فاطمة باركر: خليني أشرح، فيه.. فيه.. فيه عندنا إحنا يعني أشياء كتيرة كتيرة، ومحاور كتيرة كتيرة بنعمل فيها، ولكن أشرح لك باختصار، البدانة أو الجسد البدين، الجسد المليان عبارة عن نوعين، إيش هي البدانة؟ هي عبارة عن خلايا دهنية في جسم الإنسان، يولد البيبي بـ 20 مليون خلية دهنية، هذا البيبي، ok البيبي السمين اللي ممكن يكون ورث من أهله، يعني مثلاً لما أنا أجيب بيبي هيكون أسمن شوية من أنت البيبي اللي هتجيبيه، فبالتالي يكون أكثر من الـ 20 مليون، ok، فلو ننظر إلى إحنا تطور جسمنا، أنتِ الآن عندك 30 مليار، أو 30 بليون خلية دهنية، وأنا عندي تقريباً 31، ok حتى ما نزعل، فبالتالي Yes أنا خلايا الدهنية.

منتهى الرمحي: كم عندي أنا؟ 30 بليون.

فاطمة باركر: أنتِ عندكِ 30 مليار.

منتهى الرمحي: بليون.

فاطمة باركر: وأنا عندي 31، ok، ما.. ماعلهش.. أنتِ حلوة وأنا حلوة حبيبة قلبي، فبالتالي شو بنقول؟ إحنا إنه الخلايا الدهنية هذه تتوزع في الجسد، فيه عندكِ نوعين، عندك نوع التفاحة، وعندكِ نوع الكمثرى، التفاحة أخطر، لأنها قريبة من القلب، هيه اللي ممكن لو إحنا ما تعاملناش معاها فستسبب الكوليسترول وضغط الدم، و.. إلى آخره، أما الكمثرى واللي تعاني منها السيدات.

منتهى الرمحي: الفخذ.

فاطمة باركر: فهي عبارة عن الفخذ والحوض إلى آخره، والخلفية إلى آخره، فبالتالي هذه هي الكمثرى، الكمثرى صعب إنه نتخلص منها، ولكن مضارها أقل، ولكن التفاحة بالسهولة…

منتهى الرمحي: أثرها مباشرة على القلب.

فاطمة باركر: يعني الدهون بتاعها دهون يابسة، وبإمكاننا إنه لو عملنا شوية رياضة واتبعنا غذاء سليم فبتروح، الكمثرى هي من عند الله عبارة عن مخازن، إنه الله خلق جسد المرأة لكي تحمل، ok أنا ما أحبش نرجع للتاريخ زي ما قالت الدكتورة.

منتهى الرمحي: أي واحدة الحوض أعرض.. نعم.

فاطمة باركر: خلق المرأة لكي تحمل في جسدها روحين، أو غذاء.. الغذاء لشخصين، فبالتالي الورك هذا أو المخازن اللي موجود هين.. هون، يعني تضاريس المرأة (The curves) هي عبارة عن مخزن للمرأة، والله خلقه لأنه فيه زمان في عصر.. في العصور الحجرية كان الرجل يطلع يمشي لكي يسعى حتى يجيب الأكل و.. ويغذي أهله، إلى آخره، والمرأة تبقى في البيت إذا كانت حامل فتنتظر زوجها لحد ما يرجع، كيف تتغذى إذا ما عندهاش غذاء؟ فالله –سبحانه وتعالى- عمل المخازن هذه لكي تغذيها هي، وتغذي الجنين، الآن أي مرأة تحمل في الجزء الثالث من الحمل تزداد عندها الخلايا الدهنية، الخلايا الدهنية زي ما قلت لك أنتِ عندكِ 30 مليار، تزداد عندك الخلايا الدهنية في.. لما تحبلي.. لما تكوني حامل، ok في الجزء الأخير، لكي طبعاً يكون عندك يزداد.. تزداد الدماء.

منتهى الرمحي: تزداد الوزن (…) صحيح.

فاطمة باركر: للترضيع.. للرضاعة، إلى آخره، وهذه يعرفوها الدكاترة. بالنسبة للشخص العادي فتتكاثر عنده الخلايا الدهنية هذه لما يزيد، مثلاً أنا والله وزني 70 كيلو، وبعدين طلعت إلى 90 فتزيد عندي الخلايا الدهنية، الخلايا الدهنية كل ما آكل، إذا عملت رياضة، فاللي.. اللي آكله..

منتهى الرمحي: السعرات الحرارية بأفقدها..

فاطمة باركر: السعرات الحرارية تحرق، لأنه في كل خلية دهنية فيها إنزيمات، الإنزيمات التي تعمل على حرق الدهون، والإنزيمات التي تعمل على تخزين الدهون، ok، فأنا لما آكل وأخزِّن، وأخزِّن كثيراً، كيف إحنا نسمن، الخلايا الدهنية تكبر، تنتفخ يعني، ولما تكبر إلى حد ما تقدر فيه إنه تكبر، تتقاسم وتتكاثر والخلايا الدهنية..

منتهى الرمحي[مقاطعةً]: يصير صعب إحراقها أيضاً.

فاطمة باركر: لا.. لأ، يعني الخلية الدهنية أتكلم عن الخلية، مش المضمون.

منتهى الرمحي: مش السعرات.

فاطمة باركر: لأ، الخلية هذه أول ما تكثر في جسم الإنسان.. ممكن تصل إلى 100، 150 إلى آخره، من شان هيك نشوف الأحجام الكبيرة، والخلايا الدهنية الجديدة اللي نكتسبها لا تذهب، فإحنا لما نضعف ممكن تنكمش ولكن لا تذهب، وبهذا الحمية لا تنفع، أنا مش عارفة إذا عندنا وقت إنه نحكي عن الحمية.

منتهى الرمحي: الحمية.. في موضوع الحمية عندي في لندن الأخت ندى صالح (أخصائية في علم التغذية) أهلاً وسهلاً أخت ندى، انضمت إلينا الآن عبر الأقمار الاصطناعية.

ندى صالح: أهلاً.. أهلاً وسهلاً بيك، أهلين، مساء الخير.

منتهى الرمحي: أخت ندى، كنا نتحدث عن الحمية يعني، على.. بمرور الكرام مرينا عليها، لكن أريد تفصيل أكثر عن الحمية، إلى أي مدى ممكن الحمية أن تفيد فيما لو كانت السمنة وراثية مثلاً، لأنه تحدثت الأخت فاطمة عن أنه فيه ناس بالوراثة يكون عندهم خلايا دهنية زائدة.

ندى صالح: طبعاً.. طبعاً.

منتهى الرمحي: و.. أم أنها من.. يعني يكون أسهل فقدان السعرات الحرارية والدهون الزائدة في الجسم إذا كانت القضية قضية اكتساب عادات غذائية ما في.. في.. في حياتنا اليومية؟

ندى صالح: ما فيه شك إنه فيه شيء هي وراثة، بس أنا استمعت على أحاديث الجميع، وكل شخص حكى عنده شيء.. نظرة بالموضوع اللي حكاه، لكن فيه شيء بدي أقوله إنه كل إنسان بياخد حراريات أكتر ما جسده بيتطلب بيقدر يحرقه، ما فيه شك بده يسمن، هلا بدي أحكي من ناحية تانية، الناحية الصحية، طبعاً الإنسان جماله مش بس شكله، لأنه الجمال هو جمال الداخلي اللي بيظهر على الخارج، لكن من الناحية الصحية طبعاً لما ينزاد وزن الإنسان كتير بيصير عنده مشاكل صحية، أوجاع كما ذكرتِ بركبه، أوجاع بظهره، أوجاع برقبته، و.. وللأسف إنه المجتمع كمان عم بيؤثر على ها الناس الناصحين، وبيخليهم يشعروا إنه غير مقبولين، هذا غلط أرفضه، الحمية ممكن إن الإنسان إذا عمل حمية ومشي عليها ممكن إنه يخسر ها الوزن، لأنه كما ذكرنا قبل تاخدي حراريات كتيرة ما بتحرقيها، فبدك تنصحي. الحمية ممكن تفيد..

منتهى الرمحي [مقاطعةً]: طيب يقال إنه بعض أنواع الحميات تؤدي إلى أمراض في.. في الجسم يعني، خلل في نظام التغذية العام..

ندى صالح: حسب.. طبعاً.. طبعاً، نحن الحمية إذا بدك تحكي عن الحمية، مش الحمية إنه الواحد يروح يعمل مثلاً.. يصوم عن الأكل، أو يأكل يشرب مي في النهار فقط.

منتهى الرمحي: بس، صح.. صح.

ندى صالح: أو يعيش على.. على الفواكه، هذا غلط، الحمية هي إنه تأكلي صباحاً، وتأكلي.. تأخذي غدا، وتاخدي المساء شيء يعني تاخدي بحوالي.. حسب طبعاً كل شخص إله جسم معين، وإله طول معين، وإله وزن معين، فالطبيب يصف لك كم من الحراريات ممكن أن تأكلي، لكن الحمية المضبوطة هي اللي ممكن تاخدي بين الـ 1500 والـ 2000 حرارية كل يوم، وتقدري مع رياضة بسيطة، يعني هو المشي، مش ضروري تتمضي نهارك عم بتعملي رياضة حتى تحرقي شوية من الوزن، امشي قليلاً، روحي اشتري أغراضك، ما تتسطحي طول النهار على الكنباية، لأ، أنا أرفض إنه ها الشيء إنه الحمية ما بتفيد إلا إذا كان فيه مرض عند الإنسان، إذا (التروليد) معطلة عنده طبعاً الحمية لا تفيده، وأحيان بنحب نلاقي حجة لحتى ما نمشي، أنا مش مع الحمية، ضد الحميات.. من هيك قلت لك: لازم يتروق، يتغذى، ويتعشى.

منتهى الرمحي: بس لما يوصل الواحد لوزن معين، أخت ندى، لما يوصل الإنسان لوزن معين.

ندى صالح: شوفي..، نعم.

منتهى الرمحي: بيصير مضطراً أن.. أن يقوم بحمية إذا ما أراد هو الرجوع إلى مقياس ما يعني.

ندى صالح: طبعاً.. طبعاً.. طبعاً ما فيه شك.. ما فيه شك، لما عم تحكي بوزن معين يعني لما يطلع الإنسان عن طبعاً بنرجع بنقول حسب طوله وحسب وزنه، لما يكون وزنه فوق الـ 70 كيلو أو 100 كيلو، لما يكون 100 كيلو جرام طبعاً هذا شخص لازم حكيم بده يتبع معه ها الحمية، لأنه وزنه ممكن يشكل تعب لعضلات القلب، نحن عم ننسى ها القلب الصغير، وها العضل، لأنه هايدا القلب.. العضل القلب العين لا تراه، ما بنعرف كيف بيصير يتعب، بيصير يلهث، فهون فيه خطر لما وزنه يكون كتير، وبأعتقد فيه تمشي على حمية اللي هي بين الـ1500 حرارية، أعيد ما ذكرته سابقاً و2000 حرارية في النهار، وممكن أن يخسر الوزن الزائد، بس طبعاً بده يعطي وقت، وحسب كم كيلو بده يخسر، بده يعطي وقت لهذا…

منتهى الرمحي [مقاطعةً]: طيب رأيك.. رأيك سيدة ندى، سيدة ندى رأيك بمن يقوم بعملية رجيم أو حمية لمدة بسيطة في 10 أيام أو في 20 يوم، يقرر إنه ينزل وزنه 5 كيلو، أو 10 كيلو مثلاً؟

ندى صالح: لأ.. لأ هذا غلط.. هذا غلط، وأرفضه رفضاً بتاتاً، هذا غلط، وراح تشكلي مشاكل كمان للجسد، وراح يصير فيه تعب للقلب وإرهاق، غلط، كل هذه، وبالعكس إذا بترجعي للناحية (Scientific) يعني الصحية كمان تري إنه ما حدا بيوافق على ها الحميات، هايدي حميات بتيجي موضة، موضة مثل ما كنتوا عم تتفضلوا وتحكوا عن عمل السريع للمادة، هايدي كتب بتنزل لحتى يعمل الواحد مصاري وآراء بييجوا فيها، هايدي غلط، نحن عم نحكي عن حمية طبيعية، صباحاً بيأخذ قطعة من الخبز، بيأخذ بيضة، أو بياض البيض، بيأخذ قليل من اللبن، بيأخذ قطعة فاكهة، نحن عم نحكي عن حمية صحية، مش عم نحكي عن حمية في الموضة يعني.

منتهى الرمحي: طيب هل يمكن أن يصل.. هل يمكن أن يصل الإنسان إلى.. إلى ثبات على وزن ما، يعني أنا لا أتحدث عن زايد 2 كيلو، أو فرق 2 كيلو، أو حتى 5 كيلو زايد أو 5 كيلو ناقص، أتحدث عن أوزان كبيرة…

ندى صالح [مقاطعةً]: عالية طبعاً، نحن عم نحكي يمكن عن 30 كيلو.

منتهى الرمحي [مستأنفةً]: هل يمكن أن يصل إلى وزن ما ويثبت عليه إذا ما اتبع نظام غذائي في.. بشكل يومي في حياته؟

ندى صالح: بده يتبع.. شوفي، بده يفكر لما يكون فيه وزن زائد، يعني بين الـ 25 و40، و50 كيلو جرام، بده يكون عنده صبر، وبده يتقبل، وبده يكون فيه توعية، نرجع ونحكي للتوعية، بده يكون فيه توعية حتى ها الإنسان يقبل إنه أنا بدي أعطي نفسي ستة أشهر أو سنة، وها الشيء لما يكون فيه وزن كتير زايد، تحتاجي لطبيب حدك، تحتاجي إلى.. إذا فيه عائلة ورائك، تحتاجي يمكن حتى لحكيم نفساني لحتى يحكي معك، تحتاجي يمكن (Nutrition) طبعاً، ما فيه شك لحتى تساعده بنوعية الأكل، لما يكون الوزن كتير كتير زايد، ولما الواحد يلاقي إنه ما فيه مجال أبداً.. أبداً طبعاً، بده يتبع الطبيب، الطبيب بيعطيه أدوية بده يعطيه أدوية ليقطع عنه القابلية، نعم.

منتهى الرمحي: طيب، ربما الخلاف.. الخلاف بينك.. بينك أخت ندى وبين السيدة فاطمة، ربما الاختلاف هو من الذي يحدد الوزن الزائد؟ من الذي يحدد الوزن المثالي، ومن الذي يقرر إنه عندي زيادة 25 كيلو مثلاً؟

ندى صالح: شوفي أنت سيدتي.. سيدتي ما الذي يقرر؟ طبعاً الذي يقرر هي صحتك، الذي يقرر.. أنا لا أتكلم.. أنا لا أتكلم على الجمال الشكلي، لأنه لا أنا لا أؤمن بإنه لازم يكون الواحد ضعيف كتير لحتى صحته تكون منيحة، هذا غلط، نحن عم نضعف كتير كتير أكتر ما الجسم الحقيقة بيتحمل، لأن إحنا بحاجة لدهنيات، وبحاجة إلى كتير أشياء، ما.. خلايا الجسم كلها معمولة من الدهن، خلايا الدماغ كلها للدهنيات بحاجة لها الأشياء، اللي عم بيخلينا نعرف شو اللي زايد الصحة، أولاً أرفض رفض بات إنه أقبل أو نساعد الناس اللي عم بيزيد وزنهم، بيوصل وزنهم للـ 150 أو 160 كيلو، يمكن.. يمكن شخص، فرد واحد أو فردين يحسوا حالهم مرتاحين كالسيدة اللي بتمثل أولاً عمرها 27 سنة، وبأفتكر يمكن لأنها بتمشي وبتمثل ومرتاحة، وأنا معها 100%، مش ضدها، يمكن شكلها لا بأس وصحتها كويسة، بس مش كل الناس صحتهم منيح، وفيه كتير ناس لا بيعودوا فيهم يظهروا، ولا بيعودوا فيهم يمشوا، ولا بيعود فيهم قلبهم، نفسهم ثقيل، بعدين بتشكل مشاكل كتير صحية إلهم.

منتهى الرمحي: هذا.. صحيح، هذا الموضوع سأنتقل إليه مباشرة.

ندى صالح: فهذا اللي بيقرر.. هذا اللي بيقرر شو الوزن.

منتهى الرمحي[مقاطعةً]: سأنتقل.. طيب أخت ندى، أخت ندى، أرجو أن تبقي معي، سأنتقل إلى هذا الموضوع مباشرة، وآخذ رأي الدكتورة ماري تيريز من بيروت فيه، ثم أعود لك فاطمة للتعليق على هذا الكلام.

[فاصل إعلاني]


علاقة الحالة النفسية بالرضى عن هيئة الجسد

منتهى الرمحي: مباشرة أنتقل إلى ضيفتي في بيروت الدكتورة ماري تيريز، دكتورة ماري أكيد استمعتِ إلينا، يعني النقطة هنا من الناحية النفسية، من أراد أن ينقص من وزنه مثلاً 2 أو 3 كيلو هاي قضية سهلة يعني، حتى لو.. لو اتبع حمية لمدة يومين ممكن تنقص الـ 2 أو 3 كيلو، لكن من عنده وزن زائد مهما كانت المقياس على هذا الوزن الزائد، وزن كبير، ولم يستطع إنه يصل إلى وزن هو يريده، أو الآخرين يرون أنه من الضرورة أن يكون وزنه كذا لأن طوله كذا، فيه حالات نفسية يعني تصبح الأمور تدخل في.. الشخص يدخل في عزلة وكآبة، وربما تتطور الأمور.. الأمور إلى أمراض عضوية أيضاً كما ذكرنا في بداية الحلقة عن (الأنوركسيا) فكيف يمكن أن تفسري هذا من الناحية النفسية؟

د. ماري تيريز خير بدوي: هلا أنا بأحب أعلق على اللي انحكى عن الرجيم، يا اللي قلتوا برامج الحمية، بنشوف دايماً إنه الأطباء والأخصائيين بالتغذية بيركزوا على الحمية وعلى كيف لازم يتناول الطعام، بنشوف إنه الظواهر اللي بتصير هون إنه الشخص بيخفف وزنه 10 كيلو، 15 كيلو، أوقات أكتر، ونشوف إنه ها الشخص بعد مدة معينة بيرجع بيسترد كل الوزن اللي ضيعه، أوقات بيزيد كمان عنه، وبيقولوا إنه مثل (يويو) يعني يويو هايدي مثل اللعبة بتروح وبتيجي بيقولوا عنها.

منتهى الرمحي: اللعبة، نعم.

د. ماري تيريز خير بدوي: ما أوعاش بتقولوا عنها.

منتهى الرمحي: يويو، إحنا بنقول كمان.

د. ماري تيريز خير بدوي: بس يمكن.. يعني بتصير يأخذ وزن ويضعف يأخذ وزن ويضعف وكتير من الأشخاص واقعين بها الدوامة يا اللي هي بتصير جهنمية.

منتهى الرمحي: آي نعم،..

د. ماري تيريز خير بدوي: واللي بيتعذبوا فيه عذاب، فيه عنائهم، ما حدا بيتطرق إلى إله، والطبيب إجمالاً بيتعاطى مع الجسد، وما بيفكر إنه فيه عناء نفسي من وراها، وفيه كمان شيء لازم يفهمه، هو كطبيب بعلاقته مع الشخص اللي بده يعمل ها الحمية إنه فيه مشاكل نفسية بتؤدي إنه ها الشخص عنده حاجة إنه يأكل، يعني ها الحاجة اللي بده إنه هو عم بيأكل، وعم بيكون عنده وزن زائد فيه مشكلة نفسية من وراها، ما حدا بيتعاطى معاها، ولا حدا بيجرب يعملها..

منتهى الرمحي[مقاطعةً]: أيضاً دكتورة هناك.. هناك بعض الناس يهربون من مشاكلهم إلى الأكل.

د. ماري تيريز خير بدوي: أكيد، أكيد فيه حالات اكتئاب بنشوف إنه أوقات بيقولوا لك الأشخاص إنه وقت اللي بيكونوا هم كتير زعلانين أو عندهم مشكلة نفسية أو عندهم مشكلة عاطفية مهمة، بيقول لك إنه دوغري بينكبوا على البراد، بيفتحوا البراد وبيأكلوا إجمالاً أشياء فيها سكر، أوقات بيقولوا لك أكتر من الأشياء المالحة،.. كل هايدي أشياء إلها معاني نفسية كتيرة مهمة، وما حدا بيفكر فيها، بيرتكزوا بس على الحمية إنه لازم يأكلوا ها القد، وما لازم يأكلوا ها القد، من شان هيك بنشوف إنه إجمالاً كلهم بينصحوا وبيضعفوا دائماً.

منتهى الرمحي: طيب سيدة فاطمة، يعني أنتم ربما تؤمنون بهذه الأفكار وقضية الحمية، لكن هناك فلسفة مختلفة لجمعية الرضى عن الذات عن كل ما تم الحديث عنه، يعني تعطينا فكرة أوسع عن هذه الفلسفة.

فاطمة باركر: نعم.. نعم.. نحن نرفض الحمية بكل..

منتهى الرمحي: لماذا؟

فاطمة باركر: لأنه هيطول الشرح مثل ما شرحت لك الخلايا الدهنية، ومثل ما قالت الدكتورة على الـ yoyo Dieting لأنه تسبب.. ما فيش أي.. خليني أشرح لك الأوزان اللي موجودة في العالم العربي أقل بكثير من اللي موجود في أميركا، إذا.. إذا..

منتهى الرمحي: صحيح بس.. بس من كان.. من كان يريد، خلاص قرر إنه يريد وإنه ينقص وزنه.

فاطمة باركر: خليني أشرح لكِ إحنا ليش نقول إحنا ضد الحمية، ok، إحنا ضد الحمية، وفيه عندنا يوم عالمى يوم 6 مايو، هو اليوم العالمى لـ (لا للحمية) The) no diet day)، ولأن يعني يوم "لأ للحمية"، وهذا اليوم مش قررناه إحنا، أو قررته مجموعة سمان، قررته دكتورة إنجليزية كاتبة هي مصابة أو.. يعني.. يعني تعافت من (الأنوركسيا) لأنه (الأنوركسيا) و(البوليميا نرفوسا) والأكل الالتهامي، ok، اللي.. اللي يوصل للسمنة، يعني الحمية ومعروفة هذه في كل مكان، كان الخطاب لو أنتِ تشوفي بضع سنوات فاتت لما الناس تتكلم عن الحمية كانت تقول You Have to Diet يعني لازم تعملوا الرجيم، ولازم تروحي لأي دكتور يعطي لك حمية إلى آخره.

منتهى الرمحي: يعطيكِ رجيم، صحيح.

فاطمة باركر: إحنا ضد الحمية لأنه أثبتت الدراسات بأن الحمية هي شيء خطير، و(اليويو دايتنج) هذا بيتسبب مش بس فقط في هذه الأمراض، ولكن أيضاً في الاكتئاب والعزلة مثل ما قالت، الدكتورة إلى آخره (الأنوركسيا) هي خوف من البدانة، هي خوف من النحافة.

منتهى الرمحي: من النحافة.

فاطمة باركر: إنه الإنسان.. ولازم الأهالي بيلاحظوا بناتهم، إنه ممكن يشوفوا البنت قاعدة تأكل خضار وفواكه إلى آخره، ولكن هي مصابة بالأنوركسيا، ممكن يكون وزنها 45 أو.. عفواً 55، ولكن تعتقد أنها سمينة. الأنوركسيا بتؤدي في آخرها. في آخر المطاف إلى الموت.

منتهى الرمحي: أيضاً قضية الاسرة والأهل ذكرتها الدكتورة ماري تيريز بشكل عفوي سريع.

فاطمة باركر: طبعاً.. نعم.

منتهى الرمحي: ربما هي الأكثر تأثيراً على الفتاة من.. من المجتمع لاحقاً يعني.

فاطمة باركر: طبعاً.. طبعاً، بس.. صح لأنه..

منتهى الرمحي: لأنها تسمع كلام تعنيف أنه وزنها زائد أو كذا.

فاطمة باركر: أكيد، نعم، هو إحنا نعتقد بأنه الأطفال لما قاعدين يلعبوا بجنبنا ما قاعدين يسمعوا.

منتهى الرمحي: إنه بيسمعوا كل شيء، صح.

فاطمة باركر: الأطفال يقتدوا، وعندهم بالنسبة إلهم الأهل هم المثل الأعلى، لما الأم قاعدة.. أما إحنا قاعدين نحكي هيك والله أنا سمنت، والله شوفي بطني، أو شوفي كذا أو شوفي كذا، فيربى الطفل على أساس إنه الجسد هذا أو السمنة هذه أو البطن هذا الناتئ شوية شيء غلط، وشيء مش كويس، فبالتالي يعني ينشأ على الخوف من.. من.. من النحافة، فيه عندنا دراسات تثبت إنه أطفال 4 سنوات يقولوا لأمهاتهن أنا بدي أكون في الحمية أو I Want to Diet ..Diet

منتهى الرمحي: ينحف..

فاطمة باركر: أطفال تانية انتحروا لأنه ممتلئين وما بيلاقوا دعم من أهاليهم، يعني بيلاقوا عنف وشتم وإلى آخره في المدارس..

منتهى الرمحي: لفظ إياهم.

فاطمة باركر: ولا.. ولفظ، ولكن لما يرجعوا لأهلهم أيضاً أهلهم بيحطوهم في الحمية، لا.. فيه عدة.. عدة.. عدة أشياء اللي بتؤدي إلى هذا يعني منها المجتمع، منها الإعلام، منها الدعاية، الدعاية..

منتهى الرمحي: طيب، لا أريد أن أقطع أفكارك يا سيدة فاطمة.

فاطمة باركر: اتفضلي يا حبيبتي، اتفضلي.

منتهى الرمحي: لكن عندنا مكالمة هاتفية من الأخ محمد جابر منذ ربع ساعة وهو ينتظر على الهاتف، سنأخذه ثم أعود إليك لتكملي فكرتك.

فاطمة باركر: نعم اتفضلي.. اتفضلي، نعم.

منتهى الرمحي: الأخ محمد جابر من الإمارات العربية المتحدة.

محمد جابر: نعم.

منتهى الرمحي: تفضل.

محمد جابر: السلام عليكم.

منتهى الرمحي: وعليكم السلام ورحمة الله.

محمد جابر: تحياتي لكِ يا أخت منتهى والأخوات الموجودات عندكم في الاستوديو في قناة (الجزيرة) في قطر.

فاطمة باركر: شكراً لك.

منتهى الرمحي: أهلاً بيك.

محمد جابر: طبعاً أحيي الأخت فاطمة على دورها المهم، والذي يهتم بالتشجيع للمرأة العربية عن الرضى بذاتها، وياليت لو أنه يكون طبعاً فيه جمعيات بكثرة من.. مثل هذه الجمعيات تهتم بالرضى بذاتها، طبعاً إحنا مثل ما نعرف إن المرأة تنكح حسب.. حسب القوانين المعمول فيها بالشرائع والقوانين إنها لها أربع مقاييس حسب ما ذكرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اللي هو: "تنكح المرأة لأربعة: لحسبها، ومالها، وجمالها، ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، فيعني تعقيباً لدور الجمعية هذه عن الرضى بالذات ليش ما يضاف مذهب ثاني اللي هو مذهب الدين؟ مذهب الدين كدور مهم لحسن.. لحسن الروح، لمحاسن الروح أو محاسن الأخلاق، طبعاً إحنا عندنا عقدة من النساء العربية لأنهم.. إن هم متى ما كانت نحيلات أو ضعيفات إنه ممكن بصراحة يكسبون بالزواج، وهذا مثل ما ذكرته الأخت لمى عندكم من.. من قبل شوية باتصالها من أميركا، فهذا المذهب ياريت إنه.. إنه يطبق، بالإضافة إلى مذهبهم اللي هو عن.. عن الذات.

منتهى الرمحي: الرضى عن الذات.

محمد جابر: الرضى بالذات، وهذا دوري.. هذا اللي أنا بس بغيت أتذكره.

منتهى الرمحي: شكراً جزيلاً أخ محمد، شكراً.

محمد جابر: يا مرحباً وسهلاً يا مرحباً.

منتهى الرمحي: شكراً جزيلاً لك مرة أخرى يعني لا.. لا أريد أن أخوض في.. في موضوع الدين، لأنه إحنا نتحدث عن الإنسان مهما كان دينه، ومهما كان حتى توجهه أو يرضى عن ذاته كي يصبح عنصر فاعل، مهم في المجتمع، حتى على الأقل يتقبل نفسه ويتقبله الآخرين.

فاطمة باركر: صحيح.. صحيح، نعم أكيد طبعاً.. طبعاً.. طبعاً، لأنه إحنا هذه هي فلسفتنا، إنه الوقت اللي يضيع، والفلوس اللي تهدر في التجميل وفي.. في إني أنا أحب أن أغير شكلي إني أكون مثل شكلكِ أنتِ، وأنتِ تحبي تكوني مثل واحدة أنحف مني، فلازم نرضى، لأنه الله مهما كان هو اللي عطانا هذا الجسد، وعطاه لنا كأمانة، وإحنا لازم نحافظ عليه، ولازم نغذيه، أنا لما أقول لأ للحمية ما نقولش نعم للأكل والالتهام و.. وإنه نجلس طول الوقت قدام التليفزيون، ومانهتمش بصحتنا، لأ للحمية لأنه لأ للقيود، قيدنا فيما فيه الكفاية. فيه كثير يعني زي ما قلت لكِ إنه العالم العربي ممكن البدانة فيه قليلة، ولكن في أميركا كثيرة، أو لو تيجي تسألي أي واحدة وزنها 250 أو 300 كيلو وتقولي لها كيف وصلتِ إلى هذه المواصل؟ فستقول لكِ لقد وصلت إلى هذه المواصل من.. من جراء الحمية، من (Yoyo dieting) ok، فهي بعد فترة من القيود، والله كلي نص جزراية، كلي ربع خبزاية، كلي نص بيضة، أو تأكلي بس الأبيض وما تأكليش الأصفر، إلى آخره، كل ها القيود هذه إحنا خلقنا والله أعطانا النعمة، فبالتالي لازم نتمتع بهذه النعمة، و.. ونغذي أجسامنا، ولكن نحتاج إلى تربية، نحتاج إلى توعية، نحتاج إنه نعلم الناس، ما تقولي ليش إنه حطي 50 جرام زبدة وو500 جرام رز، إلى آخره، علمىني شو فوائد الرز، شو اللي فيه اللي بيفيد جسدي، علميني شو فوائد الخضار والفاكهة، والأشياء هذه، حتى أنا كربة أسرة أعرف كيف أغذي عائلتي، أنا..

منتهى الرمحي: التنويع والتشكيل بكل..

فاطمة باركر: طبعاً أنا لما أكون في الحمية فأنا آكل أكل و.. وأغذي جماعتي أكل، ولكن إحنا فلسفتنا كل أهلك لازم يكونوا يأكلوا الأكل الصحي، كلكم مع بعض الأم والأب لازم يشجعوا أطفالهم من الصغر على الرياضة، لازم نشجعهم إن ما يقعدوش قدام التليفزيون أو قدام الكمبيوتر، لازم يكون لأنه قدوة..

منتهى الرمحي: طيب هذا.. هذا من البداية يا أخت فاطمة، لكن من وصلت إلى 200 أو 300 كيلو أو 150 كيف يمكن أن تعود إلى.. إلى.. وزن هي ترضى عنه ثم نحافظ عليه بنظام غذائي معين؟

فاطمة باركر: نعم، الأهمية.. الأهمية مش الوزن تعرفي الغلط اللي بيعملوه الناس بتقول لك والله أنا عندي 20 كيلو، وأنا اتصلوا بي كتير في الإمارات، يعني طلعت في.. في تليفزيون الإمارات وأحييهم كتير إنه عطوا الفرصة ومتفرجات كتير اتصلوا بي، وقالوا أنتِ نفعتينا وساعدتينا، فيه حتى شابات صغار كانوا على.. على وشك الانتحار، لأنه كان أوزانهم 130، و150، وإحنا قلنا لهم لأ ما بيصير، وحاولنا نساعدهن، والحمد لله، فيه نساء تانية اتصلت بي تقول لي: والله من يوم اللي سمعت كلامك أنتِ أنا خسيت 50 كيلو، فيه واحدة اتصلت على الهواء في البرنامج، وقالت إنه أنا خسيت 35 كيلو، إحنا لا ننادي بالتخسيس ولكن ننادي بأنه نتصالح.

منتهى الرمحي: مع أنفسنا.

فاطمة باركر: نقول نتصالح والله مع جسدي، لأنه مين اللي.. بالله أنا ما أشوف مثلاً رجلي توكل في.. مثل ما قلتها عدة مرات، إنه وأنا اللي بأوكل في نفسي، أنا اللي بأحط الغذاء هذا في نفسي، فبالتالي أنا اللي أحتاج إلى التربية، أنا اللي أحتاج إلى التوعية حتى أعرف أيش آكل وأيش ما آكلش إلى آخره.

يعني المعدة فيه موضوع كانت بدي إياه إني أتكلم فيه، يا اللي يقولوا إنه السمان كسالى، السمين لا يشتغل ولا يعمل ولا.. ولا يقوم بـ.. يعني..

منتهى الرمحي: يعني بيحط البطالة والعطالة عن العمل عادة، إنه سمين لا يستطيع أن يتحرك، صحيح.

فاطمة باركر: غلط.. غلط يعني هو الآن فيه إعلان مستغلين فيه 11 سبتمبر في نيويورك حتى يبيعوا حمية، ويقول لك: إنه والله واحدة قالت أنا قررت بعد 11 سبتمبر الماضي إني أعمل حمية لكي أضعف نفسي، لأنه لو فيه كارثة أخرى فأنا لا أستطيع إنقاذ الأطفال، وهذا غلط، هذا تلاعب على عواطف، وتلاعب على يعني أزمة كانت لدولة كاملة، فبالتالي إنه السمين وأجابت عليها نساء (…) وسمان أيضاً 200 كيلو 150 كيلو، وعندنا 200 كيلو اللي نحفوا بس من بعد رضائهم عن النفس.

منتهى الرمحي: من بعد رضاء النفس.

فاطمة باركر: نعم.. نعم..

منتهى الرمحي: هو الحديث.. دائماً الرضى عن النفس ربما يحقق كل الغايات للشخص إذا هو وصل إلى هذه المرحلة، لكن سيدة ندى يعني نحن كلنا نحاول أن نسعى أن نرضى عن أنفسنا، سواء بالأداء، سواءً بطبيعة عملنا، سواء بحتى بأخلاقه الواحد، بتعامله، وحتى بشكله، يعني رأيك في.. بأقل من دقيقة لو سمحت- في موضوع الحمية، أن الحمية الـ YoYo Diet هي التي تسبب ارتفاع الأوزان بهذا الشكل؟

ندى صالح: طبعاً، شوفي هو.. يا سيدتي مضبوط، ما فيه شك YoYo Diet، ذكرت سابقاً عدة مرات على التليفزيون، غير تليفزيون إنه الفتيات دون الثامنة عشر ما لازم أبداً.. أبداً أن يتبعوا أي حمية، وبعدين إذا.. هايدا شيء معقد جداً وكبير، موضوع كبير جداً إذا انفهم الموضوع شو عم بأحكي لما ذكرت الحمية ذكرت الحمية الصحية، ولم أذكر الحميات اللي.. اللي.. اللي غلط بعد..

منتهى الرمحي: أخت ندى، انتهى.. انتهى وقت البرنامج، متأسفة لمقاطعتك، انتهى..

ندى صالح: بس كلمة واحدة إذا بتريدي.. بس كلمة.

منتهى الرمحي: بسرعة.

ندى صالح: إنه الإنسان هو بده يكون راضي بنفسه، وبده يكون يهتم بصحته أولاً، الصحة مهمة، والشكل الخارجي مهم جداً كمان.

منتهى الرمحي: صحيح، مهم أيضاً.

شكراً جزيلاً لكِ، ليس بوسعنا في نهاية هذه الحلقة سوى أن نشكر ضيفاتنا السيدة فاطمة باركر (رئيسة فرع الدول العربية لجمعية الرضى عن الذات العالمية).

من بيروت الدكتورة ماري تيريز خير بدوي (أستاذة علم النفس في جامعة القديس يوسف، والمتخصصة في علم النفس العيادي).

كما نشكر السيدة ندى صالح (المتخصصة في علم التغذية).

إلى أن نلتقي وإياكم في الحلقة المقبلة هذه تحية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.