الاعلام العراقي
كواليس

الإعلام في العراق

تتناول الحلقة كواليس الإعلام في العراق وتحاول سبر أغوار تطورات متصلة بعدد من الصحفيين والإعلاميين الأجانب الذين نشطوا على الساحة الإعلامية العراقية.

– تضارب تصريحات الصحفية الفرنسية
– حال الصحفيين الأجانب والعراقيين في العراق


undefinedفيروز زياني: في كواليس اليوم خفايا احتجاز فلورانس أوبينا مع الصحفيين الرومانيين الثلاثة، طرد آخر صحفية فرنسية من العراق، قرار فرنسي أم عراقي؟ الإعلام العراقي واقعا وأداء.

أهلا بكم في برنامج كواليس، البرنامج الذي يحاول سبر أغوار وسائل الإعلام مرئية ومقروءة عربية وغربية. ندخل اليوم كواليس الإعلام في العراق ونحاول سبر أغوار تطورات متصلة بعدد من الصحفيين والإعلاميين الأجانب الذين نشطوا على الساحة الإعلامية العراقية.

تضارب تصريحات
الصحفية الفرنسية

منذ أسابيع أطلق سراح الصحفية الفرنسية فلورانس اوبينا بعد احتجاز دام شهور لكن ليس هذا هو خبرنا على أهميته، فقبل إطلاق سراحها أفرج على الصحفيين الرمانيين الثلاثة الذين اختطفوا في العراق وكشفوا لاحقا أنهم كانوا معها، الأمر الذي نفته فلورانس في (كلمة بلغة أجنبية) فور وصولها إلى فرنسا، ما القضية إذاً ولماذا تنكر فلورانس وتكذِّب أقول الرومانيين؟ هل بسبب الغموض الذي اكتنف عملية الاختطاف. تعالوا نسلط الأضواء على الموضوع علنا نصل إلى حقيقة ما جرى، في الجانب الفرنسي هذا ما حدث، فلورانس اوبينا تنكر في البداية خبر احتجازها مع الصحفيين الرومانيين ثم عادت للقول بأنها لا تريد الخوض في الموضوع احتراما للرومانيين وروايتهم، كما تنفي علمها بفدية دفعت لإنقاذها وتقول بأنها مُنعت من الكلام مع بقية المحتجزين وفرنسا تشكر رومانيا على مساهمتها بإطلاق سراح اوبينا الأمر الذي يتناقض مع أقول فلورانس، أما الرومانيون فلهم رواية أخرى، ماري جان إيون قالت عند إطلاق سراحها بأنها كانت مع فلورانس وتقارير رومانية تتحدث عن تورط رجل الأعمال الروماني من أصل سوري عمر هيثم ومرافق الصحفيين الثلاثة محمد مناف في عملية الاختطاف، مناف الذي احتجزته القوات الأميركية في العراق بحجة امتلاكه معلومات مهمة، فأين الحلقة المفقودة في الموضوع؟

فلورانس اوبينا لن تضيف لما قالته شيئا في هذا المؤتمر الصحفي مباشرة عقب وصلوها إلى فرنسا، هي تقول أن هذا ما حدث وأن هذه هي الرواية الحقيقية للموضوع لكن ماري جان إيون الصحفية الرومانية التي تقول بأنها كانت مُحتجزة معها لها ما تقول وهي تنضم الآن مباشرة إلينا من بوخارست في رومانيا ماري جان بداية لماذا باعتقادك تنكر فلورانس اوبينا موضوع احتجازها معكم في العراق؟

ماري جان إيون: أولا أحييكم وأتمنى لكم مساء سعيدا وأشكركم وأشكر قناة الجزيرة لكل ما فعلته من أجلي وزملائي الصحفيين أثناء اختطافنا في العراق، كما سبق لي وأن ذكرت وكل زملائي أنا لا أود أن أزيد الخلاف بين روايتنا ورواية زميلتنا اوبينا لأنه يبدو أن الموقفين كانا متشابهين ولكن كما تعلمون وأنا أعلم أنه أحيانا الظروف الأمنية لا تسمح للناس أن يتحدثوا بصراحة ويحكوا الحقيقة وربما سيأتي يوم عندما الناس تستطيع أن تتحدث عن كل شيء وأنا أيضا بحيث نستطيع المكاشفة بشكل صريح.

فيروز زياني: تتحدثين عن ظروف أمنية هل هي متعلقة بأشخاص آخرين غيرك أنتي وفلورانس والصحفيين اللاتينيين الآخرين الذين أصبحوا لم يعودوا رهن الاعتقال؟

ماري جان إيون: في الحقيقة لا أستطيع أن أتحدث عن.. هذا المواضيع هذه التفاصيل لا أستطيع الدخول فيها وإننا دائما نناقش مثل هذه الأمور عادة مع الاختصاصيين ولكن عندما أتحدث عن الإجراءات الأمنية فإن ذلك يتعلق بالآخرين وبالتالي من الخطأ معنويا وأخلاقيا أن نعرض حياة الآخرين للغرق بحديثنا.

فيروز زياني: لكن هناك مَن أشار لرجل أعمال سوري أو روماني من أصل سوري ومرافقكم الذي يبدو أنه كان متورطا في هذه العملية، هل يمكن لنا أن نحصل على معلومات أوفى عن هذا الموضوع؟

"
هناك تحقيق رسمي في رومانيا حول رجل الأعمال الروماني المتورط في العملية والشيء الوحيد الذي أستطيع قوله الآن هو أننا ننتظر النتيجة الرسمية لهذا التحقيق
"
ماري جان إيون

ماري جان إيون: نعم هذا ما ذَكرَته لنا السلطات هنا بأن هناك.. والآن هناك تحقيق رسمي في رومانيا حول هذا الموضوع وأنا بالتأكيد وزملائي نود أن نعرف ما هو هذا الموضوع وكيف حصل ولكن أستطيع.. الشيء الوحيد الذي نستطيع قوله الآن هو أن ننتظر إلى النتيجة الرسمية لهذا التحقيق لكي نعرف قضية هذا الرجل لأننا كصحفيين فإننا نتجول ونسمع الناس يتحدثون ولا نستطيع الإجابة عليهم لذلك من المهم للجميع أن ننتظر النتائج الرسمية للتحقيق وما سيكشف عنه لاحقا حول عملية اختطافنا ومن تتدخل فيها.

فيروز زياني: التحقيق يجرى حاليا مع مرافقكم الذي كان معكم والذي أطلق سراحه هو أيضا من قبل السلطات الأميركية هل وصلتكم أي معلومات حول هذا التحقيق؟

ماري جان إيون: كلا إطلاقا إن الشيء الوحيد الذي أعرفه هو أن السلطات الأميركية تحتجزه وتستجوبه لأنه بإمكانه يعطيهم بعض التفاصيل المتعلقة بالظروف أو المعلومات التي قد تعرِّض قوات التحالف للخطر وأن هذا هو ما ذكر في البيان الرسمي للسلطات الأميركية وفي الحقيقة لا أعرف لماذا هذا التحقيق يجري ولا أعرف ولا لدي أي معلومات عن نتائجه وما فيه من معلومات وبالتالي الأمر يعود إلى السلطات الأميركية والعراقية وأن هذا التحقيق يُعتبر طبيعي وهذا التنسيق مع العراقيين طبيعي لأن عملية الاختطاف كانت في العراق.

فيروز زياني: ماري جان إيوان الصحفية الرومانية التي كانت محتجزة في العراق شكرا جزيلا لكِ.

لكن الإعلاميين الفرنسيين ما يقولونه حول قضية فلورانس اوبينا والصحفيين الرومانيين الثلاثة؟

روبير مينار: يجب القول أن الرومانيين هما الذين على حق من دون أدنى شك كانوا معها وعندما تقول فلورانس أنها لم تكن مع الصحفيين الرومانيين فإنها لا تقول الحقيقة أو تخفي شيئا ما وهي تشعر بالحرج فعلا من هذه القضية وأعتقد أنها تخفي الأمر لأسباب معقولة والصحفيون الآخرون من الصعب عليهم تفهّم الأمر لأنهم فقط يريدون معرفة الحقيقة وفي الواقع هي تحمي أشخاصا معينين وقد لمّحت إلى ذلك في تصريحاتها وقد أخذت على نفسها التزامات معينة ليس أمام السلطات الفرنسية بل أمام الخاطفين التزمت بأن لا تقول أشياء بعينها وأن لا تجيب على أسئلة معينة، فلورانس تعتقد بأن بقولها أشياء معينة ستعرِّض حياة أشخاص إلى الخطر حياة أشخاص مازالوا مختطفين بين يدي نفس الجماعة.

[فاصل إعلاني]

فيروز زياني: فلورانس وماري جان ليست الصحفيتين الوحيدتين اللتين تعرضتا للمتاعب في العراق فالعراق هو اليوم البلد الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للصحفيين وهو أيضا أكبر سوق للرهائن.

حال الصحفيين الأجانب والعراقيين في العراق

[تقرير مسجل]

رضا فايز: مع بداية الحرب على العراق تأهب الإعلاميون لرصد الحدث كما هو أو كما أريد له، لكن الواقع كان مغايرا تماما إذ وجدوا أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه، التجربة الإعلامية خلال وبعد الحرب على العراق أفرزت معادلات جديدة وسجَّلت أرقاما قياسية مؤلمة فعدد الصحفيين الذين قتلوا في العراق لم يسجل في أي حرب أخرى وأضرت الهوية الإعلامية بصاحبها بينما كانت في أماكن أخرى تحميه، منظمة مراسلون بلا حدود أشارت إلى أن وجود الصحفيين الأجانب في بغداد انخفض بمعدل كبير خلال عام 2005 بسبب التهديدات والمخاطر. الانفلات الأمني في البلاد وارتفاع معدلات البطالة وتهميش أعداد كبيرة من أفراد الأجهزة الأمنية والعسكرية السابقة ساعد على ازدهار عصابات الخطف والسلب والنهب في جميع أرجاء العراق، بعض الجماعات المسلحة أهدرت دماء صحفيين رأت في عملهم ما يسيء إليها كما مارست جماعات أخرى أعمال الخطف أو التهديد ضد البعض الأخر إما لإسماع صوتها أو لتوصيل رسائل أو مطالب لجهات معينة، بالنسبة للقوات متعددة الجنسيات والأجهزة الأمنية العراقية فقد اعتبرت الشأن الأمني ميدانا خاصا بها لا يحق للصحافة أن تتعرف على الحقائق المرتبطة به وبناء عليه فقد تم تحديد نطاق التغطية بالنسبة للصحفيين العراقيين والأجانب.

فيروز زياني: الاختطاف والاغتيال ليس فقط ما يتعرض الصحفيون في العراق فتطور أخر شهدته الأيام القليلة الماضية بإبعاد الصحفية الفرنسية آن صوفي لموف والتي تعمل متعاونة مع العديد من المؤسسات الإعلامية.

آن صوفي تقول بأنها طردت من العراق ومورست عليها العديد من الضغوط حتى تخرج من هناك فمَن طردها؟ السلطات العراقية على ما يبدو لكن بإيعاز من السلطات الفرنسية كما تقول. لكن الخارجية الفرنسية على لسان فيليب دوست بلازي وزير الخارجية تنفي وتؤكد أن فرنسا لم تطلب إبعاد آن صوفي الجزيرة اتصلت بأكثر من عشرين صحفيا فرنسيا لإبداء رأيهم حول طرد آن صوفي لموف جميعهم رفض التعليق آن صوفي لموف لا تريد الظهور على شاشات التليفزيون كما ذكرت لنا لأسباب أمنية لكنها أرسلت زميلها الصحفي نيكولا اينان مراسل إذاعة فرنسا الذي ينضم إلينا مباشرة من عمان وحمَّلته رسالة نيابة عنها، نيكولا بداية ما الذي تخشاه آن صوفي من الظهور في شاشات التليفزيون؟

نيكولا اينان: لا أعتقد أن صوفي خائفة بل أعتقد أنها لا تريد أن تلفت الأنظار إليها كثيرا فهي كانت في موقف مواجهة قوية مع السلطات الفرنسية بعد طردها من العراق وبسبب ذلك فإنها ترغب أن لا تخلق موجة وضوضاء كثير حول قضيتها لأنها لا تود أن تؤثر على سيرتها ووظيفتها أو يكون لها موقف مع أي طرف كان ولا أعتقد أن الأمر يتعلق بخوفها من أي شيء بل أعتقد أن هذا هو السبب.. سبب أنها تريد أن لا تخلق ضجة ولا تلفت الأنظار لها كثيرا.

فيروز زياني: وهل حصلت على إجابة فيما يخص أسباب طردها من العراق مَن يقف وراءه السلطات العراقية أم السلطات الفرنسية؟

"
السلطات العراقية طلبت من آن صوفي ترك العراق وأكدوا لها أنهم يُنفذون طلبا من السلطات الفرنسية بطردها، والسلطات الفرنسية تقول إنها لا تعمل بهذه الطريقة وإن العراق بلد ذو سيادة ومستقل ولا يتلقى أوامر من فرنسا
"
نيكولا إينان

نيكولا اينان: إنها لم تحصل على جواب قاطع حول هذا الموضوع. وليس لديها أي دليل أيًا كان، كل ما تعلمه أن السلطات العراقية التي التقت بهم والذين شرحوا لها بأن عليها أن تترك البلاد أكدوا لها بأنهم يُنفذون طلبا من السلطات الفرنسية بطردها وأن هذه الرواية كذبتها تكذيبا كاملا السلطات الفرنسية التي تقول أنها لا تعمل بهذه الطريقة وأن العراق بلد ذو سيادة ومستقل ولا يتلقى أوامر من فرنسا ولكن في الوقت نفسه يجب أن نعلم أن السلطات الفرنسية ومنذ أشهر عديدة تمارس ضغوطا كبيرة عليها لأنها آخر صحفية فرنسية في بغداد طلبا منها أن تترك البلاد لأسباب أمنية.

فيروز زياني: منظمة مراسلون بلا حدود على لسان رئيسها روبير مينار دانت هذه العملية عملية طرد آن صوفي من العراق، هل تنوي آن صوفي التحرك مع هذه المنظمة ومنظمات أخرى لتدارك الموضوع، هي التي أبدت رغبتها في العودة إلى العراق.

نيكولا اينان: في الوقت الحاضر آن صوفي تتمنى أن لا تخلق أي ضجة حولها وتود أن تهدأ الأمور ولذلك فإنها لا تريد إثارة أي ضجة حولها حول موضوعها لأن الموضوع لا يتعلق بقضيتها هي شخصيا بل أنه يتعلق بالبلاد بمستقبل العراقيين وبالتالي فإن ما تريد أن تفعله بأن هو شهادتها عن الموقف في العراق ممكنة ومستمرة للمستقبل، أعتقد أن آن صوفي تدرس عدة طرق يمكن أن تسمح لها أو تسمح لها في المستقبل قد يكون بعيد ولكن ليس في الوقت الحاضر يسمح لها بأن تعود إلى العراق ولذلك هي لا تود أن تُحدث مواجهة جديدة مع السلطات الفرنسية وبالتالي فإنها تدرس الوسائل المختلفة إن وجدت للعودة إلى العراق ولكن في جميع الأحوال إن ذلك لم يكن للوقت الحاضر وأعتقد أنها ستحاول أن تتجنب مواجهة جديدة مع السلطات الفرنسية لأن ذلك ليس في صالح أي طرف من الأطراف.

فيروز زياني: آن صوفي إذاً توجه الاتهام للسلطات الفرنسية مباشرة بأنها كانت السبب وراء إبعادها من العراق لماذا باعتقادها؟

نيكولا اينان: إن السلطات الفرنسية كانت قلقة جدا وتأثرت كثيرا بحادثتي الخطف المختلفتين التي حصلت للصحفيين الفرنسيين ولذلك فإنها جندت إمكانيات كبيرة من أجلهم وأن هذه كلفتها أموال كبيرة إذ أن استخدمت الكثير من الأشخاص والأموال على أراضي صعبة الحركة فيها مثل العراق وأن هذا قد عرَّض موقف فرنسا في المنطقة إلى الخطر لأنه في مسألة جورج (كلمة بلغة أجنبية) كانت هناك مجموعة عراقية تحاول أن تؤثر على الموقف السياسي الفرنسي وهو أمر غير ممكن لكونها دولة ذات سيادة. إذاً هناك مجازفات وأخطار كثيرة لا تود السلطات الفرنسية أن تقوم بها ولذلك في المستقبل أعتقد أنه في الواقع يوجد حاليا في فرنسا تأمل وتفكير وتبادل آراء بين السلطات وممثلي الصحافة لدراسة كيفية العودة إلى العراق ولكن في الوقت الحاضر الموقف واضح ليس هناك أي صحفي فرنسي في العراق حاليا وهناك تفكير الآن ومشاورات لمعرفة في أي ظروف أمنية يمكن للصحفيين الفرنسيين أن يعودوا إلى العراق. أعتقد أن ذلك سيكون عن طريق صحفيين يرافقهم حرس مسلح وأنا لا أؤيد هذا تماما لأنني ضد فكرة حرس مسلح مع الصحفيين ولكن هذه ظروف وشروط لا نختارها نحن بل تُفرض عليهم من قبل المسلحين والعصابات الذين يختطفون ويجعلون الشعب العراقي رهن لهم وذلك بتأخير ومنع الصحف العالمية والصحافة العالمية من التحرك بطريقة طبيعية في البلاد ولتغطية وبطريقة طبيعية أحداث هذا البلد.

فيروز زياني: نيكولا اينان مراسل إذاعة فرنسا في عمّان والمفوض من قبل الصحفية آن صوفي ليموف للحديث نيابة عنها شكرا جزيلا لك من عمان.

لكن كيف يتابع المواطن الفرنسي قضية إبعاد آن صوفي ليموف الصحفية الفرنسية من العراق الجزيرة استطلعت آراء شريحة من الشارع الفرنسي.

مواطن فرنسي أول: أظن أن السبب أو ذريعة طرد الصحفيين هي حمايتهم أو توفير الأمن لهم ما يعني أنه ليس هناك حرية صحافة إلا إذا قررت الحكومة العراقية أن تحمي الصحفيين وتقبل مجيء بعضهم فقط للقيام بمهمتهم هناك.

مواطن فرنسي ثان: على ما يبدو هم يطردون بسبب حمايتهم من الخطر ولكن حسب ما قرأت فإن الحكومة الفرنسية هي التي طلبت طرد الصحفية الفرنسية وبالتالي ليس ذنب الحكومة العراقية ومع ذلك فإذا كان هناك خطر على حياة الصحفيين فعليهم مغادرة العراق حتى وإن كنا مع حرية الصحافة والإعلام فلا يجب على الصحفيين أن يتلاعبوا بحياتهم.

مواطن فرنسي ثالث: إذا كان العراقيون هم الذين طردوها بمحض إرادتهم فهذا يعني أنهم لا يريدون أي مصدر غربي ينقل ما يحدث هناك وصحيحا أني لا أعرف تفاصيل القصة ولا يمكنني أن أحكم عليها ولكن الأمر المؤسف هو أن يبقى في العراق فقط صحفيون عراقيون.

مواطن فرنسي رابع: السلطة العراقية قرّرت طردتها ولكن حسب رأيي فإن الأمر ليس قرارا عراقيا محضا بل هناك من أوعز بذلك ربما السلطات الفرنسية أو الإيطالية أو أي دولة أخرى تعرض صحفيوها للاختطاف سواء قتلوا أو لم يقتلوا وقد تلجأ دول بعينها لدفع فدية مالية تفاديا لقتلهم مفضلة التضحية بحرية الصحافة.

مواطنة فرنسية أولى: لم أتابع القصة ولكن لا أفهم لماذا يطرد صحفيون يقومون بعملهم والأمر فعلا مثير للفضيحة.

فيروز زياني: منظمة مراسلون بلا حدود دانت الإبعاد وقالت بأنه مساس بحرية التعبير.

روبير مينار – رئيس منظمة مراسلون بلا حدود: شعرنا بالفضيحة لقرار الطرد فحتى لو كانت هناك مشاكل أمنية ولا أحد ينكر وجود المشاكل الأمنية في العراق فإن حل تلك المشاكل لا يتحقق بطرد الصحفيين وسواء كانت المبادرة من الحكومة العراقية أو بإيعاز من الحكومة الفرنسية التي قد تكون طلبت من الحكومة العراقية القيام بطردها فإننا نندد بذلك وعلى كل حال لابد مثلا أن يقال للصحفيين عليكم أن تحترسوا وتعملوا في إطار أكثر أمنا ولكن لا يجب أن يُطرد الصحفيون وأقولها بصراحة وقد مرّ عليّ أكثر من عشرين عاما وأنا على رأس منظمة مراسلون بلا حدود إذا كانت فعلا الحكومة الفرنسية هي التي تقف وراء طرد الصحفية فإني لأول مرة أشهد حكومة تطلب من حكومة أخرى طرد صحفي.

فيروز زياني: الصحفيون العراقيون الذين يعملون لصالح الإعلام المحلي ليسوا بمعزل عن تلك التحديات التي يواجهها الصحفيون الأجانب بل يضاف إليها ضعف الإمكانيات التقنية لديهم وافتقادهم للتدريب في الوقت الذي يُطلب منهم أن يكونوا على مستوى التحدي في تقديم إعلام منافس ويمثل غياب المؤسسة التي يمكن أن تطالب بحقوقهم عائقا آخر في طريق القيام بمهامهم.

[تقرير مسجل]

سوزان الحرفي: خمس صحف كانت كل رصيد الإعلام المطبوع قبل عامين لكنه اليوم تضاعف عشرات المرات ليقترب من الثلاثمائة، عشرات القنوات التلفزيونية يعج بها الفضاء العراقي اليوم بعد قناتين فقط. حرية تبدو واضحة من حيث المظهر لكن بالنسبة للممارسة الأمر يحتاج إلى تدقيق. فالمضمون يخضع لخطوط سياسية لا يمكن تجاوزها وإلا كان الإغلاق والمنع المصير المنتظر مع عدم وجود قانون ينظم العمل الإعلامي في عراق اليوم والناظر إلى المشهد الإعلامي يلاحظ انعكاس الفئوية والتحاسب الطائفي هذا إلى جانب غياب رؤية من يعتبرهم البعض مشاهدين ويصفهم آخرون بالمقاومين وينعتهم الإعلام بالإرهابيين.

هربا من الملاحقة أو بحثا عن الأمان توجه المغيبون من خريطة الإعلام التقليدي إلى الإنترنت ليكون وسيلتهم للتعبير عن أفكارهم وآرائهم ويبقى العنصر الأهم في المعادلة وهو الكادر البشري الذي يحدد طبيعة الإعلام، الإعلاميون في العراق في معظمهم من غير المتخصصين كما أنهم يفتقروا للتدريب ويبقى العمل في مكان هو الأخطر في العالم يمثل تحديا حقيقيا لهم بالإضافة إلى العمل في ظروف تفتقد إلى المهنية، أما المشكلة الأكبر فهي تدني مستوى الدخل الأمر الذي يفتح الباب أمام الخضوع لرؤى بعينها أو للانجراف للفساد في وقت أحوج ما تكون فيه للقيام بدور حقيقي للتعبير عن آمال وآمال شعب عانى ولا يزال.

فيروز زياني: ومعنا من بغداد هاشم حسن نائب رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين، ما تقييمك للأداء الإعلامي العراقي؟

هاشم حسن – نائب رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين: والله هذا سؤال كبير للأداء الإعلامي العراقي عبر وسائل إعلام متنوعة الصحافة المكتوبة والمرئية والفضائيات وأيضا الإذاعات فهو أداة يعني تختلف من وسيلة إلى وسيلة أخرى لكنه بكل الأحوال يعني المحصلة النهائية إنه الصحفي العراقي والإعلامي العراقي رغم كل هاي الظروف الساخنة يحاول أن يجتهد أن يقدم عطاء كبير ومميز لتغطية الأحداث وإيصال الحقيقة إلى العالم.

فيروز زياني: دعني أكون أكثر دقة سيد هاشم هل من وسائل إعلام تحظى بمتابعة واسعة في العراق أم أن المواطن العراقي يتابع هذه الوسائل كل حسب ميوله الشخصية هناك طائفية ربما هي أيضا التي تحدد متابعة وسيلة إعلام دون أخرى.

هاشم حسن: لا إنه قياس ميول الجمهور نحو وسائل الإعلام هذه قضية بحاجة إلى استفتاءات وبحاجة إلى استطلاع للرأي لكن عموما إنه هاي المرحلة الانتقالية بها متغيرات كثيرة مثلا إنه دخول الستلايت إلى العراق الدخول كان فجائي وشيء جديد ودخول الإنترنت أيضا إنه طبيعة تلقي وسائل الإعلام المختلفة هذا التعاطي معها يعني مختلف ونسبيا إذا نقيس من الناحية الكمية فمجموع عدد الصحف مثلا التي تصدر قياسا بالسكان حسب الإحصائيات إنه يُعد قليل جدا أيضا لو نقيس إنه مدى المشاهدة للفضائيات راح نجد إنه مساحة المشاهدة للفضائيات المحلية أعتقد إنه اتسعت بطريقة واسعة وبدت تنافس حتى بعض الفضائيات العربية.

فيروز زياني: دعنا نلقي الضوء ربما على ظروف عمل الصحفيين العاملين مع الإعلام المحلي هل هي نفس الظروف للصحفيين الإعلام الغربي أو الذين يتعاملون مع وسائل إعلام غربية وخارجية؟

هاشم حسن: يعني بالحق الموضوعية نقول إنه الصحفي والإعلامي العراقي بكل المستويات وبكل الحرفيات في هذا العمل هو إنسان يعني بالمقاييس المهنية يمتلك كفاءة قد لا تقل عن أقرانه العرب أو بالعالم لكن هو أيضا يعني ضمن الاستحقاق المادي والإنساني وكذا أستطيع أن أقول إن صح التعبير إنه الإنسان إن هو مظلوم بكل الاعتبارات، الإنسان لأنه الإعلام السابق على مدى 35 عاما من النظام السابق كان الإعلام ذو قناة واحدة، اتجاه واحد لم يُكشف عن الإبداع.. مع قلة الإمكانيات. حاليا هذه المرحلة الانتقالية الصحفي والإعلامي العراقي لا يجد ضمانات لا لحياته ولا لرزقه ولا حتى لإبداعه وحتى هذه الساعة لا يوجد كيان مهني يدافع عن الصحفي أو الإعلامي العراقي.. عمليات إنه طرد من أي وسيلة إعلامية حتى طبيعة الأجر اللي يتقاضاه هو أقل أجر ممكن أن يقاس بالعالم.

فيروز زياني: نعم سيد.. نعم هاشم حسن نائب رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين من بغداد شكرا جزيلا لك.