ما وراء الخبر

هل يمارس نظام الأسد تطهيرا مذهبيا ممنهجا؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” اتهامات المعارضة السورية لنظام بشار الأسد بممارسة سياسة تطهير مذهبي ممنهج، في ضوء تهديده بتهجير سكان معضمية الشام بعد إفراغ داريا.
اتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس السوري بشار الأسد باتباع سياسة تهجير مذهبي ممنهج، بعد تهديده بحرق مدينة معضمية الشام في ريف دمشق، وتدمير ما تبقى منها في حال عدم قبول سكانها شروط الاستسلام التي يفرضها النظام، أو قبولهم بمغادرتها إلى الشمال السوري.

يشار إلى أن مناطق عدة في سوريا تواجه هذا التهديد، بعد أيام من إخلاء النظام مدينة داريا من سكانها.

حلقة (30/8/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت تلك الاتهامات، حيث وصف عضو الهيئة السورية العليا للمفاوضات جورج صبرة ما يقوم به نظام الأسد بأنه "نهج تقسيمي سافر ووقح" يقوم به نظام الأسد أمام أنظار المجتمع الدولي تنفيذا لخطة إيرانية تقضي بإحلال سكان مكان آخرين.

وأشار صبرة إلى أن بشار الأسد نفسه مهّد لهذه العملية عندما قال إن المواطن ليس هو من ولد على أرض سوريا وله بيت فيها ويعيش وسط مدافن أجداده من آلاف السنين، إنما من يدافع عن النظام.

وأضاف "هذا نهج تقسيمي واضح بدأ من الأحياء القديمة في حمص، ثم انتقل إلى مناطق حزام دمشق، وهي داريا والمعضمية والزبداني، وينتقل اليوم إلى حي الوعر؛ لأن سوريا المفيدة التي تحدث عنها النظام لن تكون مفيدة إلا إذا زرع فيها فتنة طائفية من جديد".

وأكد أن نظام الأسد يتبع نهجا يقوم على تغيير البنية الديمغرافية في سوريا؛ لأنه فقد السيطرة على كل أنحاء البلاد، كما فقد حماته من الإيرانيين والروس الأمل في إعادة تأهيله.

وأوضح صبرة أن الإيرانيين والروس يريدون السيطرة على مناطق محددة، وبالتالي فإن سوريا المفيدة التي أعلنها الأسد من دمشق باتجاه حمص والقصير والساحل هي خطة واضحة، وهو يقوم بهذه الجريمة مدعوما من حلفائه الروس والإيرانيين الذين يريدون تنفيذ هذه الخطة من أجل أن يكون لهم ممر لاختراق سوريا وحماية مواقعهم في لبنان والعراق.

وأشار إلى أن أهل داريا "خرجوا منها بعد أربع سنوات من الحصار والتجويع من قبل النظام، وبعد أكثر من تسعة آلاف برميل ألقيت عليها، وبعد أن أدت المدينة واجبها بتقديم 2300 شهيد ولم يسمح النظام حتى للمدنيين بالبقاء فيها".

ورأى صبرة أن عملية التهجير المذهبي التي ينفذها النظام "جريمة ضد الإنسانية وانتهاك للقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بسوريا، وإلغاء للعملية السياسية، وهي ستثير حربا طائفية تهدد أمن واستقرار المنطقة بكاملها"، معربا عن أسفه لأن تلك العملية تتم بمعرفة الأمم المتحدة ووسط جهود دولية تصب في إطار مخطط تقسيم سوريا. 

نفي واتهامات
من جهته، نفى الناشط السياسي السوري هيثم سباهي قيام نظام الأسد بعمليات تهجير أو إخلاء لمناطق من سكانها، واصفا ما يثار في هذا الصدد بأنه مغالطات.

وأوضح سباهي أن الخطة في داريا كانت تقتضي بأن يقوم المسلحون -الذين وصفهم بالإرهابيين- "بإلقاء سلاحهم والاستفادة من العفو الذي أعلنه الرئيس بشار الأسد، لكنهم لم يريدوا ذلك، فقررت الحكومة فتح الطريق لهم إلى إدلب حسب الاتفاق الذي تم مع الأمم المتحدة، وخرج معهم قليل من المدنيين الذين خرج معظمهم إلى مراكز الإيواء في منطقة حرزلي الخاضعة لحماية الجيش السوري العربي"، حسب قوله.

كما نفى أن تكون الحكومة السورية تسعى إلى إفراغ المكون السني من المناطق التي يعيشون فيها، وقال إن هناك "ثلاثة ملايين لاجئ من السنة في دمشق جاؤوا من مناطق أخرى".

واتهم سباهي -الذي انسحب من البرنامج بحجة عدم إعطائه الفرصة لإكمال حديثه- المسلحين الذين خرجوا من داريا بأنهم كانوا يتخذون المدنيين دروعا بشرية، كما اتهم من سماهم الإرهابيين في حي الوعر كذلك باستخدام المدنيين دروعا بشرية.