جورج صبرة.. من أدب الطفل إلى معارضة الأسد

سياسي وتربوي سوري؛ أثر في بداية تجربته في عقول الأطفال العرب عبر مسلسلهم الشهير "افتح يا سمسم" الذي كان أحد كتابه، ويقود اليوم المجلس الوطني السوري الساعي لإسقاط نظام بشار الأسد.

المولد والنشأة
ولد جورج صبرة يوم 11 يوليو/تموز 1947 في مدينة قطنا بمحافظة ريف دمشق السورية لأسرة مسيحية.

الدراسة والتكوين
بدأ صبرة مساره التعليمي تلميذا في مسقط رأسه حيث تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي، ثم انتقل إلى دمشق ليواصل مساره التعليمي حيث تخرج من دار المعلمين العامة سنة 1967، وحصل على إجازة في الآداب من قسم الجغرافيا بجامعة دمشق. كما درس تقنيات أنظمة التعليم والتلفزيون التربوي في جامعة إنديانا الأميركية.

التوجه الفكري
تشبع صبرة بالفكر الشيوعي منذ شبابه فانتسب مبكرا إلى الحزب الشيوعي السوري سنة 1970، ونشط في صفوفه مترقيا في مسؤولياته الحزبية إلى أن انتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب عام 1985.

التجربة العملية
راكم صبرة خبرة سنوات طويلة أهلته ليكون أحد الخبراء التعليميين في بلاده، فبعد سنوات قضاها مدرسا للمرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس دمشق وريفها، عمل في مجال الإنتاج التلفزي معدا ومقدما لبرامج تلفزية تعليمية، وساهم في إدخال البرامج التعليمية إلى التلفزيون السوري.

عُرف صبرة -وهو خبير في الإعلام التربوي- بمشاركته في كتابة سيناريو مسلسل الأطفال العربي المعروف "افتح يا سمسم".

سياسيا؛ برز صبرة على المسرح السياسي السوري بوصفه أحد نشطاء الحزب الشيوعي السوري، لكن تجربته فيه لم تمر بدايتها بردا وسلاما عليه إذ سرعان ما تعرض للملاحقة الأمنية سنة 1984.

وفي سنة 1987، اعتقل وأحيل إلى المحاكمة حيث قضت عليه محكمة أمن الدولة العليا بالسجن ثماني سنوات قضاها في سجن صيدنايا العسكري، ثم أطلق سراحه سنة 1995 بعد انتهاء محكوميته.

انتخب عضوا في الأمانة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري، وهو الاسم الجديد الذي اختاره لنفسه عام 2005 الحزبُ الشيوعي/المكتب السياسي الذي أسسه المعارض السوري المعروف رياض الترك، وتبنى عقيدة أقرب إلى الاشتراكية متخليا عن الماركسية اللينينية.

وحينما خرج السوريون إلى الشوارع في مارس/آذار 2011 للمطالبة بالحرية ضمن أجواء الربيع العربي؛ ساند صبرة مطالب الشعب ليكون عرضة مرة أخرى للاعتقال شهرا واحدا بتهمة "تحريض الناس على التظاهر"، ثم اعتقل مرة أخرى شهرين لمشاركته في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، قبل أن ينتقل إلى العيش في الخفاء.

وعن مرحلة النشاط السري في حياته السياسية يقول صبرة: "كان النشاط السري صعبا عام 1985″، أما في 2011 "فلم أغير مخبئي سوى مرتين خلال شهرين، حتى إنني أقمت في مكان لا يبعد أكثر من خمسين مترا عن أحد المراكز الأمنية".

وأمام تزايد أعداد المتظاهرين القتلى والجرحى الذين تساقطوا تباعا في سوريا بسبب قساوة البطش الأمني؛ غادر صبرة في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2011 سوريا سرا واجتاز الحدود مع الأردن سيرا على الأقدام، قبل أن يتجه إلى فرنسا حيث انضم إلى الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري.

وأمام خلافات أقطاب المعارضة السورية في كيفية التعامل مع أزمة بلادهم وطرق حلها؛ انتخب أعضاء المجلس الوطني السوري -في ختام تجديد هياكل المجلس الوطني السوري في اجتماع عُقد بالعاصمة القطرية الدوحة يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2012- صبرة رئيسا للمجلس، بعد أن نال 28 صوتا من أصوات الأمانة العامة بينما حاز منافسه هشام مروة 13 صوتا من أصل 41 صوتا.

وقد حدد -منذ الوهلة الأولى لانتخابه- أهداف المرحلة التي سيقود فيها المجلس بقوله: "لدينا مطلب واحد: إيقاف حمام الدم في سوريا والمساعدة على طرد النظام المجرم عن طريق تسليح الشعب السوري، نريد سلاحا.. نريد سلاحا.. نريد سلاحا".

وفي 9 ديسمبر/كانون الأول 2015 اختارته قوى المعارضة السورية المجتمعة في مؤتمر الرياض ضمن هيئتها العُليا المكونة من 34 عضوا، ثم عينته يوم 20 يناير/كانون الثاني 2016 نائبا لرئيس الوفد الممثل للمعارضة في مفاوضات جنيف مع النظام السوري تحت إشراف الأمم المتحدة.

المؤلفات
أغنى جورج صبرة -المعروف بروح الفكاهة وسرعة البديهة- المكتبة العربية بمؤلفات في مجال اختصاصه وهو الكتابة للطفل، فقد أصدر عدة مجموعات قصصية، من بينها: "قصص وأغنيات تربوية" و"الأرض بيتنا الكبير" و"مغامرات أرنوب المحبوب". كما نشر العديد من المقالات التربوية والثقافية في مجلات وصحف سورية وعربية.

المصدر : الجزيرة + منظمة المجتمع العلمي العربي