نداء استغاثة.. "#الغوطة_تباد_يامسلمون"

#الغوطة_تباد_يامسلمون
مشاهد الموت الذي يجتاح الغوطة الشرقية (ناشطون)
تسيطر مشاهد الموت والرعب التي تعيشها الغوطة الشرقية على مشاركات الناشطين السوريين المعارضين عبر مختلف منصات مواقع التواصل الاجتماعي على وسوم كثيرة: #الغوطة_تباد_يامسلمون و#مذبحة_الغوطة و#الغوطة_تباد و#الغوطة_الشرقية و#GhoutaGenoside #SaveGhouta.

ويكرس المتفاعلون عبر هذه الوسوم جهودهم على عكس الحجم الحقيقي للمأساة التي يعيشها ريف دمشق الشرقي جراء الغارات الجوية، التي تنفذها الطائرات الروسية وأخرى تابعة للنظام، على مساكن المدنيين، فضلا عن القصف المدفعي والصاروخي الذي تقوم به قوات النظام والمليشيات المساندة لها على الأرض.

وينشر المغردون صورا وفيديوهات يصفونها بالمأسوية لما فيها من مشاهد الدمار والدماء للضحايا الذين سقطوا بالغارات الجوية، وأخرى لعمليات انتشال الضحايا من تحت أنقاض منازلهم، وكذلك إجلاء من كتبت لهم الحياة بعد أن تهدمت مساكنهم على رؤوسهم من أطفال ونساء ومسنين.

وتعجز كلمات المغردين عن التعبير عن حجم "الجحيم" هناك من هول ما يجري حولهم من مشاهد يصعب على عقل تصورها، على حد وصفهم، فقد غلبت على مشاركاتهم التساؤل عن العالم والإنسانية مما يجري لهم، فعلت أصوات الجأر إلى الله بالدعاء أن يقضي أمرا يغيث هؤلاء المكلومين من الجحيم الذي يعيشونه.

ويطالب آخرون العالم بالتحرك وإيقاف المجازر المرتكبة بحق المدنيين في الغوطة، وتحمّل الأمم المتحدة مسؤولياتها في حمايتهم، وإنفاذ الأطفال من "جحيم" الطائرات الروسية والنظامية، التي لا ترحم حجرا ولا بشرا في تلك المنطقة.

وتساءل المغردون عن العرب الذين يديرون ظهورهم لأهل الغوطة، في وقت يغرق فيه هؤلاء العرب -كما يقولون- في افتعال الأزمات الجانبية من أجل تحقيق المزيد من الأمجاد بينما الروس والمليشيات الشيعية والنظام يقتلون أهالي سوريا والغوطة الشرقية خصوصا، دعوا إلى تنظيم مظاهرات جميع عواصم العالم دعما للغوطة.

حصار وتصعيد
وبحسب ناشطين فإن أرقاما شبه رسمية صادرة عن منظمات محلية داخل الغوطة تقول إن أكثر من أربعمئة ألف مدني يعيشون في حصار خانق منذ عام 2013 تفرضه قوات النظام والمليشيات الطائفية التي تساندها، مما أدى إلى حالة من العوز الشديد لكل مقومات الحياة، الأمر الذي خلف الجوع ونقصا في التغذية وقلة الرعاية الصحية.

وتشهد المنطقة تصعيدا عسكريا كبيرا منذ نهاية 2017 رغم شمولها ضمن مناطق خفض التصعيد، تزايدت الهجمات عليها خلال الأسبوع الثاني من فبراير/شباط الحالي، شن النظام السوري غارات جوية مكثفة خمسة أيام متواصلة على الغوطة الشرقية مما أدى إلى مقتل 250 مدنيا وإصابة أكثر من 775 آخرين بجروح.

واشتدت الحملة أكثر خلال الأيام القليلة الماضية تحت ذرائع مختلفة بينها وجود جبهة النصرة (المندمجة مع فصائل أخرى ضمن هيئة تحرير الشام)، واستهداف مسلحي المعارضة مناطق بدمشق، وقد أكدت فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية أنها لن تسمح بتكرار سيناريو حلب هناك، بعد تصريح وزير الخارجية الروسية بإمكانية تطبيق المشهد الحلبي في الغوطة.

إحصائيات محلية
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان منتصف الشهر الجاري تقريرا يوثق حصيلة ثلاثة أشهر من الحملة العسكرية المتواصلة على الغوطة، قائلة إنه بعد مرور تسعين يوما (من 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حتى 14 فبراير/شباط الجاري) لم يتوقف تقريبا القصف والقتل والتدمير على منطقة محاصرة يقطنها قرابة 350 ألف مدني.

ووفق التقرير، فإن جميع الهجمات الواردة فيه وقعت في مناطق مدنية ولا توجد فيها أي مراكز عسكرية أو مخازن أسلحة تابعة لفصائل في المعارضة المسلحة أثناء الهجمات أو حتى قبلها، كما أنه لم يتم توجيه أي تحذير من قبل القوات السورية والروسية للمدنيين قبيل الهجمات كما يشترط القانون الدولي الإنساني.

وقد قدم التقرير إحصائية تتحدث عن مقتل 729 مدنيا، بينهم 185 طفلا و109 نساء، وسبعة من رجال الدفاع المدني، وعشرة من الكوادر الطبية، وإعلامي واحد، قتلت منهم قوات النظام السوري 697 مدنيا، بينهم 177 طفلا و96 سيدة، في حين قتلت القوات الروسية 32 مدنيا، بينهم 8 أطفال و13 سيدة.

كما سجل التقرير 40 مجزرة على يد القوات السورية والروسية، توزعت إلى 37 مجزرة على يد قوات النظام السوري، وثلاث مجازر على يد القوات الروسية. وبحسب الشبكة السورية، فقد تم توثيق ما لا يقل عن 108 حوادث اعتداء على مراكز حيوية مدنية، جميعها على يد قوات النظام السوري، بينها 28 حادثة استهدفت مساجد، وعشرة حوادث استهدفت منشآت طبية.

وجاء أيضا في تقرير الشبكة أن قوات النظام السوري خرقت عبر استخدامها الأسلحة الكيميائية قرارات مجلس الأمن ذات الصلة 2118 و2209 و2235، إضافة إلى اتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيميائية التي صادقت عليها الحكومة السورية في سبتمبر/أيلول 2013.

وما زالت الحملة مستمرة على الغوطة الشرقية، مخلّفة عشرات القتلى والجرحى يوميا مع تعطّل قسم كبير من المراكز الصحية والحيوية، وعجز القسم الآخر عن استيعاب الأعداد الكبيرة للضحايا يوميا.

وصف المعاناة
وفي هذا السياق أصدر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بيانا تضمّن سطورا فارغة للتعبير عن حجم المعاناة و"الأعمال الوحشية" في الغوطة الشرقية، في وقت قال فيه المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إن تصعيد القتال في الغوطة الشرقية المحاصرة قد يجعلها "حلبا ثانية".

فقد قال المدير الإقليمي لليونيسيف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خيرت كابالاري إنه "لم يعد لدى مسؤولي منظمته كلمات" للتعبير عن حجم الغضب إزاء القتل والمعاناة التي يتكبدها الأطفال في الغوطة الشرقية.

وأضاف كابالاري في بيان وزّع الثلاثاء "ليس هناك كلمات بإمكانها أن تنصف الأطفال القتلى وأمهاتهم وآباءهم وأحباءهم".

وأعقب البيان سطورا فارغة قبل أن تضيف المنظمة تذييلا قالت فيه "تصدر اليونيسيف هذا البيان لأننا لم نعد نملك الكلمات لوصف معاناة الأطفال وحدّة غضبنا. هل لا يزال لدى أولئك الذين يلحقون الأذى كلمات لتبرير أعمالهم الوحشية؟.

المصدر : الجزيرة