محللون يستبعدون تعليق الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل

حماس لا تزال متمسكة برفض الاعتراف بإسرائيل
حماس متمسكة برفض الاعتراف بإسرائيل (الجزيرة-أرشيف)
استبعد محللون فلسطينيون اتخاذ قرار على المدى القريب بتعليق الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل، نظرا لتعقيدات مختلفة تتعلق بذلك وترتبط بوظيفة السلطة الفلسطينية وقدرتها على أداء خدماتها.
 
وفي أحاديث متفرقة لوكالة الأناضول، بين المحللون أن هناك خطوات أقل حدة من تعليق الاعتراف بإسرائيل لم تتمكن السلطة الفلسطينية من تنفيذها، كونها ليست جاهزة لتحمل تبعات ذلك.
 
وفي ختام اجتماعاته برام الله الخميس الماضي، كلّف المجلس الوطني (برلمان منظمة التحرير الفلسطينية) اللجنة التنفيذية للمنظمة بتعليق الاعتراف بإسرائيل لحين اعترافها بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967, وإلغاء قرار ضمّ القدس الشرقية ووقف الاستيطان؛ لكن التكليف ذاته للجنة التنفيذية كان قد أحاله المجلس المركزي لمنظمة التحرير في يناير/كانون الثاني الماضي، دون أن يكون لذلك أي ترجمة على أرض الواقع.

ووفق الكاتب والمحلل السياسي غسان الخطيب، فإن قرار سحب أو تعليق الاعتراف بدولة إسرائيل ستكون له تبعات عملية يجب أخذها بالاعتبار، والبحث عن حلول وبدائل.

وأضاف أن مهام السلطة الفلسطينية ترتبط ارتباطا مباشرا بالتعامل مع إسرائيل في مختلف النواحي، وأن قطع العلاقة معها قبل التأكد من الجاهزية اللازمة قد يؤدي لأضرار تلحق بالجميع.

الخطيب: قرار سحب أو تعليق الاعتراف بإسرائيل ستكون له تبعات عملية يجب أخذها بالاعتبار (الجزيرة-أرشيف)
الخطيب: قرار سحب أو تعليق الاعتراف بإسرائيل ستكون له تبعات عملية يجب أخذها بالاعتبار (الجزيرة-أرشيف)

اللجنة التنفيذية
وتابع الخطيب -الذي كان عضوا في وفد مدريد للسلام عام 1991- أن هناك قضايا تتعلق بالضرائب والمعابر وتحويلات المرضى والعديد من القضايا المعيشية التي تفرض التعامل مع إسرائيل، وقلل من إمكانية إحداث فروق مختلفة، في أعقاب اجتماع المجلس الوطني وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة.

واستدرك بالقول إن التنفيذية الجديدة هي امتداد للقديمة وسياستها استمرار لها بذات الشخوص وممثلي الفصائل، ويتفق الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد سويلم مع الخطيب في تبعات تعليق الاعتراف بإسرائيل على السلطة الفلسطينية والشعب عموما.

وقال سويلم في حالة سحب الاعتراف ستكون هناك ردة فعل إسرائيلية قد تستثمر ضد السلطة، لكنه يعتقد بإمكانية اتخاذ قرار بتعليق الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل، من خلال آلية تكون الأمم المتحدة جزءا منها.

وأردف قائلا إن المسألة هي إيجاد طريقة أو آلية لمنع إسرائيل من القيام بإجراءات ضد السلطة أو الشعب الفلسطيني. ويقترح سويلم إيداع وثيقة لدى الأمم المتحدة تفيد بالاستعداد الفلسطيني للاعتراف بإسرائيل، وفي حال التزمت إسرائيل، تبقى الوثيقة سارية المفعول، أما إذا واصلت رفض الاتفاقيات الموقعة وانتهاكها تبقى الوثيقة معلقة.

واعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل عام 1993 بموجب اتفاق أوسلو للسلام، لكن إسرائيل لم تعترف حتى الآن بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة. وفي عام 2012 حصل الفلسطينيون على الاعتراف بهم كدولة غير مكتملة العضوية في الأمم المتحدة.

عبد المجيد سويلم: في حال سحب الاعتراف ستكون هناك ردة فعل إسرائيلية قد تستثمر ضد السلطة (الجزيرة-أرشيف)
عبد المجيد سويلم: في حال سحب الاعتراف ستكون هناك ردة فعل إسرائيلية قد تستثمر ضد السلطة (الجزيرة-أرشيف)

التنسيق الأمني
من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس رائد نعيرات، أن تعليق الاعتراف قرار غير واقعي ولا إمكانية لتطبيقه في ظل المعطيات الموجودة، وأضاف أن هناك قرارات أقل حدة منه -مثل وقف التنسيق الأمني واتفاقية باريس الاقتصادية- لم تنجح السلطة في تطبيقها.

ولفت نعيرات إلى أن الأمر يتطلب الحديث عن إستراتيجية فلسطينية جديدة، تكون جاهزة لأي ردة فعل إسرائيلية أو دولية.

وفي 3 فبراير/شباط الماضي، طلبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من الحكومة البدء فورا بإعداد خطط فك الارتباط مع الاحتلال الإسرائيلي على المستويات كافة، وكان المجلس المركزي الفلسطيني قد كلّف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في يناير/كانون الثاني الماضي تعليق الاعتراف بإسرائيل، ردا على قرار الولايات المتحدة الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

كما قرر المجلس وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، ووقف العلاقات الاقتصادية معها، بما في ذلك اتفاقية باريس الاقتصادية الموقعة عام 1994 والتي تنظم علاقة السلطة بإسرائيل اقتصاديا.

ويُنظّم الاتفاق العلاقة الاقتصادية بين الجانبين في قطاعات الضرائب والجمارك والبنوك والاستيراد والتصدير والإنتاج والعملات المتداولة وحركة التجارة.

أما الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، فاعتبر أن إحالة قرار سحب الاعتراف بإسرائيل أكثر من مرة للجنة التنفيذية، يضعنا أمام مجموعة قرارات غير ملزمة التنفيذ، وأضاف أن بعض القرارات تم اتخاذها من المركزي السابق وتمت إحالتها للتنفيذية.

المصدر : وكالة الأناضول