من يخلف شلح بقيادة حركة الجهاد الفلسطينية؟

رمضان عبدالله شلح/ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
شلح خضع لعملية جراحية في القلب وهناك أحاديث عن عدم قدرته للعودة لمنصبه (الجزيرة)

محمد عمران-غزة

رغم تأكيد حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين استقرار الحالة الصحية لأمينها العام رمضان شلح (60 عاما) بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب، لكن الأحاديث والتكهنات لم تتوقف حول اختيار خليفة له في الفترة المقبلة.

ولأن حركة الجهاد تعد ضمن لاعبين مؤثرين بالساحة الفلسطينية لارتباطاتها داخليا وخارجيا، فإن تسرب معلومات حول عدم قدرة شلح للعودة لمهامه حتى لو استفاق من غيبوبته، يزيد من حالة القلق على الصعيدين الشعبي والفصائلي.

وهذا ما عكسه اتصال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية بعضو المكتب السياسي بالجهاد الإسلامي نافذ عزام للاطمئنان على صحة شلح.

وبموازاة رفض حركة الجهاد الحديث عمن سيخلف أمينها العام حاليا، باعتبار ذلك سابقا لأوانه وأن شلح سيعود لممارسة مهامه، فإنها تؤكد أنها حركة متماسكة وتتمتع بتراتبية تنظيمية كفيلة بفرز قياداتها.

‪غزة، أبريل 2018، أحمد المدلل، قيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين‬ (الجزيرة)
‪غزة، أبريل 2018، أحمد المدلل، قيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين‬ (الجزيرة)

إستراتيجية ثابتة
وبينما يؤكد القيادي بالحركة أحمد المدلل أن حركته قائمة على أفكار وليس على أشخاص ولا يمكن تغيير إستراتيجيتها القائمة على تحرير فلسطين من البحر إلى النهر بتغير القيادات، يبين أن المؤسسات التنظيمية هي من تحدد مسار اتخاذ القرار بما يشمل المكتب السياسي ومجلس الشورى ولجان عامة وفرعية ومناطقية وإقليمية.

وكانت حركة الجهاد قد اختارت شلح أمينا عاما لها في أعقاب اغتيال أمينها العام السابق فتحي الشقاقي في مالطا عام 1995.

ويدلل القيادي بالجهاد الإسلامي على استمرار نهج حركته بمواصلة الأمين العام الحالي سياسية سلفه ومن يأتي بعده سيسير بالطريق ذاتها من المنطلقات الفكرية والسياسية الثابتة المحددة باعتبار الاحتلال هو العدو الأساسي حسب قوله.

وفي مقابل وجود زياد النخالة كقيادي بارز ونائب للأمين العام للحركة وقيامه بمهام متعددة خلال السنوات الأخيرة رغم إدراجه على ما تسمى بقائمة الإرهاب الأميركية كالأمين العام، تتردد أسماء أخرى برزت مؤخرا داخل الحركة وبين الأوساط الفلسطينية مؤهلة للقيادة بالمرحلة المقبلة معظمها مقيمة بالقطاع.

ويتصدر القائمة عضو المكتب السياسي بالحركة محمد الهندي الموجود منذ أشهر خارج القطاع، والمعروف باحتفاظه بعلاقات وثيقة مع حركة حماس وأطراف ما يسمي بمحور المقاومة، إضافة إلى عضو المكتب السياسي الشيخ نافذ عزام وممثلي الحركة بعواصم من بيروت وطهران، وقيادات أخرى كخالد البطش وخضر حبيب وأحمد المدلل وغيرها من الداخل أو الخارج.

 العقاد يرجح أن تختار الجهاد قائدا لها مقيما في الخارج (الجزيرة)
 العقاد يرجح أن تختار الجهاد قائدا لها مقيما في الخارج (الجزيرة)

من الخارج
يستبعد الكاتب السياسي هاني العقاد أن تنحو حركة الجهاد لاختيار قائدها من المقيمين بالداخل كما فعلت حماس مؤخرا.

وبحسب العقاد فإن تجربة الفصائل الفلسطينية على تنوعها كانت قادرة على تجاوز أي فراغ بمناصبها التنظيمية مهما كانت الأسباب وهذا ما ينطبق على حركة الجهاد، لكنه يشدد على ضرورة الإفصاح عن الوضع الصحي الحقيقي للأمين العام للحركة، وسرعة اختيار قيادات جديدة إذا ما صحت المعلومات حول عدم مقدرته على القيادة مرة أخرى.

ويتوقع الكاتب السياسي أن تكون علاقات الحركة الإستراتيجية بإيران والدول والأحزاب المتحالفة معها ضمن معايير اختيار القيادة القادمة إذا ما حدثت مشاورات داخلية بشأن ذلك، مع تدني الاعتبارات المتعلقة بأي دعوات لتطوير النهج السياسي للحركة، باعتبار نهجها مستقر ولم يتغير منذ تشكليها قبل أكثر من ثلاثة عقود.

آليات شورية
لكن رئيس تحرير صحيفة الاستقلال -المحسوبة على الجهاد- خالد صادق، ينفي حدوث أي مشاورات بشأن اختيار قائد جديد للحركة كون شلح ما زال على رأس عمله، بينما يكلف نائبه بمهامه وفق التراتبية التنظيمية.

صادق نفى حدوث مشاورات لاختيار قائد جديد لحركة الجهاد (الجزيرة)
صادق نفى حدوث مشاورات لاختيار قائد جديد لحركة الجهاد (الجزيرة)

ويبين صادق أن أي قرار أو اختيار للقيادة سيكون وفق آليات شورية يحددها ويتوافق عليها المكتب السياسي للحركة، نافيا في الوقت ذاته وجود أي توجه مسبق لاختيار قائد من داخل فلسطين أو خارجها، لأن هذا الملف برمته غير مطروح حاليا.

ويعود تأسيس حركة الجهاد في فلسطين إلى ثمانينيات القرن العشرين، انطلاقا من فكر إسلامي يؤمن بتحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر باستخدام الكفاح المسلح، ومن دون الاعتراف باتفاقيات أوسلو المبرمة بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين الاحتلال الإسرائيلي.

ويتبع الحركة ذراعا مسلحا هو "سرايا القدس" نفذ عمليات فدائية ضد الاحتلال، بينما يبرز في غزة عبر مواقعه للتدريب العسكري وإطلاقه الصواريخ على أهداف من بينها تل أبيب خلال حرب عام 2014.

المصدر : الجزيرة