السوريون في غازي عنتاب.. قصص نجاح ترويها الأرقام

صور للدكتور محمد نجار
الدكتور محمد نجار مع طلابه خلال أحد الدروس في جامعة غازي عنتاب (الجزيرة)

عمرو حلبي-غازي عنتاب

قبل نحو أربع سنوات، غادر الأستاذ الجامعي محمد نجار بلده سوريا متجها إلى جنوبي تركيا، هربا من أتون الحرب المتواصلة منذ أكثر من سبع سنوات، لينتهي به شتات اللجوء في مدينة غازي عنتاب.

وقد فتحت له شهادة الدكتوراه التي حصل عليها في الشريعة الإسلامية، آفاقا كثيرة وكبيرة لاستكمال مسيرته التدريسية في الجامعات التركية والأجنبية في مدينة غازي عنتاب.

يقول الدكتور محمد "لقد فتح لي القدوم إلى تركيا آفاقا من النجاح والعمل وراحة البال. أمضي ساعات طويلة في التدريس كل يوم، متنقلا بين عدد من الجامعات والمعاهد في غازي عنتاب".

وقد ساهم الدكتور محمد إلى جانب زملائه الأساتذة الجامعيين السوريين في غازي عنتاب، بإقناع وزارة التعليم العالي التركية بافتتاح أقسام عربية في جامعة غازي عنتاب.

وها هو اليوم مشرف للقسم العربي في كلية الإلهيات بجامعة غازي عنتاب، وله إسهام بإنشاء المعاهد العليا بجرابلس، كما ساهم بإقناع الجامعة ومجلس التعليم العالي بافتتاح معهد عال للتعليم الشرعي. 

يضيف الدكتور محمد في حديثه للجزيرة نت "ساهمنا في إقناع وزارة التعليم العالي التركية بافتتاح معاهد تركية في الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، وكما استفدنا كسوريين من ذلك فقد أفدنا المجتمع التركي بخبراتنا وشهاداتنا العلمية".

‪قصة نجاح الدكتور محمد تختزل قصصا كثيرة لنجاح سوريين في مدينة غازي عنتاب‬  (الجزيرة)
‪قصة نجاح الدكتور محمد تختزل قصصا كثيرة لنجاح سوريين في مدينة غازي عنتاب‬ (الجزيرة)

وتختزل قصة نجاح الدكتور محمد قصصا كثيرة لنجاح سوريين في مدينة غازي عنتاب، ومساهتهم في إثراء المجتمع التركي بخبراتهم بشكل عام.

وفي هذا السياق، أعلنت جامعة غازي عنتاب مؤخرا عن نتائج دراسة حديثة أنجزها أكاديمي من الجامعة يبحث حال السوريين في غازي عنتاب من مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية.

دراسة تركية
وبدأت الجامعة العمل على الدراسة منذ قدوم السوريين إلى غازي عنتاب عام 2011، وخلصت إلى نتائج قدمتها للجزيرة نت ووسائل إعلام تركية وأجنبية حضرت المؤتمر الصحفي.

جانب من تقديم الدراسة لوسائل الإعلام (الجزيرة)
جانب من تقديم الدراسة لوسائل الإعلام (الجزيرة)

ومن أهم ما خلصت إليه الدراسة، أن غازي عنتاب من أكثر المدن اكتظاظا بالسوريين في تركيا، حيث فاق عددهم فيها أكثر من 450 ألفا، 91% منهم من أبناء محافظة حلب السورية.

كما خلصت إلى أن 69% من السوريين في غازي عنتاب يعملون في شركات سورية وأعمال خاصة، بينما يعتمد 31% منهم على شركاء أتراك، في حين بلغت نسبة السوريين الذين لم يحصلوا على أي مساعدات مالية أو عينية 62.5%.

كما أن 81% من السوريين في غازي عنتاب لم يستدعوا إطلاقا إلى مراكز الشرطة أو المحاكم، أما النسبة المتبقية فكانت زيارتهم لمراكز الشرطة أو المحاكم بغرض الحصول على وثائق رسمية، باستثناء نحو 2% للإدلاء بشهادات وقضايا.

‪وسائل إعلام تركية وأجنبية حضرت المؤتمر الصحفي‬  (الجزيرة)
‪وسائل إعلام تركية وأجنبية حضرت المؤتمر الصحفي‬  (الجزيرة)

دور إيجابي وفعّال
ودحضت الدراسة التي قدمتها الجامعة لوسائل الإعلام التركية ما يروّج له أطراف عبر منصات التواصل الاجتماعي، من نقمة المجتمع التركي على السوريين بسبب عددهم الكبير في البلاد وما تتحمله من أعباء كبيرة جراء لجوئهم فيها.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال رئيس جامعة غازي عنتاب الدكتور علي غور إن الدراسة تهدف إلى زيادة التقارب بين السوريين والأتراك، وتظهر الدور الفعّال للسوريين في المجتمع التركي.

المصدر : الجزيرة