التصعيد في غزة.. إلى أي مدى سيصل؟

Israeli airstrikes on Gaza- - RAFAH, GAZA - OCTOBER 17: People inspect the damaged buildings after Israeli forces conducted airstrikes in Rafah, Gaza on September 17, 2018.
دمار في موقع استهدفته غارة إسرائيلية برفح في قطاع غزة أمس الأربعاء (الأناضول)

أحمد عبد العال-غزة

أعادت غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى الواجهة "جدية" التهديدات الإسرائيلية بتصعيد عسكري في حال لم تتوقف مسيرات العودة الكبرى على حدود القطاع مع الأراضي المحتلة.

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت فجر أمس الأربعاء غارات عدة استهدفت عددا من مواقع المقاومة الفلسطينية في غزة أدت لاستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بجروح، بعد ساعات من سقوط صاروخ على مدينة بئر السبع أحدث أضرارا في أحد المنازل وأجبر الإسرائيليين على دخول الملاجئ.

ورغم استمرار التهديدات الإسرائيلية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة فإنه ما زالت دوافع عدم التصعيد حاضرة لدى الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، وفق الباحث في شؤون المقاومة الفلسطينية حمزة أبو شنب الذي عبر عن اعتقاده أن الأوضاع غير مرشحة للتصعيد.

مزايدات داخلية
ورأى أبو شنب في حديث للجزيرة نت أن "التهديدات الإسرائيلية السابقة تأتي في سياق المزايدات الداخلية بين أقطاب الحكومة الإسرائيلية في ظل تصاعد التراشق الإعلامي بين وزير التعليم وزعيم البيت اليهودي بنيت، وبين زعيم إسرائيل بيتنا ووزير حرب العدو ليبرمان".

‪‬ موقع سقوط صاروخ في مدينة بئر السبع بجنوب إسرائيل أمس الأربعاء(رويترز)
‪‬ موقع سقوط صاروخ في مدينة بئر السبع بجنوب إسرائيل أمس الأربعاء(رويترز)

ويعتقد أبو شنب أنه في حال استمر التصعيد "وهو غير متوقع" فسيكون للمقاومة موقف مختلف، ولكن ما زال الحديث في إطار عدم التصعيد واستبعاد المواجهة الشاملة ما دام لم يقع حدث دراماتيكي يقلب الموزان.

ويرى أن مسيرات العودة تصاعدت بوتيرة عالية خلال الأسابيع الماضية، وستستمر بنفس الوتيرة والزخم خلال الأيام المقبلة طالما لم تحقق أهدافها المرحلية، وهذا باجتماع فصائلي وإرادة شعبية.

وكانت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أكدت صباح أمس الأربعاء "أنها تقف مع أبناء شعبنا الذين يخرجون أسبوعيا وفي كل الفعاليات الجماهيرية لتحقيق مطالبهم بنيل حريتهم والعودة إلى وطنهم"، مؤكدة أنها تتصدى لكل محاولات الاحتلال لحرف المسار الجماهيري لمسيرات العودة عبر تثبيت قواعد اشتباك رادعة معه.

ورفضت فصائل المقاومة "كل المحاولات غير المسؤولة التي تحاول حرف البوصلة وتخريب الجهد المصري، ومنها عملية إطلاق الصواريخ مساء الثلاثاء"، مؤكدة أنها جاهزة للتصدي لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، و"أنها حين تقوم بذلك لا تختبئ خلف أي ستار، بل تعلن ذلك بوضوح في إطار مسؤوليتها الوطنية".

استبعاد المواجهة
ورغم الاستنفار الشديد الواقع الآن وسيل التهديدات الاسرائيلية الجارفة يستبعد الكاتب الفلسطيني محمد شكري وقوع مواجهة، مضيفا "يمكن أن تقف جميع الأطراف على حافة الهاوية دون سقوط لفترات طويلة".

واعتبر شكري أن بيان فصائل المقاومة جاء للحفاظ على التموضع على حافة الهاوية دون السقوط نحو الحرب المفتوحة التي من الواضح أن الجانبين يستخدمانها لتلافي السقوط وتحسين شروط كل منهما لصالحه.

ويرى شكري أن كل ما حدث وما هو متوقع الحدوث خلال الساعات القليلة المقبلة لن يؤثر على أحداث يوم الجمعة المقبل التي من المتوقع أن تكون أكثر زخما وعنفوانا، فالحشود أصبحت تعرف هدفها بشكل أوضح مما كان عليه في بداية الحراك، ولن تقبل بأنصاف الحلول والإبر المخدرة والالتفاف على التضحيات التي قدمت منذ بدء المسيرات، والتي من الواضح أن الفصائل ترتكز بشكل أساسي على ذلك في مفاوضاتها التي تخوضها.

‪فلسطينيون يشاركون في مسيرات العودة بغزة‬ (الجزيرة)
‪فلسطينيون يشاركون في مسيرات العودة بغزة‬ (الجزيرة)

ويؤكد شكري في حديثه للجزيرة نت أن ما يحدث على حدود غزة يأتي في سياق التجاذب الكبير للسعي إلى التوصل لصيغ محكمة لحل مشاكل غزة المتمثلة في إنهاء الحصار عنها، سواء أكان ذلك بإرغام الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تخفيض مستوى شروطه للمصالحة أو إبرام اتفاق تهدئة مع إسرائيل يضمن تحقيق الهدف ذاته.

ويضيف "بينما يحاول الاحتلال الإسرائيلي جعل المفاوضات حول بالونات وإنهاء مسيرات فيما يصفها بمظاهر العنف على السلك الحدودي أطلق صاروخ بئر السبع لتصبح المفاوضات حول تهدئة الأمور ووقف التصعيد العسكري لدرء مواجهة مفتوحة بين الطرفين".

وكانت حركة حماس قللت من قيمة التهديدات الإسرائيلية بحق قياداتها، مؤكدة على استمرار مسيرات العودة حتى تحقيق أهدافها برفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة دون قيد أو شرط وإبطال صفقة القرن.

ووصف القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان في حديث للجزيرة نت تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بـ"الخرقاء" التي "لا قيمة لها ولا أهمية" عند حركة حماس، لافتا إلى أنها لا تخيف الشعب الفلسطيني أو الحركة.

المصدر : الجزيرة