نتنياهو يصدر أزمته بالتحريض على فلسطينيي 48
محمد محسن وتد-القدس المحتلة
محاولة عزل
يرى الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الخط الأخضر أن إسرائيل تسعى في هذه المرحلة لعزل القدس عن الداخل الفلسطيني للتفرد بالأقصى بعد أن فشلت في تمرير مخطط البوابات الإلكترونية والكاميرات.
وقال إن نتنياهو في سعيه للبحث عن مشهد انتصار مزيف في الصراع على السيادة بالأقصى والقدس القديمة وتسويقه للرأي العام الإسرائيلي، أوعز بتشديد الإجراءات الأمنية للتقليل من أعداد المصلين بساحات الحرم. فقد نصبت الشرطة منذ ساعات فجر الجمعة الحواجز قبالة البلدات العربية، ومنعت الحافلات من السفر باتجاه القدس، فيما توجه الشبان بسياراتهم الخاصة، بيد أنهم مُنعوا الصلاة بالأقصى.
وشكك خطيب في حديثه للجزيرة نت في جدوى إجراءات شرطة الاحتلال، وأكد أنها ستفشل أمام إرادة وإصرار فلسطينيي 48 بالنفير للقدس والرباط بالأقصى. وقال إن حالة التلاحم بين الفلسطينيين بالداخل والقدس وليدة عقود، ولن تنجح المؤسسة الإسرائيلية في تمزيقها، وهو ما أكدته أحداث الأقصى.
ولفت إلى أن نتنياهو يواجه انتقادات داخلية شديدة، إذ يوصف بالضعيف والمتردد والمهزوم أمام الجماهير الفلسطينية بالقدس، ويسعى لتصدير أزماته الداخلية بالتحريض على فلسطينيي 48، بطرحه فكرة المقايضة وتبديل أم الفحم ومنطقة وادي عارة بمستوطنات القدس.
إقصاء وضم
من جهته، انتقد النائب العربي بالكنيست يوسف جبارين الإجراءات الإسرائيلية ضد فلسطينيي 48 منذ اندلاع أحداث الأقصى، ورفض ما يروج له نتنياهو من صفقة تبادل بين الكتل الاستيطانية بالقدس وبلدة أم الفحم ومنطقة وادي عارة.
وقال جبارين للجزيرة نت إن نتنياهو يحاول من خلال هذا التحريض والطروحات إلى تنفيس وامتصاص غضب الشارع الإسرائيلي، ومجرد طرحه لفكرة التبادل هو دعوة لارتكاب جريمتي حرب حسب القانون الدولي، لأنها تحتوي على مخطط "ترانسفير" ضد المواطنين العرب، ومخطط لضم المستوطنات، غير القانونية أصلا، إلى سيادة إسرائيل.
وحذر جبارين من تمادي نتنياهو بالتحريض على فلسطينيي 48، ومحاولته زرع الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني من خلال مقترحات ما هي إلا لإدارة أزمة. وقال إن نتنياهو يهدف لنزع الشرعية عن فلسطينيي الخط الأخضر وعن قياداتهم السياسية، وتعميق إقصائهم عن المشهد السياسي بالبلاد.
وشدد على أن المواطنة التي يتمتع بها العرب مشتقة من تجذرهم في وطنهم، وارتباطهم التاريخي والجغرافي بفلسطين، وليست منّة من نتنياهو وحكومات إسرائيل.