بوادر انقسام شيعي عراقي بشأن النظام السوري
الجزيرة نت-بغداد
بوادر انشقاق
ورغم أن القوى الموالية للحشد الشعبي وعلى رأسها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي اعتبرت الضربات الأميركية "عدوانا واضحا ويصب في صالح القوى التكفيرية"، فإن النائبة عن ائتلاف دولة القانون إقبال عبد الحسين قالت إن موضوع الضربة الأميركية كان مفاجئا وما زال مبهما. وقد يكون الأمر مغامرة لا أكثر، لذا فإنهم ينتظرون نتائج التحقيق التي تظهرها الحكومة السورية حتى يتخذوا قرارهم الواضح بهذا الخصوص.
وأكدت عبد الحسين في حديثها للجزيرة نت أن لكل طرف داخل التحالف الوطني وجهة نظره تجاه الحدث، لأنه لا يخص العراق وإنما دولة جارة ومن الطبيعي أن تختلف حوله وجهات النظر، معتبرة أن التجاذبات في المواقف طبيعية وأنهم سبق أن انقسموا حول عدد من القوانين، ولا يعني ذلك أن الأمر مقدمة لانشقاق أو انقسام حقيقي، على حد قولها.
ورغم أن المالكي ما زال يرأس حزب الدعوة الذي ينتمي إليه العبادي، فإن العبادي اتخذ موقفا مغايرا هذه المرة، في مؤشر جديد على فرز قد يحصل حتى داخل الكتل الواحدة.
ويقول الكاتب الصحفي حيدر الكرخي إن الضربة الكيميائية الأخيرة قد غيرت الكثير من مواقف العبادي والصدر وقوى أخرى تجاه الرئيس السوري بشار الأسد، بالإضافة إلى أن العبادي بدأ يفكر جديا في حسم موقفه تجاه صراع المحاور، "أميركا وبريطانيا وفرنسا ودول الخليج من جهة وروسيا وإيران من جهة أخرى"، ويبدو أنه قد أصبح قريبا جدا من محور واشنطن.
على مفترق طرق
ويضيف الكرخي أن الموقف من الأسد سيجعل البيت الشيعي والقوى التي بداخله على مفترق طرق، خصوصا أن الشخصيات المقربة من إيران كالمالكي لن تقبل التنازل عن دعم النظام السوري، وبالتالي فإن المشهد السياسي داخل التحالف الوطني أصبح أكثر ضبابية، والمستقبل سيكشف عن مواقف ربما ستجعل التحالف الوطني منقسما بشكل أكثر وضوحا.
ومن الممكن أن يدخل الانتخابات فريق سياسي شيعي خارج إطار التحالف الوطني، ولا سيما أن التحالف الوطني يعاني من تصدعات وشروخ حقيقية اعترف بها أبرز قياداته في وقت سابق، وبعد أن تحول من مصدر قوة إلى مصدر ضعف يمكن أن نرى كتلا جديدة خارج البيت الشيعي التقليدي، وهذا يعني أن وحدة الصف الشيعي قد أصبحت فعلا على مفترق طرق.
ويرى الكاتب أن العبادي أصبح حريصا بوضوح على تجسير العلاقات العراقية مع دول المنطقة، مع الاحتفاظ بعلاقة جيدة بإيران، وهذا النهج جاء بعد تجربته مع "محور الممانعة" التي لم تجلب نتائج ملموسة للعراق، ولذا ارتأى تبديل مسار العلاقات الخارجية مع الدول العربية والأجنبية، على حد قوله.