موظفو غزة.. تفاؤل يشوبه الحذر تجاه مصيرهم

اجتماع مجلس الوزراء بكامل وزرائه في غزة لأول مرة منذ تولي حكومة الوفاق
اجتماع مجلس الوزراء بكامل وزرائه في غزة لأول مرة منذ تولي حكومة الوفاق (الجزيرة)
أحمد عبد العال-غزة
يعيش موظفو حكومة غزة السابقة حالة من القلق، بسبب عدم حديث أي مسؤول من الحكومة الفلسطينية عن مصير وظائفهم أو رواتبهم، مستذكرين التجارب السابقة في الحوارات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، التي لم تحل مشكلتهم.

هذه المخاوف زادت بعد وصول رئيس حكومة الوفاق الفلسطينية رامي الحمد الله والوزراء  ومسؤولين أمنيين إلى قطاع غزة، لتسلم مهام الحكومة، في أول زيارة بهذا المستوى الرسمي منذ عام 2015، وعدم طمأنة الموظفين على مصيرهم.

ولا يرغب إبراهيم عبده (31 عاماً) الموظف في وزارة الأوقاف بغزة في الإفراط في التفاؤل هذه المرة، معتبراً أن موضوع الموظفين سيأخذ هذه المرة وقتاً كبيراً لحله، ولن يحل بشكل سريع كما يأمل الموظفون.

ويقول عبده للجزيرة نت "إن الأجواء إيجابية هذه المرة، لكن بحسب التجارب السابقة فإن ملف الموظفين شهد تلكؤ الأطراف المعنية، وأعتقد بأن الأمور ليست سهلة".

‪‬ أبو عميرة يخشى المماطلة في مصير الموظفين(الجزيرة)
‪‬ أبو عميرة يخشى المماطلة في مصير الموظفين(الجزيرة)

إتمام المصالحة
ويرى عبده أن الطرف الراعي للمصالحة إذا كان حريصاً على إنجازها فيتوجب عليه الضغط على السلطة الفلسطينية لحل الموضوع بشكل سريع، لأنه من أهم الملفات التي يمكن أن تشكل عائقاً أمام إتمام المصالحة.

عبد الغني أبو عميرة الموظف في غزة، والذي يعيل أربعة أطفال، عبّر أيضاً عن خشيته من المماطلة في موضوع مصير الموظفين.

وقال للجزيرة نت "إن عدم حديث المسؤولين عن مصيرنا، وتأجيل ذلك للحوارات في القاهرة، التي ربما تطول يُشعرنا بالقلق تجاه مصدر دخلنا الوحيد، خاصة أننا لم نتقاض رواتبنا كاملة خلال الثلاث سنوات الماضية".

‪المحمود: حكومة الوفاق بحاجة لبعض الوقت لتقييم الاحتياجات‬ (الجزيرة)
‪المحمود: حكومة الوفاق بحاجة لبعض الوقت لتقييم الاحتياجات‬ (الجزيرة)

تقييم الاحتياجات
من جهته، ذكر الناطق باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود "أن حكومة الوفاق الفلسطيني بحاجة لبعض الوقت من أجل أن تتمكن من تقديم احتياجات أبناء شعبنا الفلسطيني التي هي في مقدمة أولويات الحكومة".

وبخصوص الموظفين، أكد المحمود في حديث للجزيرة نت أن هذا الملف سيتم الحديث عنه بشكل موسع في اللقاء بين حركتي حماس وفتح في القاهرة الأسبوع المقبل، إلى جانب كافة المسائل العالقة.

وشدد المحمود على ضرورة تجنب كل العقبات أمام المصالحة الفلسطينية، ومعالجتها بشكل صحيح وبحكمة، لكن هذا الأمر بحاجة لبعض الوقت لمعالجة كافة آثار الانقسام.

حلول مطروحة
وفي السياق، قال أسامة سعد نائب الأمين العام لمجلس الوزراء في حكومة غزة السابقة "إن هناك حلولا مطروحة لحل مشكلة الموظفين يمكن التعامل معها بسهولة إذا توفرت النوايا الجادة لإنهاء الانقسام". 

وأكد سعد للجزيرة نت أن أساس الحل لموضوع الموظفين تحديداً سيكون وفق ما ورد في اتفاق القاهرة 2011، مع وجود بعض الأوراق التكاملية لحل مشكلة كافة الموظفين في غزة.

وشدد على ضرورة إنجاز ملف الموظفين نظراً لأنه يتعلق بقوت الناس وحقوقهم وضمان مستقبل أسرهم، موضحاً أن عدم التعامل بجدية مع هذا الملف قد يشكل عائقاً أمام المصالحة، لكنه عبر عن اعتقاده بأن الأجواء الإيجابية هذه المرة ربما تسهم في إيجاد حل للموظفين.

أما الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، فأكد أن هناك رؤية وتفاهمات سابقة حول ملف الموظفين المدنيين والعسكريين، وستتم مناقشة التفاصيل خلال حوارات القاهرة.

وقال القانوع للجزيرة نت "إن هناك اجماعا من حركة حماس ورئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله على بقاء جميع الموظفين على رأس عملهم، وهناك دعم مصري لهذه المسألة.

واعتبر أن التقدم بحل هذا الملف مرتبط بالمرونة والإيجابية التي سيتعاطى معها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووفد حركة فتح خلال حوارات القاهرة.

‪حمادة: حل ملف الموظفين ووضعه كأولوية في حوارات القاهرة‬ (الجزيرة)
‪حمادة: حل ملف الموظفين ووضعه كأولوية في حوارات القاهرة‬ (الجزيرة)

وفي السياق، أكد الناطق باسم نقابة الموظفين في غزة خليل حمادة للجزيرة نت أن النقابة ستوفر كل أجواء النجاح من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية، في ظل الأجواء الإيجابية الموجودة.

ودعا حمادة للإسراع في حل ملف الموظفين ووضعه كأولوية في حوارات القاهرة، كونه من أكثر المواضيع أهمية وحساسية لأنه يتعلق بأرزاق الموظفين.

وحذر من أن المماطلة والتأخير وسوء إدارة هذا الملف، ستشكل عقبة كبيرة أمام إنجاز مصالحة فلسطينية حقيقية تؤدي إلى وحدة شعبنا ومؤسساته.

المصدر : الجزيرة