إيران وحلفاؤها.. معركة وجود بسوريا

In this photo released on the official Facebook page of the Syrian Presidency, Syrian President Bashar Assad, right, speaks with Iran's Deputy Foreign Minister Hossein Amir Abdollahian, left, in Damascus, Syria, Thursday, Sept. 3, 2015. Abdollahian says Syrian President Bashar Assad has a “pivotal and central” role to play in the war on terrorism and is an important part of any solution for the war-torn country. (Syrian Presidency via Facebook)
الرئيس السوري بشار الأسد (يمين) في لقاء مع حسين أمير عبد اللهيان المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني (أسوشيتد برس)
ألهب الحضور الإيراني العسكري في سوريا، مسنودا بحزب الله وموالين شيعة، أوار الحرب التي لبست قناعا طائفيا، وساهمت طهران وحلفاؤها في الحفاظ على نظام الأسد في معركة يعتبرها مراقبون معركة وجود لإيران نفسها.

وأعلنت قوات الحرس الثوري الإيراني رسميا أنها أرسلت عددا غير محدد من المستشارين العسكريين لدعم النظام السوري، وهي تسميهم "المدافعين عن المقام"، في إشارة إلى مقام السيدة زينب قرب دمشق.

ونشرت صحيفة فايننشال تايمز تقريرا عن المقاتلين الأجانب الشيعة الذين قدموا إلى سوريا خلال الأعوام الخمسة الماضية لتعزيز حكم بشار الأسد، قائلة إنهم جزء من مليشيا شيعية كبيرة تقف وراءها إيران وتحارب بدوافع أيديولوجية للهيمنة الإقليمية ضد الدول السنية المنافسة.

وقدرت فايننشال تايمز عدد المقاتلين الشيعة في سوريا بما يتراوح بين 15500 و25000، قدّرت أن نحو 5000 منهم يوجدون في حلب.

خسائر كبيرة
وذكر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارض أن الحرس الثوري الإيراني أقام مقر قيادة رئيسيا له قرب مدينة حلب، ويطلق الإيرانيون عليه "معسكر السيدة رقية".

وتابع المجلس أن قائد قوات الحرس الإيراني في حلب العميد سيد جواد غفاري يشرف على المعسكر، وكان غفاري -وهو من القادة الذين شاركوا في الحرب الإيرانية العراقية– قد تولى القيادة العسكرية في حلب والشمال السوري قبل ثلاث سنوات.

وقد لقي أكثر من ألف إيراني مصرعهم في المعارك التي تجري على الأرض السورية، إذ أكد رئيس مؤسسة "الشهداء وقدامى المحاربين" الإيرانية محمد علي شهيدي محلاتي أن عدد القتلى الإيرانيين في سوريا تجاوز الألف منذ تدخل إيران عسكريا في الصراع الدائر هناك.

واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن الغارات على حلب ومناطق سورية أخرى تقوم بها "القوى الثلاث المدمرة"، في إشارة إلى روسيا وإيران والنظام السوري، في حين اعتبرت فايننشال تايمز أن "إيران هي الفائز الحقيقي في معركة حلب".

استعراض عسكري
وحسب تقديرات فايننشال تايمز، فإن المقاتلين الشيعة في سوريا كانوا يحاولون التكتم على أنشطتهم لكنهم الآن أصبحوا جريئين في عرض وإبراز دورهم في الصراع السوري.

وعلقت الصحيفة على إعلان إيران مقتل ألف من مقاتليها في سوريا بأن هذا الإعلان "غريب للغاية وجذب الانتباه إلى دور عسكري كانت إيران تحيطه بالسرية".

وفي تصريح للقيادي في الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي فلكي فإن إيران شكلت ما سماه "جيش التحرير الشيعي"، وذلك قبل أن يعدل الموقع المقرب من الحرس الثوري التسمية إلى "جيش التحرير".

وأوضح فلكي في حوار مع موقع "مشرق" الإيراني أن هذا الجيش يقاتل على ثلاث جبهات هي سوريا واليمن والعراق تحت إمرة قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني.

وأكد أن الجيش سيعتمد في تشكيله على قوات محلية، وأنه ليس من العقلانية الزج بالقوات الإيرانية في صراعات خارج حدود إيران.

كما أجرى حزب الله اللبناني عرضا عسكريا في إحدى مناطق ريف القصير السورية بمناسبة "يوم الشهيد" الذي يحتفل به الحزب سنويا، وقد شارك في العرض مئات من مقاتلي الحزب، بالإضافة إلى فوج المدرعات الذي استعرض عشرات الدبابات والآليات والمدافع.

وألقى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين كلمة في الاستعراض العسكري الذي يعد الأول من نوعه للحزب في سوريا.

وتقول مصادر أمنية في لبنان إنه منذ دخول حزب الله الحرب في سوريا دعما لرئيس النظام بشار الأسد، لقي نحو 1500 من مقاتليه حتفهم، منهم نحو 350 عنصرا هذا العام.

تعطيل اتفاق حلب
ولم يقتصر دور إيران وحلفائها في سوريا على إدارة المعارك في الميدان، بل صارت تفرض شروطها ومطالبها في الاتفاقيات التي يُجريها النظام مع المعارضة المسلحة، كما حصل في حلب.

فقد أكدت المعارضة السورية المسلحة أن إيران عطلت استكمال إجلاء المحاصرين من شرقي مدينة حلب بعد وضعها شروطا تشمل خروج مئات من بلدتين مواليتين للنظام السوري في ريف إدلب، وهو ما أدى إلى تشعب المفاوضات وتعثر تنفيذ ثالث اتفاق من نوعه.

وقال الفاروق أبو بكر -وهو قيادي في حركة أحرار الشام– مساء أمس السبت إن إيران أصرت على البدء بإخراج الجرحى والأعداد المتفق عليها من كفريا والفوعة -اللتين يحاصرهما جيش الفتح– ووصولهم إلى مناطق النظام، قبل البدء في إجلاء أهالي حلب وقبل خروج جرحى بلدتي مضايا والزبداني اللتين يحاصرهما حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري في ريف دمشق الغربي.

كما اتهمت الأمم المتحدة وواشنطن حزب الله بعرقلة تنفيذ اتفاق إجلاء للمحاصرين من شرق حلب، وقالت السفيرة الأميركية لدى مجلس الأمن سامنثا باور إن مليشيا حزب الله والمليشيات المدعومة من إيران أوقفت إجلاء المدنيين، كما تعرض المدنيون لاعتداءات مروعة أثناء محاولتهم المغادرة.

المصدر : الجزيرة