المصالحة خيار حماس لمواجهة العزلة والحصار

إغلاق معبر رفح العنوان الرئيسي لمحاصرة قطاع غزة
undefined
أحمد فياض-غزة

في ضوء ما تتعرض له حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من تضييق في غزة، بات من الملح التساؤل عن طبيعة البدائل المتاحة أمامها لمواجهة الحصار، بعد إحكام الجيش المصري قبضته على الأنفاق وتكرار إغلاق معبر رفح.
 
فبعد الانقلاب العسكري في مصر وتفاقم الأزمة المالية وتفكك التحالفات الخارجية، يبدو أن الزمن لم يعد يمهل حماس، إنما يتعين عليها خلق بدائل تمدها بالبقاء على هرم السلطة في القطاع.
 
ويُجمع أكاديميون وسياسيون فلسطينيون على أن تحقيق المصالحة هو الخيار الوحيد المتبقي أمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمواجهة عودة الحصار ومحاولات خنقها على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
 
مستقبل صعب
ويقول الكاتب والمحلل السياسي وزير الثقافة الأسبق في حكومة تسيير الأعمال إبراهيم أبراش إن مستقبل حركة حماس كسلطة حاكمة في غزة سيكون صعبا بعد سقوط الإخوان في مصر وتآكل شرعيتها الدستورية والشعبية بعد ست سنوات من التفرد بالسلطة.
 
‪أبراش قال إن حماس أمام مشهد عربي يتعارض مع حساباتها الإستراتيجية‬ (الجزيرة)
‪أبراش قال إن حماس أمام مشهد عربي يتعارض مع حساباتها الإستراتيجية‬ (الجزيرة)

ويضيف أن وقف المقاومة وسياسة فرض الضرائب المرهقة في القطاع وتفكك تحالفاتها الخارجية وما تمر به من أزمة مالية متفاقمة سيؤثر على حكومتها في غزة ويجعلها أمام مشهد عربي وإقليمي متعارض مع مراهناتها وحساباتها السياسية والإستراتيجية.

 
وأوضح أبراش أن بإمكان حماس الاستمرار في السلطة والمحافظة عليها في ظل ما تملكه من قوة عسكرية، ولكن ذلك لن يدوم طويلاً في ظل احتلال إسرائيلي معاد لها، وجار مصري بات خصما لسلطتها، وسلطة وطنية فلسطينية تناصبها العداء.
 
ومن وجهة نظر الدكتور أبراش -الذي يعمل محاضرا للعلوم السياسية- فإن الخيار الأفضل لحماس التوجه لتنفيذ بنود المصالحة وتفعيل منظمة التحرير والقبول بدعوة الرئيس محمود عباس بإجراء الانتخابات، مقابل مطالبتها بضمانات تكفل نزاهة وشفافية الانتخابات ومن ثم المضي قدما في باقي ملفات المصالحة.
 
ويتفق الكاتب والأكاديمي المختص بالعلاقات الدولية علاء أبو عامر مع ما ذهب إليه أبراش، حيث يرى أن موافقة حماس على الانتخابات لن تضعفها، لأن اتفاق المصالحة ينص على أن تبقى المسؤولية الأمنية لقطاع غزة خاضعة لقوى الأمن التي تديرها حكومة حماس لمدة عام، لحين الترتيب لمرحلة انتقالية جديدة.
 
واستبعد أبو عامر أن تلجأ حماس إلى إطلاق العنان للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي بغية إجباره على رفع الحصار عن غزة، لأن ذلك سيقود إلى مواجهة قد تكون سببا في تدمير الحركة في ظل انشغال العالم العربي بقضاياه الداخلية.
 
تكريس الانقسام
وقد قلل الأكاديمي الفلسطيني في حديثه للجزيرة نت من أهمية مبادرات إدارة القطاع، لأن الفصائل الفلسطينية ترى فيها تكريسا للانقسام وتعميقا للمشكلة بعد تآكل الشرعيات الدستورية.
 
أبو عامر: حكومة حماس فقدت التعاطف بفعل انتهاء شرعيتها الدستورية (الجزيرة)
أبو عامر: حكومة حماس فقدت التعاطف بفعل انتهاء شرعيتها الدستورية (الجزيرة)
وبشأن تحريك الوفود التضامنية الغربية والعربية لكسر الحصار يرى أبو عامر أن هذا الخيار لم يعد مجديا في ظل تراجع التعاطف مع حركة حماس بعد أن انتهت فترة حكمها التي أقرها لها المجلس التشريعي، وتخفيف الحصار، وتراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية في ظل ما تمر به المنطقة العربية من أزمات.
 
من جانبه، يرى الدكتور أحمد يوسف -المستشار السياسي السابق لرئيس الحكومة المقالة- أن استمرار الوضع في قطاع غزة سيقود إلى كارثة بفعل زيادة الصراع والتنافر والاقتتال الداخلي بطريقة تضعف مكانة حركة حماس على الصعيد الداخلي وعلى صعيد مواجهة الاحتلال.
 
وأوضح أن خيار المصالحة بات بعيد المنال، لأن مصر التي رعتها لم تعد طرفاً متوازناً في ظل تشهيرها وتحريضها على حركة حماس.
 
وفي حديث للجزيرة نت كشف يوسف عن عمله مع شخصيات ومؤسسات فلسطينية من أجل التحضير لمؤتمر عام يشارك فيه عدد كبير من النخب السياسية وقيادات الفصائل الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني، لتشكيل ملتقى يضع تصورات لكيفية إدارة شؤون غزة، وطرح مبادرات ومشاريع للخروج بحلول لعرضها على حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاوممة الإسلامية حماس.
المصدر : الجزيرة