"نحن معكم" لحماية مزارعي فلسطين

حملة احنا معكم انطلقت في اكثر من 28 موقعا تعاني اعتداءات المستوطنين بالضفة الغربية- الصورة تظهر مجموعة من المتضامنين واعضاء الحملة مع المواطن محمود اسعد من قرية الساوية جنوب نابلس- الجزيرة نت

  مجموعة من المتضامنين وأعضاء الحملة  بقرية الساوية جنوب نابلس (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس

أطلقت الإغاثة الزراعية الفلسطينية حملة "نحن معكم" بهدف مساعدة المزارعين في قطف زيتونهم والوقوف إلى جانبهم وحمايتهم من خطر اعتداءات المستوطنين.

وتتزامن الحملة -كما يقول مسؤول العمل الجماهيري بالإغاثة الزراعية خالد منصور- مع بدء موسم الزيتون منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وتشمل 28 موقع احتكاك مع المستوطنين بمختلف مناطق الضفة.

وأوضح منصور للجزيرة نت أن مساعدة المزارعين "تكون مباشرة بقطف الزيتون ومنحهم فرصة الوصول لأرضهم، وغير مباشرة باستقدام متطوعين أجانب وفلسطينيين يقومون برصد الانتهاكات ضد المزارعين "ويشكلون حماية لهم".

ولفت إلى أنهم قاموا، ومنذ بداية الموسم، بتنفيذ 22 نشاطا بمختلف مدن الضفة بمشاركة خمسين متطوعا بكل نشاط، واستقدموا أكثر من 1500 متطوع لهذا الغرض.

وأكد منصور أنهم حققوا الهدف الذي أطلقوا من أجله حملتهم، حيث صدوا هجمات المستوطنين بكثير من المواقع، واصطدموا معهم ومع جنود الاحتلال بمواقع أخرى، خاصة قرى نابلس "التي تعد من أخطر المناطق وأكثرها عرضة لهجمات المستوطنين".

ويعمد القائمون على هذه الحملة لتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها المزارعون، ويستخدمون ذلك لفضح الاحتلال بالمحافل الدولية والمحلية.

حملات

 الحملات مستمرة لزراعة أكثر من 150 ألف شجرة زيتون (الجزيرة نت)
 الحملات مستمرة لزراعة أكثر من 150 ألف شجرة زيتون (الجزيرة نت)

ولا يقتصر دور هذه المؤسسات -وفق منصور- على موسم قطف الزيتون، بل يستعدون لإطلاق حملات قريبة لزراعة أكثر من 150 ألف شجرة زيتون بمناطق الاحتكاك مع المستوطنات، ردا منهم على اقتلاع المستوطنين أشجار الزيتون وحرقها.

كما أن لديهم بالإغاثة الزراعية مشاريع مختلفة وخططا تنفذ باستمرار تعد مقومات صمود للمزارع كاستصلاح أراضيه وخاصة المهددة بالمصادرة، إضافة لشق الطرق وبناء قدرات المزارعين وتطوير كفاءاتهم للزراعات التصديرية وتوفير المياه وغير ذلك.

من جهته قال مسؤول ملف الاستيطان بشمال الضفة غسان دغلس "كان لدى المستوطنين نية مسبقة بالاعتداء على المزارعين، وأنهم شكلوا عصابات ومجموعات وقاموا بتدريبها لهذا الغرض".

وأضاف أن جيش الاحتلال "كان يشكل غطاء وحماية للمستوطنين في غالب الأحيان وليس بمنعهم من الاعتداء على المزارعين، مشيرا الى أن 39 موقعا بمحافظة نابلس وحدها كان بها احتكاك مباشر مع المستوطنين".

الحملات  تساعد المواطنين الذين تقترب المستوطنات من أراضيهم (الجزيرة نت) 
الحملات  تساعد المواطنين الذين تقترب المستوطنات من أراضيهم (الجزيرة نت) 

انتهاكات
ورصدت الإغاثة الزراعية في تقرير لها ضمن حملة "إحنا معكم" 55 انتهاكا ضد المزارعين وزيتونهم وثقتها خلال أكتوبر/ تشرين الأول بمعظم مدن الضفة وقراها.

وأشارت إلى 38 انتهاكا نفذه المستوطنون، بينما نفذ جنود الاحتلال ما تبقى من تلك الانتهاكات. وبين التقرير أن الانتهاكات ألحقت الضرر بـ2602 شجرة زيتون بواقع 84 شجرة يوميا، أي بمعدل 3.5 شجرات تضررت كل ساعة.

وتلقى الحملة ترحيبا واسعا من المزارعين الفلسطينيين الذين يعانون من انتهاكات الاحتلال واعتداءات المستوطنين، وقال الحاج محمود حسن أسعد من قرية الساوية جنوب مدينة نابلس إن الحملة عززت الروح المعنوية وعززت كذلك فكرة التعاون "واستطعنا قطف الزيتون رغم المنع الإسرائيلي وهجمات المستوطنين".  

ويوضح أسعد أن الاحتلال  صادر أكثر من ثلاثمائة دونم (الدونم يساوي ألف مترمربع) من أراضيه لصالح مستوطنتي "عيلي" و"رحليم "ومعسكرات لتدريب الجيش الإسرائيلي، ويهدد الاحتلال بمصادرة 75 دونما أخرى بحكم قربها من تلك المستوطنات.

ويضاف إلى ذلك –كما يقول الحاج محمود (55 عاما)- قلع المستوطنين لأشجار الزيتون وحرقها، واقتحامات يومية واعتداءات لا تنتهي، لدرجة أنه لم يستطع الوصول إلى أرضه دونما تنسيق مسبق مع الاحتلال وخلال موسم قطف الزيتون فقط.

وأمام تلك الانتهاكات اضطر أسعد وغيره المئات من المزارعين ممن تقع أراضيهم بالقرب من المستوطنات والشوارع الالتفافية التابعة لجيش الاحتلال إلى طلاق دعوات لمساعدتهم في قطف محاصيلهم من الزيتون، والوصول لأراضيهم ووقف اعتداءات المستوطنين.

المصدر : الجزيرة