"هبطة العيد" بعُمان.. تسوق وترفيه

مشهد من احدى اسواق الهبطات المحلية - هبطة العيد .. أسواق موسمية بعمان - طارق أشقر – مسقط

موعد إقامة الهبطة يتباين بين ولاية وأخرى في عمان (الجزيرة نت)


طارق أشقر-مسقط
 
تقام في سلطنة عمان خلال الأيام العشرة التي تسبق عيدي الفطر والأضحى من كل عام، أسواق شعبية في مختلف ولايات البلاد يطلق عليها اسم "هبطة العيد"، وهو مصطلح محلي يطلق على الأسواق الموسمية التقليدية.
 
يباع في الهبطة مختلف احتياجات العيد من الملابس ولعب الأطفال والحلوى العمانية، ولكن يغلب عليها طابع بيع الأبقار والأغنام لدرجة أصبحت معها الهبطة كلمة مرادفة لمكان بيع المواشي.
 
ويختلف أسلوب بيع الأغنام والأبقار في الهبطة باختلاف المناطق، حيث يتم بيعها في بعض "الهبطات" بأسلوب المزايدة المعروفة محليا "بالمناداة"، وهي عملية مزايدة ومنافسة بين المشترين على كل ما هو مغر من الأبقار أو الأغنام.
 
ويتباين موعد إقامة الهبطة بين ولاية وأخرى، وذلك بالقدر الذي يتيح التنوع ويتيح الفرصة لمن تفوته هبطة المنطقة التي يقيم فيها أن يتسوق في هبطة المنطقة المجاورة في اليوم التالي.
 
ويعتبر التسوق في "الهبطة" تقليدا عمانيا قديما يحرص عليه الأهالي قبل حلول العيد لشراء الأغنام والأبقار والجمال التي يجلبها مسوقوها من داخل البلاد وخارجها، ويزداد الطلب في الهبطات على السلالات المحلية من هذه المواشي.
 

 اليحمدي: العمانيون يفضلون شراء الأغنام المحلية على المستوردة (الجزيرة نت)
 اليحمدي: العمانيون يفضلون شراء الأغنام المحلية على المستوردة (الجزيرة نت)

"الهوش" المحلية

وحول تفضيل العمانيين شراء الأغنام المحلية على المستوردة، يقول تاجر الأغنام جميل بن علي اليحمدي إن ذلك يعود إلى أن "الهوش" المحلية -أي الأغنام- تتغذى على التمور والشعير والأعشاب الخضراء، إضافة إلى "القاشع" أي أسماك السردين المجففة.
 
وأضاف اليحمدي أن أسعار هذه الأغنام خلال أيام "الهبطات" تتراوح بين 170 و200 ريال عماني (نحو 518 دولارا) للجدي، أي الشاة التي يبلغ عمرها سنتين أو أقل.
 
من جهته يؤكد تاجر الأبقار سعيد المعشني أن الأبقار المحلية الواردة من ولاية ظفار جنوب البلاد هي الأكثر طلبا في أسواق الهبطات، وذلك بسبب مرعاها الطبيعي المستفيد من هطول الأمطار في فصل الصيف بصلالة.
 
وأوضح أن الأسواق التي تقع فيها المزايدة، تتراوح فيها أسعار الأبقار بين 400 إلى 600 ريال عماني (ما يعادل 1036 إلى 1554 دولارا)، مشيرا إلى أن بعض الهبطات تبيع بشكل مباشر دون أن تتبع أسلوب المزايدة.
 
موازين خاصة
بدوره وصف بائع الأبقار هلال بن خلفان الحسني هبطات الأبقار بأنها سوق لها موازينها الخاصة، حيث يتم تقدير وزن الثور أو العجل بما يعرف بوزنة "المَن" وهي مقياس يعادل أربعة كيلوغرامات.
 
الحجري: التسوق في
الحجري: التسوق في "هبطة العيد"

أما المتسوق إبراهيم بن سالم الحجري فيرى أن التسوق في "هبطة العيد" لشراء الأغنام والأبقار رغم توفرها في المسالخ المركزية، يعتبر لحظة لها خصوصيتها لدى العمانيين، إذ ينتظرونها من وقت طويل كونه مظهرا من مظاهر الاحتفال بالعيد.

 
وأضاف الحجري أن الهبطة توفر خيارات أوسع من بهائم الذبيح بالقدر الذي يمكن أن يسهم في تخفيض الأسعار في حال وفرة المعروض وتعدد الخيارات المحلية والمستوردة.
 
وأوضح أن الهبطة -إلى جانب توفيرها للأغنام والأبقار- توفر أيضا متطلبات واحتياجات الشواء العماني مثل أوراق الموز الناشف والحطب الذي يستخدم وقودا للشواء، و"الخصفة" وهي كيس مصنوع من السعف يوضع فيه الشواء داخل حفرة النار، وكذلك البهارات التي تعرف محليا بخلطة "التبزيرة".
 
يشار إلى أن الأطفال بدورهم يحرصون على التحول إلى أسواق الهبطة التي تباع فيها أيضا الألعاب بمختلف تشكيلاتها للجنسين، فضلا عن أن شراء "الجدي" أو الثور من سوق الهبطة يعتبر مناسبة احتفالية مفرحة لهم.
المصدر : الجزيرة