لا تدعوا غبار كأس العالم يحجب قضايانا الأساسية

Soccer Football - World Cup - Quarter Final - Brazil vs Belgium - Kazan Arena, Kazan, Russia - July 6, 2018 Brazil's Neymar is fouled by Belgium's Thomas Meunier REUTERS/Toru Hanai
من مباراة البرازيل ضد بلجيكا بكأس العالم أمس (رويترز)

من الضفة الغربية إلى غرب لندن، واجبنا كمواطنين عالميين لا ينتهي عندما تبدأ منافسات كأس العالم، بل بالعكس تبدأ الحاجة الملحة للالتزام بواجبنا، وللمزيد من اليقظة عندما تبدأ هذه المنافسات.

هذا ما كتبه جوناثان ليو كبير مراسلي صحيفة إندبندنت البريطانية من روسيا بعنوان "لا تدعوا غبار كأس العالم يحجب قضايانا الأساسية".

وقال ليو إنه وبعد ساعات قليلة من تجمع أهالي خان الأحمر بالضفة الغربية بفلسطين المحتلة في مدرسة للأولاد لمشاهدة مباراة إنجلترا ضد كولومبيا الأربعاء الماضي، تحركت بلدوزرات الاحتلال واشتبك الجنود الإسرائيليون مع الناشطين والأهالي، وتم اعتقال 11.

خان الأحمر
وأوضح أنه ولسنوات، كانت إسرائيل تسعى لهدم خان الأحمر وإجلاء 180 بدويا يعيشون هناك لتوسيع مستوطناتها. ووافقت المحكمة العليا بإسرائيل في مايو/أيار الماضي على الهدم، واحتجت الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ومجموعة الضغط الأميركية (جي ستريت). وعندما توجهت أنظار العالم نحو روسيا، سارعت إسرائيل لتحقيق ما تريد.

وفي بريطانيا، أقرت الحكومة الأسبوع الماضي بأن عدد مجمعات الأبراج المملوكة ملكية خاصة، والتي لا تزال مجهزة بأغلفة خارجية مميتة لقابليتها الشديدة للاشتعال مثل برج غرينفيل؛ يبلغ أكثر من ضعف ما كان يُعتقد من قبل، ولا يزال عشرات الآلاف من المستأجرين يعيشون في تلك المباني.

وأصدرت الحكومة البريطانية بيانها هذا بالضبط قبيل مباراة إنجلترا ضد بلجيكا، ولذلك من الممكن ألا يكون الناس قد انتبهوا لذلك البيان.

قانون التقاعد الروسي
وبالطبع، عندما يتعلق الأمر باستغلال منافسات كأس العالم، لن نجد أبرع من الروس؛ فبعد عشر سنوات من الغزو الروسي لجورجيا، الذي تم توقيته بنجاح مع افتتاح أولمبياد بكين 2008، اختارت الحكومة الروسية ساعات الانتصار الكبير للفريق الروسي على السعودية (5-صفر) للكشف عن إصلاحاتها الجديدة لقانون التقاعد، حيث زادت سن التقاعد خمسة أعوام للرجال وثمانية للنساء، وهو أمر يجد معارضة قوية من قبل العاملين بالقطاعين الحكومي والخاص.

وعندما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يتبادلان أطراف الحديث بملعب لوزنيكي بموسكو، كانت السعودية وحلفاؤها يهاجمون الحديدة ويهددون ميناءها الذي يُعتبر المصدر الأساسي لمساعدة 28 مليون يمني، مع تحذير منظمات الإغاثة من أن هذا الهجوم ربما يتسبب في كارثة إنسانية واسعة النطاق.

وبعد أن أورد المزيد من الأمثلة، قال الكاتب إنه لا يرغب في إرهاق القارئ وتقليل متعته بهذا المهرجان النادر الذي لا يحدث إلا كل أربع سنوات، لكنه يرى أن من واجبه التنبيه إلى أن هناك أناسا يعتمدون على انصراف اهتمام الناس بالمباريات وبمفاخر نيمار وجوردان بكفورد ويوظفونها كغطاء لفعل ما يريدون.

المصدر : إندبندنت