وباء مواقع التواصل بالليل.. بريطانيا تتحرك لحماية الصغار

طفلة تستخدم الهاتف الذكي ليلاً
20 % من أطفال بريطانيا يستخدمون هواتفهم الذكية في وقت متأخر من الليل (مواقع التواصل)

مع اتساع المخاطر التي تحدق بالأطفال في عالم الإنترنت، بات ملحا وضع آليات تقنية وتشريعية تنظم استخدامهم للأجهزة وتقيّد دخولهم لمواقع التواصل الاجتماعي.

ففي بريطانيا، تجري مفوضة الإعلام إليزبث دينهام مشاورات لصياغة قانون جديد يمنع الصغار من تصفح منصات التواصل الاجتماعي بالليل.

ووفق التيلغراف، من المقرر أن تسأل دينهام الآباء والأبناء عن أي تدابير يريدون تضمينها في القانون الجديد الذي قد يجبر مواقع التواصل على تعطيل أي تطبيقات تسبب سهر الأطفال وتغريهم بالانكفاء على أجهزتهم لعدة ساعات.

يرمي القانون كذلك إلى حماية خصوصية الأطفال وحقوقهم وضمان عدم وصولهم لأي مواضيع لا تناسب أعمارهم. ومن المقرر الكشف عن تفاصيل المشاورات الجارية حوله هذا الأسبوع.

ومن المقترحات الجاري التباحث بشأنها إلزام وسائل التواصل بعدم إرسال تنبيهات لأجهزة الأطفال أثناء الدوام المدرسي وفي ساعات النوم بالليل.

وإذا لم تلتزم المواقع والشركات بهذه التدابير، يمكن اتخاذ إجراءات قانونية ضدها وفرض غرامات باهظة عليها.

وتكتسي هذه التدابير أهميتها من كون 20% من أطفال بريطانيا يطالعون أو يتفحصون هواتفهم في الليل. ووفق دراسات بريطانية فإن ربع الأطفال يستخدمون الإنترنت بشكل مفرط، بمعدل 6 ساعات يوميا.

ومن المواضيع التي يجري العمل عليها ترقية إعدادات الحماية للمستخدمين الصغار، وحظر تحديد أماكن وجودهم والتأكد من سهولة فهم المحتوى حتى يتمكنوا من الإبلاغ عن أي مشكلة تواجههم.

البارونة كدرون تقود حملة لتضمين القوانين نصوصا تحمي خصوصيات وحقوق الأطفال (غيتي)
البارونة كدرون تقود حملة لتضمين القوانين نصوصا تحمي خصوصيات وحقوق الأطفال (غيتي)

حماية البيانات
هذا القانون الجديد يمثل جزءا من ترسانة حكومية لحماية البيانات، ومن المتوقع بدء سريانه في نهاية 2019.

ويرجع الفضل في هذا التشريع إلى مخرجة الأفلام عضو مجلس اللوردات البارونة بيبان كدرون التي تقود حملة تطالب بتغييرات قانونية لحماية حقوق وخصوصيات الأطفال.

وفي لقاء مع التليغراف تحدثت كدرون عن مبدأ تناسب القانون مع العمر للتأكيد على أن الطفل لا يبلغ الرشد بمحرد امتلاكه هاتفا ذكيا إنما ببلوغه 18 عاما.

وتضيف أنه لا يجوز لمقدمي خدمات الإنترنت معاملة الأطفال طبقا لسياساتهم الخاصة وإنما طبقا لأعمار هؤلاء الصغار. وتشدد على أنه ليس من مسؤولية الطفل التكيف مع الاحتياجات التجارية لهذه الشركات.

إذن، المبدأ الثاني هو تكيّف هذه الشركات وتلبيتها للحاجيات مما يفضي لتصميم العالم الرقمي على نحو أفضل بالنسبة للأطفال.

وأما المبدأ الثالث فهو أنه يجب على مواقع التواصل وشركات الألعاب أن تراعي بعناية احتياجات ومتطلبات الأطفال في مختلف مراحلهم العمرية.

وعليه، ربما تكون هناك حاجة لتدابير حماية أكثر بالنسبة للأطفال في عمر 12 عاما، من تلك اللازمة لمن هم في الثامنة لأنهم في هذه المرحلة غالبا ما يمتثلون لأوامر ذويهم.

المصدر : الصحافة البريطانية