فورين بوليسي: عباس ليست لديه استراتيجية

Palestinian President Mahmoud Abbas delivers a statement accompanied by U.S. President Donald Trump during a visit to the White House in Washington D.C., U.S., May 3, 2017. REUTERS/Carlos Barria
الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الفلسطيني محمود عباس سبق أن التقيا في أكثر من مناسبة (رويترز)
تناولت مجلة فورين بوليسي الأميركية تطورات الشأن الفلسطيني في أعقاب اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره نقل سفارة بلاده إليها، وقالت إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يمتلك استراتيجية كالتي لدى ترمب الذي يلتهم فلسطين دون وجود من لديه رؤية أو كاريزما لفعل شيء حيال ذلك.

فقد نشرت المجلة مقالا تحليليا للكاتب غرانت راملي أشار فيه إلى تصريح للرئيس عباس قال فيه "إننا سنقطع كل العلاقات مع الأميركيين".

وأشار الكاتب إلى أن هذا يعني نهاية عملية السلام والدور الأميركي فيها، وأضاف أن القادة الفلسطينيين أيضا نددوا بترمب بعد أن هدد بوقف المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية.

وقال إنه ليس لدى الفلسطينيين استراتيجية بشأن كيفية الرد على ترمب، خاصة بعد إعلانه أن الولايات المتحدة تعد القدس عاصمة لإسرائيل.

اعتراف دولي
وأشار الكاتب إلى أن الفلسطينيين على الورق يخططون للحصول على دعم لإقامة دولة تعترف بها الأمم  المتحدة، فعباس أعلن أنه سيطلب مرة أخرى العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وهي الخطوة التي اتخذها في 2011 و2012  و2014.

وأضاف أن عباس يسعى عبر طرق أخرى للحصول على اعتراف دولي، حيث وقع 22 اتفاقية ومعاهدة دولية في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأنه هدد بمواصلة التوقيع حتى تنضم فلسطين إلى 500 منظمة، وهي استراتيجية كانت موجودة أيضا منذ 2011.

واستدرك الكاتب بالقول إن هذه المحاولات المتكررة لتدويل الصراع كانت فاشلة من الناحية الاستراتيجية.

وأوضح أن الأصوات المتعاقبة في الجمعية العامة للأمم المتحدة (مثل القرار الذي أدان قرار ترمب بشأن القدس) أو الاعتراف من البرلمانات الأوروبية أو الانضمام إلى المعاهدات الدولية لم تؤد إلى مزيد من الاستقلال السياسي أو الاقتصادي للفلسطينيين.

دور الوساطة
وأضاف الكاتب أنه حتى في اللحظات التي تعرض فيها البلدان الخارجية التدخل للعب دور الوساطة، مثل اليابان قبل أيام، فإن الأمر يبقى ضمن الحذر في كون الولايات المتحدة لا تزال معنية بشدة، وعندما يصل الأمر إلى مجلس الأمن الدولي يظهر دور أميركا بشكل أكبر.

وأشار إلى أن الحملة التي يقودها الفلسطينيون تنتهي باستعداء الأميركيين في نهاية المطاف دون أن تقدم الكثير على أرض الواقع بالنسبة للفلسطينيين، خاصة أن معظم  البلدان تقوم بإحالة شأن عملية السلام إلى الولايات المتحدة.

وينسب الكاتب إلى مسؤولين فلسطينيين قولهم في 2013 إنهم يهدفون من وراء الانضمام إلى هذه المنظمات إلى دعم موقفهم التفاوضي مع إسرائيل.

وأضاف أن الجهود المبذولة للضغط من أجل اتخاذ إجراء ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية -التي كانت سابقا تثير القلق لدى القادة الإسرائيليين- تبدو الآن ضعيفة، وذلك لأن التحقيقات التي أجرتها الأمم المتحدة وجدت أن الفلسطينيين أيضا مسؤولون عن جرائم حرب، مما يربك التوقعات بأن المحكمة ستلوم الإسرائيليين وحدهم.

وتحدث الكاتب عن الاحتجاجات الفلسطينية الأخيرة وعن النداءات من أجل "أيام الغضب"، وقال "لكن عباس أظهر بهدوء عدم الرغبة بالسماح لها بالتصاعد أو تهديد التنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية مع إسرائيل".

ونسب إلى أحد المسؤولين في السلطة الفلسطينية أحمد حنون القول إنه تم اتخاذ قرار على أعلى المستويات السياسية بألا تكون هناك مواجهات عسكرية بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية.

المصدر : الجزيرة + فورين بوليسي