صحيفة أميركية تدعو إسرائيل لتجنب رد الفعل المفرط

أيقونة الصحافة الاميركية

تناولت الصحف الأميركية الواسعة الانتشار اليوم أحداث غزة والمذابح التي ترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين بالتعليق والتحليل، وإن لم تخف تعاطفها مع وجهة النظر الإسرائيلية وتحاملها الواضح على حركة حماس.

سند أخلاقي

"
وضع حد للمستوطنات اليهودية في فلسطين يعد خطوة أولى لردع صواريخ حماس وكبح جماح حماس العرب والإيرانيين حتى لا يستخدمون صواريخ كبيرة الحجم ضد الدولة اليهودية
"
ذي كريستيان ساينس مونيتور

ترى صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور أن ممارسة إسرائيل سياسة ضبط النفس إزاء سقوط صواريخ حماس على مدنها سيمنحها سندا أخلاقيا لإيجاد حل لهذا المأزق ومن ثم تجنب الفخ الذي نصبته لها حماس لكي تدفعها للإفراط في رد الفعل.

وتقول إن الحل الطويل المدى بالنسبة لإسرائيل يكمن في ضرورة اعترافها التام بخطئها في احتلال أجزاء من الضفة الغربية عقب حرب 1967.

وتضيف أن وضع حد للمستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية يعد خطوة أولى ليس فقط تجاه ردع صواريخ حماس بل وكبح جماح حماس العرب والإيرانيين لكي لا يستخدمون يوما ما صواريخ كبيرة الحجم ضد الدولة اليهودية.

وتعتقد الصحيفة أنه إذا قرر الجيش الإسرائيلي دخول غزة لمدد زمنية طويلة للقضاء على مقاتلي حركة حماس، فإنه يعرض نفسه لخطر كارثة ماحقة أخرى على غرار ما حدث له في حرب عام 2006 ضد حزب الله اللبناني.

وتتابع "أن المتطرفين في كلا المعسكرين (الإسرائيلي والفلسطيني) ربما أحبطوا آمال الأغلبية لدى الطرفين في حل يقضي بإقامة دولتين".

وتطالب ذي كريستيان ساينس مونيتور كل من مصر والمملكة العربية السعودية وآخرين لم تسمهم بالعمل معا من أجل التوصل إلى هدنة بين طرفي الصراع, مشيرة إلى أنه انطلاقا من مثل تلك الخطوة يمكن فتح مسار لتفاهم بين حركة حماس وإسرائيل يسمح بحدود آمنة بينهما.

فخاخ غزة
وفي تحليل إخباري تحت عنوان "فخاخ غزة في كل مسار", كتبت صحيفة نيويورك تايمز تقول إنه طالما أن حركة حماس تسيطر على قطاع غزة فإنها تستطيع تقويض مفاوضات السلام بين إسرائيل ومن وصفتهم بالفلسطينيين المعتدلين كلما رأت ذلك مناسبا.

وذكرت أنه في الوقت الذي تتوجه فيه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى منطقة الشرق الأوسط يوم الاثنين فإن أمامها خيارات قليلة للغاية لتحقيق هدف الرئيس بوش المعلن للسلام بين إسرائيل ودولة فلسطينية جديدة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة معا.

وقالت إن إسرائيل تواجه انتقادا مماثلا لما تعرضت له إبان حربها على لبنان بأن ردها لم يكن متكافئا.

وتابعت الصحيفة قائلة "مثلما واجهت إسرائيل قرارات صعبة بشأن لبنان, فإن الولايات المتحدة تجد نفسها إزاء خيارات متضائلة ليس منها واحد مغر".

وتمضي إلى القول إنه حتى لو حشدت إسرائيل كل قواها لإلحاق الهزيمة بحماس في غزة تظل مشكلة ما سيحدث بعد ذلك قائمة. وتساءلت الصحيفة هل ستبقى القوات الإسرائيلية في غزة أم أن قوة دولية تابعة لحلف الناتو أو الأمم المتحدة ستحل محلها؟

المفاوضات المعلقة

"
إسرائيل تريد أن تدفع الفلسطينيين ليقولوا لا للمفاوضات حتى تقول للعالم إنها كانت على أهبة الاستعداد لتقديم تنازلات مؤلمة لكن الفلسطينيين لا يرغبون في المجيء لطاولة التفاوض
"
مسؤول فلسطيني/واشنطن بوست

من جانبها أوردت صحيفة واشنطن بوست قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس تعليق مباحثات السلام مع إسرائيل عقب ما وصفتها بموجة العنف في قطاع غزة.

ومع ذلك فإن الصحيفة تذكر أن عباس لم يوصد الباب أمام استئناف المفاوضات التي ظل يردد أنه يعلق عليها آمالا في أن تتمخض عن اتفاق شامل بحلول نهاية العام الجاري.

وأضافت أن ليس ثمة ما يشير إلى أن إسرائيل بصدد وقف عملياتها بينما رايس في طريقها إلى المنطقة والشجب الدولي ينهال عليها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول فلسطيني لم تحدد هويته لكنها قالت إنه ملم بمجرى المفاوضات, قوله إن الهجمات الإسرائيلية وضعت عباس في موقف الخاسر.

وذكر المسؤول أن إسرائيل تريد أن تدفع الفلسطينيين ليقولوا لا للمفاوضات حتى تقول للعالم إنها كانت على أهبة الاستعداد لتقديم تنازلات مؤلمة لكن الفلسطينيين لا يرغبون في المجيء لطاولة التفاوض.

المصدر : الصحافة الأميركية