عنب الخليل يواجه الاحتلال والجفاف

كروم العنب في الخليل
كروم العنب في الخليل تقاوم الاحتلال (الجزيرة نت)
عوض الرجوب-الخليل
        
للعنب قصته مع أهالي مدينة الخليل، فهو جزء من الموروث الحضاري والثقافي للمدينة، ويُعد سيد موائد الفلسطينيين في موسمه، بل تغنى به أبرز شعرائها ومنهم الشاعر عز الدين مناصرة في قصيدته "عنب الخليل" التي كتبها قبل نحو 40 عاما عرض فيها لمعاناة المدينة، في ظل الاستيطان. 
 
ورغم تراجع إنتاج الخليل من العنب مقارنة بسنوات خلت، تحتل المرتبة الأولى في إنتاجه فلسطينيا، وتسويقه إلى بقية أنحاء الضفة وغزة وإسرائيل والأردن.
 
وتقدر وزارة الزراعة الفلسطينية مساحة الأراضي المزروعة بالعنب في الموسم الحالي بنحو 40 ألف دونم، مقارنة مع نحو 62 ألف دونم قبل عشر سنوات، ما يشير إلى تراجع ملحوظ في الإنتاج.
 
تراجع
ويقول مدير زراعة الخليل بدر الحوامدة إن معدل إنتاج الدونم الواحد من العنب البعلي 1200 والمروي يصل إلى 3000 كيلوغرام، ما يعني أن إنتاج هذا العام قد يصل إلى 48 ألف طن، مشيرا إلى أن سوق الضفة تستهلك ربع هذه الكمية.

بدر الحوامدة مدير زراعة الخليل (الجزيرة نت)
بدر الحوامدة مدير زراعة الخليل (الجزيرة نت)
 
ويعزو الحوامدة في حديثه للجزيرة نت تراجع المساحات المزروعة في السنوات الأخيرة إلى التمدد والتوسع الاستيطاني، وتحكم إسرائيل بمصادر المياه الجوفية، إضافة إلى قلة مياه الأمطار، والتوسع العمراني الفلسطيني.
 
ويقول إن زراعة العنب تواجه قيودا إسرائيلية مشددة وإغلاق الطرق ما يترتب عليه زيادة تكاليف التوزيع، إضافة إلى ملاحقة المزارعين. مشيرا إلى عدم تمكن المزارعين من إيصال منتجاتهم إلى الأسواق العربية خاصة في منطقة الخليج.
 
وتفيد إحصائيات جمعية عنب والبرقوق في الخليل بأن ما لا يقل عن 9000 فرد يعملون في هذا القطاع في مدينتي الخليل وبيت لحم، مبينة أن تكلفة رعاية كل دونم من العنب تصل إلى ما يعادل 350 دولارا أميركيا.

معوقات

ويلخص مدير الجمعية سامر النمورة مشاكل تسويق العنب في عدة قضايا، أهمها إغلاق الطرق، وعدم وجود شركات تسويق، ومنافسة الإنتاج الإسرائيلي، وعدم وجود أصناف تلبي مطالب الأسواق الأوروبية.
 
الحاج علي أبو سنينة (الجزيرة نت)
الحاج علي أبو سنينة (الجزيرة نت)

وأوضح للجزيرة نت أن صناعة الدبس وهو عصر العنب مطبوخا تعد أهم الصناعات المعتمدة على العنب، إضافة لعصير العنب الذي سيبدأ قريبا بعد إنشاء مصنع خاص بذلك، مشيرا إلى أن بعض المزارعين يضطرون لبيع إنتاجهم للخمارات الإسرائيلية بعد فشلهم في تسويقه.

 
أما الحاج علي أبو اسنينة فيعمل في مجال العنب منذ العام 1970، ويتركز عمله في هذه الفترة في منطقة البقعة شرق الخليل حيث يقوم بشراء مساحات من كروم العنب وقطفها وبيعها أو بيعها مصنعة.

خسائر

ويقول إن موسم القطف لديه يبدأ أوائل أكتوبر/تشرين الأول، ويستمر حتى ديسمبر/كانون الأول، موضحا أن على المزارع أن يبيع الطن الواحد بنحو 400 دولار لتعويض تكاليف الإنتاج، لكن قلة الأسواق وعوائق الاحتلال تضطرهم لبيعه بأقل من هذا السعر.
 
ويشكو للجزيرة نت أثناء زيارة إحدى مزارعه من قلة الأسواق وإجراءات الاحتلال، مشيرا إلى أن وصوله مزرعته لا يحتاج في الوضع الطبيعي لأكثر من خمس دقائق، لكن وجود مستوطنة كريات أربع يضطره لسلوك طريق بديل طويل ووعر ما يؤثر على جودة العنب وتسويقه.
 
ويشير إلى مشكلة أخرى تتعلق بقلة المياه، وملاحقة الاحتلال للمزارعين وهدم بركهم كما حدث قبل أيام، ما يحول دون نضوج كثير من المزروعات لكنه يؤكد الحفاظ على كروم العنب بأي ثمن.
المصدر : الجزيرة