برلمان غامبيا يمدد لجامي بعد فرض الطوارئ

(FILE) - A file picture dated 05 August 2014 shows Gambian President Yahya Jammeh (L) and First Lady Zeinab Suma Jammeh (R) arrive at the North Portico of the White House in Washington DC, USA. Gambia on 17 January 2017 declared a state of emergency to last for 90 days, just two days before Jammeh was to step down despite rejecting the 01 December 2016's election outcome which saw Adama Barrow winning.
صورة أرشيفية لجامي وزوجته زينب خلال زيارتهما للبيت الأبيض في واشنطن عام 2014 (رويترز)

مرر برلمان غامبيا قرارا يسمح بالتمديد للرئيس المنتهية ولايته يحيى جامي لمدة ثلاثة أشهر، وذلك بعد إعلانه حالة الطوارئ في البلاد في المدة نفسها، وبذلك قطع جامي الطريق على خلفه المنتخب آداما بارو لتسلم مهام منصبه غدا الخميس.

فقد أقرت الجمعية الوطنية في غامبيا (البرلمان) مشروع قانون يسمح  لجامي بالاستمرار في منصبه لثلاثة أشهر اعتبارا من اليوم الأربعاء، وذلك قبل يوم من انتهاء فترة ولاية جامي وحلول الموعد  المقرر لتسليمه السلطة للرئيس المنتخب بار الذي يقيم منذ بضعة أيام في الجارة السنغال

وبذلك يستمر جامي رئيسا رغم انتهاء ولايته ضاربا بعرض الحائط التحذيرات الإقليمية والدولية من انزلاق البلاد إلى الفوضى.

وأعلن جامي أمس الثلاثاء حالة الطوارئ في البلاد مبررا ذلك بأنها "ستحول دون حدوث أي فراغ في السلطة"، وتحظر حالة الطوارئ "أعمال العصيان" و"الأعمال التي تهدف إلى تكدير النظام العام".

وأضاف في بيان أنه "في ظل حالة الطوارئ العامة، ستتحترم الحريات المدنية بالكامل، في حين سيحظر على جميع المدنيين والسكان ارتكاب أي أعمال عصيان".
 
وأضاف أن "تعليمات صدرت لقوات الأمن صدرت بحفظ القانون المطلق والنظام في سائر أنحاء البلاد".
 
وفي إطار تبريره إعلان حالة الطوارئ، قال جامع إن "حالة الخوف والاضطراب الحالية التي تسبب بها بعض اللاعبين السياسيين في الدولة قد تؤدي إلى انهيار القانون والنظام".

‪غامبيات يشترين حاجاتهن من الأسواق قبيل فرض الطوارئ‬  غامبيات يشترين حاجاتهن من الأسواق قبيل فرض الطوارئ (رويترز)
‪غامبيات يشترين حاجاتهن من الأسواق قبيل فرض الطوارئ‬  غامبيات يشترين حاجاتهن من الأسواق قبيل فرض الطوارئ (رويترز)

تحذير أميركي 
 من جانبها حذرت الولايات المتحدة أمس من انزلاق غامبيا إلى "الفوضى"، مطالبة جامي بتسليم السلطة لخلفه المنتخب.
 
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي ردا على سؤال عن موقف واشنطن من إعلان جامع حالة الطوارئ في البلاد إن "الرئيس جامي يفوت فرصة احترام كلمة الشعب الغامبي وفرصة انتقال سلمي للسلطة يفترض أن يحصل الخميس مع الرئيس المنتخب".
 
وأضاف أن تسليم جامي السلطة إلى الرئيس المنتخب "يتيح له أن يرحل مرفوع الرأس وأن يحمي الشعب الغامبي من فوضى محتملة"، محذرا من أنه إذا تمسك جامي بالسلطة فإنه بذلك "سيعرض للخطر إرثه السياسي وغامبيا بأسرها".
 
من جهتهما، دعت بريطانيا وهولندا رعاياهما الراغبين بالسفر إلى غامبيا للامتناع عن ذلك إلا في حال الضرورة القصوى، كما دعتا رعاياهما الموجودين في هذا البلد إلى المغادرة، ويشكل السياح البريطانيون والهولنديون النسبة الأكبر من السياح الأجانب في غامبيا.

‪الأزمة دفعت بالمئات إلى الانتقال إلى السنغال المجاورة‬ (رويترز)
‪الأزمة دفعت بالمئات إلى الانتقال إلى السنغال المجاورة‬ (رويترز)

التدخل العسكري
وهدد زعماء إقليميون بالتدخل عسكريا إذا لم يترك جامي السلطة، وقال مصدر عسكري نيجيري بارز إن بلاده تقوم مع دول أخرى في غرب أفريقيا بإعداد قوة عسكرية.
 
وقال المصدر النيجيري الذي طلب عدم الكشف عن هويته "رؤساء الأركان في دول غرب أفريقيا اجتمعوا الاثنين الماضي لبحث إستراتيجيات بشأن أفضل السبل لعزل جامي إذا رفض تسليم السلطة".

وأضاف "بعض الدول ومنها نيجيريا ستساهم بقوات في هذه العملية" وتابع أن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي عرضا تقديم الدعم في هذه الخطة لمنظمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس). 

استقالات ومخاوف
وقال التلفزيون الرسمي في غامبيا في وقت متأخر من مساء أمس إن وزير السياحة بنيامين روبرتس سيتولى منصب وزير المالية بدلا من عبده كولي، لكن مصادر من وزارة المالية قالت اليوم الثلاثاء إن روبرتس قدم استقالته أيضا.
 
وقالت مصادر من الوزارة إن شخصيات بارزة أخرى من الحكومة منها وزيرة الخارجية نينه ماكدوال جايي تركت الحكومة والبلاد، وقدم رئيس بلدية العاصمة بانجول كذلك استقالته وفقا لما ذكرته مصادر من مجلس المدينة، ويأتي ذلك بعد استقالة وزير الاتصالات الأسبوع الماضي.
 
وفي ظل أجواء التوجس، عبر مئات الغامبيين الحدود إلى السنغال منذ الانتخابات خوفا على سلامتهم بسبب الاضطرابات السياسية وشددت السلطات السنغالية إجراءات الأمن.

المصدر : الجزيرة + وكالات