آداما بارو.. رئيس غامبيا الجديد الذي كان حارس أمن

The new president of Gambia, Adama Barrow smiles as he makes a call at his home in Yarambamba, West Coast Region, Gambia December 3, 2016. REUTERS/ Thierry Gouegnon

سياسي غامبي، عمل حارس أمن في بداياته، لكنه أصبح رئيسا لبلاده بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في ديسمبر/كانون الأول 2016 على يحيى جامي الذي حكم البلاد لمدة 22 عاما، وأدى اليمين الدستورية رئيسا بداية 2017.

المولد والنشأة
ولد آداما بارو يوم 16 فبراير/شباط 1965 في قرية مانكامنج كوندا بالقرب من مدينة باس. وهو مسلم يتحدر من عرقية الفولا المنتشرة في أقصى غرب البلاد، متزوج من امرأتين، وأب لخمسة أطفال.

الدراسة والتكوين
درس بارو المرحلة الابتدائية في مسقط رأسه، والإعدادية في العاصمة الغامبية بانجول، أما الثانوية فدرسها في معهد إسلامي عالٍ بعد حصوله على منحة، وذلك بحسب ما أوردت مجلة "جون أفريك".

الوظائف والمسؤوليات
انجذب بارو إلى عالم التجارة، والتحق بشركة مقاولات معروفة في بانجول هي شركة الحاج موسى وأبنائه، وتدرج بالعمل حتى أصبح مدير مبيعات فيها.

انتقل إلى العاصمة البريطانية لندن عام 2000 بهدف الحصول على شهادة في مجال العقارات، ولتغطية تكاليف دراسته وعيشه في شقة صغيرة عمل بارو حارس أمن في متاجر "أرجوس" بشارع هولواي في شمال لندن، وكان يعيش في شقة صغيرة.

وكان بارو يداوم يوميا 15 ساعة، وقد صرّح بأن عمله حارسا جعله يفهم الأمور بشكل أفضل، ويتعلم أهمية العمل الجاد والانضباط.

وبعد نيله الشهادة عاد الرئيس الغامبي المنتخب إلى بلاده وأنشأ شركة عقارات عام 2006 دخل من خلالها عالم الأثرياء في بلاده.

التجربة السياسية
التحق بارو عام 1996 بصفوف الحزب الديمقراطي الوحدوي المعارض، وشغل فيه منصب أمين الخزينة، لكنه لم يكن يفكر في أنه سيصبح لاحقا مرشحا للانتخابات الرئاسية في ديسمبر/كانون الأول 2016، فقد انتخبته المعارضة مجتمعة في سبعة أحزاب في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2016 ليكون مرشحها أمام الرئيس المنتهية ولايته.

وكشفت رمزية دياب القيادية في ائتلاف دعم ترشح بارو للانتخابات، عن أنه لم يكن يعلم أن اسمه على بطاقة الاقتراع، قبل أن يأتي للتصويت لاختيار زعيم جديد للحزب الديمقراطي الوحدوي.

وأثبت بارو لاحقا أنه معارض ماهر، فكان سببا في تشكيل ائتلاف من ثمانية أحزاب تدعم منافسا واحدا في الانتخابات، في مواجهة محاولات الرئيس المنتهية ولايته للقضاء على المعارضة.

وأصبح بارو رئيسا لغامبيا بعد أن حصل على 45.5% من الأصوات مقابل 36.7% لجامي في الانتخابات التي أجريت يوم 1 ديسمبر/كانون الأول 2016، وسط انقطاع كامل للإنترنت وجميع الاتصالات الدولية ومع إغلاق الحدود البرية للبلاد.

وبعد إعلان نتيجة الانتخابات احتفل عدد كبير من الغامبيين في شوارع بانجول بفوز بارو، من دون أي تدخل من قبل قوات الأمن.

ورغم التركة الثقيلة التي تركها له الرئيس المنتهية ولايته، تعهد بارو بإحداث القطيعة مع ممارسات 22 عاما من حكم سلفه، وقال إنه يملك فريقا لديه الخبرة والتكوين الجيد، مما يعني الأمل في المستقبل لغامبيا، البلد الواقع غرب أفريقيا.

كما وعد بإحياء الاقتصاد الذي يدفع ركوده آلاف الغامبيين للفرار إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل، مع العلم أن تقريرا أمميا صدر عام 2014 أشار إلى أن 60% من سكان غامبيا يعيشون في فقر.

وبحسب كارامبا توراي المتحدث باسم بارو، فإن الرئيس المنتخب يخطط لإلغاء بعض القرارات التي كان اتخذها سلفه، منها انسحاب غامبيا من المحكمة الجنائية الدولية، وأنه سيسعى كذلك إلى العودة للانضمام إلى دول الكومنولث، وإلغاء إعلان غامبيا جمهورية إسلامية.

وحكم جامي البلاد منذ انقلاب عام 1994، وفاز في جميع الاستحقاقات الرئاسية بدءا من عام 1996 مرورا بأعوام 2001 و2006 و2011. وقد أقر في تصريحات بثت مباشرة على التلفزيون بهزيمته، قائلا "إن الغامبيين قرروا أن أنسحب وصوتوا لشخص لقيادة البلاد".

واتصل جامي بخصمه وهنأه، وقال "أنت الرئيس المنتخب لغامبيا، أتمنى لك الأفضل"، مؤكدا أن هذه الانتخابات "كانت الأكثر شفافية في العالم".

لكن الأمور تغيرت بعد ذلك، إذ رفض جامي الاعتراف بنتائج الانتخابات مما أدخل البلاد في أزمة سياسية استمرت عدة أسابيع، حيث أعلن الرئيس المنهزم حالة الطوارئ قبيل تنصيب آداما بارو.

ولاحقا أدى بارو القسم رئيسا جديدا لغامبيا من داخل سفارتها في العاصمة السنغالية دكار، بحضور مفوضة المنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) وسفرائها ومسؤولين سنغاليين، وتبع ذلك تدخل عسكري لقوات الإكواس بعد ساعات من انتهاء المهلة التي منحتها لجامي لتسليم السلطة سلميا.

وعقب وساطة موريتانية وغينية، أعلن الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامي تنحيه عن السلطة ومغادرة البلاد "حقنا للدماء ومنعا للتدخلات الخارجيةوتجنبا لنشوب حرب"، ليتوجه هو وأسرته إلى منفاه الاختياري في غينيا الاستوائية.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية