أوباما: سنعيد العلاقات مع كوبا ونفتح سفارتنا بهافانا

الرئيس باراك أوباما
أوباما: سننهي سياسة عفا عنها الزمن في العلاقة مع كوبا

شهد مساء اليوم الأربعاء انفراجا في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، حيث أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه سيعيد فتح سفارة بلاده في هافانا قريبا، وذلك مع وصول عامل المساعدات الأميركي آلان غروس إلى بلاده بعد إنهاء احتجازه في كوبا.

وبعدما أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الكوبي راؤول كاسترو، قال أوباما في كلمة مباشرة إنه طلب من وزير خارجيته جون كيري الاتصال بنظيره الكوبي لإعادة العلاقات وفتح السفارات.

وأوضح أوباما أن هناك تعاونا سيجري مع هافانا بشأن مكافحة "الإرهاب" والمخدرات، في حين حث الحكومة الكوبية على دعم حقوق الإنسان ورفع القيود عن العمل السياسي وحرية التجارة، مشيرا إلى أن واشنطن ستعيد النظر في تصنيف كوبا كدولة راعية للإرهاب.

وقال إنه سيتحدث إلى الكونغرس الأميركي ليطلب منه رفع الحظر المفروض على كوبا، مضيفا "سننهي سياسة عفا عنها الزمن في العلاقة مع كوبا".

وكان الرئيس أوباما قد أجرى اتصالا هاتفيا استمر حوالي ساعة مع نظيره الكوبي لمناقشة التغير في السياسة الأميركية، وفقا لمصدر رسمي في واشنطن.

وتأتي هذه التطورات عقب إفراج كوبا عن موظف المساعدات الأميركي آلان غروس الذي اعتقل في ديسمبر/كانون الأول 2009 وحُكم عليه بالسجن 15 عاما لتورطه في تهريب معدات إنترنت قالت هافانا إنها تأتي في إطار عمليات تجسس. وأكد مراسلون محليون أن غروس وصل بالفعل إلى قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن.

وقال مدير مكتب الجزيرة في الولايات المتحدة عبد الرحيم فقراء إن الرئيس الكوبي سيخاطب الكوبيين للإعلان عن وجهة نظره بشأن التطورات الحالية، مضيفا أن الإفراج عن غروس تم وفق صفقة تتضمن إطلاق سراح ثلاثة كوبيين سبقت إدانتهم عام 2001 بالتخابر لصالح كوبا، وأن البيت الأبيض يصور التقارب الجديد على أنه استفادة متبادلة بين الطرفين.

إجراءات جديدة
ونقل عبد الرحيم فقراء عن مسؤولين أن هناك إجراءات جديدة ستتضمن السماح بتحويل الأموال من الكوبيين داخل الأراضي الأميركية إلى بلادهم، وكذلك السماح لرؤوس الأموال بالتحرك نحو كوبا للاستثمار، فضلا عن تسهيل تدفق التجارة وحركة النقل.

وفيما يتعلق بالعقبات التي تعترض طريق إصلاح العلاقات بين البلدين، قال فقراء إن هناك معارضة قوية ضد إعادة العلاقات مع كوبا من قبل اللوبي الكوبي في أميركا المحسوب على اليمين والذي يعارض الحكومة الكوبية القائمة منذ انقلاب الرئيس السابق فيدال كاسترو عام 1961.

وأضاف أن هناك قطاعات واسعة في الكونغرس تعارض التقارب مع هافانا، مشيرا إلى أن البيت الأبيض يؤكد أن الرئيس لديه صلاحيات واسعة في التقارب والتطبيع بصرف النظر عن معارضة اللوبي الكوبي وبعض أعضاء الكونغرس.

وقد ندد الرئيس الحالي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ روبرت مينينديز بما يقوم به الرئيس أوباما تجاه كوبا، قائلا إنه "يبرر السلوك الوحشي للحكومة الكوبية"، وأضاف أن مبادلة غروس "بمجرمين مدانين" من كوبا "يرسي سابقة خطيرة للغاية".

وتشير الأنباء إلى أن الإفراج عن غروس تم بجهود دبلوماسية من قبل الفاتيكان، وقد سبق للناشط الحقوقي الأميركي القس جيسي جاكسون أن توجه إلى كوبا في سبتمبر/أيلول 2013 بحثا عن فرص لتحسين العلاقات بين واشنطن وهافانا والإفراج عن غروس.

المصدر : الجزيرة + وكالات