ألمانيا: التجارة مع إيران لن تكون سهلة

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.
وزير الخارجية الألماني أكد أنه سيبحث مع نظيره الإيراني سبل استمرار التجارة الأوروبية مع طهران (الجزيرة)

خالد شمت-برلين

عبّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن قناعته بتضاؤل إمكانية استمرار شركات بلاده ونظيراتها الأوروبية بالتجارة مع إيران، بعد سريان العقوبات التي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها على هذا طهران وعلى أي شركات تتعامل معها.

وقال ماس -في مقابلة مع صحيفة بيلد أم زونتاغ الصادرة اليوم الأحد- إن ألمانيا تريد التمسك بالاتفاق النووي الدولي المبرم مع إيران، الذي أعلن ترمب الثلاثاء الماضي انسحاب بلاده منه، لكن عقد الشركات الألمانية والأوروبية صفقات مع طهران بعد قرار واشنطن بإعادة فرض عقوبات عليها سيصبح أمرا صعب التنفيذ.

واعتبر أنه ليس من السهل أيضا حماية الشركات الأوروبية من تداعيات قرارات الرئيس الأميركي.

وأوضح رئيس الدبلوماسية الألمانية أنه سيبحث -برفقة نظيريه الفرنسي والبريطاني في بروكسل الثلاثاء القادم- مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كيف ستستمر التجارة الأوروبية مع طهران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاقية النووية.

وأشار ماس إلى أن الهدف من هذا الاجتماع هو دفع إيران لمواصلة تقييد برنامجها النووي حسب ما نص عليه الاتفاق الدولي معها، وذكر أن حصول الأوروبيين على محفزات اقتصادية لن يكون سهلا بعد القرارات الأميركية الأخيرة.

تخوفات
على صعيد ذي صلة، كشف تقرير لصحيفة بيلد الشعبية عن تخوف الشركات الألمانية من تسبب استمرارها بالتجارة مع إيران في خسارتها صفقات بمليارات ضخمة في سوق الولايات المتحدة بعد سريان العقوبات التي هدد ترامب بفرضها على الشركات المتعاملة مع طهران.

وذكرت الصحيفة أن هذه المخاوف تجعل الشركات الألمانية تتجه للابتعاد عن التعامل مع إيران.

ونقلت عن مسؤولين في 11 شركة ألمانية تصدر للسوق الإيرانية قولهم إن شركاتهم تدرس حاليا تداعيات القرارات الأميركية الأخيرة عليها، لكنها ستلتزم بالقوانين والقواعد الدولية في ما يتعلق بالعقوبات التي تعتزم الولايات المتحدة إعادة فرضها على طهران.

وأوضحت بيلد أن إيران احتلت العام الماضي المرتبة خمسين بين الدول المستقبلة للصادرات الألمانية بواردات بضائع قيمتها 2.97 مليار يورو، في حين جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الأولى باستيرادها بضائع ألمانية بقيمة 111.5 مليار دولار.

وذكرت الصحيفة الألمانية أن مدير شركة إيرباص لصناعة الطائرات توم أندرس لا يرغب في تسليم إيران طلبية 79 طائرة بقيمة 16 مليار يورو، ولفتت إلى أن تخلي إيرباص عن هذه الصفقة لن يعني لها الكثير، لأن لديها سبعة آلاف طلبية لتسليم طائرات من دول أخرى.

وقالت بيلد إن صادرات شركات ألمانية أخرى مثل هينكيل وباسف وليندا وسيمنس إلى إيران تقل عن 1% من إجمالي صادراتها، في حين صدرت شركة فولكس فاغن العملاقة 1600 سيارة لإيران منذ عام 2016، مقابل إجمالي صادراتها البالغة عشرة ملايين سيارة للبلدان الأخرى.

المصدر : الجزيرة