الفلسطينيون يستعدون لذكرى النكبة ومليونية العودة

A Palestinian man plants an olive tree during a protest against Jewish settlements and ahead of the 70th anniversary of Nakba, near Ramallah, in the occupied West Bank May 13, 2018. REUTERS/Mohamad Torokman
فلسطيني يزرع شجرة زيتون قرب رام الله أمام عناصر الشرطة الإسرائيلية (رويترز)

رغم مرور سبعة عقود على تهجيرهم القسري من أراضيهم، يصر الفلسطينيون على حقهم بالعودة، حيث نظموا اليوم الأحد مسيرات في الضفة الغربية تمهيدا لمسيرات كبرى في الذكرى السبعين للنكبة الموافقة للثلاثاء. كما يستعد عشرات الآلاف من الفلسطينيين بقطاع غزة للمشاركة في مليونية العودة.

وما زال بعض الفلسطينيين يحتفظون بشاحنات قديمة نقلت آباءهم وأجدادهم من قراهم ومدنهم عام 1948، على أمل العودة بها يوما إلى ديارهم، حيث نظموا اليوم مسيرة وسط شوارع مدينة رام الله في الضفة ورفعوا عليها الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء وخريطة فلسطين.

كما رفع المتظاهرون الملصق الرئيسي لإحياء الذكرى السبعين للنكبة، وهو يتضمن رسما لسيدة مسنة تحتضن ابنها الشاب الذي يحمل طفلا يرفع مفتاح منزل، وكتبت عليه عبارة "70 عاما على النكبة.. من جيل إلى جيل.. عن العودة والقدس ما في بديل".

ومن بين المتظاهرين، قال عبد السلام محمود (57 عاما) الذي يقيم في مخيم عسكر بمدينة نابلس إن الشاحنة التي يقودها تعود لعائلة أمه، وهي مصنوعة عام 1941، وكانت تابعة للجيش العربي وتنقل المهاجرين بين فلسطين والأردن.

وأضاف "نحن محتفظون بهذه السيارة كإرث لها ذكريات لأننا سنعود فيها يوما إلى ديارنا. صحيح أني لم أولد فيها ولكنها أرضنا وبيوتنا التي ليس لنا مكان غيرها وسنعود إليها يوما".

وفي ضواحي رام الله، زرع بعض الفلسطينيين أشجار زيتون، حيث جرت مناوشات بينهم وبين مستوطنين يهود، وحاولت الشرطة الإسرائيلية التدخل.

ويستعد الفلسطينيون غدا لتنظيم مسيرات في مختلف المحافظات لإحياء ذكرى النكبة والاحتجاج على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ومن المقرر تصعيد الاحتجاجات حتى الثلاثاء.

مليونية العودة
من جهة أخرى يستعد عشرات الآلاف من الفلسطينيين بقطاع غزة للمشاركة في مليونية العودة، ضمن مسيرات العودة وكسر الحصار، التي تستمر غدا الاثنين وبعد غد الثلاثاء إحياء لذكرى النكبة الفلسطينية، في ما يستنفر الاحتلال قواته على الحدود مع قطاع غزة لمواجهة المتظاهرين.

وتصل مسيرات العودة التي انطلقت منذ مارس/آذار الماضي ذروتها غد الاثنين رفضا لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وبعد غد الثلاثاء إحياء لذكرى النكبة التي تصادف الـ15 من مايو/أيار من كل عام، ومن المقرر أن يشهد يوم غد نقل مقر السفارة الأميركية إلى القدس تنفيذا لقرار الرئيس دونالد ترامب الذي حدد الموعد ليتزامن مع الذكرى السبعين لما يسمى قيام دولة إسرائيل.
 
وأعلنت لجنة المتابعة المكونة من فصائل وقوى فلسطينية متعددة عن إضراب شامل في غزة غدا الاثنين، على أن يعم المؤسسات الرسمية والشعبية والتجارية وسائر مناحي الحياة اليومية، بما فيها المؤسسات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
 
سلمية المظاهرات
ودعت لجنة المتابعة الشعب الفلسطيني إلى الحفاظ على سلمية مسيرة العودة لإيصال رسالة قوية للعالم رفضا لنقل السفارة الأميركية للقدس، كما دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للفلسطينيين في جميع أماكن وجودهم للمشاركة في مسيرة العودة، وقالت حماس إنها ترفض استمرار الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، وعبرت عن رفضها القاطع لما يسمى صفقة القرن.
 
وبدأ عشرات الشباب في غزة خلال اليومين السابقين بتجميع إطارات المركبات المستعملة، وإرسالها إلى مخيمات العودة الحدودية تجهيزا لإشعالها من أجل تشتيت الرؤية على جيش الاحتلال عن طريق الدخان الأسود المنبعث من إحراقها.

وقال جهاز الإحصاء الفلسطيني في بيان "شكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير مأساة كبرى… وتشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية"، موضحا أنه بعد 70 عاما على النكبة تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من تسع مرات.

وأضاف البيان "انتهى التهجير بغالبيتهم إلى عدد من الدول العربية المجاورة إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي".

المصدر : الجزيرة + رويترز