مبادرة فلسطينية لمراجعة التجربة النضالية

إعلان سياسي إلى الرأي العام الفلسطيني
عشرات الأكاديميين والباحثين والشعراء والأدباء والفنانين والمثقفين الفلسطينيين وقعوا الإعلان السياسي إلى الرأي العام الفلسطيني (الجزيرة)
أطلقت مجموعة من الفلسطينيين المقيمين داخل فلسطين التاريخية وخارجها مبادرة تهدف إلى إجراء مراجعة نقدية بناءة للتجارب التي تضمنتها المسيرة النضالية الفلسطينية عبر جميع مراحلها.

وتضمنت مبادرة "إعلان سياسي إلى الرأي العام الفلسطيني" -التي يرفض مطلقوها وصفها بحزب أو كياني سياسي- دعوة إلى تجديد كيانات الحركة الوطنية من خلال إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ككيان سياسي قيادي جامع وممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، وضرورة الفصل بينها وبين السلطة.

ودعت المبادرة -التي وقع عليها عشرات الأكاديميين والباحثين والشعراء والأدباء والفنانين والمثقفين الفلسطينيين من أرجاء العالم- إلى استعادة وحدة الكيان الفلسطيني من خلال إنجاز المصالحة واعتماد كافة أشكال النضال الشعبي ضد الاحتلال.

حوار وطني
وقالت المجموعة إنها تشتغل على "مبادرة أو فكرة" تتوخى تشكيل منبر أو ملتقى، يحاول التعبير عن حقوق الشعب الفلسطيني" ويمثل الأفراد الذين ينضوون في إطارها على تنوعهم وتعدد منظوراتهم الفكرية والسياسية "انطلاقا من شعورهم بالمسؤولية، ومن إدراكهم للمخاطر الجسيمة التي تحيط بقضيتهم الوطنية والإنسانية
".

وأكد مطلقو المبادرة وجوب إطلاق حوار وطني واسع ومسؤول، حول سبل مواجهة التحديات الراهنة التي يهدد استمرارها حاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته.

واستعرضت وثيقة الشخصيات الفلسطينية -التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منها- أفكارا أكدت توافق الموقعين عليها حولها وأهمها "الحاجة إلى إجراء مراجعة نقدية مسؤولة للتجارب التي تضمنتها مسيرته النضالية عبر جميع مراحلها.. وصوغ رؤى وخيارات وطنية، وإعادة بناء كياناته ومؤسساته السياسية، وانتهاج خيارات كفاحية جديدة ومغايرة".

وتتطلب تلك المراجعة بما تتضمنه من "عقلانية وتمسك بقيم الحرية والحقيقة والعدالة، التي توازن بين الواقع والطموح" تجديد كيانات الحركة الوطنية باستعادة طابعها كحركة تحرر وطني بما في ذلك إعادة بناء منظمة التحرير باعتبارها الكيان السياسي القيادي الجامع والممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين، والفصل سياسيا وإداريا بين المنظمة والسلطة، وتغيير وظائف الأخيرة، واستعادة وحدة الكيان الفلسطيني بين الضفة وغزة.

أشكال النضال
وتتطلب تلك المراجعة أيضا اعتماد جميع أشكال النضال الشعبي ضد الاحتلال، وهو ما يتطلب وقف عملية المفاوضات "العبثية والمجحفة" والتخلص من علاقات التنسيق الأمني مع إسرائيل وتكثيف الجهود على الصعيد الدولي، واعتبار أن النضال الشعبي بأساليبه الكفاحية المتعددة والمتنوعة الوسيلة الأنجع والأنسب والأكثر تأثيرا
.

وأخيرا، تتطلب المراجعة النقدية انتهاج خيارات أو رؤى سياسية لا تنحصر في خيار وحيد، بما يستوجبه من رفض للحلول المؤقتة أو الانتقالية أو المفروضة أحاديا.

وخلص الموقعون على المبادرة إلى التأكيد على أن "القضية الفلسطينية أساسية للعالم العربي بأسره، وأن التحرر الفلسطيني المتحقق عبر النضال المفضي إلى تقويض المشروع الصهيوني جزء لا يتجزأ من مسارات النضال التحرري في البلدان العربية الناهضة شعوبها ضد الاستبداد الداخلي والهيمنة الإمبريالية".

ومن المشاركين في المبادرة الدكاترة أستاذ الفلسفة بجامعة دمشق أحمد البرقاوي، أحمد جميل عزم من جامعة بيرزيت، رئيس جامعة القدس السابق سري نسيبة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا أسعد غانم، الأكاديمي خالد الحروب، بالإضافة إلى الكاتب الصحفي محمد دراغمة وغيره.

المصدر : الجزيرة