"بديل عباس" يوتر العلاقة بين واشنطن والسلطة

U.S. President Donald Trump meets with Palestinian President Mahmoud Abbas during the U.N. General Assembly in New York, U.S., September 20, 2017. REUTERS/Kevin Lamarque
لقاء سابق بنيويورك بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يمين) ونظيره الفلسطيني محمود عباس (الجزيرة)

ارتفعت حدة التوتر بين السفير الأميركي في إسرائيل ديفد فريدمان والرئاسة الفلسطينية بعد أن لوّح الأول باستبدال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما لم يتفاوض مع إسرائيل، وهو ما رأت فيه الرئاسة تهديدا يستهدف شخص عباس.

فقد رفضت الرئاسة الفلسطينية "تفوهات" صدرت عن السفير تشكّل "إساءة للشعب الفلسطيني"، وقالت إن الشعب الفلسطيني لن يسمح لأي جهة كانت بتقرير مصيره.

بدوره، قال مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات إن السفير الأميركي في إسرائيل أظهر مرة أخرى التزامه الأيديولوجي بسياسة إسرائيل.

واعتبر عريقات تصريحات السفير الأميركي غير مسؤولة وتهدف لتعزيز الاستيطان الإسرائيلي، وقال إن فريدمان هو المسؤول الأول الذي لا يعترف باحتلال إسرائيل لفلسطين.

وأضاف أن السفير يعمل بلا ملل لإعطاء شرعية لانتهاكات الاحتلال، وتصريحاته تظهره ولاءه العقدي لسياسة إسرائيل الاستيطانية.

صفقة القرن
من جانبه، قال محمود العالول نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إن تصريحات فريدمان -التي لا تعدو بحسبه أن تكون كلاما في الهواء- هي سياسة تستهدف كل من يعارض الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأضاف العالول خلال مقابلة مع الإذاعة الفلسطينية أن تهديد السفير يدخل ضمن إطار الضغط الأميركي على القيادة الفلسطينية لقبول ما تسمى صفقة القرن.

كما نددت وزارة الإعلام الفلسطينية بتصريحات فريدمان، وقالت إنها "خطيرة وتمثل دعوة واضحة لاستهداف عباس وخروجا عن كل القواعد الدبلوماسية المتبعة".

وأضافت في بيان لها أن تلك التصريحات "تثبت أن الإدارة الأميركية الراهنة تمارس الانحياز الأعمى لإسرائيل وتنقلب على القانون الدولي، وتتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".

عباس (يمين) شتم فريدمان بوصف مقذع واعتبره مستوطنا ومن عائلة مستوطنة(وكالات)
عباس (يمين) شتم فريدمان بوصف مقذع واعتبره مستوطنا ومن عائلة مستوطنة(وكالات)

إيجاد بديل
وقال فريدمان -المحابي والمساند لحكومة اليمين الإسرائيلي ولسياستها الاستيطانية- في حديث نقلته القناة العاشرة الإسرائيلية إنه إذا لم يقبل عباس الانخراط في مفاوضات مع إسرائيل فسيتم إيجاد بديل له يملأ الفراغ الذي سيحدثه.

ويعد تصريح المسؤول الأميركي الأول من نوعه الذي يتحدث فيه صراحة مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن احتمال إقدامها على قرار سحب الاعتراف بمحمود عباس.

وأوضح أن بلاده ستمضي قدما في عملية السلام، وأنها تريد مساعدة الشعب الفلسطيني، مضيفا أنه إذا لم تكن القيادة الفلسطينية على المسار نفسه فإن ذلك لا يعني تخلي واشنطن عن نهجها.

وقال فريدمان إنه لم يحمل إهانة وجهها إليه الرئيس الفلسطيني -حيث وصفه فيها "بابن الكلب"- على محمل شخصي، واعتبرها مضرة بالشعب الفلسطيني، وتجعل من الصعب على واشنطن خوض حوار جاد بشأن قضايا خطيرة.

وكان عباس هاجم في اجتماع للقيادة الفلسطينية -ضم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح- في رام الله الأسبوع الماضي إدارة ترمب والسفير الأميركي في تل أبيب بسبب اعتبار الأخير الاستيطان شرعيا، وشتم الرئيس الفلسطيني السفير الأميركي بوصف مقذع، واعتبره مستوطنا ومن عائلة مستوطنة.

المصدر : الجزيرة + وكالات