العبادي يتوعد بالتصعيد وترقب لنتائج استفتاء كردستان

تعهد رئيس الوزراء العراقي بأن تصعد حكومته إجراءاتها ضد كل من قام بالاستفتاء في إقليم كردستان، وأنها ستحمّله المسؤولية القانونية، ووصف الاستفتاء بغير القانوني وغير الدستوري. يأتي ذلك وسط ترقب لنتائج الاستفتاء الذي جرى أمس، حيث حددت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في الإقليم 72 ساعة للإعلان الرسمي عن النتائج.

وقال حيدر العبادي خلال زيارته مقر عمليات القيادة المشتركة في العاصمة العراقية إن بغداد ستفرض سلطة الحكومة الاتحادية في الإقليم والمناطق المتنازع عليها حتى يتم حسم عوائدها وفق ما أقرّه الدستور العراقي.

كما أعلن العبادي إيقاف الرحلات الجوية من وإلى إقليم كردستان العراق على أن يظل الإيقاف ساريا لحين خضوع مطاري أربيل والسليمانية للسطة الاتحادية، على أن يبدأ تطبيق القرار بدءا من مساء يوم الجمعة القادم.

وأعلن العبادي خلال مؤتمر صحفي إخضاع المنافذ الحدودية الجوية والبرية في إقليم كردستان العراق للسلطة الاتحادية.

وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن الاستفتاء أُجري من دون اعتراف دولي أو داخلي، وهو ما يفقده شرعيته وحيادتيه وقانونيته. وأوضح أن نتائجه وما سيترتب عليها لن يعترف بها أحد، وأن حكومته غير مستعدة للتحاور ومناقشة نتائج هذا الاستفتاء.

في السياق قال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إن "المجلس يقف إلى جانب الحكومة ويدعم خطواتها للخروج من الأزمة الحالية والفتنة".

وأوضح الجبوري، في كلمة ألقاها أمام عدد من الضباط في وزارة الدفاع العراقية اليوم، أنه "للأسف الشديد نواجه اليوم مشكلة ليست بالهينة، تتطلب منا جهدًا كبيرًا وتكاتفًا استثنائيًا للحفاظ على وحدة العراق"، في إشارة لاستفتاء الانفصال الذي أجراه أمس إقليم كردستان رغم المعارضة الواسعة له إقليميا ودوليا.

وأضاف الجبوري "نرى أن الحكمة والصبر مهمان في هذا الامتحان على أن لا نتردد في شد أحزمة العزم والحسم في حماية وحدة العراق وسيادته".

إجراءات بغداد
يأتي ذلك في وقت قال مصدر حكومي عراقي إن الحكومة الاتحادية ببغداد شرعت في تنفيذ قرارات المجلس الوزاري للأمن الوطني التي اتخذها مساء أمس ردا على إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان، وأضاف المصدر نفسه أن بغداد بدأت التنسيق مع الدول المعنية لوقف التعاون مع إقليم كردستان بخصوص المنافذ الحدودية والمطارات وتصدير النفط.

وأوضح أن توجيهات رسمية صدرت للجهات القضائية لمتابعة الأموال المودعة في حساب الإقليم وسياسيين أكراد من واردات بيع النفط، وقال إن هناك إجراءات ستُتخذ في المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة الإقليم التي فُرضت فيها سياسة الأمر الواقع.

في السياق، وافق البرلمان العراقي أمس على قرار يدعو حكومة بغداد لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لإغلاق المنافذ الحدودية في إقليم كردستان من جميع الجهات، وصوّت البرلمان على قرار يلزم القائد العام للقوات المسلحة، وهو رئيس الوزراء حيدر العبادي، بنشر القوات في كل المناطق التي سيطر عليها إقليم كردستان بعد العام 2003.

وفي ردود الفعل الداخلية، وصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر استفتاء إقليم كردستان بأنه سُنّة سيئة وأنه لَيُّ ذراعٍ ليس للحكومة المركزية فقط، بل للعراق كله. وأضاف الصدر أن أولى مساوئ الاستفتاء هو تأجيج النفَس العِرقي الذي لا يقل خطورة عن تأجيج النفَس الطائفي.

ترقب وهدوء
في غضون ذلك يسود الهدوء إقليم كردستان العراق بعد يوم من الاستفتاء على الانفصال ترقبا للإعلان الرسمي عن نتائجه. 

وحددت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء إعلان النتائج بعد نحو 72 ساعة بدءا من انتهاء عملية التصويت، وأشارت إلى مشاركة 72% من سكان إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها في الاستفتاء.

وسجلت أقل نسبة مشاركة في محافظتي السليمانية وحلبجة بـ55%، وأعلى نسب المشاركة جاءت من محافظة دهوك حيث بلغت 90%، وفاقت نسبة المشاركة في المناطق المتنازع عليها 80%، بحسب إحصائيات تسربت إلى الإعلام الكردي.
 
وأوضحت المفوضية أن ثلاثة ملايين و305 آلاف ناخب أدلوا بأصواتهم من مجموع ما يقارب أربعة ملايين. وكانت المفوضية مددت عملية التصويت ساعة واحدة بسبب الزحام أمام المقرات الانتخابية.

وقالت مراسلة الجزيرة في أربيل ستير حكيم إن الملفت في الموقف الكردي تجاه التحذيرات والتهديدات من القوى العراقية والحكومة الاتحادية والقوى الإقليمية اتخاذ لغة هادئة وغير منفعلة وإصرار قيادة الإقليم على الحوار مع بغداد واستبعاد التدخلات العسكرية.

المصدر : الجزيرة + وكالات